بحـث
من أنا ؟
حقوقية، كاتبة، ناشطة في شؤون بلادي وشؤون المرأة، لي عدة منشورات ورقية وإلكترونية
المواضيع الأخيرة
كتب ميساء البشيتي الإلكترونية
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم |
(( لا تحيا إلا بالعناق ))
5 مشترك
صفحة 4 من اصل 4
صفحة 4 من اصل 4 • 1, 2, 3, 4
رد: (( لا تحيا إلا بالعناق ))
لفصل الثالث
لم يطل الأمر، أو أن أحاديث الأماسي على أرصفة مكتظة، والناس تسير بخطوات هادئة وعلى مهل لم تُشعرهم بمرور الوقت. وإذ بخطوات ديمتري تقودهم نحو كازينو المدينة. فوجئ الرفاق! وشعروا بشيء لم يتوقعوه؛ فلماذا يأتي بهم هذا الروسي إلى هذا المكان وهو لا يعرف طباعهم، فلاحظ همسا يدور بين الرفاق! ابتسم وأجاب سوف نبتهج قليلا وبعدها سنرى!
" لماذا يأتي هذا الذي قد عرّف عن نفسه قبل قليل بأنه أستاذ في مادة التاريخ إلى هنا ؟! " مع ذلك، بقي سؤال وليد بلا جواب، واستسلم لظنونه التي باتت تكبر وتشير إلى أن هذا الرجل، إنما هو " رأسمالي قذر " فالصورة النمطية المتخيلة – عند معظم اليساريين العرب آنذاك -كانت تتصور أن الشيوعي داخل المنظومة الاشتراكية كان عصاميا، شامخا، نزيها، ويتمتع بخلق نبيل. هكذا كان يُرى! وعلى هذا الأساس كان مستغربا أن يأتي بهم ديمتري إلى هذا المكان الذي لا يدخله سوى المقامرين! مضت الدقائق الأولى كمهمة استطلاع للمكان ولم يتحدث أحد لأحد، كان الأربعة رفاق يختلجهم شعور صادم، فالنظرة إلى هذا المكان كانت تتبدد كلما انتقلوا من صالة إلى صالة، وشعور الاستغراب صار يرحل وبسرعة غير متوقعة أيضا، بل أن البهجة فعلا دخلت قلوبهم وبدا الأمر مسليا يتنقلون بين الصالات المختلفة، وينظرون إلى طاولات اللعب المختلفة، لا ، بل وتوقفوا عند بعضها قليلا .. ثم قادهم حب الاستطلاع إلى تجربة حظّهم في لعبة (يسمونها العصارة) لا تحتاج إلا إلى القبض على ذراع فولاذية كذراع عصارة البرتقال تُشدّ نحو الأسفل عندما ترسلها بقوة تدور أمامك 3 خانات تحمل صورا مختلفة إن حالفك الحظ تتشابه، أو تسقط لك الماكينة كومة من الدراهم الفضية، و أنت وحظك أو، أن هناك من يجعل لك هذا الحظ أو لا! بعد ذلك لم يتركوا زاوية إلا وزاروها ، مرّوا بمختلف الأقسام، شاهدوا بعض الوجوه كيف تتغير قسماتها مع كل دورة تدورها فيها عجلة " الروليت " الحمراء، المتحلقين حولها ينظرون إلى " الأقمار " التي وضعوها على ما اختاروه من أرقام .. فالرابح واحد، والمراهنون كثر، ويخسرون! مع ذلك، لا يتوقفون حتى تفرغ جيوبهم فينسحبون أو، يفعلون كما فعل واحد من معارف عدنان، حينما رآه تقدم نحوه، اقترب منه كثيرا، سلّم عليه بحرارة، قال انه سعيد لرؤيته هنا، ثم سأله عن البيع والشراء، عن التجارة، عن الوطن، عن القضية، عن أبيه وأمه، ثم اقترب منه أكثر، همس بأذنه طويلا ثم ابتعد وعلى وجهه بدت الخيبة !
- " أليس هذا الشخص من مجموعتنا السياحية ؟ "سأل وليد .
قال عدنان: “بلى، الآن عرفت سبب غيابه، ولماذا لا يرافقنا في زيارة الأماكن السياحية التي تأخذنا إليها شركة السياحة، فإما هو لا يغادر الفندق ..وإما ، الآن عرفوا أين يختبئ ..! على أي حال كأن دميتري أراد من وراء هذه الجولة جعل وليد " الثوري " يشاهد الصالات وهي تعجّ " بالثوريين " العرب معظمهم عراقيون وليبيون سمعتهم سيئة حتى عند بنات الهوى في مجتمع فارنا!
استدار ديمتري نحو الرفاق باغتة وسألهم: " هل نكتفي ونذهب نحو مقصدنا؟" فوجدوا أنفسهم بعد دقائق جالسين على إحدى شرفات الكازينو، مكان يشبه المقهى المفتوح يطل على شارع أبنيته ليست مرتفعة ولكنها منظمة والأشجار بدت جميلة تخترقها إضاءات ملونة أضفى ذلك الجو إحساسا بالرومنسية والاغتباط كان باديا على معظم الوجوه، فالليلة كانت ليلة قمرية، نسماتها لطيفة، بل كانت رائعة.
" - فرق كبير أيها السيد ما بين أن أكون شيوعي أو أكون عضوا في الحزب الشيوعي، هل أنت شيوعي يا وليد ؟!"
- : " لا لست كذلك، ولكني قرأت بعض الكتب فأنا حقيقة أحب " السوفييت "ولكن .. !
ولكن ماذا؟ لماذا تحبهم ؟!
سأل ديمتري ثم أضاف: النظرية رائعة اليس كذلك "!
- - ببساطة أيها العزيز، لأن موسكو تزود العرب بالسلاح ولأنها تؤيد "الثورة الفلسطينية" وحركات التحرر الوطني من الاستعمار في كل العالم.. ! أما النظرية فإني اعتقد يا سيدي أن هذه مسألة عامّة، النظريات لا تُطبق كما وردت في الكتب حتى من واضعيها كما تعلم ...! "
كان ديمتري شديد الملاحظة بحكم سنه وخبرته في الحياة، لقد وجد نفسه يتحدث إلى وليد ناسيا زوجته وابنتهما اللتان وقعتا في شباك عدنان وحركاته البهلوانية-" - كان مسليا جدا " قالت الزوجة ؛ أما بيرنا وسعاد فكانتا تشعران بالملل ،
يجدن الفرنسية وتحدثنها كما الفرنسيين ، لكنهن لا يجدن الإنكليزية الأمر الذي ترك عندهن شعور بشيء من الغربة والفتور. لذا، كان هذا مبررا للروسي اللطيف، أن يقطع
الحوار ثم تناول قلما وورقة كتب عليها عنوان منزله حيث يقيم في إحدى
ضواحي فارنا الشمالية الجميلة واعطاها لعدنان. - "هذا عنواني" نظر في عيون وليد وقال: تفضلوا غدا إلى منزلي لنشرب شيئا ونكمل حديثنا الذي بدأ "
-" ولكن.. ألستم من هواة العوم؟ "
أشار عدنان إلى كتف الزوجة وقال " واضح تماما!"
قالها بتهكم وهو يشير أيضا إلى وجه الفتاة -ابنته -
وقد أضفت السمرة عليه سحرا وحيوية فضحكت وابتسم الرجل وأومأ برأسه وقال:
" إذن غدا نلتقي في مسبح الفندق الذي تقيمون فيه التاسعة صباحا! "
لم يطل الأمر، أو أن أحاديث الأماسي على أرصفة مكتظة، والناس تسير بخطوات هادئة وعلى مهل لم تُشعرهم بمرور الوقت. وإذ بخطوات ديمتري تقودهم نحو كازينو المدينة. فوجئ الرفاق! وشعروا بشيء لم يتوقعوه؛ فلماذا يأتي بهم هذا الروسي إلى هذا المكان وهو لا يعرف طباعهم، فلاحظ همسا يدور بين الرفاق! ابتسم وأجاب سوف نبتهج قليلا وبعدها سنرى!
" لماذا يأتي هذا الذي قد عرّف عن نفسه قبل قليل بأنه أستاذ في مادة التاريخ إلى هنا ؟! " مع ذلك، بقي سؤال وليد بلا جواب، واستسلم لظنونه التي باتت تكبر وتشير إلى أن هذا الرجل، إنما هو " رأسمالي قذر " فالصورة النمطية المتخيلة – عند معظم اليساريين العرب آنذاك -كانت تتصور أن الشيوعي داخل المنظومة الاشتراكية كان عصاميا، شامخا، نزيها، ويتمتع بخلق نبيل. هكذا كان يُرى! وعلى هذا الأساس كان مستغربا أن يأتي بهم ديمتري إلى هذا المكان الذي لا يدخله سوى المقامرين! مضت الدقائق الأولى كمهمة استطلاع للمكان ولم يتحدث أحد لأحد، كان الأربعة رفاق يختلجهم شعور صادم، فالنظرة إلى هذا المكان كانت تتبدد كلما انتقلوا من صالة إلى صالة، وشعور الاستغراب صار يرحل وبسرعة غير متوقعة أيضا، بل أن البهجة فعلا دخلت قلوبهم وبدا الأمر مسليا يتنقلون بين الصالات المختلفة، وينظرون إلى طاولات اللعب المختلفة، لا ، بل وتوقفوا عند بعضها قليلا .. ثم قادهم حب الاستطلاع إلى تجربة حظّهم في لعبة (يسمونها العصارة) لا تحتاج إلا إلى القبض على ذراع فولاذية كذراع عصارة البرتقال تُشدّ نحو الأسفل عندما ترسلها بقوة تدور أمامك 3 خانات تحمل صورا مختلفة إن حالفك الحظ تتشابه، أو تسقط لك الماكينة كومة من الدراهم الفضية، و أنت وحظك أو، أن هناك من يجعل لك هذا الحظ أو لا! بعد ذلك لم يتركوا زاوية إلا وزاروها ، مرّوا بمختلف الأقسام، شاهدوا بعض الوجوه كيف تتغير قسماتها مع كل دورة تدورها فيها عجلة " الروليت " الحمراء، المتحلقين حولها ينظرون إلى " الأقمار " التي وضعوها على ما اختاروه من أرقام .. فالرابح واحد، والمراهنون كثر، ويخسرون! مع ذلك، لا يتوقفون حتى تفرغ جيوبهم فينسحبون أو، يفعلون كما فعل واحد من معارف عدنان، حينما رآه تقدم نحوه، اقترب منه كثيرا، سلّم عليه بحرارة، قال انه سعيد لرؤيته هنا، ثم سأله عن البيع والشراء، عن التجارة، عن الوطن، عن القضية، عن أبيه وأمه، ثم اقترب منه أكثر، همس بأذنه طويلا ثم ابتعد وعلى وجهه بدت الخيبة !
- " أليس هذا الشخص من مجموعتنا السياحية ؟ "سأل وليد .
قال عدنان: “بلى، الآن عرفت سبب غيابه، ولماذا لا يرافقنا في زيارة الأماكن السياحية التي تأخذنا إليها شركة السياحة، فإما هو لا يغادر الفندق ..وإما ، الآن عرفوا أين يختبئ ..! على أي حال كأن دميتري أراد من وراء هذه الجولة جعل وليد " الثوري " يشاهد الصالات وهي تعجّ " بالثوريين " العرب معظمهم عراقيون وليبيون سمعتهم سيئة حتى عند بنات الهوى في مجتمع فارنا!
استدار ديمتري نحو الرفاق باغتة وسألهم: " هل نكتفي ونذهب نحو مقصدنا؟" فوجدوا أنفسهم بعد دقائق جالسين على إحدى شرفات الكازينو، مكان يشبه المقهى المفتوح يطل على شارع أبنيته ليست مرتفعة ولكنها منظمة والأشجار بدت جميلة تخترقها إضاءات ملونة أضفى ذلك الجو إحساسا بالرومنسية والاغتباط كان باديا على معظم الوجوه، فالليلة كانت ليلة قمرية، نسماتها لطيفة، بل كانت رائعة.
" - فرق كبير أيها السيد ما بين أن أكون شيوعي أو أكون عضوا في الحزب الشيوعي، هل أنت شيوعي يا وليد ؟!"
- : " لا لست كذلك، ولكني قرأت بعض الكتب فأنا حقيقة أحب " السوفييت "ولكن .. !
ولكن ماذا؟ لماذا تحبهم ؟!
سأل ديمتري ثم أضاف: النظرية رائعة اليس كذلك "!
- - ببساطة أيها العزيز، لأن موسكو تزود العرب بالسلاح ولأنها تؤيد "الثورة الفلسطينية" وحركات التحرر الوطني من الاستعمار في كل العالم.. ! أما النظرية فإني اعتقد يا سيدي أن هذه مسألة عامّة، النظريات لا تُطبق كما وردت في الكتب حتى من واضعيها كما تعلم ...! "
كان ديمتري شديد الملاحظة بحكم سنه وخبرته في الحياة، لقد وجد نفسه يتحدث إلى وليد ناسيا زوجته وابنتهما اللتان وقعتا في شباك عدنان وحركاته البهلوانية-" - كان مسليا جدا " قالت الزوجة ؛ أما بيرنا وسعاد فكانتا تشعران بالملل ،
يجدن الفرنسية وتحدثنها كما الفرنسيين ، لكنهن لا يجدن الإنكليزية الأمر الذي ترك عندهن شعور بشيء من الغربة والفتور. لذا، كان هذا مبررا للروسي اللطيف، أن يقطع
الحوار ثم تناول قلما وورقة كتب عليها عنوان منزله حيث يقيم في إحدى
ضواحي فارنا الشمالية الجميلة واعطاها لعدنان. - "هذا عنواني" نظر في عيون وليد وقال: تفضلوا غدا إلى منزلي لنشرب شيئا ونكمل حديثنا الذي بدأ "
-" ولكن.. ألستم من هواة العوم؟ "
أشار عدنان إلى كتف الزوجة وقال " واضح تماما!"
قالها بتهكم وهو يشير أيضا إلى وجه الفتاة -ابنته -
وقد أضفت السمرة عليه سحرا وحيوية فضحكت وابتسم الرجل وأومأ برأسه وقال:
" إذن غدا نلتقي في مسبح الفندق الذي تقيمون فيه التاسعة صباحا! "
رأفت العزي- عضو نشيط
- عدد المساهمات : 185
تاريخ التسجيل : 18/06/2016
رد: (( لا تحيا إلا بالعناق ))
الحمدلله على سلامتك أستاذي الفاضل @رأفت العزي
نور المنتدى بعودتك ايها الأديب الجميل
ويؤسفني ما تعرض له حاسوبك والحمدلله أنك استرجعت معظم ما فقدته منه
التكنولوجيا جميلة جدا ومريحة ولكنها يجب أن يحذر منها الإنسان ولا يؤمن لها كثيرًا
المهم أنك عدت لنا وعادت الرواية تتألق من جديد
الأحداث عديدة كيف تذكرت كل هذه التفاصيل؟ ما شاء الله عنك
الحوار ما زال ممتعًا وجذابًا وشيقًا
وأنتظر بشغف التتمة
ودمت بألف خير أستاذي رأفت
#لا_تحيا_إلا_بالعناق_عصفورة_الشجن
نور المنتدى بعودتك ايها الأديب الجميل
ويؤسفني ما تعرض له حاسوبك والحمدلله أنك استرجعت معظم ما فقدته منه
التكنولوجيا جميلة جدا ومريحة ولكنها يجب أن يحذر منها الإنسان ولا يؤمن لها كثيرًا
المهم أنك عدت لنا وعادت الرواية تتألق من جديد
الأحداث عديدة كيف تذكرت كل هذه التفاصيل؟ ما شاء الله عنك
الحوار ما زال ممتعًا وجذابًا وشيقًا
وأنتظر بشغف التتمة
ودمت بألف خير أستاذي رأفت
#لا_تحيا_إلا_بالعناق_عصفورة_الشجن
--------------------------------
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
رد: (( لا تحيا إلا بالعناق ))
أنا على ما يبدو يا صديقي رأفت سأحجز مقعدا لي هنا
صعب ألا تستوقفني هذه الرواية الممتعة
أكمل يا صديقي فأنا مستمتع بالقراءة وأنتظر المزيد
بصراحة لم أكن أتخيل أنه يوجد روسي غير شيوعي
أرجو أن تعذر قلة معرفتي
وكل الشكر لك يا صديقي المميز
صعب ألا تستوقفني هذه الرواية الممتعة
أكمل يا صديقي فأنا مستمتع بالقراءة وأنتظر المزيد
بصراحة لم أكن أتخيل أنه يوجد روسي غير شيوعي
أرجو أن تعذر قلة معرفتي
وكل الشكر لك يا صديقي المميز
حاتم أبو زيد- عضو متميز
- عدد المساهمات : 441
تاريخ التسجيل : 29/04/2010
رد: (( لا تحيا إلا بالعناق ))
الله يعزك ويسعدك اعذريني فوالله إني اعاني جدا ، والعطل كما تبين هو فايروس لعين ينتقل عبر ملفاتي ويضرب نقاطا بسطها أحد المهندسين لي بقوله : أتعرف البلبل ، نعم أعرف ، على ماذا يدور ؟ قلت على مسمار . قال وإن نزع كيف يدور البلبل ؟ قلت " طوطحة " يذهب هنا وهناك ويقع !! قال أحسنت .. الفايروس في جهازك ضرب المسمار إما أن ترميه أو ترمي معلوماتك !ميساء البشيتي كتب:الحمدلله على سلامتك أستاذي الفاضل @رأفت العزي
نور المنتدى بعودتك ايها الأديب الجميل
ويؤسفني ما تعرض له حاسوبك والحمدلله أنك استرجعت معظم ما فقدته منه
التكنولوجيا جميلة جدا ومريحة ولكنها يجب أن يحذر منها الإنسان ولا يؤمن لها كثيرًا
المهم أنك عدت لنا وعادت الرواية تتألق من جديد
الأحداث عديدة كيف تذكرت كل هذه التفاصيل؟ ما شاء الله عنك
الحوار ما زال ممتعًا وجذابًا وشيقًا
وأنتظر بشغف التتمة
ودمت بألف خير أستاذي رأفت
#لا_تحيا_إلا_بالعناق_عصفورة_الشجن
وأنا أعمل يا سيدتي على تنقية كل ملف بعرضه هوائيا على شركات المكافحة من الكاسبر إلى النورتون والمكافي و.. و .. و هكذا ههههههه والمصيبة الثانية أن النت في منطقتنا يعاني كما لو كنا قيل 20 عاما والتصليح جار على ما يقولون فعذرا على قلة مشاركتي وحضوري .. أما التفاصيل " فهي الصفحات المكتوبة في ذاكرتي توجعني لعدم نسيانها
رأفت العزي- عضو نشيط
- عدد المساهمات : 185
تاريخ التسجيل : 18/06/2016
رد: (( لا تحيا إلا بالعناق ))
أما أنت أيها الأديب الأريب فمقعدك حُجز منذ مدّة في قلبي شكرا لك.حاتم أبو زيد كتب:أنا على ما يبدو يا صديقي رأفت سأحجز مقعدا لي هنا
صعب ألا تستوقفني هذه الرواية الممتعة
أكمل يا صديقي فأنا مستمتع بالقراءة وأنتظر المزيد
بصراحة لم أكن أتخيل أنه يوجد روسي غير شيوعي
أرجو أن تعذر قلة معرفتي
وكل الشكر لك يا صديقي المميز
ثم يا سيدي أنت صحيح ، مش طلع صاحبنا شيوعي أصلي ؟! فغدا ترى
رأفت العزي- عضو نشيط
- عدد المساهمات : 185
تاريخ التسجيل : 18/06/2016
رد: (( لا تحيا إلا بالعناق ))
كان " الروسي " كريما جدا، ولم تكن دعوته دعوة عابرة، بل كان
متماديا بالكرم؛ فحينما ودع الرفاق ظهيرة ذلك اليوم، وقبل خروجه مع عائلته
من الفندق، أصر على أن دعوته، هي دعوة للعشاء في بيته. بعد تردد وافق وليد وعدنان ولكن على
أن يكون ذلك في اليوم التالي فأومأ برأسه ديمتري موافقا بعد أن عضّ شفتيه!
اعتقد " الرفاق " ان حدثا ما قد يلغي هذا الارتباط، كشيء مستجد يكون بالنسبة لهم أكثر أهمية
من هذا اللقاء العابر ..! ولكن دميتري على ما كان يبدو لم يترك مكانا للصدفة ؛ففي صبيحة اليوم
التالي حضر باكرا إلى فندق وليد وعدنان اللذان فوجئا تماما بحضوره وشعرا بالدهشة لأنه لم يكن وحيدا
، بل حضرت معه زوجته " تاتيانا "
ولم تكن يديه فارغتان بل كانتا تحملان مغلفا كبيرا أنيقا وقدمه للرفيقين بكل لطف
وتواضع. كان ملفا يحمل أربع أسطوانات لكبار المؤلفين العالميين لموسيقى الكلاسيك؛ وحضورهما البا
كر كان ليس من اجل هذا فقط، بل من اجل " سعاد وبيرنا “ليوجها لهنّ، دعوة مباشرة؛ وعلى الفور، اصطحب
عدنان الزوجين حيث تقيمان وهكذا صار. لم يكن الأمر صعبا، وافقنّ دون تردد وهنّ في حالة اندهاش ..
وبرغم أن تاتيانا لا تتحدث الإنكليزية ألا أن الإناث الثلاثة انسجمن تماما،
شربوا قهوة الصباح على شرفة الغرفة الرائعة وغادر الزوجان على أمل اللقاء
المرتقب ؛ وفي المساء أخذ الرفاق سيارة أجرة أوقفوها صدفة .. ولما
توقف السائق ذو الملامح الشرقية سألوه عن العنوان المكتوب على الورقة فنظر
في وجوههم نظرة فاحصة وابتسم في نصف وجهه
وأشار إليهم بالصعود فصعدوا؛ فتبين أن السائق لا يجيد سوى الأسئلة المتداولة، وكان يتحدث الإنكليزية
بلغة ركيكة تعلم بعض جملها من السياح بحكم مهنته، وفي أقل من خمسة دقائق عرف عن الرفاق كل ما
كان يودّ معرفته -تقريبا -والفضل لصاحب اللسان الطويل: عدنان !
كان وليد يجلس إلى جانب السائق والسيارة تتجه نحو مرتفع طريقه
متعرج وتتوغل في الغابة المريبة؛ عندما سأل وليد: هل الطريق صحيح ؟ّ! "
ضحك السائق وقال “: لا تخافوا، هذه طريق جديدة ومسافتها أقصر
فأنا بلغاري من أصل تركي، مسلم، مسلم مثلكم، هناك "بلغار "
لصوص .. ولكن أنا لست منهم الحمد لله لا تخافوا! "
كان مستغربا من السائق تكرار " لا تخافوا “عدّة مرات الأمر الذي استفزّ وليد فقال بلهجة عصبية:
" ربما عليك أنت أن تخشى ! " فسكت الرجل ولم ينبس ببنت شفة وأخذ بين الفينة والفينة يتحفز وبتململ ويختصر
بقوله " اقتربنا، اقتربنا!" وما هي إلا دقائق قليلة حتى ظهرت أنوار الشوارع الناعسة
وأضواء خافتة ترسم بضوئها إطارات شبابيك البيوت الصغيرة المنتشرة بين أفنان الشجر، أشار السائق
إلى أحداها فتلقى أجرا مضاعفا واعتذرا منه وليد عما قال في لحظة شكّ أشعلها بحركاته الفارغة !
منذ اللحظة الأولى لدخولهم منزل الروسي لم يشعروا أنهم في بيت عائلة أجنبية قد تعرفوا
عليها قبل اقل من يومين ، كل شيء في ذلك المساء كان حميما لطيفا ، وكانت أمسية
رائعة ؛ فالكرم بلا حدود ، كأنك بين عائلة عربية عريقة ، ف " تاتيانا "أوكرانية الأصول ،
و ديمتري روسي الجذور، أما ابنتهما الجميلة الأنيقة "آنا" الفتاة الجامعية ، فكانت
تتصرف بكثير من اللطف والود واللباقة تجاه رفيقاتها اللواتي بادلنها الود واللطف أيضا .
كانت تحدثهن بكلمات بسيطة ووجهها بملامح البراءة كان يحكي ما لم تفهمه الألسن ، وخفة ظلّها دلّ
على أنها تمتلك موهوبة في فن التمثيل : قامت بتقليد حركات عدنان المضحكة ، وأخبرتهن كيف حاول استمالتها
عند حوض السباحة ، وأنه " - على اي حال - رجل كمعظم الرجال ، يعتقد بأن كل أنثى تلين عندما ُثنى عليها
أو تُغرى ببعض كلمات حلوة عابرة ! “كانت تتحدث بلغتها وبالإنكليزية وبالإشارات عندما لا تجد كلمة تسعفها ولكنها
معظم الوقت، كانت تنظر في وجه وليد الذي ذاب خجلا ولكنه وقف في النهاية وألقى بعض الكلمات الطيبة شاكرا
الصدفة الرائعة التي جمعتهم بعد أن حميت رأسه وكأن كاسين النبيذ قد ازالا عنه التوتر وصار يتحدث عن الوطن والإنسان !!
- " خلفنا وطن ضائع، وآخر يتمزق " ثم نظر في وجه " بيرنا" وأردف قائلا:
" هي من وطن يتمزق، وأنا من وطن ضائع، ونحن في حالة حرب!
وبرغم ذلك، وبرغم ما بيننا من تناقضات اجتماعية ودينية كثيرة، أحببنا بعضنا البعض -استدرك - أنا أخبركم .
ها أنا أصرح ، من جانبي ، أنا . من قلبي أنا. من إحساسي الذي لم يكذب عليّ يوما ، من عمق مشاعري :
أحبك يا بيرنايت !"
حينما ردد الكلمات الأخيرة أغرقت عينيه بالدموع. صفق الجميع بحرارة، لكن بيرنا وقفت والحمرة كانت
تُشعل وجهها بهاء وسحرا. فتحت ذراعيها، اقتربت من وليد وعانقته فبادلها العناق ثم طبعت على خده قبلة فوق أثار دموع!
أما سعاد، والتي كانت مترددة في الحضور أبدت إعجابها بالسيدة الأوكرانية التي تصرفت مع البنات كأنهن بناتها،
فالبسمة لم تفارق أبدا ثغرها الجميل طوال تلك السهرة ، بدا وكأن الحاضرين عائلة واحدة ، رائعة ، هجعت في بيت صغير ،
في غابة خضراء ، على ساحل البحر الأسود ، وقلوب سكنها البياض ، عندما يعيش البشر إنسانيتهم بتجرد .
بعد العشاء انقسموا فريقين: فبيرنا وآنّا ووالدتها وعدنان قد جلسوا في جانب، يضحكون ويمرحون.
ودمتري ووليد وسعاد في جانب آخر . ولكن وليد في هذا الجانب توجب عليه لعب دورين: دور المُحدّث
ودور المترجم والناقل في آن !
متماديا بالكرم؛ فحينما ودع الرفاق ظهيرة ذلك اليوم، وقبل خروجه مع عائلته
من الفندق، أصر على أن دعوته، هي دعوة للعشاء في بيته. بعد تردد وافق وليد وعدنان ولكن على
أن يكون ذلك في اليوم التالي فأومأ برأسه ديمتري موافقا بعد أن عضّ شفتيه!
اعتقد " الرفاق " ان حدثا ما قد يلغي هذا الارتباط، كشيء مستجد يكون بالنسبة لهم أكثر أهمية
من هذا اللقاء العابر ..! ولكن دميتري على ما كان يبدو لم يترك مكانا للصدفة ؛ففي صبيحة اليوم
التالي حضر باكرا إلى فندق وليد وعدنان اللذان فوجئا تماما بحضوره وشعرا بالدهشة لأنه لم يكن وحيدا
، بل حضرت معه زوجته " تاتيانا "
ولم تكن يديه فارغتان بل كانتا تحملان مغلفا كبيرا أنيقا وقدمه للرفيقين بكل لطف
وتواضع. كان ملفا يحمل أربع أسطوانات لكبار المؤلفين العالميين لموسيقى الكلاسيك؛ وحضورهما البا
كر كان ليس من اجل هذا فقط، بل من اجل " سعاد وبيرنا “ليوجها لهنّ، دعوة مباشرة؛ وعلى الفور، اصطحب
عدنان الزوجين حيث تقيمان وهكذا صار. لم يكن الأمر صعبا، وافقنّ دون تردد وهنّ في حالة اندهاش ..
وبرغم أن تاتيانا لا تتحدث الإنكليزية ألا أن الإناث الثلاثة انسجمن تماما،
شربوا قهوة الصباح على شرفة الغرفة الرائعة وغادر الزوجان على أمل اللقاء
المرتقب ؛ وفي المساء أخذ الرفاق سيارة أجرة أوقفوها صدفة .. ولما
توقف السائق ذو الملامح الشرقية سألوه عن العنوان المكتوب على الورقة فنظر
في وجوههم نظرة فاحصة وابتسم في نصف وجهه
وأشار إليهم بالصعود فصعدوا؛ فتبين أن السائق لا يجيد سوى الأسئلة المتداولة، وكان يتحدث الإنكليزية
بلغة ركيكة تعلم بعض جملها من السياح بحكم مهنته، وفي أقل من خمسة دقائق عرف عن الرفاق كل ما
كان يودّ معرفته -تقريبا -والفضل لصاحب اللسان الطويل: عدنان !
كان وليد يجلس إلى جانب السائق والسيارة تتجه نحو مرتفع طريقه
متعرج وتتوغل في الغابة المريبة؛ عندما سأل وليد: هل الطريق صحيح ؟ّ! "
ضحك السائق وقال “: لا تخافوا، هذه طريق جديدة ومسافتها أقصر
فأنا بلغاري من أصل تركي، مسلم، مسلم مثلكم، هناك "بلغار "
لصوص .. ولكن أنا لست منهم الحمد لله لا تخافوا! "
كان مستغربا من السائق تكرار " لا تخافوا “عدّة مرات الأمر الذي استفزّ وليد فقال بلهجة عصبية:
" ربما عليك أنت أن تخشى ! " فسكت الرجل ولم ينبس ببنت شفة وأخذ بين الفينة والفينة يتحفز وبتململ ويختصر
بقوله " اقتربنا، اقتربنا!" وما هي إلا دقائق قليلة حتى ظهرت أنوار الشوارع الناعسة
وأضواء خافتة ترسم بضوئها إطارات شبابيك البيوت الصغيرة المنتشرة بين أفنان الشجر، أشار السائق
إلى أحداها فتلقى أجرا مضاعفا واعتذرا منه وليد عما قال في لحظة شكّ أشعلها بحركاته الفارغة !
منذ اللحظة الأولى لدخولهم منزل الروسي لم يشعروا أنهم في بيت عائلة أجنبية قد تعرفوا
عليها قبل اقل من يومين ، كل شيء في ذلك المساء كان حميما لطيفا ، وكانت أمسية
رائعة ؛ فالكرم بلا حدود ، كأنك بين عائلة عربية عريقة ، ف " تاتيانا "أوكرانية الأصول ،
و ديمتري روسي الجذور، أما ابنتهما الجميلة الأنيقة "آنا" الفتاة الجامعية ، فكانت
تتصرف بكثير من اللطف والود واللباقة تجاه رفيقاتها اللواتي بادلنها الود واللطف أيضا .
كانت تحدثهن بكلمات بسيطة ووجهها بملامح البراءة كان يحكي ما لم تفهمه الألسن ، وخفة ظلّها دلّ
على أنها تمتلك موهوبة في فن التمثيل : قامت بتقليد حركات عدنان المضحكة ، وأخبرتهن كيف حاول استمالتها
عند حوض السباحة ، وأنه " - على اي حال - رجل كمعظم الرجال ، يعتقد بأن كل أنثى تلين عندما ُثنى عليها
أو تُغرى ببعض كلمات حلوة عابرة ! “كانت تتحدث بلغتها وبالإنكليزية وبالإشارات عندما لا تجد كلمة تسعفها ولكنها
معظم الوقت، كانت تنظر في وجه وليد الذي ذاب خجلا ولكنه وقف في النهاية وألقى بعض الكلمات الطيبة شاكرا
الصدفة الرائعة التي جمعتهم بعد أن حميت رأسه وكأن كاسين النبيذ قد ازالا عنه التوتر وصار يتحدث عن الوطن والإنسان !!
- " خلفنا وطن ضائع، وآخر يتمزق " ثم نظر في وجه " بيرنا" وأردف قائلا:
" هي من وطن يتمزق، وأنا من وطن ضائع، ونحن في حالة حرب!
وبرغم ذلك، وبرغم ما بيننا من تناقضات اجتماعية ودينية كثيرة، أحببنا بعضنا البعض -استدرك - أنا أخبركم .
ها أنا أصرح ، من جانبي ، أنا . من قلبي أنا. من إحساسي الذي لم يكذب عليّ يوما ، من عمق مشاعري :
أحبك يا بيرنايت !"
حينما ردد الكلمات الأخيرة أغرقت عينيه بالدموع. صفق الجميع بحرارة، لكن بيرنا وقفت والحمرة كانت
تُشعل وجهها بهاء وسحرا. فتحت ذراعيها، اقتربت من وليد وعانقته فبادلها العناق ثم طبعت على خده قبلة فوق أثار دموع!
أما سعاد، والتي كانت مترددة في الحضور أبدت إعجابها بالسيدة الأوكرانية التي تصرفت مع البنات كأنهن بناتها،
فالبسمة لم تفارق أبدا ثغرها الجميل طوال تلك السهرة ، بدا وكأن الحاضرين عائلة واحدة ، رائعة ، هجعت في بيت صغير ،
في غابة خضراء ، على ساحل البحر الأسود ، وقلوب سكنها البياض ، عندما يعيش البشر إنسانيتهم بتجرد .
بعد العشاء انقسموا فريقين: فبيرنا وآنّا ووالدتها وعدنان قد جلسوا في جانب، يضحكون ويمرحون.
ودمتري ووليد وسعاد في جانب آخر . ولكن وليد في هذا الجانب توجب عليه لعب دورين: دور المُحدّث
ودور المترجم والناقل في آن !
رأفت العزي- عضو نشيط
- عدد المساهمات : 185
تاريخ التسجيل : 18/06/2016
رد: (( لا تحيا إلا بالعناق ))
كان وليد فيما مضى يعشق الحوار مع مختلفين، ولديه مروحة أصدقاءه من أقصى اليمين حتى أقصى اليسار، منهم من هو منتمي إلى أحزاب " دينية " كحزب التحرير أو الإخوان ومنهم ماركسيون شيوعيون وقومين عربا وبعثيين .. لم يترك نفسه فريسة للجهل والحكم المسبق على من خالفه الرأي بل كان ملما بمتخلف الأفكار تقريبا، كان يسعى إلى ذلك .. فمن كان في ذلك الزمن حياديا ؟!
كان يسهر ليالي بطولها يقرأ للبنا ولقطب وللمودودي وعمر التلمساني ليقف على حقيقة تلك الفلسفة التي جعلت من حامليها عرضة للقمع، وجعلت الكثيرين من الناس يصفونهم بصفة " الأوصياء " على المجتمع! وانتسب – بالصدفة – إلى أحد تلك التنظيمات بعد بلوغه الحلم! لكنه توقف فيما بعد كثيرا أمام ما حدث في القارة الهندية التي بقيت موحدة منذ أن دخلها الإسلام حتى قيام " الجماعة الإسلامية " التنظيم الذي أسسه المودودي ودعا " للجهاد " فانقسمت! أين المشكلة كان يتساءل باستمرار!
ولم تفته معظم كتب الفلسفات التي بنى عليها ماركس ولينين فقرأ في فكر هيجل الذي وضع نهاية للتاريخ " عندما تتحقق " الحرية" وتقام دولة الحق " ثم جاء الماركسيون ليناقضوا هيجل وقالوا ما معناه ( لا حرّية بوجود الدولة ! ) لأن الدولة قامت بأدوات الرأسماليين وفكرهم، لذا، وجب هدم هذه الدولة، لتقوم دولة بديلة، دولة تقدمية ثورية ،تحكم فيها طبقة العمال والفلاحين! "
فقرأ فيما بعد، وعرف، أن تلك الدولة " الثورية " في عصر ستالين قتلت وشرّدت نصف فلاحيي روسيا من أجل "الدولة القوية !!" كان وليد يتوقف كثيرا أمام ما يريد الماركسيون العرب فعله! : " هدم الدول لتقوم عليها دولتهم التقدمية "فاقتنع بذلك في مطلع شبابه وشارك نضال الماركسيين في محاولات " هدم الدولة " وسجن من أجل ذلك مرارا ! وها هو، الآن يجلس مع رجل نكر في البداية أنه شيوعي ولكنه قال فيما بعد أنه " ناقم " صحيح. لكنه شيوعي ...!
فديمتري إبن تلك الدولة التي هدمت دولة وأقامت غيرها، وهو من المؤمنين بأن الفكر يجب ألا يُقاد من السياسة، وإن الدولة لا يجب أن يديرها الحالمون أو الفاسدون واللصوص" سبب نقمته" !
- هل تؤيد قيام الوحدة العربية يا وليد ؟!سأل ديمتري
- لماذا تسأل يا سيدي وأنتم تعتبرون فكرة قيام دولة " قومية " يناقض الفكر " ألأممي " فوقفتم ضد قيام دولة الوحدة المصرية السورية عام 1958 !
- لا لم تقف ضدها .. ولكن لم نشجع على قيامها!
- سيدي باختصار: الشيوعيين العرب – كما كان يبدو -لم يضعوا سلم أهداف كونهم شيوعيون عربا ، وربما لم يعترفوا بموضوعية المراحل: فرددوا شعار لينين القائل " يا عمال العالم اتحدوا " من اجل بناء " دولة تقدمية " ثم وجدنا الكثير من قياداتهم تتحد ليس مع الفلاحين والعمال بل مع تنظيم " الإخوان " تحالفوا وحاربوا " تلك الوحدة" التي سألتني إن كنت مؤمن بها؛ فعندما يتحرك الشيوعيين العرب، لا يتحركون إلا بوحي من موسكو ورضاها." ضحك وليد قبل قول جملته الأخيرة وقال: أما الإخوان لا يتحركون إلا بوحي من فوق على ما يدّعون!
- لكن الوحدة فشلت على أي حال يا وليد، فماذا عنك، عن الثورة الفلسطينية ؟!
ألست من الثوار وعضوا في " منظمة التحرير " ( ولما ذكر كلمة منظمة ) رفع كأسه عاليا
وأغرقت عينيه بعاطفة " الفودكا " وقال بحماس شديد:
" نخب الثورة الفلسطينية " !
لم تكن سعاد راضية عن هذا " التطرف " الذي سلكه ديمتري
فبالنسبة لها كانت " المنظمة " طرفا في الحرب اللبنانية
ضد الطرف الذي تنتمي إليه، وهي فردٌ من ذلك المجتمع الذي كان يشعر بالحصار وبالفناء. أرادت شرح وجهة نظرها لديمتري لكن وليد كان ماكرا وقال: "لا قدرة لي على مواصلة الترجمة، وأخشى من ركاكة المصطلحات، فكيف يترجمون كلمة " الانعزالية "؟!
ثم ضحك ورددت باستسلام قائلة " ما أثقل دمك " !
غادروا وفي النفوس غبطة وسعادة لا توصف ..تبادلوا العناق في لحظات الوداع ، وفي العيون بريق دموع بشر اجتمعوا في لحظة ، في غربة ، صدفة ، كل واحد منهم نسج مع الآخر قصة حب لا تنسى .
كان يسهر ليالي بطولها يقرأ للبنا ولقطب وللمودودي وعمر التلمساني ليقف على حقيقة تلك الفلسفة التي جعلت من حامليها عرضة للقمع، وجعلت الكثيرين من الناس يصفونهم بصفة " الأوصياء " على المجتمع! وانتسب – بالصدفة – إلى أحد تلك التنظيمات بعد بلوغه الحلم! لكنه توقف فيما بعد كثيرا أمام ما حدث في القارة الهندية التي بقيت موحدة منذ أن دخلها الإسلام حتى قيام " الجماعة الإسلامية " التنظيم الذي أسسه المودودي ودعا " للجهاد " فانقسمت! أين المشكلة كان يتساءل باستمرار!
ولم تفته معظم كتب الفلسفات التي بنى عليها ماركس ولينين فقرأ في فكر هيجل الذي وضع نهاية للتاريخ " عندما تتحقق " الحرية" وتقام دولة الحق " ثم جاء الماركسيون ليناقضوا هيجل وقالوا ما معناه ( لا حرّية بوجود الدولة ! ) لأن الدولة قامت بأدوات الرأسماليين وفكرهم، لذا، وجب هدم هذه الدولة، لتقوم دولة بديلة، دولة تقدمية ثورية ،تحكم فيها طبقة العمال والفلاحين! "
فقرأ فيما بعد، وعرف، أن تلك الدولة " الثورية " في عصر ستالين قتلت وشرّدت نصف فلاحيي روسيا من أجل "الدولة القوية !!" كان وليد يتوقف كثيرا أمام ما يريد الماركسيون العرب فعله! : " هدم الدول لتقوم عليها دولتهم التقدمية "فاقتنع بذلك في مطلع شبابه وشارك نضال الماركسيين في محاولات " هدم الدولة " وسجن من أجل ذلك مرارا ! وها هو، الآن يجلس مع رجل نكر في البداية أنه شيوعي ولكنه قال فيما بعد أنه " ناقم " صحيح. لكنه شيوعي ...!
فديمتري إبن تلك الدولة التي هدمت دولة وأقامت غيرها، وهو من المؤمنين بأن الفكر يجب ألا يُقاد من السياسة، وإن الدولة لا يجب أن يديرها الحالمون أو الفاسدون واللصوص" سبب نقمته" !
- هل تؤيد قيام الوحدة العربية يا وليد ؟!سأل ديمتري
- لماذا تسأل يا سيدي وأنتم تعتبرون فكرة قيام دولة " قومية " يناقض الفكر " ألأممي " فوقفتم ضد قيام دولة الوحدة المصرية السورية عام 1958 !
- لا لم تقف ضدها .. ولكن لم نشجع على قيامها!
- سيدي باختصار: الشيوعيين العرب – كما كان يبدو -لم يضعوا سلم أهداف كونهم شيوعيون عربا ، وربما لم يعترفوا بموضوعية المراحل: فرددوا شعار لينين القائل " يا عمال العالم اتحدوا " من اجل بناء " دولة تقدمية " ثم وجدنا الكثير من قياداتهم تتحد ليس مع الفلاحين والعمال بل مع تنظيم " الإخوان " تحالفوا وحاربوا " تلك الوحدة" التي سألتني إن كنت مؤمن بها؛ فعندما يتحرك الشيوعيين العرب، لا يتحركون إلا بوحي من موسكو ورضاها." ضحك وليد قبل قول جملته الأخيرة وقال: أما الإخوان لا يتحركون إلا بوحي من فوق على ما يدّعون!
- لكن الوحدة فشلت على أي حال يا وليد، فماذا عنك، عن الثورة الفلسطينية ؟!
ألست من الثوار وعضوا في " منظمة التحرير " ( ولما ذكر كلمة منظمة ) رفع كأسه عاليا
وأغرقت عينيه بعاطفة " الفودكا " وقال بحماس شديد:
" نخب الثورة الفلسطينية " !
لم تكن سعاد راضية عن هذا " التطرف " الذي سلكه ديمتري
فبالنسبة لها كانت " المنظمة " طرفا في الحرب اللبنانية
ضد الطرف الذي تنتمي إليه، وهي فردٌ من ذلك المجتمع الذي كان يشعر بالحصار وبالفناء. أرادت شرح وجهة نظرها لديمتري لكن وليد كان ماكرا وقال: "لا قدرة لي على مواصلة الترجمة، وأخشى من ركاكة المصطلحات، فكيف يترجمون كلمة " الانعزالية "؟!
ثم ضحك ورددت باستسلام قائلة " ما أثقل دمك " !
غادروا وفي النفوس غبطة وسعادة لا توصف ..تبادلوا العناق في لحظات الوداع ، وفي العيون بريق دموع بشر اجتمعوا في لحظة ، في غربة ، صدفة ، كل واحد منهم نسج مع الآخر قصة حب لا تنسى .
رأفت العزي- عضو نشيط
- عدد المساهمات : 185
تاريخ التسجيل : 18/06/2016
رد: (( لا تحيا إلا بالعناق ))
بشر اجتمعوا في لحظة ، في غربة ، صدفة ، كل واحد منهم نسج مع الآخر قصة حب لا تنسى .
وأقتبس هذه لأنها لامست شغاف قلبي .. ما أجمل أن نصل إلى نهاية جميلة بعد هذه الصولات والجولات في نبش معالم أوطاننا .. هذه الفترة تؤلمني جدا وأشعر أنها كانت بداية الخطأ الذي بدأنا نحن والأشقاء اللبنانيين بدفع ثمنه نتيجة عدم الوعي الكافي وما زلنا لهذه اللحظة نعيش في هذا الإطار ..
تابع أيها الأديب المبدع ونحن على شرفات الانتظار
وأقتبس هذه لأنها لامست شغاف قلبي .. ما أجمل أن نصل إلى نهاية جميلة بعد هذه الصولات والجولات في نبش معالم أوطاننا .. هذه الفترة تؤلمني جدا وأشعر أنها كانت بداية الخطأ الذي بدأنا نحن والأشقاء اللبنانيين بدفع ثمنه نتيجة عدم الوعي الكافي وما زلنا لهذه اللحظة نعيش في هذا الإطار ..
تابع أيها الأديب المبدع ونحن على شرفات الانتظار
--------------------------------
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
رد: (( لا تحيا إلا بالعناق ))
وجدت نفسي هنا أقرأ ما فاتني من هذه الرواية الجميلة
تعيدنا إلى أيام كنت أظن أن الزمن طواها
أكمل يا صديقي
أنا بانتظارك
تعيدنا إلى أيام كنت أظن أن الزمن طواها
أكمل يا صديقي
أنا بانتظارك
حاتم أبو زيد- عضو متميز
- عدد المساهمات : 441
تاريخ التسجيل : 29/04/2010
رد: (( لا تحيا إلا بالعناق ))
سيدتي الأديبة الأخت ميساء
الأخ القدير العزيز حاتم أبوزيد
السلام عليكم والسلام لكم ورحمة منه
أكثر من عشر مرات دخلت هنا وفي غير مكان في المنتدى حيث هنا الردين الكريمين
منكما وحيث المواضيع الرائعة هناك وهنالك ، ومع الأسف ، في كل مرة أغادر
المنتدى لأن اصابعي لا تستجيب لعقلي فأصوم عن الكلام ويتحشرج في
حلقي فأخرج وفي القلب غصّة ..!
أكتب هذه الكلمات كأنني في مخاض عسير فقط لأعتذر منكما وأشكركما على
هذا الاهتمام المقدّر وأعتقد أن معظمنا يمر بمثل هذه الحالة ثم يتجاوزها ..
وعلى الله
الأخ القدير العزيز حاتم أبوزيد
السلام عليكم والسلام لكم ورحمة منه
أكثر من عشر مرات دخلت هنا وفي غير مكان في المنتدى حيث هنا الردين الكريمين
منكما وحيث المواضيع الرائعة هناك وهنالك ، ومع الأسف ، في كل مرة أغادر
المنتدى لأن اصابعي لا تستجيب لعقلي فأصوم عن الكلام ويتحشرج في
حلقي فأخرج وفي القلب غصّة ..!
أكتب هذه الكلمات كأنني في مخاض عسير فقط لأعتذر منكما وأشكركما على
هذا الاهتمام المقدّر وأعتقد أن معظمنا يمر بمثل هذه الحالة ثم يتجاوزها ..
وعلى الله
رأفت العزي- عضو نشيط
- عدد المساهمات : 185
تاريخ التسجيل : 18/06/2016
صفحة 4 من اصل 4 • 1, 2, 3, 4
صفحة 4 من اصل 4
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة 22 مارس 2024 - 12:06 من طرف رمزية بنت الفرج
» يا زهرة المدائن ..يا قدس
الجمعة 22 مارس 2024 - 12:04 من طرف رمزية بنت الفرج
» من يكرمكن نساء غزة ؟
الجمعة 22 مارس 2024 - 11:55 من طرف رمزية بنت الفرج
» دعاء ختم القرآن الكريم
الخميس 21 مارس 2024 - 12:04 من طرف ميساء البشيتي
» جربت تنام بخيمة؟ بقلم اسماعيل حسين
الثلاثاء 27 فبراير 2024 - 11:00 من طرف خيمة العودة
» يسألني الياسمين ... ؟
الأحد 25 فبراير 2024 - 11:19 من طرف سلامة حسين عبد النبي
» اسم في خيالي
الأربعاء 21 فبراير 2024 - 11:29 من طرف هند درويش
» منشورات ميساء البشيتي في جريدة عرب كندا
الثلاثاء 20 فبراير 2024 - 11:45 من طرف ميساء البشيتي
» قصيدة بعرض البحر
الثلاثاء 20 فبراير 2024 - 11:44 من طرف ميساء البشيتي
» “من السهل طمس الحقيقة بحيلة لغوية بسيطة" مريد البرغوثي
الجمعة 16 فبراير 2024 - 12:04 من طرف خيمة العودة
» هدية العصفورة إليك .
الجمعة 9 فبراير 2024 - 16:20 من طرف ريما مجد الكيال
» الكلمة تُوَرَّث
الجمعة 9 فبراير 2024 - 11:15 من طرف ورد العربي
» happy birthday fedaa
الإثنين 29 يناير 2024 - 11:11 من طرف ميساء البشيتي
» لروحك السلام أخي الحبيب جواد البشيتي
الجمعة 19 يناير 2024 - 12:13 من طرف ميساء البشيتي
» أيلول .. مهلاً .
الخميس 18 يناير 2024 - 11:42 من طرف رامي النجار
» صوّب الأخطاء الإملائية
الأحد 14 يناير 2024 - 14:41 من طرف Tamara
» طريق الخوف
الأربعاء 10 يناير 2024 - 12:00 من طرف ميساء البشيتي
» العهد
الإثنين 8 يناير 2024 - 11:06 من طرف لانا زهدي
» همسة في أذن السماء
الثلاثاء 2 يناير 2024 - 11:57 من طرف ميساء البشيتي
» "عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس
الإثنين 1 يناير 2024 - 15:08 من طرف ميساء البشيتي
» لو لم أكن أنثى ( مشاركة عامة )
الإثنين 1 يناير 2024 - 15:05 من طرف عشتار
» أنا .. أنت .. نحن كلمة ( مشاركة عامة )
الإثنين 1 يناير 2024 - 15:04 من طرف عشتار
» بـــ أحس الآن ــــــــ
الإثنين 1 يناير 2024 - 15:03 من طرف عشتار
» دهاليز الكتابة
السبت 30 ديسمبر 2023 - 12:06 من طرف رمزية بنت الفرج
» أين أنت مني ؟
السبت 30 ديسمبر 2023 - 12:04 من طرف رمزية بنت الفرج