الجمعة اليتيمة

الجمعة اليتيمة

عمت فوضى عارمة عند تخوم الحرم اثر اطلاق صليات متواصلة من الرصاص.
وجد نفسه وحيداً بين الجموع المذعورة.
شاح بنظره نحو مصدر الطلقات فرأى نفسه الصيد المستهدف و الثمين للعشرات من جنود الأحتلال و قطعان الذئاب من المستوطنيين.
اطلق العنان لقدميه..
بكل خفة كان يقفز بين الجموع كأنه فهد انزلقت الأرض من تحت قدميه.
من رصيف الى رصيف..
من جدار الى جدار..
من سطح الى سطح..
كان يهرب بالوطن.. كان يلوذ به الى افاق ذاته المطعونة.
اراد ان يحلق به الى عليين فسقط كالنسر المغدور في قبضة الأفاعي.

فتح عينيه بتثاقل على الجموع المحتشدة من حوله و جسده المثخن بالرصاص مُلقى ارضاً.

- اشهد ان لا اله إلا الله و اشهد ان محمد رسول الله... رددت الجموع بصوتٍ واحدٍ و جهور.

غاب عن الوعي ثم عاد..
غاب مرة اخرى وعاد..
زاغ ببصره الى اعلى..
ترائت له منارة الأقصى الحزين ترفرف فوقها رايات الشهادة..
غاب مجدداً و اقفل عينيه.. ثم عاد على صوت المؤذن لصلاة الجمعة.
تذكر انه قدِم لصلاة الجمعة الأخيرة من رمضان في المسجد الأقصى.
تذكر دعوته المنفردة بعد كل تسبيحة.."اللهم ارزقني شهادة على عتبات الأقصى".
علت الأصوات و الحناجر بالتكبير: "لا اله إلا الله.. الشهيد حبيب الله".

اخي العزيز ابن البلد

الله يسعد أوقاتك بكل الخير

وأنا يا ابن البلد أدعو الله بهذا الشهر الفضيل

أن يرزقنا الصلاة في رحاب المسجد الأقصى الطاهرة

أو يرزقنا الشهادة على ترابه

شكرا لك على هذه القصة المؤثرة وبارك الله فيك وسدد خطاك

رمضان كريم

0023

الجمعة اليتيمة

الجمعة اليتيمة

رد: الجمعة اليتيمة