هواجس قلم...

أُلملمُ شضايا أفكاري وأنا ساهم في فضاء الفصل ،
ورقة الإمتحان أمامي تستنجد بي،
حسناء فاتنة على يساري تتمتم بإسمي،أرهفتُ سمعي ثم استفسرتها كنتُ أتأمل وجهها-أقصد قناعها-
تكبدتْ إبتسامة ثم سألتني وهي تبعثر نظراتها عبر زوايا الفصل:
"محمد ما جواب السؤال الثاني أي قواعد النحو الصواتي ؟"
رمقتها –وأنا احاول ألا أذوب في حنايا صوتها المضمخ بالحنان والأنوثة-
ثم أبصرتُ قرب فخدها الأيمن أوراق مبعثرة تحاول إخفاءها ،
أهدتني إبتسامة "صفراء"..
أجبتها في برود "مصطنع" :
"عفوا لا أستطيع"
حينها غيرتْ تقاسيم وجهها الفاتن-وسقط القناع-
حملقت فيّ في غضب ثم قالت في إشمئزاز:
"سحقا لك ولمبادئك..."

2_
- "تزوجها على أمل أن يحصل على ثروتها"
-"عن أي ثروة تتحدث يا رجل ؟"
-"أجل الثروة يا أخي :عشر بقرات سمان ونعجة"
تزوج تلك العجوز الشمطاء من أجل أن يغتني بسرعة ،
كانت تكبره بخمسة وأربعين سنة فهو لايزال في الثلاثينيات ،
ثم أتت على حين غرة سنة عجفاء أتت على الأخضر واليابس...
ماتت البقرات والنعجة..وبقيت العجوز زوجة لذاك الشاب..
مات الأمل وخلد الواقع
-"سخرية القدر.."
-"هذه ضريبة الطمع،على أي فهو متزوج وليس مثلنا"
-"بربك أُفضل الموت"في خزان كأبطال تراجيديا غسان كنفاني"على زواج تلك الشمطاء تتحاشاها المنية"
-"ومن الحب ما قتل.."

3_كان يحلم بأجفان وهدب رقاق فجأة استيقظ على شخير زوجته
-تلك الدراما التي صاحبته منذ عشرين سنة-
"لكم أتمنى أن أبصق على وجه هذه الجيفة"
حاول أن يستأنف ذاك الحلم المعطر الحاني ،
لكن شخير تلك الدراما "كمنبه يستنفر حواسه"
استلقى على ظهره حاضنا رأسه بكفيه متناسيا تلك الضوضاء "الآدمية"
لكن...استشاط غضبا ثم عقد العزم على قتلها
"فلربما حضيت ُبوسام من الإنسانية لتخليص البشرية من هذه الخنزيرة"
فلطالما اعتبرها "وصمة عار على جبين القدر"
تناول الوسادة ثم...
ثم...
ثم...
[عفوا سيدي القارئ]
إذ بصوت ملائكي طفولي ينساب في وداعة ليداعب سمعه المرهف،
صوت طفلته "أحلام"
وهي تضحك أثناء نومها-كعادتها-
"أغبطك بنيتي إسمك يبث في أوصالي السكينة والسلام الإلهي"
ثم تبسم في خبث:
"لنؤجل وسام القتل إلى إشعار آخر..."

4_ يسير منتصب القامة،
يحلل وصلة إشهارية أعلى إحدى العمارات،
فقد توازنه وسقط ،
استأنف المسير وهو يتمتم :
"هذه ضريبة الإرتقاء عاليا.."

5_جلس أمامه في مقصرة القطار ،
ممسكا سباحته ويتمتم بآيات من دعاء السفر ،
أشرف الوقت على الظهيرة ،
افترش رداءا أمامه ورتب عليه "ساندويتشات" ومشروب غازي ،
شكل تشكيلة غذائية وأخذ في إقتناصها وابتلاع المشروب في شراهة ،
دون أن يدعو زميله في المقصرة ،
وهو جالس أمامه عصافير بطنه تزقزق في ثورة للتحرر ،
"بودي أن امنح بعض السلام لبطني"
إنتهى من الأكل ،مد يده ليداعب أعلى بطنه المثخنة ويده الأخرى يسرح بها لحيته ،
أطل على ساعته ثم أخذ من حقيبته حجر إهليليجي ثم تيمم ،
فناول ذاك الجالس أمامه حجر التيمم فأجابه على مضض:
"عفوا لم أعد مسلما.."