بحـث
من أنا ؟
حقوقية، كاتبة، ناشطة في شؤون بلادي وشؤون المرأة، لي عدة منشورات ورقية وإلكترونية
المواضيع الأخيرة
كتب ميساء البشيتي الإلكترونية
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم |
حكاية عم بشير النعيجة....للشربينى الاقصرى
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
حكاية عم بشير النعيجة....للشربينى الاقصرى
حكايات حقيقية من قريتنا (الزينية بحرى):
بصعيد مصر.
الحكاية الأولى :
حكاية عم بشير النعيجة.
للشربينى الاقصرى.
(لأنه طيب القلب ولا يعرف الكره للناس أبدا أطلق عليه أهل قريتنا قرية(الزينية بحرى)بصعيد مصر اسم (بشير النعيجة ).
لا يحمل ذرة كره او حقد لاى انسان فى قريتنا كلها .
لا يغضب من أحد ولايثور على أحد .
لا يقول كلمة(لا)لاحد متى طلب منه احدهم يد المساعدة والعون .
أما(النعيجة)فهى تصغير أو تدليل (للنعجة) أنثى الضأن وهى من الحيوانات الأليفة جدا والتى يرمز بها أهل قريتنا للمرأة فى طيبتها وحيائها وعطائها .
اذا مر(عم بشير النعيجة) على صبيان(قريتنا) تراهم جميعا يجرون خلفه وهم يصيحون ويضحكون ويطرحون عليه سؤالا أبديا كلما وجدوه ...يابشير أربعة وأربعة كام ؟يابشير ...أربعة وأربعة كام؟...وهكذا يرددون عليه هذا السؤال الابدى ويضحكون قبل أن يرد عليهم عم (بشير النعيجة)بالجواب.
أما لماذا أختار أهل قريتنا العدد(أربعة وأربعة )بالذات فيفسر لك فلاسفةأهل قريتنا.(أهل الحكم والمواعظ ..أهل النكت والطرائف) قائلين:لأن العدد (أربعة وأربعة)فيه صعوبة فى النطق عند عم (بشير النعيجة)وخاصة فى حرف (الراء)فهو لا يجيد نطق هذا الحرف . أما مجموعهما (الخطأ)فهو اللغزالأصعب فى علم الأرقام عند عم( بشيرالنعيجة) وفى عالمه الفطرى الخالى من جميع الارقام .وهى-ايضا- صعبة النطق عنده فيقول للصبية بعد الحاح شديد (ابعة وابعة ...ابعة)..فيهلل الصبية وحتى الكبار ضاحكين ..جدع يابشير...بطل يابشير... شاطر يابشير .
عم(بشير النعيجة) أسمر بلون ارض قريتنا السمراء .
ربما اكتسب هذا اللون من ديمومة عمله فى الارض فصار هو والأرض بلون واحد وعطاء واحد هو الخير لجميع الناس .
عم( بشير النعيجة) ذو لحية بيضاء لم يمر عليها مقص (المزين ) منذ ولادته.
لايعرف الحزن ابدا ولا الحزن يعرف باب قلبه ...ضحوك الوجه ... الصمت حكمته ..والعمل فى شق الارض وزراعتها وحرثها وحصادها..عبادته .
فى الصباح الباكر- صيفا وشتاء- .يخرج عم( بشيرالنعيجة) من بيته الذى يوجد( بالشق) القبلى لقريتنا (الزينية بحرى)بصعيد مصر.
يخرج حاملا (طورية )تشبه(الفأس) على كتفه معلقا عليها مقطافا ثم يتجه ناحية (الحرجة) حيث اما الحرث او (العزق) او (رى) الارض او( الحصاد )وفى جميع الاحوال لابد من (الطورية) والمقطاف على كتفه فهما (سلاحه )الابدى سلاح النماء والعطاء سلاح الخيروالرخاء لجميع اهل قريتنا .
فى المساء ومع عودة الطيور الى اعشاشها والبهائم الى حظائرها يعود عم (بشيرالنعيجة) الى بيته وكأنه طائر عاد لينام فى عشه وهو لا يعرف عن (الزمن )شيئا وهذا هو سر سعادته الدائمة فى الحياة ...امس واليوم وغدا لا وجودلهم فى عقله لذا فان (اربعة واربعة)من حسابات الزمن لا معنى لها عند عم (بشير النعيجة). ..حياته هى يومه الذى يعيشه فى العمل وبين البشر.
مابين الصباح والمساء يكون عم ( بشيرالنعيجة) قد غازل الارض وغازلته حتى تستجيب له بعد مدة وتنتج المحاصيل والثمار فى نهاية الموسم وكأنها (قبلة)على جبينه من حبيبته أرض قريتنا .
من عرق وجهد (عم بشير النعيجة) تأكل الطيور والحيوانات وكذلك جميع اهل قريتنا أما أصحاب الارض فيأكلون ويكنزون ما حصده لهم (عم بشير النعيجة).
عم (بشير النعيجة) لا يعرف( الراديو) ولا اخباره ولا اغانيه ولا يعرف الساعة ومواعيدها من دقائق وثوانى فهو خارج الزمن وخارج فنون الحياة الشكلية.
أخباره هى ارضه ..واغانيه هى ابتسامته المرسومة على وجهه اما الوقت عنده فهو زرعه وحصاده فى صباحه ومساؤه وليله ونهاره ونومه ويقظته .
عم (بشير النعيجة)لم يذق لحم الضأن ولا لحم البقر او الجاموس ولا حتى لحوم الطيور وهو الذى حرث لهذه المخلوقات الارض وسقى لها النبات حتى جادت عليها وعلى أصحابها من ابناء قريتنا بالخير الوفير .
عم( بشيرالنعيجة) يرعى (للغير) اغنامهم وابقارهم وجاموسهم ولا يعرف طعم لحومها ولا دفء صوفها ولا مذاق البانها.
كان يمشى منحنيا على الارض بشدةكأنه عاشق ينظر فى وجه محبوبته. نعم هى (الارض) امه وأخته وحبيبته وهو(بشير) ابنها وشقيقها وحبيبها .كان يمشى ورأسه تنظر الى الارض كأنه يبحث عن شىء ثمين فيها .نعم انه يبحث عن كنوز الارض من خيراتها بعد حرثها وريها .
رحل عم ( بشيرالنعيجة) فى صمت كما عاش فى صمت .رحل الرجل الذى لم يعرف (اربعة واربعة) تساوى كم فى عالمنا عالم الاعداد والارقام ؟
رحل الرجل الذى لم يعرف لغة الاعداد والارقام .
رحل الرجل الذى لم يعرف عن المال شيئا .
رحل الرجل الذى لم يعرف طعم اللحوم ولا مذاق الفواكه والثمار.
الخبز والماء هما طعامه وشرابه وأجره من اصحاب الارض .
عاش عم (بشير النعيجة) فى عالمه الخاص عالم الحب والسعادةوالوفاء.عم (بشيرالنعيجة)جهد بلا مقابل وعطاء بلا ثمن.
عالمه عالم السعادة فى العمل بهمة واخلاص ....عالم بلا حساب وارقام ..بلا تاريخ واحداث ..عالمه خارج عالم قريتنا هذاالعالم الملىء بالصراعات والخلافات والذى ينغصه الكره والحقدالدفين بين البيوت والعائلات...أما هو فجميع اهل البلد أهله وعائلته .فى عالم عم (بشير النعيجة) تسقط حسابات اللون والجنس والعقيدة وتسقط الارقام وحروفها المتمثلة فى (ابعة..وابعة).
عم (بشير النعيجة)عاش ومات لا يعرف ما نعرفه من حسابات للزمن ولغة للارقام فماذا تفيده هذه الارقام وتلك الحسابات .لذا كانت (اربعة واربعة) لا تعنى شيئا فى عالمه الجميل عالم (بشير).
تلك هى حكاية عم (بشيرالنعيجة).. ابن قريتنا الذى لم أعرف للان هل كان من خيار الانس... أم من خيار الجان...ترى هل كان ملاكا فى صورة انسان ؟أم انسان فى صورة ملاك ؟
فوق نخيل بلدنا ...وفوق الاشجار ...وعلى الحيطان ...ينادى الغراب قائلا:(قاق...قاق...قاق)...يتفائل اهل(قريتنا)(بصوت (الغراب) ويرددون خلف صوته قائلين :(خير بشير ...خير بشير) ينتظرون بذلك رسائل قادمة من الاحباب تحمل لهم الاخبار السارة والبشرى السعيدة لكل من سمع هذا النداء.
أما أنا فأقول (خير بشير ...خير بشير)واتذكر عم( بشيرالنعيجة) وأيام زمنه الجميل فأبكى وأقول:
رحم الله عم (بشير النعيجة.)..ورحم تلك الايام الجميلة يوم أن كان الانسان انسانا بلا هموم .)
------------------
محمداحمدخليل حسب الله .
الشربينى الاقصرى.
مصر/الاقصر/الكرنك القديم /والزينية بحرى .
نجع التماسيح.
حقوق الطبع والنشر للمؤلف. [/size]
عدل سابقا من قبل الشربينى الاقصرى في الثلاثاء 8 أكتوبر 2013 - 20:12 عدل 1 مرات
الشربينى الاقصرى- عضو جديد
- عدد المساهمات : 8
تاريخ التسجيل : 11/09/2013
رد: حكاية عم بشير النعيجة....للشربينى الاقصرى
عم (بشير النعيجة)لم يذق لحم الضأن ولا لحم البقر او الجاموس ولا حتى لحوم الطيور وهو الذى حرث لهذه المخلوقات الارض وسقى لها النبات حتى جادت عليها وعلى أصحابها من ابناء قريتنا بالخير الوفير .
ومع ذلك عاش سعيداً ومات سعيداً ..
الرضى أخي الشربيني .. الرضى والقناعة أساس هذه الحياة وإلا فسوف نتعَب ونتعب ..
شكرا لك على هذه القصة الرائعة ودمت بألف خير وتألق دائم .
ومع ذلك عاش سعيداً ومات سعيداً ..
الرضى أخي الشربيني .. الرضى والقناعة أساس هذه الحياة وإلا فسوف نتعَب ونتعب ..
شكرا لك على هذه القصة الرائعة ودمت بألف خير وتألق دائم .
--------------------------------
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
رد: حكاية عم بشير النعيجة....للشربينى الاقصرى
عم بشير النعيجة احد هؤلاء(المعذبون فى الارض)ولكنهم (السعداء فى السماء)والاجمل من ذلك انهم (سعداء مع انفسهم)
الشربينى الاقصرى
الشربينى الاقصرى
الشربينى الاقصرى- عضو جديد
- عدد المساهمات : 8
تاريخ التسجيل : 11/09/2013
مواضيع مماثلة
» قصة قصيرة: خدعة البسوس ...للشربينى الاقصرى.
» أكلت يوم أكل الثور الابيض...للشربينى الاقصرى.
» الصحافة المصرية بين الضلال والتضليل....للشربينى الاقصرى
» فارس الغد المرتقب...شعر:الشربينى الاقصرى.
» حكاية وراء كل باب
» أكلت يوم أكل الثور الابيض...للشربينى الاقصرى.
» الصحافة المصرية بين الضلال والتضليل....للشربينى الاقصرى
» فارس الغد المرتقب...شعر:الشربينى الاقصرى.
» حكاية وراء كل باب
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأربعاء 4 ديسمبر 2024 - 11:30 من طرف ميساء البشيتي
» منشورات ميساء البشيتي في جريدة عرب كندا
الأحد 3 نوفمبر 2024 - 11:53 من طرف ميساء البشيتي
» بعد إذن الغضب في الذكرى الثالثة عشر لوفاة امي
الأحد 3 نوفمبر 2024 - 11:53 من طرف ميساء البشيتي
» من روائع الأدب الروسي أمي لأنطون تشيخوف
الخميس 17 أكتوبر 2024 - 11:18 من طرف هبة الله فرغلي
» مشوار الصمت ... إلى روح أبي الطاهرة في ذكرى رحيله الثالثة عشر
الخميس 3 أكتوبر 2024 - 12:13 من طرف ميساء البشيتي
» في الذكرى الثانية لرحيل الوالد عام مرَّ .
الأربعاء 2 أكتوبر 2024 - 12:15 من طرف ميساء البشيتي
» عيد ميلاد ابنتي دينا
الثلاثاء 1 أكتوبر 2024 - 11:13 من طرف ميساء البشيتي
» رسائل إلى أمي
السبت 28 سبتمبر 2024 - 13:05 من طرف ميساء البشيتي
» رسائل في الهواء
السبت 7 سبتمبر 2024 - 12:30 من طرف ميساء البشيتي
» أن تملك مكتبة - أن تخسر مكتبة ..شجاع الصفدي
الخميس 5 سبتمبر 2024 - 11:27 من طرف خيمة العودة
» طباق إلى إدوارد سعيد ..محمود درويش
السبت 31 أغسطس 2024 - 12:05 من طرف حاتم أبو زيد
» سلسلة حلقات جاهلية .
الثلاثاء 27 أغسطس 2024 - 12:10 من طرف ميساء البشيتي
» لمن يهمه الأمر
الثلاثاء 27 أغسطس 2024 - 11:52 من طرف هبة الله فرغلي
» عندما تنتهي الحرب بقلم شجاع الصفدي
السبت 24 أغسطس 2024 - 12:17 من طرف خيمة العودة
» شجرة التين بقلم نور دكرلي
السبت 24 أغسطس 2024 - 12:11 من طرف خيمة العودة
» عيد ميلاد سعيد يا فرح
الأربعاء 21 أغسطس 2024 - 12:49 من طرف ميساء البشيتي
» مطر أسود
الإثنين 12 أغسطس 2024 - 10:29 من طرف ميساء البشيتي
» بـــ أحس الآن ــــــــ
الأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:27 من طرف حاتم أبو زيد
» أنا .. أنت .. نحن كلمة ( مشاركة عامة )
الأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:27 من طرف حاتم أبو زيد
» فقلْ يا رب للشاعر الفلسطيني صبحي ياسين
الأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:24 من طرف خيمة العودة
» ثورة صامتة
الإثنين 29 يوليو 2024 - 10:53 من طرف مؤيد السالم
» فضل شهر الله المحرّم وصيام عاشوراء
الثلاثاء 16 يوليو 2024 - 11:14 من طرف فاطمة شكري
» "عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس
الإثنين 15 يوليو 2024 - 17:53 من طرف ميساء البشيتي
» سيد الصمت .. إلى أبي في ذكرى رحيله السادسة
الأحد 7 يوليو 2024 - 14:45 من طرف ميساء البشيتي
» ليلاي ومعتصمها
الأربعاء 3 يوليو 2024 - 11:24 من طرف مريومة