بحـث
من أنا ؟
حقوقية، كاتبة، ناشطة في شؤون بلادي وشؤون المرأة، لي عدة منشورات ورقية وإلكترونية
المواضيع الأخيرة
كتب ميساء البشيتي الإلكترونية
بقية حديث
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
بقية حديث
بقية حديث
أنا وأنتَ حرفان ساكنان في حديثٍ صامت لم يطفئ الشمعة الأولى من ميلاده، لم يذبل عقد الياسمين على نحره، لم تتساقط أوراق الوردة عن غصنه، لم تذب قطرات الندى عن صباحه؛ فبقيَّ حديثه ساخنًا كرغيف الخبز، طازجًا كرائحة الزعتر.
أنا وأنتَ حرفان هاربان من جزيرة تاهت في محيطها سفينة نوح فتشتت في دروبها جميع أزواج الطيور، خرست حناجر البلابل، غابت في إغفاءة طويلة زقزقات العصافير، وما بين الضياع والضياع لم يبق من يجيد الصراخ إلا طائر البوم.
ضبطت قوافي الشعر في قلبي إعلانًا للحرب، علقت جدائل الأشعار وربطتها إلى زيتونة الدار، أغلقت في وجهك دفتر مذكراتي ومنعتك أن تقرأ طفولتي وصباي، حجبت عنك عيون النور فخانتني وتسللت إليك خلسة، وعندما ضبطتها منتشية في مخدعك ارتجفت وبكت ثم باحت: أن قلبك هو من رمى إليها الشباك ومن انتظرها في عتمة ذلك المساء.
أنا وأنتَ حرفان يشكلان عنوان هذا العالم الذي مزقته الشرور والحروب والضغائن المتوارثة عبر كل الأجيال، أسكن في سكون عينيك فلا أسألك وطنًا ولا أنشد همزة الاستقلال، أنفاسك هي ماء الحياة لقلبي وتنهيداتك تعويذة سحر أرقي بها نفسي من أعين الحاسدات المتعطشات لروايات الغرام.
كيف صَلبتُ قلبي على حائط نون النسوة ووقفت حاجزًا بينك وبينه وأعلنت عليك في حينها العصيان؟
كيف خدعتني دموع تاء التأنيث وطلاوة وحلاوة ألسنتهن فاقتسمت عرش قلبك معهن، وسمحت لهن فيما بعد بمساومتي على مغادرة ساحات أحلامك؟
كيف سمحتُ لك أن تتدثر بوشاحهن، وتختبئ بين رموشهن، وأنتَ الذي كنتَ رئتي اليمنى واليسرى والوسط؛ فكيف أتنفس أكسجين العشق وعبير الحياة وشذا الأمل؟
وتعاتبني نفسي بحرقة السؤال: كيف ستمضين بقية العمر دون متكئ؟ وساعات النهار التي لا تنقضي من سيشغلها إن غاب همسه ونبض حسه وترانيم عشقه؟ وكيف سيكون لون الفجر إن كان ليله يقظًا متيقظًا كل الوقت؟
هل بتُ غريبة حقًا؟ هل بتُ غريبة عنك؟ ألم يعد من حقي أن أرسل جدائل أشعاري لتغفو بين ذراعيك لبعض الوقت، ألم يعد لي فنجانًا من القهوة ينتظرني معك على موائد الصباح؟ ألم تعد أنتَ المرسى والميناء والشاطئ وجميع أرصفة المنفى؟
أنا وأنتَ حرفان ساكنان في حديثٍ صامتٍ، نعم، لكنه أطاح بكل ثرثرات النساء؛ لذا أنا لن أوزع مساحات من رياض قلبك عليهن هبة أو صدقة جارية، لن أمنح مسامة واحدة حتى وإن كانت خرساء إلى حروف العلة مهما استجدتني وبكت على بابي ولن أبعثر ما تبقى من عمري مصلوبة على تلك الجدران.
أنتَ منذ الآن لي وحدي، لن تدس تاء التأنيث ونون النسوة أنوفهن في أحاديث المساء. حديثنا: صامت، صاخب، متقطع، متأرجح، ممطر، ممحل، مقبل، مدبر، مزبد، معربد، هو حديث بدأناه وعلينا أن نكمله.
رد: بقية حديث
أحبائي
يسعدني أن أنقل إليكم رد الأديب العزيز @رجب قرنفل على بقية حديث في موقع آخر
"لم أقرأ نصاً جديداً للأستاذة
ميساء البشيتي
إلا و أحسست أنني أمام جاذبية أدبية ، أقوى من الجاذبية الأرضية التي اكتشفها :
( نيوتن ) تشدني نحو الأعمق .... حيث استطاعت الكاتبة أن تجمع في هذا النص
بكل حرفيَّة و اقتدار ، بين ألق الكلمة الأدبية و سحر الخطاب .... بين رقَّة النسمة
و عنفوان العاصفة ، حدَّ الإبداع
و للأبداع حدوده الافتراضية عنـد الكاتب ، لا يتخطاها إلا قلـة مـن الكتاب الكبار،
فالإبداع عندهم لا تحده حدود .... و ( ميساؤنا ) واحدة من هذه القلة ، حيث نجد
عندها اللغـة الإبداعية ثرَّة مطواعة كينبوع فـوَّاار لا ينضب .. حلوة عذبة المذاق
كذوب الشهد ينساب على القرطاس في المداد .... و شاهدنا الأقرب على ذلك هو
ما نراه أمامنا في تلافيف هذا النص ،،، كما في كل النصوص التي قرأناها للكاتبة
في سلسلة خواطرها الأدبية ، ألا و هو :
( بقية حديث )
هنا إذا ما نظرنا إلى هذا العنوان نظرة نقدية ،، فإننا نجد أن كلمة ( بقية ) تفـيد
القلة في الشيء ، كأن نقول مثلاً : ( بقية عمر .. أو بقية رمق .. أو بقية نقود )
أو كما في العنوان ( بقية حديث ) .. و مع ذلك لقد استطاعت الكاتبة بما تملك من
قدرة فائقة على حسن المعالجة ، أن توظِّف هذا العنوان توظيفاً ذكياً ،، من خـلال
الربط العضوي المحكم بين الرأس و الجسد ربطاً درامياً وثيقاً ، يقوم على التناغم
و التناسق الكاملين بين البداية و الختام ... و ما بين الاثنين تستوقفنا موجات من
الإبداع تتوالى و تتدافع في بحر مترامي الأطراف من السحر والجمال .. تتجلى لنا
عند كل موجة في النص"
http://kanadeelfkr.com/vb/showthread.php?t=44270
--------------------------------
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
رد: بقية حديث
هل بتُ غريبة حقًا؟ هل بتُ غريبة عنك؟ ألم يعد من حقي أن أرسل جدائل أشعاري لتغفو بين ذراعيك لبعض الوقت، ألم يعد لي فنجانًا من القهوة ينتظرني معك على موائد الصباح؟ ألم تعد أنتَ المرسى والميناء والشاطئ وجميع أرصفة المنفى؟
أنا وأنتَ حرفان ساكنان في حديثٍ صامتٍ، نعم، لكنه أطاح بكل ثرثرات النساء؛ لذا أنا لن أوزع مساحات من رياض قلبك عليهن هبة أو صدقة جارية، لن أمنح مسامة واحدة حتى وإن كانت خرساء إلى حروف العلة مهما استجدتني وبكت على بابي ولن أبعثر ما تبقى من عمري مصلوبة على تلك الجدران.
عبد الفتاح النبوي- عضو جديد
- عدد المساهمات : 8
تاريخ التسجيل : 16/12/2021
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الخميس 9 مايو 2024 - 11:35 من طرف ميساء البشيتي
» قناع بلون السماء ... باسم خندقجي
السبت 4 مايو 2024 - 11:41 من طرف حاتم أبو زيد
» هدية العصفورة إليك .
الأحد 28 أبريل 2024 - 12:00 من طرف حاتم أبو زيد
» قبر واحد يكفي لكل العرب
السبت 27 أبريل 2024 - 15:45 من طرف ميساء البشيتي
» على حافة الوطن
الثلاثاء 23 أبريل 2024 - 11:55 من طرف ريما مجد الكيال
» الوطن كما يجب أن يكون
الإثنين 22 أبريل 2024 - 11:35 من طرف ورد العربي
» .لماذا لم يخبرنا بأنه محبطٌ؟ أحمد خالد توفيق
الأحد 21 أبريل 2024 - 12:20 من طرف خيمة العودة
» زهر اللوز هو عنوانك
السبت 6 أبريل 2024 - 11:42 من طرف لبيبة الدسوقي
» حدائق اللوز
السبت 6 أبريل 2024 - 11:42 من طرف لبيبة الدسوقي
» أصوات من غزة
الجمعة 5 أبريل 2024 - 12:11 من طرف خيمة العودة
» دعاء ختم القرآن الكريم
الجمعة 5 أبريل 2024 - 11:59 من طرف دانة ربحي
» وجوه عابرة
الجمعة 5 أبريل 2024 - 11:53 من طرف ميساء البشيتي
» العهد
الثلاثاء 2 أبريل 2024 - 21:58 من طرف راما البلبيسي
» صافحيني غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:35 من طرف طارق نور الدين
» على عيني يا غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:35 من طرف طارق نور الدين
» هولاكو في غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:33 من طرف طارق نور الدين
» من يخاطبكم يا ميتون
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:32 من طرف طارق نور الدين
» ثوري غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:30 من طرف طارق نور الدين
» أين المفر يا غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:30 من طرف طارق نور الدين
» إعدام غزة !
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:28 من طرف طارق نور الدين
» تحركوا أيها الدمى
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:26 من طرف طارق نور الدين
» رسالة من طفل غزة إلى سلاطين العرب
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:25 من طرف طارق نور الدين
» كم أنت بعيد يا أفصى
الجمعة 22 مارس 2024 - 12:06 من طرف رمزية بنت الفرج
» يا زهرة المدائن ..يا قدس
الجمعة 22 مارس 2024 - 12:04 من طرف رمزية بنت الفرج
» من يكرمكن نساء غزة ؟
الجمعة 22 مارس 2024 - 11:55 من طرف رمزية بنت الفرج