ارحل...

ارحل متى شئت ..لقد فقدت مخالب المسافات بريقها لم تعد تستدرجني نحو سحيق الظلم . ها قد أطلّت الشّمس وذاب الصّمغ 

فسقطت الأقنعة.

ارحل..

ما عاد للرحيل عويل .ماتت أنثى الرحيل . لا توجد اليوم من تبكيه . لا توجد من تشق الجيوب و ترثيه . قد ترمل الرحيل قبل 

 الرحيل.

ارحل..

سترحل حتما إلى هناك ..إلى تلك التي عرفت كيف تفطم أيام الصبا على بابك .إلى تلك التي نجحت في تقليم أظافررجليك.أذكر -

 حين كنا صبية -كنّا نراها وهي تقف على أصابع الرجلين .توزع ثقل الجسد المبري على أطراف الأصابع . فنستحسن دمية 

الباربي وهي تفتح ذراعيها في السماء في خط مستقيم . و لم أكن أعلم أنّها معه تفتح في حياتي أفواها تلقف الزغاريد و التباشير . 

كنت أشعر أنّ أصدقاءنا الأطفال كانوا يرونها كما كنت أراها لعبة من خشب فرت من خلف أسوارسيرك.

إلآّ أنت كنت تراها جنية كفرت بشريعة الجنّ واعتنقت شريعة الإنس . كنت تقيس مواضع الشموع على جسدها بحاسة اللّهب .

حتى إذا ما انتهى العرض أباغتك و أنت متورط في كلمات العشق . تغازل شعرها الطويل المبحر في كل المسافات .

بالمناسبة كم كان شعرها يشبهك . يوهم الآخر بالسفر في كل المحطات وهو لم يقطع التذكرة بعد .!

كم كان يصدمني انهزامك أمامه . وكم كانت تنثرني بعثرتك بمحاذاته .

ارحل ...

لكن قبل أن تغادر قصّ عليّ من أخبارك وأخبارها . قل : إنّها من أجلك قد تعلمت كل دروب الرقص كما أجادت - بالأمس- من 

أجلك القفز فوق أكثر من حبل .قل : إنها تجيد أكثر من فن .لكن لا تقل فقط أنّها تحسن المشي على رجلين .

أخبرني..هل نجحت في تحريرها من كهوف الزيف ؟ وهل أجلستها إلى جانب الربيع على حجر الشّمس ؟ وهل نجحت في محو 

آثار منظفات الزجاج عن عينيها وزرعتهما وردا وشمسا ؟

أتصور أنّك قد صببت في أقداح أحداقها خمرة القمر . و قد حررت على وتر أذنيها تغريد الشجر .أكيد أنّك علمتها كيف تمتهن الوقت .
فوقفت على مخاض الفجر .و أنّك أذقتها متعة النحيب وحلاوة الدّمع .فخرجت تشيع الشّمس مع القمر.أتصور أنّك قد أدخلتها أبراج

 الصمت في مملكة الهذر وقد قدمتها لربّة القول في دار السّكت .

ولمّا سكتت صرخ صمته قائلا : اسمعيني من فضلك ..اسمعيني كما أريد أن أكون لا كما تريدينني أن أكون ..أنا لم أعرف كيف 

أُشفى منك و إلاّ ما كنت عدت..أنا 

أقاطعه في تذمر : ارحل..

ارحل ..لقد أقفل صالون "مي" . و مات جبران ورحل .

الله الله الله
مذهل جدا
حقيقة أذهلني هذا النص المدوزن المموسق
أسجل اعجابي واندهاشي بروعة التصوير وعذوبة الكلمة
مبدعة بكل معنى الكلمة
أستاذة شفيقة كل الاحترام

الله الله الله 
فقد أقفل صالون مي ومات جبران 
مالا تعرفينة يا شفيقة أنني من عشاق هذا الثنائي الرائعة مي وجبران 
وكم سعدت أنك أيضاً من هؤلاء العشاق 
قلم جميل جداً 
بوركت يا أديبتنا الجميلة 

@شفيقة لوصيف
#ارحل

نسيم الطبيعة كتب:الله الله الله
مذهل جدا
حقيقة أذهلني هذا النص المدوزن المموسق
أسجل اعجابي واندهاشي بروعة التصوير وعذوبة الكلمة
مبدعة بكل معنى الكلمة
أستاذة شفيقة كل الاحترام

أستاذي الفاضل : نسيم الطبيعة

لقد أشرقت كلماتك الدافئة على نفسي الباهتة 
فأضاءتها و أثثتها بصدق مشاعرك .
ممتنة أنا لتقييمك سيدي .
لك مني كل الاحترام والتقدير.

ميساء البشيتي كتب:الله الله الله 
فقد أقفل صالون مي ومات جبران 
مالا تعرفينة يا شفيقة أنني من عشاق هذا الثنائي الرائعة مي وجبران 
وكم سعدت أنك أيضاً من هؤلاء العشاق 
قلم جميل جداً 
بوركت يا أديبتنا الجميلة 

@شفيقة لوصيف
#ارحل

أستاذتي الفاضلة : ميساء البشيتي

نعمة أنت عليّ أسأل الله العظيم ألا يحرمني منها .
تشجيعك لي يزيدني ثقة ويمدني بالقوة للاستمرار على هذا الدرب.
حقيقة أحب الأدباء إلى نفسي هو "جبران " . مَعْلَمٌ في حياتي الخاصة والأدبية .
كل الاحترام والتقدير لك سيدتي .