أتيه بين السجع و الروي... أنتشر من عمق لجوف... أهيم من حس لنبض... و أنا بين ذاك و ذاك تتلقفني العبارات جمالا، رقة، و روعة... فتجتثني من صمتي و هدوئي لتستفز كل ما بي من انتشاء و افتخار.......
 لا تبالي فكل ما يرهق كاهلك اليوم، يصير غدا نورا على الجبين... لا تبالي فكل ذا الإختناق يتحول نفسا يزفر كل رواسب الإنتظار....
أرح فؤادك و دعه ينبضُ دقاتِه روية و استراح، فلا الفَرَسُ يُسَمِّيك و لا كان بياضه لَقَبَك، فأنْتَ أنتَ، و كما أنت تكون....
لا انتظار هنا لسواك، و لا اصطبار على طول الزمن لغيرك... فتمهل و احسب خطواتك و انهل مما أمامك رويدا رويدا، فأمامك في الطريق 
مناك، و إن بعد، فهو بصحبتك روحا و نفسا تستمد منه ما تريد، و تستزيد منه ما تحتاجه للمسير.....
ارفق بحالك و خذ مني ما شئت... فقط تمهل على الزمان و اصطبر عليه، فكلما بَعُدَ الحلم استُلِذَّ طعمه يوم المنال، و بمشقة الإنتظار قرت العيون يوم النظر... لا تتعجل... فما عدت "قادما من البعيد" أنت هاهنا أدنى و أقرب رغم غبش الرؤية و غموض الآتي.... انثر سواد فكرك بعيدا و تفاءل.. لا أملك أمر الغد براحتي، لكن قلبي لطالما غنى أملا يستبشر بالغد و حاله ما دمنا معا...