بحـث
من أنا ؟
حقوقية، كاتبة، ناشطة في شؤون بلادي وشؤون المرأة، لي عدة منشورات ورقية وإلكترونية
المواضيع الأخيرة
كتب ميساء البشيتي الإلكترونية
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم |
زهرات الأقحوان ترجمة:د.عبدالرحمن أقرع
صفحة 1 من اصل 1
زهرات الأقحوان ترجمة:د.عبدالرحمن أقرع
زهرات الأقحوان
ترجمة:د.عبدالرحمن أقرع
شوارع المدينة تغص بالضباب في صبيحة يوم خريفي..ضباب رقيق يشبه الدخان أضاع ملامح البشر، والسيارات والعربات التي تظهر بسرعة ثم تختفي، كذلك الخطوط الكفافية للمباني..
ألمح بعيداً- كالناظر في مرآة متعرّقة - كومة من الطلاء العكر المتحرك، تقترب رويدا رويدا لتتضح لي فيما بعد ملامح حمَّال عجوز أشعث، رثّ الهيئة ضعيف البنية، يرتدي معطفاً رمادياً خفيفاً و يرزح تحت حمل هائل من الأقحوان، أزاهير أقحوان من شتى الألوان، البيضاء، الصفراء، القرمزية، الخمرية، وأخرى قانية اللون.
كان الحمال العجوز يحتضنها بجهد كبير، فيما كانت الأزهار الناعمة الطرية الجميلة المرحة، تغطي رأس العجوز وشعره الأشيب، فيما يطلّ من بينها وجهه الشاحب الغارق في الفكر، والأشبه بالقمع لشدة البرد.
خلف العجوز كانت تسير سيدة، غارقة في الحِداد يلفها وشاح ٌ أسود، لا يكشف للناظر، أعجوز ٌ هي أم شابة؟ أجميلة أم قبيحة .
يواصل كلاهما السير على أرض الشارع الخالي من البشر، الحمال العجوز في المقدمة، والسيدة على بعد خطوات خلفه ..والضباب الآن يغطي ملامح العجوز بالكامل، أما اللوحة السوداء للمرأة فتبرز بوضوح.
زهرات الأقحوان النقية تطلّ من الباقة الكبيرة، تتأرجح بمرح ٍ وتلعب فوق رأس العجوز تبعا لحركته الثقيلة، منهن منحنيات، وأُخَرُ منتصبات ترتج وتتراقص، تشرئبّ نحو المرأة المرتدية للحداد ، ثم تعود وتنظر إلى الأمام صوب الطريق..
آه يا زهور الأقحوان الجميلة...يا وليدات الخريف الناضج ..إنهم يحملونك إلى المقبرة، حيث سَتـَمُتـْنَ لطول المكث على تراب جديد لقبرٍ ما...
كم أنتنّ جميلات، تصلحن أن تكن هدية غرام، يا من لا يزهرن في الربيع حيث يزهر الغرام، وكأن الخريف لا يلدكن، إلا عندما يخيم الحزن ُ على الأرض.
للكاتب البلغاري : (إلين بيلين)
ترجمة:د.عبدالرحمن أقرع
شوارع المدينة تغص بالضباب في صبيحة يوم خريفي..ضباب رقيق يشبه الدخان أضاع ملامح البشر، والسيارات والعربات التي تظهر بسرعة ثم تختفي، كذلك الخطوط الكفافية للمباني..
ألمح بعيداً- كالناظر في مرآة متعرّقة - كومة من الطلاء العكر المتحرك، تقترب رويدا رويدا لتتضح لي فيما بعد ملامح حمَّال عجوز أشعث، رثّ الهيئة ضعيف البنية، يرتدي معطفاً رمادياً خفيفاً و يرزح تحت حمل هائل من الأقحوان، أزاهير أقحوان من شتى الألوان، البيضاء، الصفراء، القرمزية، الخمرية، وأخرى قانية اللون.
كان الحمال العجوز يحتضنها بجهد كبير، فيما كانت الأزهار الناعمة الطرية الجميلة المرحة، تغطي رأس العجوز وشعره الأشيب، فيما يطلّ من بينها وجهه الشاحب الغارق في الفكر، والأشبه بالقمع لشدة البرد.
خلف العجوز كانت تسير سيدة، غارقة في الحِداد يلفها وشاح ٌ أسود، لا يكشف للناظر، أعجوز ٌ هي أم شابة؟ أجميلة أم قبيحة .
يواصل كلاهما السير على أرض الشارع الخالي من البشر، الحمال العجوز في المقدمة، والسيدة على بعد خطوات خلفه ..والضباب الآن يغطي ملامح العجوز بالكامل، أما اللوحة السوداء للمرأة فتبرز بوضوح.
زهرات الأقحوان النقية تطلّ من الباقة الكبيرة، تتأرجح بمرح ٍ وتلعب فوق رأس العجوز تبعا لحركته الثقيلة، منهن منحنيات، وأُخَرُ منتصبات ترتج وتتراقص، تشرئبّ نحو المرأة المرتدية للحداد ، ثم تعود وتنظر إلى الأمام صوب الطريق..
آه يا زهور الأقحوان الجميلة...يا وليدات الخريف الناضج ..إنهم يحملونك إلى المقبرة، حيث سَتـَمُتـْنَ لطول المكث على تراب جديد لقبرٍ ما...
كم أنتنّ جميلات، تصلحن أن تكن هدية غرام، يا من لا يزهرن في الربيع حيث يزهر الغرام، وكأن الخريف لا يلدكن، إلا عندما يخيم الحزن ُ على الأرض.
للكاتب البلغاري : (إلين بيلين)
هبة الله فرغلي- عضو جديد
- عدد المساهمات : 59
تاريخ التسجيل : 28/06/2012
مواضيع مماثلة
» ريشة النسر للكاتب البلغاري الساخر-إلين بيلين ترجمة د.عبدالرحمن أقرع
» عين عديمة الفائدة!! قصة قصيرة للكاتب البلغاري الساخر (إلين بلين) ترجمة: د.عبدالرحمن أقرع
» التعساءترجمة: د.عبدالرحمن أقرع للكاتب البلغاري:إلين بيلين
» لست سندريلا
» عين عديمة الفائدة!! قصة قصيرة للكاتب البلغاري الساخر (إلين بلين) ترجمة: د.عبدالرحمن أقرع
» التعساءترجمة: د.عبدالرحمن أقرع للكاتب البلغاري:إلين بيلين
» لست سندريلا
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت 4 مايو 2024 - 11:41 من طرف حاتم أبو زيد
» هدية العصفورة إليك .
الأحد 28 أبريل 2024 - 12:00 من طرف حاتم أبو زيد
» قبر واحد يكفي لكل العرب
السبت 27 أبريل 2024 - 15:45 من طرف ميساء البشيتي
» منشورات ميساء البشيتي في جريدة عرب كندا
السبت 27 أبريل 2024 - 15:40 من طرف ميساء البشيتي
» على حافة الوطن
الثلاثاء 23 أبريل 2024 - 11:55 من طرف ريما مجد الكيال
» الوطن كما يجب أن يكون
الإثنين 22 أبريل 2024 - 11:35 من طرف ورد العربي
» .لماذا لم يخبرنا بأنه محبطٌ؟ أحمد خالد توفيق
الأحد 21 أبريل 2024 - 12:20 من طرف خيمة العودة
» زهر اللوز هو عنوانك
السبت 6 أبريل 2024 - 11:42 من طرف لبيبة الدسوقي
» حدائق اللوز
السبت 6 أبريل 2024 - 11:42 من طرف لبيبة الدسوقي
» أصوات من غزة
الجمعة 5 أبريل 2024 - 12:11 من طرف خيمة العودة
» دعاء ختم القرآن الكريم
الجمعة 5 أبريل 2024 - 11:59 من طرف دانة ربحي
» وجوه عابرة
الجمعة 5 أبريل 2024 - 11:53 من طرف ميساء البشيتي
» العهد
الثلاثاء 2 أبريل 2024 - 21:58 من طرف راما البلبيسي
» صافحيني غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:35 من طرف طارق نور الدين
» على عيني يا غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:35 من طرف طارق نور الدين
» هولاكو في غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:33 من طرف طارق نور الدين
» من يخاطبكم يا ميتون
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:32 من طرف طارق نور الدين
» ثوري غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:30 من طرف طارق نور الدين
» أين المفر يا غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:30 من طرف طارق نور الدين
» إعدام غزة !
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:28 من طرف طارق نور الدين
» تحركوا أيها الدمى
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:26 من طرف طارق نور الدين
» رسالة من طفل غزة إلى سلاطين العرب
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:25 من طرف طارق نور الدين
» كم أنت بعيد يا أفصى
الجمعة 22 مارس 2024 - 12:06 من طرف رمزية بنت الفرج
» يا زهرة المدائن ..يا قدس
الجمعة 22 مارس 2024 - 12:04 من طرف رمزية بنت الفرج
» من يكرمكن نساء غزة ؟
الجمعة 22 مارس 2024 - 11:55 من طرف رمزية بنت الفرج