عـلى ضفـاف..الحلم !!

يغزو الفضاء من حوله بخطوات متثاقلة كعقارب زمن تملكها صدأ حديدي،يخطو خطوات بقلب يئن ووجه يطلق تباريج الألم في يومه ونهاره..يهديه صبي يلتفتُ ذات اليمين وذات الشمال،يتأملُ وجوه المسافرين يقرأُ على محياهم صمتاً كبرودة الرصيف..يتهجد في أحلامهم ثورات بوجه الصمت..يلعبُ بكفه غصن زيتون يدغدغ به وجه أبيه،جـلسا بمقربة مني نظرتُ إلى عينا الشيخ،هـو أعمى عفواً قرأتُ بعينيه رسالة حوت وهجاً أضاء أقاصي المسكونة بالظلام "أنـا لست أعمى لأبصر ماتبـصرون" إنداحت دمعة على وجنتي،اصطلتني رحمة،وبكيتُ وبكيتُ كأني أفكُ الأسر بالنحـيب!!
وقفتُ أمام الصبي ساهماً في الفراغ كعادتي مددتُ يدي له بدراهم،كأني أمسحُ عني كرب الأيام،وأزرع فيّ بذرة العواطف،رسمَ ابتسامة وفجرها على الفاه فقـال:" عذراً..أنـا فقـير..عذراً أيتها الحياة لم يعد لي فيك نديم ولا سمير..ولم تعد صهوة الأماني تستهويني..!!"
قلـت:" خـد فأنا غريب،أحـاول أن أسقط أقنعتي،أحاول أن أتلو حروف الحب بعيون دامعة..أرجـوك خد..اشتري لوالدك:ديـوان شعر..حفنة زيتون..رغيفاً وشاي..ماشئت.."
نظر الشيخ إليّ يتمعن في وجهي الحزين،كأنه يهديني بعض الألم..ما الألم إلا حزنك عليّ وسط الخضم المائد ياسـيدي..ونظر إلى الصبي يُعلمه خطاب العيون..يُهجده حروف الصمت المقاتل أجاب الصبي:
"أنا في غنى عن دراهمك..ياعـربي،ليّ وطني..ليّ مغربي..والوطن عني لن يحيـد..والمغرب ياعربي يُسقطني فأنهضُ من الكبوة مثقلاً بالذكريات..مغربي ياعـربي يُعلمني أن ألحف برودة الرصيف وأدفئ بصفاء الروح..مغربي ياعـربي يُشردني بعد أن غنيتُ ورقصتُ ولعقتُ جرحي ورشتهُ بماء الملح الذي يبللني..مغربي ياعـربي يَسقيني من كأس الحياة يملؤه حنيناً وشوقاً لأهمس وأصرخ مجرباً كل الثورات في وجه الصمت..لأني أؤمن بأني فـقـيـر..ولأن المغرب وطـني والوطن ضياء موت،وبهاء كفن،ورونق نعش..لكـن مات شهـيداً من مـات فداء اً للوطن.."
تأملهُ الشيخ راضياً،وهو يتجول بغياهب الظلام فلكمْ من نعمة في الظلام !! إنسحبتْ يدي رويداً،كففتُ دمعي صحتُ من سبات من زمن بعيد فباتتْ سمائي ترعد ثم تبرق ثم تمطر لتملأ الجداول صفحة الدنيا،فغرقتُ في حيرتي وأهـاتي..صرتُ أشفق على العالم..أبعدتني أمواجي عن صمتي واستعطفتني دمعتي تنادي "ارحمني،ارحمني.." وذكرتُ الوطن لفؤادي فوجل مني،فخطوتُ فوق هذا الجسر الطويل أرددُ أغاني الحياة..قبلتُ جبين الصبي ولعقتُ يد الشيخ الأعمى..فصرت أُلون حروف الحياة:أخـضـر..أحـمـر..مغربي..مغربي..

سيدتي
انني هنا وحروفي تتلألأ ببريق
السطور التي علا منها هالة بيضاء
نقية كنقاء قلبكِ
لك مني تحية احترام يا غالية
أيتها الحمامة ..غادة..أخبريني من ذا يسقيك شعرا مسحور
للحب مذاهب .....لبها جوهرها قصيدة من الإحساس والشعور
رسمتِ أجمل ردٍ...وقلبٍ .....وعشق وطن
كلمات على غير هدى ترقص شغفاً ....تتكلم نبضاً
تصير أغنية يرددها العشاق
حب الوطن .....أجمل من ان يُقاس
نجعل من معانيها للحب نبراس
وأنا هنا مجبر لأن قلبي يدقُ لنغمات الاحساس
و،د،ي

أرسل لي صديقي وأخـي ،،
الصِحـفي النابغـة " المتواضع تواضع الـكـبار" ،،
رسالة إلكـترونية بعد إطلاعه على خربشتـي " على ضـفاف الحلم !!" ،،
رغم أنـه يرتاد المنتدى بين لفينة والأخـرى ،،
لكن لظروف خاصة لا يستطيع الإنـخراط ،،
يـقول معلقـاً :
ايها المسافر بالقارئ الى عوالم الرمزية و الايحاء
تحية من احد قرائك
و من اخيك
و يعد،
فلا استطيع الا ان اعبر عن اعجابي بقصتك القصيرة
" على ضفاف الحلم "
نعم ، اخي، لقد سافرت معك
على مركب
الاحلام
قصة تشي بمهارة فنية و جمالية
و تفوح منها رائحة
الابداع
يا مبدعا
يتواضع تواضع الكبار.