بحـث
من أنا ؟
حقوقية، كاتبة، ناشطة في شؤون بلادي وشؤون المرأة، لي عدة منشورات ورقية وإلكترونية
المواضيع الأخيرة
كتب ميساء البشيتي الإلكترونية
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم |
درس من ابنتي....
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
درس من ابنتي....
درس من ابنتي....
كم كنت أفخر بطفولتي وأنا أحكي لأبنائي فصولا منها كلما صادفنا موقف أثار حنيني للماضي،فأبدأ بوصف التفاصيل بدقة متناهية وأنا أسترجع ذكريات طفولتي الجميلة بتحسر...وكنت كلما بدأت كلامي أتفنن في اختيار الكلمات التي مهما جاهدت لانتقائها إلا وأجدها غير كافية للتعبير عما يخالجني نحو تلك النوستالجيا الرائعة،فأكتفي بتعابير تعلو محياي وأنا أردد:إييييه...ياحسرة على تلك الأيام..!!!كم كانت رائعة..!!
كانت هذه عباراتي المألوفة ككل واحد أخذه الحنين لتلك الفترة العمرية.
مرة وانا أهم بسرد ما حوته ذاكرتي الطفولية...تنهدت كثيرا ثم بدأت أحكي لهما..نسجت لهما خيوط ذكرياتي كعقد لؤلؤي الأحجار...حياة بسيطة مليئة بالفرح والسعادة والرضا....ألعابنا بسيطة تُدخل السرور إلى قلوبنا الصغيرة...ألعاب اندثرت بسبب غزو الألعاب الإلكترونية التي استهوت عقليهما...كنا جيلا ذهبيا بمعنى الكلمة نصنع المتعة بأنفسنا لأنفسنا...حقا كانت فترة رائعة من عمرنا.
فجأة...تعالى صوت الصغيرة ذات الست سنوات قائلة:''أمي...قولي كعادتك آه...ياحسرة على أيام زمان.''أتمت كلماتها وملامح مبهمة تغزو وجهها الجميل:مزيج من الغضب مع محاولة لإخفائه.
تأملت وجه ابنتي قليلا...وفهمت من تعابيرها أنها بكلامي الدائم عن زمان وأيامه الجميلة تُحمِّل نفسها مسؤولية ذلك..وأنها هي من أفسدت متعتي الطفولية بتواجدها في حياتي..وكأنها وأدت بسمتي وفرحتي وطفولتي...فقبل وجودها كانت حياتي كلها سعادة ،أما الآن فلم يعد للأيام مذاق أو نكهة..هكذا عبرت عن إحساسها بتذكيري بمقولتي الشهيرة التي طالما رددتها...
اغرورقت عيناي دمعا وأنا أحضنها ،وجدت نفسي محاصرة....موقف لا أحسد عليه...
كيف أمتص غضبها وأقنعها بنقيض ما تتوهمه؟؟
كيف أكون حكيمة معها دون مس أحاسيسها المرهفة؟؟
وكيف أتجنب خدشا كهذا مستقبلا؟؟
دون كلل بحثت عن حل لاستفسارات عينيها النجلاوين ولكلامها البريء وشعورها الطفولي.
بصعوبة..تمكنت من إقناعها بأنها بسمة دنياي... وأجمل ما أملك...وأن تواجدها منحني أجمل الألقاب..وأن لكل زمان نكهته الخاصة.
بعد هذا الفصل المحرج من حياتي...فكرت كثيرا في كلامها،وكم وجدت لدرسها معنى دون أن تقصده..فكثيرا ما نجرح صغارنا بكلام قد يجدون له تفسيرا مغايرا لما نود إيصاله لهم...وتبادرت لذهني أسئلة جمة جعلتني أحتار حقا..
فهل ياترى كان ماضينا أحسن من حاضرنا؟؟
ولماذا نتحسر عليه دائما؟؟؟
وإن خُيِّرت بين الحاضر والماضي ...هل باستطاعتي العودة للعيش بين أحضان ماضٍ نقي مقابل التفريط فيما اكتسبته من حاضري..؟؟
أسئلة كثيرة جعلتني أستعيد وعيي وأقسم ألا أعيد تلك الجملة مجددا على مسامعها....
منذ ذلك اليوم أيقنت أنني لا أفقه شيئا عن سيكولوجية الطفل وفن التعامل معه... وأن من أبجديات الحياة ،تعلم هذه الأدبيات التي غابت عنا..كل هذا كان كفيلا بتلقين ابنتي لي درسا لن أنساه ما حييت.
كم كنت أفخر بطفولتي وأنا أحكي لأبنائي فصولا منها كلما صادفنا موقف أثار حنيني للماضي،فأبدأ بوصف التفاصيل بدقة متناهية وأنا أسترجع ذكريات طفولتي الجميلة بتحسر...وكنت كلما بدأت كلامي أتفنن في اختيار الكلمات التي مهما جاهدت لانتقائها إلا وأجدها غير كافية للتعبير عما يخالجني نحو تلك النوستالجيا الرائعة،فأكتفي بتعابير تعلو محياي وأنا أردد:إييييه...ياحسرة على تلك الأيام..!!!كم كانت رائعة..!!
كانت هذه عباراتي المألوفة ككل واحد أخذه الحنين لتلك الفترة العمرية.
مرة وانا أهم بسرد ما حوته ذاكرتي الطفولية...تنهدت كثيرا ثم بدأت أحكي لهما..نسجت لهما خيوط ذكرياتي كعقد لؤلؤي الأحجار...حياة بسيطة مليئة بالفرح والسعادة والرضا....ألعابنا بسيطة تُدخل السرور إلى قلوبنا الصغيرة...ألعاب اندثرت بسبب غزو الألعاب الإلكترونية التي استهوت عقليهما...كنا جيلا ذهبيا بمعنى الكلمة نصنع المتعة بأنفسنا لأنفسنا...حقا كانت فترة رائعة من عمرنا.
فجأة...تعالى صوت الصغيرة ذات الست سنوات قائلة:''أمي...قولي كعادتك آه...ياحسرة على أيام زمان.''أتمت كلماتها وملامح مبهمة تغزو وجهها الجميل:مزيج من الغضب مع محاولة لإخفائه.
تأملت وجه ابنتي قليلا...وفهمت من تعابيرها أنها بكلامي الدائم عن زمان وأيامه الجميلة تُحمِّل نفسها مسؤولية ذلك..وأنها هي من أفسدت متعتي الطفولية بتواجدها في حياتي..وكأنها وأدت بسمتي وفرحتي وطفولتي...فقبل وجودها كانت حياتي كلها سعادة ،أما الآن فلم يعد للأيام مذاق أو نكهة..هكذا عبرت عن إحساسها بتذكيري بمقولتي الشهيرة التي طالما رددتها...
اغرورقت عيناي دمعا وأنا أحضنها ،وجدت نفسي محاصرة....موقف لا أحسد عليه...
كيف أمتص غضبها وأقنعها بنقيض ما تتوهمه؟؟
كيف أكون حكيمة معها دون مس أحاسيسها المرهفة؟؟
وكيف أتجنب خدشا كهذا مستقبلا؟؟
دون كلل بحثت عن حل لاستفسارات عينيها النجلاوين ولكلامها البريء وشعورها الطفولي.
بصعوبة..تمكنت من إقناعها بأنها بسمة دنياي... وأجمل ما أملك...وأن تواجدها منحني أجمل الألقاب..وأن لكل زمان نكهته الخاصة.
بعد هذا الفصل المحرج من حياتي...فكرت كثيرا في كلامها،وكم وجدت لدرسها معنى دون أن تقصده..فكثيرا ما نجرح صغارنا بكلام قد يجدون له تفسيرا مغايرا لما نود إيصاله لهم...وتبادرت لذهني أسئلة جمة جعلتني أحتار حقا..
فهل ياترى كان ماضينا أحسن من حاضرنا؟؟
ولماذا نتحسر عليه دائما؟؟؟
وإن خُيِّرت بين الحاضر والماضي ...هل باستطاعتي العودة للعيش بين أحضان ماضٍ نقي مقابل التفريط فيما اكتسبته من حاضري..؟؟
أسئلة كثيرة جعلتني أستعيد وعيي وأقسم ألا أعيد تلك الجملة مجددا على مسامعها....
منذ ذلك اليوم أيقنت أنني لا أفقه شيئا عن سيكولوجية الطفل وفن التعامل معه... وأن من أبجديات الحياة ،تعلم هذه الأدبيات التي غابت عنا..كل هذا كان كفيلا بتلقين ابنتي لي درسا لن أنساه ما حييت.
لطيفة الميموني- عضو متميز
- عدد المساهمات : 335
تاريخ التسجيل : 21/03/2018
رد: درس من ابنتي....
أحيانًا يا لطيفة نكون بحاجة للفضفضة ونظن أن الصغار يستمعون بشكل جيد ولكننا نغفل أن الصغار بسرعة يخيب أملهم ولا ننتبه إلا ونكون قد خدشنا جزءًا من آمالهم وأحلامهم ...
كل المحبة لكما غاليتي
كل المحبة لكما غاليتي
--------------------------------
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
رد: درس من ابنتي....
شكرا لمرورك أستاذ حاتم...حاتم أبو زيد كتب:رأفة بأطفالنا فهم يرون الحياة من خلال أعيننا
تحياتي لك أستاذة @لطيفة الميموني ولجميلتك
تقبل أجمل التحايا مني ومن ابنتي
لطيفة الميموني- عضو متميز
- عدد المساهمات : 335
تاريخ التسجيل : 21/03/2018
رد: درس من ابنتي....
كل الشكر لك أستاذة ميساء...ميساء البشيتي كتب:أحيانًا يا لطيفة نكون بحاجة للفضفضة ونظن أن الصغار يستمعون بشكل جيد ولكننا نغفل أن الصغار بسرعة يخيب أملهم ولا ننتبه إلا ونكون قد خدشنا جزءًا من آمالهم وأحلامهم ...
كل المحبة لكما غاليتي
فيض من القبل مني ومن ابنتي لك يا غالية
لطيفة الميموني- عضو متميز
- عدد المساهمات : 335
تاريخ التسجيل : 21/03/2018
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الخميس 14 مارس 2024 - 12:52 من طرف فاطمة شكري
» جربت تنام بخيمة؟ بقلم اسماعيل حسين
الثلاثاء 27 فبراير 2024 - 11:00 من طرف خيمة العودة
» يسألني الياسمين ... ؟
الأحد 25 فبراير 2024 - 11:19 من طرف سلامة حسين عبد النبي
» اسم في خيالي
الأربعاء 21 فبراير 2024 - 11:29 من طرف هند درويش
» منشورات ميساء البشيتي في جريدة عرب كندا
الثلاثاء 20 فبراير 2024 - 11:45 من طرف ميساء البشيتي
» قصيدة بعرض البحر
الثلاثاء 20 فبراير 2024 - 11:44 من طرف ميساء البشيتي
» “من السهل طمس الحقيقة بحيلة لغوية بسيطة" مريد البرغوثي
الجمعة 16 فبراير 2024 - 12:04 من طرف خيمة العودة
» هدية العصفورة إليك .
الجمعة 9 فبراير 2024 - 16:20 من طرف ريما مجد الكيال
» الكلمة تُوَرَّث
الجمعة 9 فبراير 2024 - 11:15 من طرف ورد العربي
» happy birthday fedaa
الإثنين 29 يناير 2024 - 11:11 من طرف ميساء البشيتي
» لروحك السلام أخي الحبيب جواد البشيتي
الجمعة 19 يناير 2024 - 12:13 من طرف ميساء البشيتي
» أيلول .. مهلاً .
الخميس 18 يناير 2024 - 11:42 من طرف رامي النجار
» صوّب الأخطاء الإملائية
الأحد 14 يناير 2024 - 14:41 من طرف Tamara
» طريق الخوف
الأربعاء 10 يناير 2024 - 12:00 من طرف ميساء البشيتي
» العهد
الإثنين 8 يناير 2024 - 11:06 من طرف لانا زهدي
» همسة في أذن السماء
الثلاثاء 2 يناير 2024 - 11:57 من طرف ميساء البشيتي
» "عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس
الإثنين 1 يناير 2024 - 15:08 من طرف ميساء البشيتي
» لو لم أكن أنثى ( مشاركة عامة )
الإثنين 1 يناير 2024 - 15:05 من طرف عشتار
» أنا .. أنت .. نحن كلمة ( مشاركة عامة )
الإثنين 1 يناير 2024 - 15:04 من طرف عشتار
» بـــ أحس الآن ــــــــ
الإثنين 1 يناير 2024 - 15:03 من طرف عشتار
» دهاليز الكتابة
السبت 30 ديسمبر 2023 - 12:06 من طرف رمزية بنت الفرج
» أين أنت مني ؟
السبت 30 ديسمبر 2023 - 12:04 من طرف رمزية بنت الفرج
» لم يعد ظلًا
السبت 30 ديسمبر 2023 - 11:26 من طرف رمزية بنت الفرج
» رسالة الدكتورة حنان عشراوي إلى الإمارات
الأربعاء 27 ديسمبر 2023 - 11:34 من طرف هبة الله فرغلي
» للشمس سلام
الثلاثاء 26 ديسمبر 2023 - 11:53 من طرف سلامة حسين عبد النبي