صلاة في معبد النّسيان

سأحرق كل قصصي التي كتبتها ... فهي لا تشبهك ... وسأمزّق كل الحكايا لأنها لم تجمعني يوما بك ...وأنثر مع الرّيح كل أوراقي لأنها لم تحمل لي لقاء معك ...
وسأغمض عينيّ عليك بقوة كي لا يراك أحد ...وأستل سيف عذابي لأقتلك في داخلي لكي لا يشاركني فيك أحد .. بَعَدَكَ سأكفن أنفاسي حتى لو كانت مازالت تلفظ بالحياة ...وسأرفض الفرح ...فأنا أتيه ... أحدِّث الأرصفة والأنوار ... أبحث عن خطاك التي أرهقها الغياب...خذ عمري كله ... وامنحني يوما فقط لأعيشك فيه
أهذي مع نفسي كل مساء ... وأشعل أطراف أصابعي شموعا ...وأبلل أوراقي بالعطر لعلّني ألتقيك في حلمي ...فأنت قدري الصّامت ...وحدك من يوقظ ذاكرتي...ويشعل النار في مرافئ أشجاني ...فقل لي ولو كلمة مبهمة ... واترك عينيك تفسر غموضها...فلطالما كانت رموش عينيك سطورا لست أفهمها ...ولغزا لم أستطع فك رموزه ... وهذا البحر الحائر في عينيك...لا يهدأ ... لا يستريح ...ولا يحمل شطه أي أمان ... وأنا أقف حائرا ... مشتتا بين أمواج عينيك ورمال وصلك الصحراوية ... أنا أقبع في أعماق لؤلؤة في قعر العيون ... وعتبي عليك أنك علمتني الوجع ، وعلمتني الجلوس على حافة الذاكرة ... ولكنك لم تعلمني كيف أواجه غدر الزمان.
ها هو الليل يدق أبوابي ...
فدعني أتوضأ بهمومي ... وأصلي ركعتين في معبد النسيان