[rtl]سيدتي الفاضلة الأديبة والمربية الأخت ميساء البشيتي أسعد ربي أوقاتك والسامعين
موضوعك هذا خطير ومرير !
في الماضي القريب، عندما كنا نخرج في تظاهرة ضد سلطة ما أو تأييدا لقضية من القضايا 
وكانت تضم الآلاف لم نكن نسمع كلمة نابية واحدة ولم تكن شعاراتنا تتجاوز أن هذا النظام 
رجعي عميل للاستعمار؛ وحينما يتجاوز أحد الأشخاص / بغض النظر إن كان مندسا أو 
" فالت عياره " / كانت الناس تردعه ولا تردد ما كان يحث الناس على قوله، وكان للتظاهرة
 قيادة (كإطار تنظيمي) يكون مسؤولا عن حركة الناس التي كما قلت تتعدى الآلاف، 
ما الذي تغير ؟! 
لم يعد هناك ضابط قانوني ولا ضابط أخلاقي وهذا لم يأتي من فراغ! 
ما الذي انحدر بمجتمعاتنا إلى هذا الدرك الأسفل من السفالة والوقاحة ؟!
يعود إلى عدة أسباب منها ذاتية وموضوعية
1 – التخفي خلف اسم مستعار
2-عدم أهلية الإدارة في المنتديات والمدونات
3-تدني مستوى الثقافة والجهل الاختياري
4- تعميم هذا النمط عبر قنوات فضائية قامت واشتهرت على أساس انحطاط هذا الخطاب
 المتدني أخلاقيا ومهنيا .. على سبيل المثال : حتى صار برنامج قناة الجزيرة ما يُسمى 
الرأي والرأي الآخر يعتمد عن دراسة مقصودة ليصبح النمط السائد بين العرب .
جميع هذه الأسباب وأكثر قد جعلت خطاب التخوين والشتم والتكفير والتهويل أمرا
 عاديا وله مصوغ اسمه حرية الرأي!
5- وهذا أخطر ما في الموضوع تتعلق بنمط وسلوك وفكر الأحزاب السائدة بكل أسف
وهذه الأحزاب تعيش متسترة بخطاب ذو وجهين، تُعلن شيء وتبطن شيء آخر، ولا 
أريد سوق الأمثلة ولكنها مسألة سافرة تُعلن عن نفسها بنفسها.

6- الأخطر من كل ما ذكرت هم خطباء المنابر والوعّاظ؛ الذين كنا نتتلمذ 
على يديهم حكمة ومحبة وإخاء ونعمق معرفتنا بالدين أصبح الفاعلون منهم خطباء 
سوء يعممون الكره بين الناس يفتون بالقتل وسفك الدماء علنا ، هؤلاء أشرّ الأشرار
 في عصرنا ويكفي أن ننظر إلى بعض القنوات بغض النظر عن الانتماءات 
المذهبية وقد وصل الأمر بكبار العلماء الأتقياء إلى الجهر بهذا الخطر المحدق 
بالأمة الذي صار من واجبها إعادة إحياء الدين الحنيف وإحياء الأخلاق المتدهورة
 لمواجهة هؤلاء المفسدين والذين صاروا يتمتعون وبكل أسف بجماهيرية أعمت
 أبصار مؤيديهم تغذية روح البغضاء المذهبية ولا شيء آخر .

سيدتي الفاضلة، أنت لم تطرحي موضوعا عاديا جزاك ربي كل خير 
ويجب النظر إلى عمق وأصل هذا التدهور الذي نعيش .
[/rtl]