رسائلي ألى سمائي

رسالتي إلى السماء ..
( 7 )

إليكـِ
سمائي
صباح هذا الدهر الذي ولد اليوم يحاول ترتيب أشلاء ذاتي ينادي قمم الجبال لتجتمع
ويقطفني نتفا ومزقا من فوضى كانت تحياني وتترعرع في أرجائي ..
كاد يعود بي زمن الآلهة الإغريق .. فأخالني ذاك المعذب الشقي السعيد الذي كان يرضي الآلهة فتجعله نصف بشر ونصف آلهة .
ثم يغضبها فتعيده قنطورا .
وتارة أحسبني سيزيف وقد إستبدلت صخرته برذاذ نيسان الذي كان يملأ الأمكنة هذا السحر متشكلا من قطرات لا حجم لماهيتها وألوانا لا لون للونها وشذى لاعبير لرائحته . فحسبت أن السماء هطلت جميعها لتقترب مني
وهبطت لتلقي علي تحية السحر ... فكنت أركض بجنون رهيب لأعبَّ ما أمكن من ذاك اللاّمدرك من ماهية السماء وأحضن ما استطعت منه وأقع عليه فيتلقاني حبيبي التراب المكسو بأبهى الروائع والبدائع من الألوان والروائح وأعيدها ألفا وألفين وآلاف من الكرات والمرات وأذكر سيزيف المعلّق قاب صخر وعذاب ...
رغم ذلك كنت سعيدا , لا بل كنت السعادة ذاتها كنت الفرح والهناء والحبور والسرور.
... متى ياسمائي سأحدق فأرى زرقتك تحضن كل نقائي دفعة واحدة ؟؟

وبين دهرين من البزوغ والأنوار كان وشاحك القزحي يلف صخب وإنسياب إنسدال شلال أشعة ليلك الهستيري المذهل ..
أيتها الساكنة خلايا مهجتي وفؤادي وحدك القادرة على استيعاب كمية الروعة والسعادة التي أحياها , ليس بسبب فهمك العميق وعقلك الراجح وبصيرتك النفّاذة
وحسب . بل لأنك وحدك من تشاركني وتقاسمني حالاتي ,
ووحدك من فضّت أختام المكامن التي لم أكن أنا نفسي عالما بوجودها داخل أعماقي.
فكانت محتويات تلك المخابئ من أحاسيس ذرات مكثفة لدرجة أنه يصعب بل يستحيل استنباط شحنات ذبذباتها من قبل أي بشر أو كائن لعدم التجانس ..
ومن سواك مولاتي قادر أن يحل شيفرات تلك الترددات , ولا أخفيك يا سلطانة ملكاتي وآمرة أكواني و وسيدة طبائعي بنارها وترابها وهوائها ومائها , أنني ما كنت لأضنّ بها على أي كائن استطاع الولوج وفك الرموز وسبر أغوار مجاهل نفسي ..
لكنه لم يأت من أزل وجودي وأبد دهري من يمتلك بنان روعتك وأصابع سحرك لإستنباط دفائن تلك الكنوز واستخراج عصائر الترياق المعتقة لبعض الأدهر من عشقك السرمدي .
آهٍ سيدتي :لو تكرمت عنايتك الفخمة وحضرتك الباهرة أن تتجولي في أصقاع إمبراطوريتك من مهجتي لغاية نبضي لرأيتِ بأم بصيرة روحك أن كل شاخصات مهجتي وأوابدها وشواهدها ورقمها تحمل رسمك ومنحوتاتها تزخر باسمك.
حينها ستعلمين كم أنا سعيد وفخور بألمي وماهيته ...!
مادة شهية للألم انت مولاتي!!
وماهية لذيذة لمعاناتي ..
ما أنا به رائع وتعلمين كم هو جميل وعذب .. فقط اجعلي مخيلتك الرائعة تتخيل أنك أنت كلّك مع إنسان ... وأنت قادرة تماما على معرفة روعتك وتخيلى أن هذه الروعة بكامل ألقها وبهائها معي أنا ...
هل رأيت..؟ كم أنا سعيد فخور !!!
كم أنا سيد هذا العالم !!
أشعر بعزّة عارمة وبأس لايشيخ .
قوي أنا!!
ورغم تلك القوة يا مولاتي وذاك البأس أحتاج أناملك لتفكّ أختام شرنقتي فأتطور فراشة تجوب أصقاعك وأنحاءك
أتغلغل كالحنان بين ثنايا كل أقاصيك الماتعة ..
سأتوه عامدا متعمدا في أغوار متاهتك ‘ فذاكرة شفاهي لن تخطئ طعم أناملك مذ لثمتها منذ أول دهر ولد لشهقتي .
وسأبقى أكابد إنتظار ذاك الإنقشاع لغيوم داكنة تتلبد عنوة ..سأنتظر الربيع بكامل لهفتي حيث رحيل تلك الغيوم ‘ سأناشد الصيف أن يفيق فسحائبه لا تخيفني رقتها ولن تحجب عني نقاءك ‘
وأدعو الخريف لعل رياحه تدحر كل طبقات التكاثف التي تفصلني عنك وأرتقي دفء حضنك الوثير بفصوله الثلاثة ..
وحين يأتي الشتاء سأهزأ به وبغيومه المتلبدة لأنني الآن أمتطيها ببراعة أنبل الفرسان وبأس المحارب الثائر . وأبقى ملاصقا جميعي بجميعك وكل خلاياي بكل ذراتك.. أنعم بخلودي وقرارة روحي
كــــــــــــريمـ[i][center]

وحين يأتي الشتاء سأهزأ به وبغيومه المتلبدة لأنني الآن أمتطيها ببراعة أنبل الفرسان وبأس المحارب الثائر

رحلة رائعة قضيتها هنا في لحظات
وكانت النهاية مع الشتاء
كلمات معبرة وبليغة وطوفان من الصور والخيال

أمتعتني بحق يا أستاذ سمعون

الشاعر الرائع والأديب الجميل أ. عبد الكريم سمعون ..
الله يسعد أوقاتك بكل الخير
نص باذخ .. قرأته عدة مرات وفي كل مرة أجده أجمل ..حاولت أن أتوقف عند أكثر من محطة فوجدت ذلك صعباً عليّ ولكنني وقفت هنا ... " متى ياسمائي سأحدق فأرى زرقتك تحضن كل نقائي دفعة واحدة ؟؟ "
أمل وحلم جميل .. ربما يتراءى لنا للوهلة الأولى أن حلم بسيط لكن بعد أن ننظر حولنا ونجد هذا الكم من القتامة والضبابية تحيط بسمائنا نجد أن زرقة السماء أصبحت صعبة هذه الأيام وأن النقاء بداخلنا بدأ ينفد صبره .. من منا لم يحلم في يوم أن تعانقه السماء وتبارك نهارته وتحرس خطوات وترضى عن أحلامه ولكن هذا الدخان المتصاعد من قلوب حرقها الحقد لم تترك للسماء فرصة أن تنفرد بزرقتها ونفرد نحن بنقاء قلوبنا ومع ذلك أضم حلمي إلى حلمك أن تعود زرقة السماء تحضن نقاء القلب ودفعة واحدة يا شاعرنا العزيز .
نص راق جدا سعدت أنه كان إطلالتك الأولى على عصفورة الشجن .. عصفورة الشجن سعيدة بك وبهذا العطاء المتميز ونورتنا يا أستاذ عبد الكريم وشكرا لحضورك الجميل .

استاذ عبد الكريم سمعون
اهلا بك بيننا في عصفور الشجن ، أنا صديقتك عشتار ، أقرأ لك أول مرة هنا ، لكني من هذه اللحظة أحجز مقعدي لكل القادم ، قلم يستحق القراءة مرات .

الأستاذ الفاضل عبد الكريم سمعون
لفت نظري رقم 7 في بداية الموضوع هل فاتني ستة أجزاء؟
كنت أريد إن أنضم كقارىء شغوف إلى رسائلك الملائكية لقد أسرتني هذه السطور ونسيت نفسي بقلبها .
قلم مبدع يبشر بالكثير .

كلماتك رائعة ،احساسك متمرد يعلو ويطفوا ..يتملق كل الأفق
كأني أحلق بعالمك كي أري محبوبة نسجت لها أروع الكلمات وأصدقها .
تحياتي لك ولنصك الرائع

رسائلي ألى سمائي

رسائلي ألى سمائي

رد: رسائلي ألى سمائي

رد: رسائلي ألى سمائي

رد: رسائلي ألى سمائي

رد: رسائلي ألى سمائي

أخي الكاتب سمعون