بحـث
من أنا ؟
حقوقية، كاتبة، ناشطة في شؤون بلادي وشؤون المرأة، لي عدة منشورات ورقية وإلكترونية
المواضيع الأخيرة
كتب ميساء البشيتي الإلكترونية
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم |
ليالي إيزيس كوبيا بقلم واسيني الأعرج
صفحة 1 من اصل 1
ليالي إيزيس كوبيا بقلم واسيني الأعرج
ليالي إيزيس كوبيا
واسيني الأعرج
بتشوق كبير بدأت بتصفح هذه الرواية؛ سيما وأنها من أعمال الأديب العزيز واسيني الأعرج.
منيت نفسي بوجبة دسمة؛ فالرواية عن أديبة أكن لها من العشق والتقدير الكثير.
مي أو ماري زيادة ... من لم يسمع عن هذه الأديبة الكبيرة؟ من لم يقرأ بعضًا من رسائلها إلى الأديب المهجري الكبير جبران خليل جبران، ويقرأ بعضًا من رسائله إليها؟ من لم يحب الحب لأجل هذين العاشقين الجميلين؟
عندما كنت صغيرة قرأت في كتاب اللغة العربية نصًا لمي زيادة... وآلمني جدًا حين قرأت المعلومات التي كانت تنشر عنها مرافقة للنص: انتهى بها المطاف في مستشفى المجانين! منذ ذلك الوقت وإلى هذا اليوم، وأنا كلما تراءى لي اسم مي زيادة تنتابني غصة كبيرة.
حينما شرعت بقراءة الرواية لم يكن لدي أدنى فكرة عن محتواها سوى أنها قد تكون عن حياة الأديبة مي زيادة.
بدأت أقرأ وأقرأ وأقرأ لأصل إلى أن الرواية هي كل ما خطته مي زيادة بقلمها في تلك الفترة العصيبة التي مرت بها أثناء احتجازها بالعصفورية واتهامها بالجنون!
بداية استغربت هذا النمط الجديد؛ رواية في داخلها رواية مكتوبة بخط الأديبة مي زيادة! هذا أثار حماسي فعلًا؛ أن نعثر الآن على مخطوطة بقلم مي زيادة.
بدأت القراءة وبداخلي فرح كبير؛ أخيرًا عثرت على شيء من رائحة مي زيادة. بدأت أقرأ وأقرأ وأقرأ، ثم انتابني بعض الغضب، ثم العتب: لماذا ننبش الجراح؟
طالما أن الوضع كان سيئًا إلى هذا الحد فلماذا تكبد واسيني الأعرج كل هذه المشقة ليكشف أمرًا ليته بقي مستورًا؟! هذا كان رأيي في البدء، وزعلت من الرواية، ومن واسيني الأعرج، ومن مي زيادة. ودخلت في حالة من الحزن على ما حل بمي زيادة، وكيف أجرمت بحق نفسها، وعلى واسيني الأعرج الذي ركض في كل الاتجاهات، وخاض الحروبات ليحصل على هذه المخطوطة؛ فمي زيادة قالت الكثير، فضحت الكثير، وأعتقد أنها لو عادت إلى حالتها الطبيعية ربما هي لن توافق على نشر هذه الأسرار؟!
أخذت وقتي في الزعل، وأخذت أفكر كثيرًا في جبران، وفي كثير من الأسماء التي طرحت في الرواية، وانتابتني غصة أكبر من السابق.
بعد فترة لا يستهان بها عدت لأكمل الرواية؛ لأنني لا أحب أن أترك الأوراق مفتوحة... علي أن أكمل ما بدأت ولو بشهية مسكرة تمامًا.
عدت للقراءة وكنت قد وصلت إلى ربع الكتاب تقريبًا أو أكثر قليًلا، اختلفت الأمور فجأة، بدأ يظهر بريق أمل في حياة مي زيادة، بدأت تنجلي نفسيتها المتعبة، وبدأت تتكلم من زواية شخص يلمع في عينيه بريق الأمل.
عاتبت نفسي لأنني تخليت عنها في محنتها ولكني بررت لنفسي أنني فعلًا لم أملك الطاقة الكافية لأحتمل كل ما كتبته بخط يدها! ربما تسرعت قليلًا... لكن صدقًا ما كتبَته كان ثقيلًا على قلبي.
المهم عادت الحماسة تدب في، وأخذت في يومين متتاليين قراءة كل ما تبقى من الكتاب، وبدأ يشدني كما كان متوقعًا منه بل وأكثر، أخذت أكمل القراءة بنفس راضية نوعًا ما لكن طبعًا الكتاب من ألفه إلى يائه كان عبارة عن تجربة قاسية جدًا تبعث القهر في النفوس؛ لشدة الظلم الذي لحق بمي زيادة ... فقط ما كان يخفف قليلًا من وطأة الكآبة والحزن هو: عندما كانت تتكلم عن جبران خليل جبران.
بالنهاية جهد كبير مبذول من الأديب الكبير واسيني الأعرج، وحقائق مهمة تتكشف في هذا الكتاب: أهمها مقدار الظلم الذي تعرضت له هذه الأديبة في الوقت الذي كان يجب فيه أن تكرم، وتصان، وتحظى بالكثير من الأهتمام والتقدير، لكن للأسف تعرضت للظلم، والتجاهل، وتخلى عنها الجميع... وبقيت تقاوم كل الظلام وانتصرت... لكنها مع ذلك لم تصمد طويلًا فتنحت وفي فمها ما زالت بعض الكلمات تأبى أن تفارق.
الأديب العزيز واسيني الأعرج كل الشكر والتقدير وننتظرك برواية جديدة باللهفة والشوق ودمت.
واسيني الأعرج
بتشوق كبير بدأت بتصفح هذه الرواية؛ سيما وأنها من أعمال الأديب العزيز واسيني الأعرج.
منيت نفسي بوجبة دسمة؛ فالرواية عن أديبة أكن لها من العشق والتقدير الكثير.
مي أو ماري زيادة ... من لم يسمع عن هذه الأديبة الكبيرة؟ من لم يقرأ بعضًا من رسائلها إلى الأديب المهجري الكبير جبران خليل جبران، ويقرأ بعضًا من رسائله إليها؟ من لم يحب الحب لأجل هذين العاشقين الجميلين؟
عندما كنت صغيرة قرأت في كتاب اللغة العربية نصًا لمي زيادة... وآلمني جدًا حين قرأت المعلومات التي كانت تنشر عنها مرافقة للنص: انتهى بها المطاف في مستشفى المجانين! منذ ذلك الوقت وإلى هذا اليوم، وأنا كلما تراءى لي اسم مي زيادة تنتابني غصة كبيرة.
حينما شرعت بقراءة الرواية لم يكن لدي أدنى فكرة عن محتواها سوى أنها قد تكون عن حياة الأديبة مي زيادة.
بدأت أقرأ وأقرأ وأقرأ لأصل إلى أن الرواية هي كل ما خطته مي زيادة بقلمها في تلك الفترة العصيبة التي مرت بها أثناء احتجازها بالعصفورية واتهامها بالجنون!
بداية استغربت هذا النمط الجديد؛ رواية في داخلها رواية مكتوبة بخط الأديبة مي زيادة! هذا أثار حماسي فعلًا؛ أن نعثر الآن على مخطوطة بقلم مي زيادة.
بدأت القراءة وبداخلي فرح كبير؛ أخيرًا عثرت على شيء من رائحة مي زيادة. بدأت أقرأ وأقرأ وأقرأ، ثم انتابني بعض الغضب، ثم العتب: لماذا ننبش الجراح؟
طالما أن الوضع كان سيئًا إلى هذا الحد فلماذا تكبد واسيني الأعرج كل هذه المشقة ليكشف أمرًا ليته بقي مستورًا؟! هذا كان رأيي في البدء، وزعلت من الرواية، ومن واسيني الأعرج، ومن مي زيادة. ودخلت في حالة من الحزن على ما حل بمي زيادة، وكيف أجرمت بحق نفسها، وعلى واسيني الأعرج الذي ركض في كل الاتجاهات، وخاض الحروبات ليحصل على هذه المخطوطة؛ فمي زيادة قالت الكثير، فضحت الكثير، وأعتقد أنها لو عادت إلى حالتها الطبيعية ربما هي لن توافق على نشر هذه الأسرار؟!
أخذت وقتي في الزعل، وأخذت أفكر كثيرًا في جبران، وفي كثير من الأسماء التي طرحت في الرواية، وانتابتني غصة أكبر من السابق.
بعد فترة لا يستهان بها عدت لأكمل الرواية؛ لأنني لا أحب أن أترك الأوراق مفتوحة... علي أن أكمل ما بدأت ولو بشهية مسكرة تمامًا.
عدت للقراءة وكنت قد وصلت إلى ربع الكتاب تقريبًا أو أكثر قليًلا، اختلفت الأمور فجأة، بدأ يظهر بريق أمل في حياة مي زيادة، بدأت تنجلي نفسيتها المتعبة، وبدأت تتكلم من زواية شخص يلمع في عينيه بريق الأمل.
عاتبت نفسي لأنني تخليت عنها في محنتها ولكني بررت لنفسي أنني فعلًا لم أملك الطاقة الكافية لأحتمل كل ما كتبته بخط يدها! ربما تسرعت قليلًا... لكن صدقًا ما كتبَته كان ثقيلًا على قلبي.
المهم عادت الحماسة تدب في، وأخذت في يومين متتاليين قراءة كل ما تبقى من الكتاب، وبدأ يشدني كما كان متوقعًا منه بل وأكثر، أخذت أكمل القراءة بنفس راضية نوعًا ما لكن طبعًا الكتاب من ألفه إلى يائه كان عبارة عن تجربة قاسية جدًا تبعث القهر في النفوس؛ لشدة الظلم الذي لحق بمي زيادة ... فقط ما كان يخفف قليلًا من وطأة الكآبة والحزن هو: عندما كانت تتكلم عن جبران خليل جبران.
بالنهاية جهد كبير مبذول من الأديب الكبير واسيني الأعرج، وحقائق مهمة تتكشف في هذا الكتاب: أهمها مقدار الظلم الذي تعرضت له هذه الأديبة في الوقت الذي كان يجب فيه أن تكرم، وتصان، وتحظى بالكثير من الأهتمام والتقدير، لكن للأسف تعرضت للظلم، والتجاهل، وتخلى عنها الجميع... وبقيت تقاوم كل الظلام وانتصرت... لكنها مع ذلك لم تصمد طويلًا فتنحت وفي فمها ما زالت بعض الكلمات تأبى أن تفارق.
الأديب العزيز واسيني الأعرج كل الشكر والتقدير وننتظرك برواية جديدة باللهفة والشوق ودمت.
--------------------------------
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
رد: ليالي إيزيس كوبيا بقلم واسيني الأعرج
--------------------------------
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
رد: ليالي إيزيس كوبيا بقلم واسيني الأعرج
“ليالي إيزيس كوبيا.. ثلاثمئة ليلة وليلة في جحيم العصفورية” للكاتب واسيني الأعرج
“إيزيس كوبيا” هو الاسم المستعار لمي زيادة“إيزيس كوبيا” هو الاسم المستعار لمي زيادة
بيروت – “ليالي إيزيس كوبيا.. ثلاثمئة ليلة وليلة في جحيم العصفورية”، عنوان طويل لحكاية مريرة يرويها واسيني الأعرج، عن الفصل الأخير في حياة مي زيادة، التي لقبوها بملكة دولة الإلهام، وفريدة العصر، ونادرة الدهر، إلى آخر ما منحوها من ألقاب لكن من منحته قلبها ولجأت إليه في محنتها، شاء أن يكون لقبها الأخير ”مجنونة”، ليقتل روحها التي تعلقت به، فقد خانها مرتين، الأولى عندما تركها ليتزوج من فرنسية، والثانية حينما لجأت إليه شاكية ما بها بعد رحيل الأب والأم، فاستغل ثقتها وحصل منها على توكيل لإدارة أملاكها، لكنه استدرجها من القاهرة إلى بيروت واتهمها بالجنون وأودعها مستشفى للأمراض العقلية في لبنان، ليستولي على ممتلكاتها، وهو المكان الذي تذكره آخر كلمات العنوان “العصفورية” وهو المصح العقلي.
يؤطر واسيني الأعرج روايته، الصادرة عن دار الآداب ببيروت، بعنوان ينفذ إلى عمقها، فهو أولا: يشير إلى الكتاب العربي الأشهر ”ألف ليلة وليلة”، ولا يقدم عملا تاريخيا عن حياة مي زيادة بل نحن بصدد عمل أدبي تخييلي، حتى وإن تضمن شذرات من تاريخها وحكى عنها بعض وقائع معلومة سلفا. كما أن مي في الرواية هي التي تحكي وكأنها شهرزاد في ألف ليلة، لكنها هنا لا تحكي لشهريار لتنقذ نفسها، بل تحكي عنه لتدينه بعدما ارتكب جرائمه.
أما “إيزيس كوبيا” فهو الاسم المستعار الذي وضعته مي زيادة على غلاف ديوانها الأول “أزاهير حلم” والذي كتبته بالإنكليزية وصدر في القاهرة في مارس عام 1911، ليكون أول أعمالها الأدبية، ولكن باسم مستعار، قبل أن تبدأ في تقديم أعمالها باسم مي زيادة، قريب من اسمها الحقيقي ماري زيادة.
في العقد الأخير من حياة مي لم تنشر كتبا، تفترض الرواية أن لها مخطوطات مفقودة، وتنطلق من رحلة البحث عنها، لتشكل مخطوطاتها التي سجلت فيها أحداث أيامها في العصفورية متن الرواية. وفي الفصل الأول حديث عن الجهد الكبير الذي يبذله الراوي بمساعدة صديقته الباحثة روز خليل للعثور على المخطوطة. ويشير الكتاب إلى أن أجيالا متعاقبة ركضت وراء تلك المخطوطات في كل اتجاه لأكثر من سبعين سنة لكن دون جدوى، ويتساءل عما إذا كانت ضاعت حقا أم أن القدر شاء غير ذلك فرماها في بقعة مظلمة ليجعل العثور عليها مستحيلا. ويستمر بحثه إلى أن يعثر عليها في مصر ويطابق بعضها مع أوراق كان قد توصل إليها عن طريق مقربين من الأديبة الراحلة في بلدتها الجبلية وتحمل عنوان “ليالي العصفورية”.
عبر هذه الحيلة الروائية نستمع لمي تحكي عن أحداث بعضها استقاه الروائي مما كتبته مي ومما كتبه عنها معاصروها، وتذكر تفاصيل اللعبة التي استغل فيها جوزيف زيادة، زوجها، محنتها النفسية للإيقاع بها وإيصالها إلى العصفورية بغرض الاستيلاء على أملاكها، تقول بدهشة “كنت أظن أن هذا لن يحدث إلا للأخريات، وها أنا أواجه الكابوس نفسه. لا فرق بيني وبين أي امرأة عادية”.
“إيزيس كوبيا” هو الاسم المستعار لمي زيادة“إيزيس كوبيا” هو الاسم المستعار لمي زيادة
بيروت – “ليالي إيزيس كوبيا.. ثلاثمئة ليلة وليلة في جحيم العصفورية”، عنوان طويل لحكاية مريرة يرويها واسيني الأعرج، عن الفصل الأخير في حياة مي زيادة، التي لقبوها بملكة دولة الإلهام، وفريدة العصر، ونادرة الدهر، إلى آخر ما منحوها من ألقاب لكن من منحته قلبها ولجأت إليه في محنتها، شاء أن يكون لقبها الأخير ”مجنونة”، ليقتل روحها التي تعلقت به، فقد خانها مرتين، الأولى عندما تركها ليتزوج من فرنسية، والثانية حينما لجأت إليه شاكية ما بها بعد رحيل الأب والأم، فاستغل ثقتها وحصل منها على توكيل لإدارة أملاكها، لكنه استدرجها من القاهرة إلى بيروت واتهمها بالجنون وأودعها مستشفى للأمراض العقلية في لبنان، ليستولي على ممتلكاتها، وهو المكان الذي تذكره آخر كلمات العنوان “العصفورية” وهو المصح العقلي.
يؤطر واسيني الأعرج روايته، الصادرة عن دار الآداب ببيروت، بعنوان ينفذ إلى عمقها، فهو أولا: يشير إلى الكتاب العربي الأشهر ”ألف ليلة وليلة”، ولا يقدم عملا تاريخيا عن حياة مي زيادة بل نحن بصدد عمل أدبي تخييلي، حتى وإن تضمن شذرات من تاريخها وحكى عنها بعض وقائع معلومة سلفا. كما أن مي في الرواية هي التي تحكي وكأنها شهرزاد في ألف ليلة، لكنها هنا لا تحكي لشهريار لتنقذ نفسها، بل تحكي عنه لتدينه بعدما ارتكب جرائمه.
أما “إيزيس كوبيا” فهو الاسم المستعار الذي وضعته مي زيادة على غلاف ديوانها الأول “أزاهير حلم” والذي كتبته بالإنكليزية وصدر في القاهرة في مارس عام 1911، ليكون أول أعمالها الأدبية، ولكن باسم مستعار، قبل أن تبدأ في تقديم أعمالها باسم مي زيادة، قريب من اسمها الحقيقي ماري زيادة.
في العقد الأخير من حياة مي لم تنشر كتبا، تفترض الرواية أن لها مخطوطات مفقودة، وتنطلق من رحلة البحث عنها، لتشكل مخطوطاتها التي سجلت فيها أحداث أيامها في العصفورية متن الرواية. وفي الفصل الأول حديث عن الجهد الكبير الذي يبذله الراوي بمساعدة صديقته الباحثة روز خليل للعثور على المخطوطة. ويشير الكتاب إلى أن أجيالا متعاقبة ركضت وراء تلك المخطوطات في كل اتجاه لأكثر من سبعين سنة لكن دون جدوى، ويتساءل عما إذا كانت ضاعت حقا أم أن القدر شاء غير ذلك فرماها في بقعة مظلمة ليجعل العثور عليها مستحيلا. ويستمر بحثه إلى أن يعثر عليها في مصر ويطابق بعضها مع أوراق كان قد توصل إليها عن طريق مقربين من الأديبة الراحلة في بلدتها الجبلية وتحمل عنوان “ليالي العصفورية”.
عبر هذه الحيلة الروائية نستمع لمي تحكي عن أحداث بعضها استقاه الروائي مما كتبته مي ومما كتبه عنها معاصروها، وتذكر تفاصيل اللعبة التي استغل فيها جوزيف زيادة، زوجها، محنتها النفسية للإيقاع بها وإيصالها إلى العصفورية بغرض الاستيلاء على أملاكها، تقول بدهشة “كنت أظن أن هذا لن يحدث إلا للأخريات، وها أنا أواجه الكابوس نفسه. لا فرق بيني وبين أي امرأة عادية”.
--------------------------------
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
رد: ليالي إيزيس كوبيا بقلم واسيني الأعرج
وقفة مع رواية " ليالي إزيس كوبيا "
" ثلاثماءة ليلة و ليلة في جحيم العصفورية"
الكاتب : - واسيني الأعرج - .
إننا لو عمدنا الى قراءة الرواية قراءة خارجية ( خارج النص) . علها تسر لنا عن شيء من تفاصيلها أو تشف لنا عن بعض أسرارها. لما توصلنا الى الشيء الكثير. ذلك أن غلاف الرواية بعيد تماما عن مضمونها!. و يعود ذلك أن الرواءي ( واسيني الأعرج) قد اختار الملامح ذاتها لكل مولود جديد ينحدر من صلب قلمه القديم. بل إنه يعمد الى إعادة طبع رواياته القديمة معتمدا على الصورة ذاتها.
اذ من الصعب بمكان أن تجد علاقة بين جوهر النص و غلافه.
ان اعتماد الكاتب على صورته الشخصية ينطوي على سر . مفتاحه مقولة الفيلسوف " ديكارت " : " أنا أفكر إذن أنا موجود".
إن ( واسيني) يتخذ من الكتابة وسيلة لإثبات الذات ( الأنا).
هذه الأنا التي لها قدرة على الإبداع ( الخلق). ليس الخلق هنا من العدم. بل مما هو موجود. إن البراعة تكمن في إعادة صياغة و بلورة هذا الشتات ليصبح كلا متكاملا, عاقلا , متحركا.. بكل أبعاده الاجتماعية و السياسية و الايديولوجية و الدينية..
أما إذا ما تمعنت في الصورة الشخصية للكاتب ( غلاف الرواية) فانك تجده ينظر نظرة عميقة ، مركزة ، وإن شابها شيء من السخرية. ، ذلك أن الصورة تفتر عن ابتسامة حيية.
و كأن الرجل فيها يسخر من الحياة بكل أطيافها و ألوانها.
العنوان " ليالي آزيس كوبيا " : حتما ان لفظة ( ليالي) لم تنتق بشكل اعتباطي. ف ( ليالي) : ج ( ليلة) : و لليل حقل دلالي ثر. يوحي ( العتمة ، الخوف، الوحدة ، الترقب،الألم ، التذكر..) حتى يبدو لك الليل شيخا مثقل الخطوات ، متعثر الأقدام ، بالكاد يجتاز وزر الثواني و أرزاء الساعات.
أما اسم " إزيس كوبيا": فهو اسم مستعار . اختارته الكاتبة و الناقدة اللبنانية " مي زيادة" لتوقيع كتاباتها في بداية مشوارها الأدبي. ما يجعلنا نخلص الى أن الرواية تتناول حياة الأديبة ( مي زيادة).
و قد ظلل العنوان الرءيسي ( ليالي إزيس كوبيا) عنوان ثانوي هو :( ثلاتماءة ليلة و ليلة في جحيم العصفورية ).
يحيلنا العنوان الثانوي الى المؤلف العالمي ( الف ليلة و ليلة) و ما انطوى عليه من أحزان و مسرات ، خيبات و نجاحات... ما يجعلك تتأهب لأن تعيش مع الرواية نفس الغموض و الكواليس.
إن العدد ( ثلاثمءة ليلة و ليلة) شديد الوطء على النفس . إذ أن هذا الزمن المتعدد قد صرف في مكان وحيد. هو الجحيم بكل ما تحمله الكلمة من دلالات .
و أين.. ؟ في العصفورية.!. (العصفورية : مستشفى الأمراض النفسية و العقلية) بمدينة بيروت.
كل هذا التحليل لعنواني الرواية يفضي الى أن الرواية تتناول مأساة حياة الأديبة ( مي زيادة).
" أنا أستعطفك لأني أريد أن أستميلك الى تلك الحقول السحرية حيث سافو و إليزابيت براوننغ و أليس شرايفر و غيرهن من أخواتك اللواتي بنين سلما من الذهب و العاج بين الأرض و السماء. " نييورك 24 كانون الثاني 1919.
آمن الأديب الكبير و الناقد و الشاعر الفذ ( جبران خليل جبران) بملكات ( مي زيادة) و قدرتها على الخلق و الابداع. أرسل اليها يستميلها لكي تنتصر لمواهبها. و اأن تظهر أسرار نفسها و اختباراتها الخاصة. و مخبآتها الثرية. ذلك لأن الفن في ( نظره) هو اظهار ما يطوف و يتمايل و يتجوهر في داخل الروح. أما البحث في ( نظره) فهو اظهار ما يطوف و يتمايل و يتجوهر داخل الاجتماع.
دعا (جبران) الآنسة (مي) أن تترجم سقف ثقافتها و الا تحد من مواهبها. فراح يحثها على أن تنتصر لمواهبها السامية و ألا تركن للبحث في مآتي الأيام.
و السؤال الذي يطرح نفسه هنا : هل انتصرت (مي) لذاتها على حساب مآتي الأيام ؟ أم أن الأيام قد نالت منها و سارت في مأتمها ؟! هل انتصر لها الأدب حين أحاطت بها أسوار العصفورية من كل حدب. و حاصرتها بناياتها الضخمة من كل صوب. و طوقتها أصوات المتآمرين . و تعاقبت أيدي أصحاب الملاءات البيضاء على جسدها الهش. حتى اذا ما حقنوها بمادة المورفيم ، و خارت قوى مقاومتها انفضوا من حولها. و تركوها قاءمة في محاريب الظلال. تصلي صلاة مودع مستكين.!.
للإجابة على هذا السؤاال لا بد من فتح دفتي كتاب ( ليالي إيزيس كوبيا) .
إن بطلة (واسيني) هنا هي (مي) : غيض ( الناصرة) و فيض ( بيروت) و سيدة صالونات ( القاهرة) . كريمة الصحافة ( والدها من أكبر الصحفيين) و سليلة الشرق .
الشرق الذي بسط عباءته منذ عهود لمزيد من الخيبات. و استسلم راغبا لهوة الدركات. يلملم جناحيه لا تأهبا لرحب الآفاق. إنما ضيقا و تملصا من مستقبل باهت آت.
لقد خبرت (مي) منذ طفولتها طبيعة الشرق. و تملقه للغرب. ما جعلها توقع ديوانها اللأول الذي كتبته باللغة الفرنسية :" أزاهير حلم" تحت اسم مستعار هو " إزيس كوبيا" .
ذلك لأن الشرق يستكثر على المرأة أن تبدع من ناحية و لأنه مولع بكل ما يأتيه من الغرب من ناحية أخرى.
أن (مي) ثمرة ( أب) ماروني لبناني ، و ( أم ) فلسطينية ارثوذكسية. ما جعلها تزاول دراستها في مدارس الراهبات - حيث لا صوت غير صوت الصلوات- الشيء الذي جعلها تتقن اللغة الفرنسية. و تكتببها. الا أن شغفها باللغة الفرنسية لم يحل دون اهتمامها باللغة العربية. بل انها تعقبت قواميسها وجارت أساليبها الا أن لعبت الصدفة لعبتها. فاستدعيت (مي) الآنسة الصغيرة أن تلقي خطبة كتبها الأديب ( جبران خليل جبران) و أرسل بها. لتلقى في حفل بهيج. أقيم على شرف نيل " خليل مطران" وساما شرفيا من الخديوي آنذاك.
و قد أبدعت (مي) في إلقاء الكلمة. و أبهرت الحضور - الذي صفق لها طويلا- حين و شحت الخطبة بكلمات من إنشاءها.
هكذا نشأت ( مي) الأديبة. و هكذا سحرت الشرق بأدبها و فتنته بجرأتها.
إن (واسيني) لم يتناول حياة (مي) في روايته. كما يتناول أصحاب السير العلم. فلا تدرج (روايته) ضمن فن السير. و لم يتقص فيها قواعد و فنون المؤرخين . فهي ليست تأريخا..
إن المتمعن في الرواية يجد أسلوبا أدبيا ساحرا. يستلك من نفسك و يرسم أمامك طريقا. و يقطع لك تذكرة. تسافر بها جنبا الى جنب مع شخصية عذبة الحضور. رقيقة الروح. متأنقة الحوار. متقدة الفكر. متأهبة للفنون. ذواقة للحياة. دافءة الضلوع...
و مع كل هذا كانت مسيجة الجسد. شديدة الخوف من الله.
تلك هي (مي) التي صورتها الرواية كأجمل ما يكون التصوير. و أنت تقرأ النص الرواءي ، و تتعقب فصوله تنتابك رغبة. أن تسند رأسك الى كفك في صمت. و تصغي الى تراتيل الحزن المتدفقة من مزامير الروح المتأوهة. تحت سياط الجلد المحكوم به على البطلة. لا لشيء الا لأنها وريثة أملاك و أموال.
لقد تضافرت في النص كل خصاءص الرواية من :
( المكان) : كل الأمكنة الموجودة في النص باهتة. في وجود العصفورية ( المشفى الذي ارسلت له البطلة ظلما و عدوانا). يشكل المكان في النص( بؤرته) . لأنه مصدر التوتر و العنف و الألم.
(الزمان) : زمن النص زمن نفسي أكثر منه زمن حقيقي. نظرا لأن الكاتب صور ه ينحت داخل الذات. ثم إن قسوة( الزمن الحاضر ) جعل البطل تعتمد أسلوب النكوص ( عند فرويد) جسميا و عقليا. حتى تستطيع ان تتعايش مع الزمن الحاضر.
( الأحداث): تسلسلت و نمت حين استسلمت (مي) لحبها. و سلمت ابن عمها ( جوزيف) مقود حياتها. الذي غدر بها. فحجر عليها و تآمر مع الخونة من أجل رميها في المشفى. بدعوى الجنون. حتى يستولي على أموالها.
(الشخصيات) : شخصيات الرواية محدودة جدا مقارنة بروايات أخرى. تتمحور حول شخصية (مي). البطلة التي كانت محور الأحداث و مركزها.
(البناء الفني) : شديد الرص يسلمك شيءا فشيءا الى الحل. بعد أن تكون قد أعدمت الأمل في وجود ه. و قد جاء ( الحل) لتشهد الرواية مرة أخرى على الصراع الأبدي بين الخير و الشر.
ان المتلقي يستشعر في النص جملة من العواطف. تسلمك في البداية الى عدم الإيمان بالحب و لا بالصداقة. لتخلص في النهاية الى حكمة مفادها أن : ( الحياة انتقاء).
عليك أن تعرف كيف تنتقي أحبابك و أصدقاءك ..لأنهم أسباب شقاءك أو سعادتك.
انتهى
قراءة بقلم : شفيقة لوصيف.
" ثلاثماءة ليلة و ليلة في جحيم العصفورية"
الكاتب : - واسيني الأعرج - .
إننا لو عمدنا الى قراءة الرواية قراءة خارجية ( خارج النص) . علها تسر لنا عن شيء من تفاصيلها أو تشف لنا عن بعض أسرارها. لما توصلنا الى الشيء الكثير. ذلك أن غلاف الرواية بعيد تماما عن مضمونها!. و يعود ذلك أن الرواءي ( واسيني الأعرج) قد اختار الملامح ذاتها لكل مولود جديد ينحدر من صلب قلمه القديم. بل إنه يعمد الى إعادة طبع رواياته القديمة معتمدا على الصورة ذاتها.
اذ من الصعب بمكان أن تجد علاقة بين جوهر النص و غلافه.
ان اعتماد الكاتب على صورته الشخصية ينطوي على سر . مفتاحه مقولة الفيلسوف " ديكارت " : " أنا أفكر إذن أنا موجود".
إن ( واسيني) يتخذ من الكتابة وسيلة لإثبات الذات ( الأنا).
هذه الأنا التي لها قدرة على الإبداع ( الخلق). ليس الخلق هنا من العدم. بل مما هو موجود. إن البراعة تكمن في إعادة صياغة و بلورة هذا الشتات ليصبح كلا متكاملا, عاقلا , متحركا.. بكل أبعاده الاجتماعية و السياسية و الايديولوجية و الدينية..
أما إذا ما تمعنت في الصورة الشخصية للكاتب ( غلاف الرواية) فانك تجده ينظر نظرة عميقة ، مركزة ، وإن شابها شيء من السخرية. ، ذلك أن الصورة تفتر عن ابتسامة حيية.
و كأن الرجل فيها يسخر من الحياة بكل أطيافها و ألوانها.
العنوان " ليالي آزيس كوبيا " : حتما ان لفظة ( ليالي) لم تنتق بشكل اعتباطي. ف ( ليالي) : ج ( ليلة) : و لليل حقل دلالي ثر. يوحي ( العتمة ، الخوف، الوحدة ، الترقب،الألم ، التذكر..) حتى يبدو لك الليل شيخا مثقل الخطوات ، متعثر الأقدام ، بالكاد يجتاز وزر الثواني و أرزاء الساعات.
أما اسم " إزيس كوبيا": فهو اسم مستعار . اختارته الكاتبة و الناقدة اللبنانية " مي زيادة" لتوقيع كتاباتها في بداية مشوارها الأدبي. ما يجعلنا نخلص الى أن الرواية تتناول حياة الأديبة ( مي زيادة).
و قد ظلل العنوان الرءيسي ( ليالي إزيس كوبيا) عنوان ثانوي هو :( ثلاتماءة ليلة و ليلة في جحيم العصفورية ).
يحيلنا العنوان الثانوي الى المؤلف العالمي ( الف ليلة و ليلة) و ما انطوى عليه من أحزان و مسرات ، خيبات و نجاحات... ما يجعلك تتأهب لأن تعيش مع الرواية نفس الغموض و الكواليس.
إن العدد ( ثلاثمءة ليلة و ليلة) شديد الوطء على النفس . إذ أن هذا الزمن المتعدد قد صرف في مكان وحيد. هو الجحيم بكل ما تحمله الكلمة من دلالات .
و أين.. ؟ في العصفورية.!. (العصفورية : مستشفى الأمراض النفسية و العقلية) بمدينة بيروت.
كل هذا التحليل لعنواني الرواية يفضي الى أن الرواية تتناول مأساة حياة الأديبة ( مي زيادة).
" أنا أستعطفك لأني أريد أن أستميلك الى تلك الحقول السحرية حيث سافو و إليزابيت براوننغ و أليس شرايفر و غيرهن من أخواتك اللواتي بنين سلما من الذهب و العاج بين الأرض و السماء. " نييورك 24 كانون الثاني 1919.
آمن الأديب الكبير و الناقد و الشاعر الفذ ( جبران خليل جبران) بملكات ( مي زيادة) و قدرتها على الخلق و الابداع. أرسل اليها يستميلها لكي تنتصر لمواهبها. و اأن تظهر أسرار نفسها و اختباراتها الخاصة. و مخبآتها الثرية. ذلك لأن الفن في ( نظره) هو اظهار ما يطوف و يتمايل و يتجوهر في داخل الروح. أما البحث في ( نظره) فهو اظهار ما يطوف و يتمايل و يتجوهر داخل الاجتماع.
دعا (جبران) الآنسة (مي) أن تترجم سقف ثقافتها و الا تحد من مواهبها. فراح يحثها على أن تنتصر لمواهبها السامية و ألا تركن للبحث في مآتي الأيام.
و السؤال الذي يطرح نفسه هنا : هل انتصرت (مي) لذاتها على حساب مآتي الأيام ؟ أم أن الأيام قد نالت منها و سارت في مأتمها ؟! هل انتصر لها الأدب حين أحاطت بها أسوار العصفورية من كل حدب. و حاصرتها بناياتها الضخمة من كل صوب. و طوقتها أصوات المتآمرين . و تعاقبت أيدي أصحاب الملاءات البيضاء على جسدها الهش. حتى اذا ما حقنوها بمادة المورفيم ، و خارت قوى مقاومتها انفضوا من حولها. و تركوها قاءمة في محاريب الظلال. تصلي صلاة مودع مستكين.!.
للإجابة على هذا السؤاال لا بد من فتح دفتي كتاب ( ليالي إيزيس كوبيا) .
إن بطلة (واسيني) هنا هي (مي) : غيض ( الناصرة) و فيض ( بيروت) و سيدة صالونات ( القاهرة) . كريمة الصحافة ( والدها من أكبر الصحفيين) و سليلة الشرق .
الشرق الذي بسط عباءته منذ عهود لمزيد من الخيبات. و استسلم راغبا لهوة الدركات. يلملم جناحيه لا تأهبا لرحب الآفاق. إنما ضيقا و تملصا من مستقبل باهت آت.
لقد خبرت (مي) منذ طفولتها طبيعة الشرق. و تملقه للغرب. ما جعلها توقع ديوانها اللأول الذي كتبته باللغة الفرنسية :" أزاهير حلم" تحت اسم مستعار هو " إزيس كوبيا" .
ذلك لأن الشرق يستكثر على المرأة أن تبدع من ناحية و لأنه مولع بكل ما يأتيه من الغرب من ناحية أخرى.
أن (مي) ثمرة ( أب) ماروني لبناني ، و ( أم ) فلسطينية ارثوذكسية. ما جعلها تزاول دراستها في مدارس الراهبات - حيث لا صوت غير صوت الصلوات- الشيء الذي جعلها تتقن اللغة الفرنسية. و تكتببها. الا أن شغفها باللغة الفرنسية لم يحل دون اهتمامها باللغة العربية. بل انها تعقبت قواميسها وجارت أساليبها الا أن لعبت الصدفة لعبتها. فاستدعيت (مي) الآنسة الصغيرة أن تلقي خطبة كتبها الأديب ( جبران خليل جبران) و أرسل بها. لتلقى في حفل بهيج. أقيم على شرف نيل " خليل مطران" وساما شرفيا من الخديوي آنذاك.
و قد أبدعت (مي) في إلقاء الكلمة. و أبهرت الحضور - الذي صفق لها طويلا- حين و شحت الخطبة بكلمات من إنشاءها.
هكذا نشأت ( مي) الأديبة. و هكذا سحرت الشرق بأدبها و فتنته بجرأتها.
إن (واسيني) لم يتناول حياة (مي) في روايته. كما يتناول أصحاب السير العلم. فلا تدرج (روايته) ضمن فن السير. و لم يتقص فيها قواعد و فنون المؤرخين . فهي ليست تأريخا..
إن المتمعن في الرواية يجد أسلوبا أدبيا ساحرا. يستلك من نفسك و يرسم أمامك طريقا. و يقطع لك تذكرة. تسافر بها جنبا الى جنب مع شخصية عذبة الحضور. رقيقة الروح. متأنقة الحوار. متقدة الفكر. متأهبة للفنون. ذواقة للحياة. دافءة الضلوع...
و مع كل هذا كانت مسيجة الجسد. شديدة الخوف من الله.
تلك هي (مي) التي صورتها الرواية كأجمل ما يكون التصوير. و أنت تقرأ النص الرواءي ، و تتعقب فصوله تنتابك رغبة. أن تسند رأسك الى كفك في صمت. و تصغي الى تراتيل الحزن المتدفقة من مزامير الروح المتأوهة. تحت سياط الجلد المحكوم به على البطلة. لا لشيء الا لأنها وريثة أملاك و أموال.
لقد تضافرت في النص كل خصاءص الرواية من :
( المكان) : كل الأمكنة الموجودة في النص باهتة. في وجود العصفورية ( المشفى الذي ارسلت له البطلة ظلما و عدوانا). يشكل المكان في النص( بؤرته) . لأنه مصدر التوتر و العنف و الألم.
(الزمان) : زمن النص زمن نفسي أكثر منه زمن حقيقي. نظرا لأن الكاتب صور ه ينحت داخل الذات. ثم إن قسوة( الزمن الحاضر ) جعل البطل تعتمد أسلوب النكوص ( عند فرويد) جسميا و عقليا. حتى تستطيع ان تتعايش مع الزمن الحاضر.
( الأحداث): تسلسلت و نمت حين استسلمت (مي) لحبها. و سلمت ابن عمها ( جوزيف) مقود حياتها. الذي غدر بها. فحجر عليها و تآمر مع الخونة من أجل رميها في المشفى. بدعوى الجنون. حتى يستولي على أموالها.
(الشخصيات) : شخصيات الرواية محدودة جدا مقارنة بروايات أخرى. تتمحور حول شخصية (مي). البطلة التي كانت محور الأحداث و مركزها.
(البناء الفني) : شديد الرص يسلمك شيءا فشيءا الى الحل. بعد أن تكون قد أعدمت الأمل في وجود ه. و قد جاء ( الحل) لتشهد الرواية مرة أخرى على الصراع الأبدي بين الخير و الشر.
ان المتلقي يستشعر في النص جملة من العواطف. تسلمك في البداية الى عدم الإيمان بالحب و لا بالصداقة. لتخلص في النهاية الى حكمة مفادها أن : ( الحياة انتقاء).
عليك أن تعرف كيف تنتقي أحبابك و أصدقاءك ..لأنهم أسباب شقاءك أو سعادتك.
انتهى
قراءة بقلم : شفيقة لوصيف.
--------------------------------
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
مواضيع مماثلة
» لا تكثروا الدقّ، لم أعد هنا إلى أحمد دحبور بقلم واسيني الأعرج
» أصابع لوليتا ..واسيني الأعرج
» أنثى السراب .. واسيني الأعرج
» ليالي السماء\\ 24\\رسالة إلى صديق\\كـــــريم سمعون
» ليالي السماء \\الرسالة 19\\ تقبلي رسلي \\كريم سمعون
» أصابع لوليتا ..واسيني الأعرج
» أنثى السراب .. واسيني الأعرج
» ليالي السماء\\ 24\\رسالة إلى صديق\\كـــــريم سمعون
» ليالي السماء \\الرسالة 19\\ تقبلي رسلي \\كريم سمعون
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الخميس 14 مارس 2024 - 12:52 من طرف فاطمة شكري
» جربت تنام بخيمة؟ بقلم اسماعيل حسين
الثلاثاء 27 فبراير 2024 - 11:00 من طرف خيمة العودة
» يسألني الياسمين ... ؟
الأحد 25 فبراير 2024 - 11:19 من طرف سلامة حسين عبد النبي
» اسم في خيالي
الأربعاء 21 فبراير 2024 - 11:29 من طرف هند درويش
» منشورات ميساء البشيتي في جريدة عرب كندا
الثلاثاء 20 فبراير 2024 - 11:45 من طرف ميساء البشيتي
» قصيدة بعرض البحر
الثلاثاء 20 فبراير 2024 - 11:44 من طرف ميساء البشيتي
» “من السهل طمس الحقيقة بحيلة لغوية بسيطة" مريد البرغوثي
الجمعة 16 فبراير 2024 - 12:04 من طرف خيمة العودة
» هدية العصفورة إليك .
الجمعة 9 فبراير 2024 - 16:20 من طرف ريما مجد الكيال
» الكلمة تُوَرَّث
الجمعة 9 فبراير 2024 - 11:15 من طرف ورد العربي
» happy birthday fedaa
الإثنين 29 يناير 2024 - 11:11 من طرف ميساء البشيتي
» لروحك السلام أخي الحبيب جواد البشيتي
الجمعة 19 يناير 2024 - 12:13 من طرف ميساء البشيتي
» أيلول .. مهلاً .
الخميس 18 يناير 2024 - 11:42 من طرف رامي النجار
» صوّب الأخطاء الإملائية
الأحد 14 يناير 2024 - 14:41 من طرف Tamara
» طريق الخوف
الأربعاء 10 يناير 2024 - 12:00 من طرف ميساء البشيتي
» العهد
الإثنين 8 يناير 2024 - 11:06 من طرف لانا زهدي
» همسة في أذن السماء
الثلاثاء 2 يناير 2024 - 11:57 من طرف ميساء البشيتي
» "عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس
الإثنين 1 يناير 2024 - 15:08 من طرف ميساء البشيتي
» لو لم أكن أنثى ( مشاركة عامة )
الإثنين 1 يناير 2024 - 15:05 من طرف عشتار
» أنا .. أنت .. نحن كلمة ( مشاركة عامة )
الإثنين 1 يناير 2024 - 15:04 من طرف عشتار
» بـــ أحس الآن ــــــــ
الإثنين 1 يناير 2024 - 15:03 من طرف عشتار
» دهاليز الكتابة
السبت 30 ديسمبر 2023 - 12:06 من طرف رمزية بنت الفرج
» أين أنت مني ؟
السبت 30 ديسمبر 2023 - 12:04 من طرف رمزية بنت الفرج
» لم يعد ظلًا
السبت 30 ديسمبر 2023 - 11:26 من طرف رمزية بنت الفرج
» رسالة الدكتورة حنان عشراوي إلى الإمارات
الأربعاء 27 ديسمبر 2023 - 11:34 من طرف هبة الله فرغلي
» للشمس سلام
الثلاثاء 26 ديسمبر 2023 - 11:53 من طرف سلامة حسين عبد النبي