بحـث
من أنا ؟
حقوقية، كاتبة، ناشطة في شؤون بلادي وشؤون المرأة، لي عدة منشورات ورقية وإلكترونية
المواضيع الأخيرة
كتب ميساء البشيتي الإلكترونية
كلمات صيفية
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
كلمات صيفية
كلمات صيفية
لا تحدثني بلغة الحب؛ فقلبي أوصدته على آخر حديث باحت به عيناك قبل أن نغادر معًا نوافذ الصبا؛ لنرسم تجاعيد الكهولة بالورقة والقلم.
دعني أغرق في سباتي، لاترسل صوتك من جديد ليوقظني، لا أريد أن أصحو من حلمي بك فأذوي كورقة خريفية جارت عليها الرياح العنيدة وألقت بها إلى القعر.
لا ترسل كلماتك الصيفية لتفرك أذن قلبي؛ فيفيق من سباته الخريفي، ويستجيب لنسيمها العليل، ويهوي في شباكها، دون أن آذن له ، أو إلى رجائي أن يصغي.
لا أكره الحب، لا أكره كلامك في الحب، لا أكره أن يوقظني صوتك الحنون من كل أحلامي، لكنِّي أخاف، بل وتكبلني شياطين الخوف بالسلاسل والزرد؛ أن يكون كلامك هذا غزوًا آخرًا لقلبي، لن ينجو منه، بل سيرديه قتيلًا، أو جريحًا مثخنًا بوابل من طلقات الهجر.
الحب يا صانع الكلمات الجميلة كموج البحر، يتدفق بغنج، يطير برفق، يحلق كنسر، ثم يعود بصيد ثمين؛ يلقيه عند أبواب البحر، فيجلس متربعًا على الشط، وعند الأفول يغدو وحيدًا، يعد الساعات فلا تنتهي، ينتظر انقضاء الليل فلا ينقضي، يبتهل إلى السماء أن تمطر قُبَلًا فتتمنع، ثم يتحول إلى شجرة متيبسة، خيمة مهترئة، كهف قديم يدخله العشاق؛ هروبًا من القيظ ولعنة الأعين، يلقون بأحاديثهم وهمساتهم ونجواهم إلى جدرانه فيتلقفها بحسرة وكبد.
أنتصر على خوفي من تلك الصور البائسة بفرحي حينما يهلُّ صوتك رسولًا محملًا بالبشرى؛ ينفض غبار الحسرة عن قلبي، يدغدغه من خاصرته إلى أن يصفو، ثم يشبك يده بيده ويمضيان، يتراكضان على أرصفة الخيال والسحر، يعدان خطوات المساء من الميل إلى الألف، ويُشهِدان على عناقهما النجم والقمر، ثم يفلت يده من يده، ويهجره ليعود من جديد للتصحر، ويتخذ له متكأً من القعر.
لا أريد أن أقع فريسة للكلمات الصيفية ولغة الحب، لا أريد لقلبي أن يحبك كثيرًا ولا يتوب عن حكايات العشق؛ فينتظرك كي تعمد عينيه برشفة حب، وشفتيه بقبلة لم تلمسها شفة من قبل أو خد، ويسير معك في ظلال لا تنتهي، قبل أن يرتطم مجددًا كورقة خريفية تعوي في وجه الريح ثم تهوي.
--------------------------------
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
رد: كلمات صيفية
ميساء البشيتي كتب:كلمات صيفيةلا تحدثني بلغة الحب؛ فقلبي أوصدته على آخر حديث باحت به عيناك قبل أن نغادر معًا نوافذ الصبا؛ لنرسم تجاعيد الكهولة بالورقة والقلم.دعني أغرق في سباتي، لاترسل صوتك من جديد ليوقظني، لا أريد أن أصحو من حلمي بك فأذوي كورقة خريفية جارت عليها الرياح العنيدة وألقت بها إلى القعر.لا ترسل كلماتك الصيفية لتفرك أذن قلبي؛ فيفيق من سباته الخريفي، ويستجيب لنسيمها العليل، ويهوي في شباكها، دون أن آذن له ، أو إلى رجائي أن يصغي.لا أكره الحب، لا أكره كلامك في الحب، لا أكره أن يوقظني صوتك الحنون من كل أحلامي، لكنِّي أخاف، بل وتكبلني شياطين الخوف بالسلاسل والزرد؛ أن يكون كلامك هذا غزوًا آخرًا لقلبي، لن ينجو منه، بل سيرديه قتيلًا، أو جريحًا مثخنًا بوابل من طلقات الهجر.الحب يا صانع الكلمات الجميلة كموج البحر، يتدفق بغنج، يطير برفق، يحلق كنسر، ثم يعود بصيد ثمين؛ يلقيه عند أبواب البحر، فيجلس متربعًا على الشط، وعند الأفول يغدو وحيدًا، يعد الساعات فلا تنتهي، ينتظر انقضاء الليل فلا ينقضي، يبتهل إلى السماء أن تمطر قُبَلًا فتتمنع، ثم يتحول إلى شجرة متيبسة، خيمة مهترئة، كهف قديم يدخله العشاق؛ هروبًا من القيظ ولعنة الأعين، يلقون بأحاديثهم وهمساتهم ونجواهم إلى جدرانه فيتلقفها بحسرة وكبد.أنتصر على خوفي من تلك الصور البائسة بفرحي حينما يهلُّ صوتك رسولًا محملًا بالبشرى؛ ينفض غبار الحسرة عن قلبي، يدغدغه من خاصرته إلى أن يصفو، ثم يشبك يده بيده ويمضيان، يتراكضان على أرصفة الخيال والسحر، يعدان خطوات المساء من الميل إلى الألف، ويُشهِدان على عناقهما النجم والقمر، ثم يفلت يده من يده، ويهجره ليعود من جديد للتصحر، ويتخذ له متكأً من القعر.لا أريد أن أقع فريسة للكلمات الصيفية ولغة الحب، لا أريد لقلبي أن يحبك كثيرًا ولا يتوب عن حكايات العشق؛ فينتظرك كي تعمد عينيه برشفة حب، وشفتيه بقبلة لم تلمسها شفة من قبل أو خد، ويسير معك في ظلال لا تنتهي، قبل أن يرتطم مجددًا كورقة خريفية تعوي في وجه الريح ثم تهوي.
اميرة- عضو متميز
- عدد المساهمات : 387
تاريخ التسجيل : 12/03/2011
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أمس في 11:35 من طرف ميساء البشيتي
» قناع بلون السماء ... باسم خندقجي
السبت 4 مايو 2024 - 11:41 من طرف حاتم أبو زيد
» هدية العصفورة إليك .
الأحد 28 أبريل 2024 - 12:00 من طرف حاتم أبو زيد
» قبر واحد يكفي لكل العرب
السبت 27 أبريل 2024 - 15:45 من طرف ميساء البشيتي
» على حافة الوطن
الثلاثاء 23 أبريل 2024 - 11:55 من طرف ريما مجد الكيال
» الوطن كما يجب أن يكون
الإثنين 22 أبريل 2024 - 11:35 من طرف ورد العربي
» .لماذا لم يخبرنا بأنه محبطٌ؟ أحمد خالد توفيق
الأحد 21 أبريل 2024 - 12:20 من طرف خيمة العودة
» زهر اللوز هو عنوانك
السبت 6 أبريل 2024 - 11:42 من طرف لبيبة الدسوقي
» حدائق اللوز
السبت 6 أبريل 2024 - 11:42 من طرف لبيبة الدسوقي
» أصوات من غزة
الجمعة 5 أبريل 2024 - 12:11 من طرف خيمة العودة
» دعاء ختم القرآن الكريم
الجمعة 5 أبريل 2024 - 11:59 من طرف دانة ربحي
» وجوه عابرة
الجمعة 5 أبريل 2024 - 11:53 من طرف ميساء البشيتي
» العهد
الثلاثاء 2 أبريل 2024 - 21:58 من طرف راما البلبيسي
» صافحيني غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:35 من طرف طارق نور الدين
» على عيني يا غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:35 من طرف طارق نور الدين
» هولاكو في غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:33 من طرف طارق نور الدين
» من يخاطبكم يا ميتون
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:32 من طرف طارق نور الدين
» ثوري غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:30 من طرف طارق نور الدين
» أين المفر يا غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:30 من طرف طارق نور الدين
» إعدام غزة !
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:28 من طرف طارق نور الدين
» تحركوا أيها الدمى
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:26 من طرف طارق نور الدين
» رسالة من طفل غزة إلى سلاطين العرب
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:25 من طرف طارق نور الدين
» كم أنت بعيد يا أفصى
الجمعة 22 مارس 2024 - 12:06 من طرف رمزية بنت الفرج
» يا زهرة المدائن ..يا قدس
الجمعة 22 مارس 2024 - 12:04 من طرف رمزية بنت الفرج
» من يكرمكن نساء غزة ؟
الجمعة 22 مارس 2024 - 11:55 من طرف رمزية بنت الفرج