بحـث
من أنا ؟
حقوقية، كاتبة، ناشطة في شؤون بلادي وشؤون المرأة، لي عدة منشورات ورقية وإلكترونية
المواضيع الأخيرة
كتب ميساء البشيتي الإلكترونية
اليد القصيرة بقلم عماد حلمي العتيلي
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
اليد القصيرة بقلم عماد حلمي العتيلي
اليد القصيرة
ثاني أيام العيد،
الأطفال يَجمعون المال بفرح.
" هو العيد للأطفال، وليس لنا نحن .."
أقِفُ مُنتظراً في مطعم "الشاورما" القريب من البيت،
"المعلّم" الذي يبيعنا لطيفٌ ومُهذّب،
يقول للزبائن حين يمُدّون أيديَهم إليه كي يُعطوه ثمن الوجبة:
- خَلّي علينا ..!
ما زلتُ مُنتظراً.
طفلٌ مُرتَبك يقتحمُ المشهد فجأةً،
يدُه مُغلَقةٌ بحِرص، وكأنها تُمسِكُ رُوحه.
يخاطبه "المعلّم" بلهجةٍ جيّدة:
- إيش بدّك عمّو؟
- بدي .. بدي .. شو إسمو .. سندويشة!
- سندويشة شو ؟
- شو إسمو .. هذيك .. شورما.
يمُد الطفل يده القصيرة نحو "المعلّم" كي يعطيه ثمن "السندويشة" بعدما عدّ المبلغ "شلناً شلناً".
يسخَر "المعلّم" وقد باءت محاولة الطفل بالفشل:
- تعال هون حبيبي، لِف لعِندي!
يهرع إليه الطفل مرتجِفاً ويُعطيه "تحويشة العيد" على ما يبدو.
ينظر "المعلّم" إلى المبلغ ويَعُدّه، ثم يقول:
- ناقصات شِلِن!
- آه ؟
يتأفّف "المعلّم" اللطيف والمُهَذّب، ويقول :
- بدّي منّك كمان شِلن، هذول ناقصات!
يتلعثم الطفل،
يدور يمنةً ويسرة،
يُفتّش جيوبَه بحسرة ..
ينظر في عينَي "المعَلّم"، ثم يقول:
- طيب .. شوية بس .. ممكن ؟ .. رح أرجع.
يعود الطفل إلى بيته كي يأتي بـ"شِلنٍ" آخر.
ينظُر "المعلّم" إلَيّ بعدما ذهب الطفل، ويبتسم ابتسامةَ المُنتَصِر.
بعد قليل، يأتي رجلٌ عليهِ "بدلة" أنيقة، و"غرافة" هادئة،
يسأله "المعلّم" اللطيف المُهذّب:
- تفضّل أستاذ ..
- ثلاث وجبات سوبر لو سمحت.
ويفتح محفظته السّمينة، ويخرج منها عشرة دنانير ويَمُدّ يده الطويلة إلى "المعلّم"،
يبتسم "المعلّم" ويقول:
- خليها علينا .. الله يخلّيك .. حبيبي إنتا .. خليها علينا .. خلص .. هالمرّة بس ..
- لا .. لا .. ولا يمكن.
يمُد "المعلّم" يده الطّويلة كي يأخذ العشرة دنانير من يد الرجل.
مضى وقت، وجاء دوري وأخَذتُ ما طَلَبت،
والطّفل لم يصِل بعد.
ثاني أيام العيد،
الأطفال يَجمعون المال بفرح.
" هو العيد للأطفال، وليس لنا نحن .."
أقِفُ مُنتظراً في مطعم "الشاورما" القريب من البيت،
"المعلّم" الذي يبيعنا لطيفٌ ومُهذّب،
يقول للزبائن حين يمُدّون أيديَهم إليه كي يُعطوه ثمن الوجبة:
- خَلّي علينا ..!
ما زلتُ مُنتظراً.
طفلٌ مُرتَبك يقتحمُ المشهد فجأةً،
يدُه مُغلَقةٌ بحِرص، وكأنها تُمسِكُ رُوحه.
يخاطبه "المعلّم" بلهجةٍ جيّدة:
- إيش بدّك عمّو؟
- بدي .. بدي .. شو إسمو .. سندويشة!
- سندويشة شو ؟
- شو إسمو .. هذيك .. شورما.
يمُد الطفل يده القصيرة نحو "المعلّم" كي يعطيه ثمن "السندويشة" بعدما عدّ المبلغ "شلناً شلناً".
يسخَر "المعلّم" وقد باءت محاولة الطفل بالفشل:
- تعال هون حبيبي، لِف لعِندي!
يهرع إليه الطفل مرتجِفاً ويُعطيه "تحويشة العيد" على ما يبدو.
ينظر "المعلّم" إلى المبلغ ويَعُدّه، ثم يقول:
- ناقصات شِلِن!
- آه ؟
يتأفّف "المعلّم" اللطيف والمُهَذّب، ويقول :
- بدّي منّك كمان شِلن، هذول ناقصات!
يتلعثم الطفل،
يدور يمنةً ويسرة،
يُفتّش جيوبَه بحسرة ..
ينظر في عينَي "المعَلّم"، ثم يقول:
- طيب .. شوية بس .. ممكن ؟ .. رح أرجع.
يعود الطفل إلى بيته كي يأتي بـ"شِلنٍ" آخر.
ينظُر "المعلّم" إلَيّ بعدما ذهب الطفل، ويبتسم ابتسامةَ المُنتَصِر.
بعد قليل، يأتي رجلٌ عليهِ "بدلة" أنيقة، و"غرافة" هادئة،
يسأله "المعلّم" اللطيف المُهذّب:
- تفضّل أستاذ ..
- ثلاث وجبات سوبر لو سمحت.
ويفتح محفظته السّمينة، ويخرج منها عشرة دنانير ويَمُدّ يده الطويلة إلى "المعلّم"،
يبتسم "المعلّم" ويقول:
- خليها علينا .. الله يخلّيك .. حبيبي إنتا .. خليها علينا .. خلص .. هالمرّة بس ..
- لا .. لا .. ولا يمكن.
يمُد "المعلّم" يده الطّويلة كي يأخذ العشرة دنانير من يد الرجل.
مضى وقت، وجاء دوري وأخَذتُ ما طَلَبت،
والطّفل لم يصِل بعد.
--------------------------------
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
رد: اليد القصيرة بقلم عماد حلمي العتيلي
بالضبط أستاذة ميساء أنا عشت القصة حرف حرف وكأنني كنت معهم في ذلك المشهد الأليم .
قصة مؤلمة أتمنى لو يقرأها المعلم " خليها علينا " ربما يعرف أن الله حق وشكرا لك من الأعماق والشكر لصاحب القلم الرائع عماد حلمي العتيلي .
قصة مؤلمة أتمنى لو يقرأها المعلم " خليها علينا " ربما يعرف أن الله حق وشكرا لك من الأعماق والشكر لصاحب القلم الرائع عماد حلمي العتيلي .
ورد العربي- عضو متميز
- عدد المساهمات : 408
تاريخ التسجيل : 05/09/2011
مواضيع مماثلة
» هذا البحر لي بقلم عماد أبو حطب
» شذرات من الذاكرة بقلم عماد ابو حطب
» اغتصاب ذاكرة بقلم عماد أبو حطب
» مناكفات عائلية بقلم عماد أبو حطب
» مترجم رغما عن انفي* بقلم عماد ابو حطب
» شذرات من الذاكرة بقلم عماد ابو حطب
» اغتصاب ذاكرة بقلم عماد أبو حطب
» مناكفات عائلية بقلم عماد أبو حطب
» مترجم رغما عن انفي* بقلم عماد ابو حطب
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أمس في 12:04 من طرف لانا زهدي
» الغريب
الأربعاء 15 مايو 2024 - 11:29 من طرف عشتار
» نزوح آخر بقلم نور السويركي
الإثنين 13 مايو 2024 - 11:28 من طرف خيمة العودة
» عاتبني أيها القمر !
الإثنين 13 مايو 2024 - 11:24 من طرف لبيبة الدسوقي
» امرأة من زمن الأحلام
الأحد 12 مايو 2024 - 11:11 من طرف ريما مجد الكيال
» زوابع الياسمين
الأحد 12 مايو 2024 - 11:09 من طرف ريما مجد الكيال
» منشورات ميساء البشيتي في جريدة عرب كندا
الخميس 9 مايو 2024 - 11:35 من طرف ميساء البشيتي
» قناع بلون السماء ... باسم خندقجي
السبت 4 مايو 2024 - 11:41 من طرف حاتم أبو زيد
» هدية العصفورة إليك .
الأحد 28 أبريل 2024 - 12:00 من طرف حاتم أبو زيد
» قبر واحد يكفي لكل العرب
السبت 27 أبريل 2024 - 15:45 من طرف ميساء البشيتي
» على حافة الوطن
الثلاثاء 23 أبريل 2024 - 11:55 من طرف ريما مجد الكيال
» الوطن كما يجب أن يكون
الإثنين 22 أبريل 2024 - 11:35 من طرف ورد العربي
» .لماذا لم يخبرنا بأنه محبطٌ؟ أحمد خالد توفيق
الأحد 21 أبريل 2024 - 12:20 من طرف خيمة العودة
» زهر اللوز هو عنوانك
السبت 6 أبريل 2024 - 11:42 من طرف لبيبة الدسوقي
» حدائق اللوز
السبت 6 أبريل 2024 - 11:42 من طرف لبيبة الدسوقي
» أصوات من غزة
الجمعة 5 أبريل 2024 - 12:11 من طرف خيمة العودة
» دعاء ختم القرآن الكريم
الجمعة 5 أبريل 2024 - 11:59 من طرف دانة ربحي
» وجوه عابرة
الجمعة 5 أبريل 2024 - 11:53 من طرف ميساء البشيتي
» العهد
الثلاثاء 2 أبريل 2024 - 21:58 من طرف راما البلبيسي
» صافحيني غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:35 من طرف طارق نور الدين
» على عيني يا غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:35 من طرف طارق نور الدين
» هولاكو في غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:33 من طرف طارق نور الدين
» من يخاطبكم يا ميتون
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:32 من طرف طارق نور الدين
» ثوري غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:30 من طرف طارق نور الدين
» أين المفر يا غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:30 من طرف طارق نور الدين