أين ظلالنا؟! بقلم الأديب زياد سقيرق

كنت أمشي ببطءٍ شديدٍ والعرق يتصبًّب من جسدي، عادةً لا يصيب جسدي التَّعرُّق، لكن اليوم كان الجو حارّاً جدّاً والشَّمس كأنَّها فوق الرَّأس، كنت أمشي ورأسي منحنياً للأسفل.
فجأةً وقفتُ وضعتُ كفَّ يدي على رأْسي ثمَّ صرختُ ياللهول!
توقَّف أكثر النَّاس في السُّوق المزدحم، هرَع بعض أصحاب المحلاَّت للخارج يستفسرون.
تجمهر النَّاس حولي، ولكنَّني بقيت أصرخُ وأركضُ وألفُّ وأدورُ كالمجنونِ، صرخ بوجهي جاري فادي وسألني : هلْ ضاع منك فلوس أم ضيَّعت بطاقتكَ الشَّخصيَّة؟
وأضاف: كل شيء له حلٌّ فماذا حصل؟
لمْ أجبهُ، بقيتُ أدورُ وأركضُ وأصرخُ، صفعني على وجهي صفعةً قويَّةً، كدت أموتُ من شدَّة الألَم، هجمتُ عليه، ضممتُه وبكيتُ، وهمستُ لهُ: أين ظلِّي؟
اِرتمى على الأرض وبدأَ يضحكُ كالمجنونِ، صرختُ بأعلى صوتي، ألاَ ترى الشَّمس، أين ظلِّي؟ أين ظلُّ البناءِ المجاوِر، أين ظلُّكَ؟
اِلتفتَ إلى المبنى المجاورِ ثمَّ إلى الأرضِ، نظر إليَّ وهو ينهضُ بخوفٍ، ثم نظر إلى الأرضِ وكان كلُّ النَّاس الَّذين تجمَّعوا حولي يفعلون مثله، ثم برعبٍ كبيرٍ صرخَ بصوتٍ عالٍ أين ظلِّي؟ أين ظلِّي؟
كلُّ النَّاس في السُّوق فعلوا مثلنا، بحثوا عن ظلِّهم فلم يجدوهُ!
الرِّجال والنِّساء والأطفَال صارتْ تبحثُ عن ظلِّها، ومشينا كلّنا كالمجانينِ نبحثُ عن ظِلالِنا.

أشكرك أستاذة ميساء على نقلها هنا في عصفورة الشجن ، أتمنى أن تكون بمستوى حروفكم

زياد سقيرق كتب:أشكرك أستاذة ميساء على نقلها هنا في عصفورة الشجن ، أتمنى أن تكون بمستوى حروفكم

الأديب العزيز @زياد سقيرق
أهلا وسهلا ومليون مرحبا
هذه الحروف تاج مرصع بالنقاء على رأس عصفورة الشجن
دمتم ودام عطاؤكم النبيل