بحـث
من أنا ؟
حقوقية، كاتبة، ناشطة في شؤون بلادي وشؤون المرأة، لي عدة منشورات ورقية وإلكترونية
المواضيع الأخيرة
كتب ميساء البشيتي الإلكترونية
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم |
شعب الله " البحّار " ! بقلم خالد عيسى
صفحة 1 من اصل 1
شعب الله " البحّار " ! بقلم خالد عيسى
شعب الله " البحّار " !
قلما يمر يوم ، الا وتقرأ به في الفيس بوك تهنئة لفلسطيني بوصوله سالما غانما الى الأراضي السويدية أو الهولندية أو الالمانية أو الى أي دولة اوروبية .
وأكثر من ذلك بطاقات المباركة لفلان بحصوله على حق الاقامة في السويد او في بلد اوروبي آخر .
والدعاء لفلان المحتجز في اليونان .. ان يفرج الله عليه ويجد طريقا آمنا لبلاد العم " تشنغن " ! ومواساة فلان الذي فُرض عليه البصم في بلغاريا وهو في طريقه لهولندا التي لن تقبل به لاجئا على أرضها حسب اتفاقية دبلن .
لا أدري ؛ وأنا اقرأ هذه " التغريبة " الفلسطينية الجديدة لماذا تقفز بي الذاكرة الى سنوات اللجوء الفلسطينية الأولى .. يوم كنا نتجمّع حول صندوق الراديو الكبير في مخيمات التشرد لنستمع الى اذاعة اسرائيل التي كانت تبث يوميا رسائل صوتية من بقي من أهلنا هناك الى ذويهم في مخيمات التشرد .
" نحن بخير طمنونا عنكم " ! كنت وقتها طفلا لا أفهم دموع أمي رحمها الله وهي تسيل على خدّيها ، وأذنها ملتصقة بالمذياع تبحث عن صوت أختها التي بقيت في الناصرة ، وبقية أهلها تشردوا في مخيمات سوريا .
رحلت أمي عن الدنيا .. ولم تسمع صوت أختها يقول لها من راديو اسرائيل : نحن بخير "طموننا عنكم "!
وماتت خالتي أخت أمي في الناصرة رحمها الله بعدها بسنوات طويلة ؛ كنت التقيت بها مرة وحيدة في حياتي في قبرص .. كنت يومها شابا متزوجا ولي ثلاث بنات وسمعت صوتها الذي ماتت أمي وهي تبحث عن سماعه في راديو اسرائيل قبل ثلاثين عاما .
وبين الرسائل الصوتية في الراديو .. ورسائل التهنئة في الفيس بوك يهاجر شعب " المشحّرين " من منفى الى منفى ، منهم من يصل سالما ومنهم من يبتلعه البحر .
والعالم يحتفل في أعياد الميلاد في العواصم المزينة ابتلع بحر "ايجة " ثمانية فلسطينيين أطفال ونساء وشباب من مخيمات سوريا ماتوا وهم يبحثون عن أوطان مفتعلة في أوطان الآخرين .
يموت الفلسطينيون على الشواطئ اليونانية بحثا عن مخيم تركه فرسان أوسلو يقلع شوكه بيده في حريق البلد المضيف .
لم يصلوا سالمين الى تغريبتهم الجديدة ، ولم يكتبوا في الفيس بوك :
نحن بخير" طمننوا " عنكم .
لأرواحهم السلام .
قلما يمر يوم ، الا وتقرأ به في الفيس بوك تهنئة لفلسطيني بوصوله سالما غانما الى الأراضي السويدية أو الهولندية أو الالمانية أو الى أي دولة اوروبية .
وأكثر من ذلك بطاقات المباركة لفلان بحصوله على حق الاقامة في السويد او في بلد اوروبي آخر .
والدعاء لفلان المحتجز في اليونان .. ان يفرج الله عليه ويجد طريقا آمنا لبلاد العم " تشنغن " ! ومواساة فلان الذي فُرض عليه البصم في بلغاريا وهو في طريقه لهولندا التي لن تقبل به لاجئا على أرضها حسب اتفاقية دبلن .
لا أدري ؛ وأنا اقرأ هذه " التغريبة " الفلسطينية الجديدة لماذا تقفز بي الذاكرة الى سنوات اللجوء الفلسطينية الأولى .. يوم كنا نتجمّع حول صندوق الراديو الكبير في مخيمات التشرد لنستمع الى اذاعة اسرائيل التي كانت تبث يوميا رسائل صوتية من بقي من أهلنا هناك الى ذويهم في مخيمات التشرد .
" نحن بخير طمنونا عنكم " ! كنت وقتها طفلا لا أفهم دموع أمي رحمها الله وهي تسيل على خدّيها ، وأذنها ملتصقة بالمذياع تبحث عن صوت أختها التي بقيت في الناصرة ، وبقية أهلها تشردوا في مخيمات سوريا .
رحلت أمي عن الدنيا .. ولم تسمع صوت أختها يقول لها من راديو اسرائيل : نحن بخير "طموننا عنكم "!
وماتت خالتي أخت أمي في الناصرة رحمها الله بعدها بسنوات طويلة ؛ كنت التقيت بها مرة وحيدة في حياتي في قبرص .. كنت يومها شابا متزوجا ولي ثلاث بنات وسمعت صوتها الذي ماتت أمي وهي تبحث عن سماعه في راديو اسرائيل قبل ثلاثين عاما .
وبين الرسائل الصوتية في الراديو .. ورسائل التهنئة في الفيس بوك يهاجر شعب " المشحّرين " من منفى الى منفى ، منهم من يصل سالما ومنهم من يبتلعه البحر .
والعالم يحتفل في أعياد الميلاد في العواصم المزينة ابتلع بحر "ايجة " ثمانية فلسطينيين أطفال ونساء وشباب من مخيمات سوريا ماتوا وهم يبحثون عن أوطان مفتعلة في أوطان الآخرين .
يموت الفلسطينيون على الشواطئ اليونانية بحثا عن مخيم تركه فرسان أوسلو يقلع شوكه بيده في حريق البلد المضيف .
لم يصلوا سالمين الى تغريبتهم الجديدة ، ولم يكتبوا في الفيس بوك :
نحن بخير" طمننوا " عنكم .
لأرواحهم السلام .
خيمة العودة- عضو متميز
- عدد المساهمات : 478
تاريخ التسجيل : 03/12/2011
خيمة العودة- عضو متميز
- عدد المساهمات : 478
تاريخ التسجيل : 03/12/2011
خيمة العودة- عضو متميز
- عدد المساهمات : 478
تاريخ التسجيل : 03/12/2011
مواضيع مماثلة
» ان تكون فلسطينيا !بقلم:خالد عيسى
» صباح العيد بقلم:خالد عيسى
» استقلال الاحتلال !بقلم:خالد عيسى
» صباح الخير ياعدوي ! بقلم خالد عيسى
» رسالة عربي الى البيت الأبيض بقلم: الشاعر عيسى بطارسه
» صباح العيد بقلم:خالد عيسى
» استقلال الاحتلال !بقلم:خالد عيسى
» صباح الخير ياعدوي ! بقلم خالد عيسى
» رسالة عربي الى البيت الأبيض بقلم: الشاعر عيسى بطارسه
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأحد 28 أبريل 2024 - 12:00 من طرف حاتم أبو زيد
» قبر واحد يكفي لكل العرب
السبت 27 أبريل 2024 - 15:45 من طرف ميساء البشيتي
» منشورات ميساء البشيتي في جريدة عرب كندا
السبت 27 أبريل 2024 - 15:40 من طرف ميساء البشيتي
» على حافة الوطن
الثلاثاء 23 أبريل 2024 - 11:55 من طرف ريما مجد الكيال
» الوطن كما يجب أن يكون
الإثنين 22 أبريل 2024 - 11:35 من طرف ورد العربي
» .لماذا لم يخبرنا بأنه محبطٌ؟ أحمد خالد توفيق
الأحد 21 أبريل 2024 - 12:20 من طرف خيمة العودة
» زهر اللوز هو عنوانك
السبت 6 أبريل 2024 - 11:42 من طرف لبيبة الدسوقي
» حدائق اللوز
السبت 6 أبريل 2024 - 11:42 من طرف لبيبة الدسوقي
» أصوات من غزة
الجمعة 5 أبريل 2024 - 12:11 من طرف خيمة العودة
» دعاء ختم القرآن الكريم
الجمعة 5 أبريل 2024 - 11:59 من طرف دانة ربحي
» وجوه عابرة
الجمعة 5 أبريل 2024 - 11:53 من طرف ميساء البشيتي
» العهد
الثلاثاء 2 أبريل 2024 - 21:58 من طرف راما البلبيسي
» صافحيني غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:35 من طرف طارق نور الدين
» على عيني يا غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:35 من طرف طارق نور الدين
» هولاكو في غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:33 من طرف طارق نور الدين
» من يخاطبكم يا ميتون
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:32 من طرف طارق نور الدين
» ثوري غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:30 من طرف طارق نور الدين
» أين المفر يا غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:30 من طرف طارق نور الدين
» إعدام غزة !
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:28 من طرف طارق نور الدين
» تحركوا أيها الدمى
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:26 من طرف طارق نور الدين
» رسالة من طفل غزة إلى سلاطين العرب
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:25 من طرف طارق نور الدين
» كم أنت بعيد يا أفصى
الجمعة 22 مارس 2024 - 12:06 من طرف رمزية بنت الفرج
» يا زهرة المدائن ..يا قدس
الجمعة 22 مارس 2024 - 12:04 من طرف رمزية بنت الفرج
» من يكرمكن نساء غزة ؟
الجمعة 22 مارس 2024 - 11:55 من طرف رمزية بنت الفرج
» جربت تنام بخيمة؟ بقلم اسماعيل حسين
الثلاثاء 27 فبراير 2024 - 11:00 من طرف خيمة العودة