بحـث
من أنا ؟
حقوقية، كاتبة، ناشطة في شؤون بلادي وشؤون المرأة، لي عدة منشورات ورقية وإلكترونية
المواضيع الأخيرة
كتب ميساء البشيتي الإلكترونية
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم |
همسة في أذن السماء
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
همسة في أذن السماء
همسة في أذن السماء
حروفي باردة ، أناملي باردة ، روحي باردة ، مقاعد الحبِّ في بلادي يفترشها الصقيع !
في آخر حديثٍ لي مع ممالك الجانِّ ، قالوا لي : أنهم رفعوا أياديهم عن أرواحنا ، قالوا لي : أنهم استقلوا سفنهم نحو السماء ، وغادروا الأرض ، ومن عليها ، ومن في جوفها ، ومَن بين الأنقاض .
قالوا لي : على الأرض اليوم ، ما لا تقوى عليه ملوك الجانِّ ، في ممالك الإنس ، جنونٌ لم تعرفه في يوم ، ممالك الجانِّ !
رأيتهم بأمِّ عيني ، التي ترى قليلاً ، قليلاً ، وتبصر كثيراً، كثيراً ، رأيتهم وهم يتغامزون ، ويتهامسون فيما بينهم ، ويقولون في سرَّهم ، لقد انتهى زماننا ، وجاء زمان الإنسيُّ الجبَّار !
رحلت قوافل الجانِّ ، وتركتني أرتعد خوفاً من خاتم سليمان ، الذي سقط بين مدينتين ، فجلجلت الريح ، وأرعدت ، وأبرقت ، وتصارعت ، وتكالبت ، ثم أشهرت سيوفاً من رصاصٍ ، وأضرمت نيراناً من أبناء الغابات ، وأطلقت عويلها ، صافرات الليل ، حين تداهمها قوافل الذئاب .
تغير شكل الأرض ، من فرط الصعود نحو السماء ، والنزول إلى ساحات الوغى ، فأخذت شكل المقابر ، ولكن على استحياء !
تخاطب المطر بلغة السيد للعبد ، وتقصف الغيوم ببعض الشك ، وتطارد عطارد ، وبلوتو ، وزحل ، تتهمهم بأنهم أبناء زنى ، وأنها ستقيم عليهم الحدّ ، في أول خبر عاجل ، يصدر عن رعاع الأرض .
وقبائل الجانِّ تلملم أذيالها ، وتغمزني بطرف عينها ، وتقول في سِّرها ، من أين جاءت ممالك الإنس بكل هذا السحر ، وشعوذة الألوان ، وبأي تعويذة استطاعت أن تحيل هذا الكون ، إلى لون واحد ، الرمادي ، وتتوجه سيدَّ كل الألوان ؟
كيف استطاعت أن تلغي الفصول الأربعة ، وأن تُغرق الأرض بأمطار من الغضب ، وتحيل الجنان إلى صحراء من الجدب ، ومقابر لا حصر لها ، ولا عدد ، ومشانق تصل ذروتها عنان السماء ، ثم تنفجر ؟
على هذا الأرض بركان ، يتدفق ، تخرج منه وحوش آدمية ، تقتل كل حرف دخيل على أبجديتها ، لا تتعرف إليه قواميسها ، وتنكلُّ بجثته ، وتلقي به إلى نشرات الأخبار ، ليكون عبرة ، وعظة ، وخبراً عاجلاً في عناوين الصحف .
ويسألني المداد بحرقة ، هل أختفي ، هل أذوب ، هل أتلاشى ، هل ألتحق بقبائل الجانِّ ، فأنا حرف غريب في قواميس الغجر ، أنا حرف بارد في أبجدية النيران ، أنا لن أنتظر حتى أُعلَّقَ خبراً عاجلاً على موائد اللئام ، أو تطاردني أصابع الشك فأبقى رهين المحبسين ، أنتظر براءتي ، كما بلوتو , وعطارد وزحل ؟
هل تأذن ليَّ السماء بمكان أختفي فيه عن عيون الإنس ، وممالك الإنس ، ومقابر الإنس ، إلى أن تهدأ ثورة الربيع ، وتتقلص الصحراء ، ويهبط المطر حرَّاً ، ليس مخفوراً ، أو مكبل اليدِّ والقدم ؟
سَلْي السماء عني ، هل لي مكانٌ فيها ، قبل أن أصلب على أعواد الظلم ، أو أنتحر ؟
--------------------------------
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
رد: همسة في أذن السماء
فالننقب جميعا عن مكان لنا في السماء..لم يعد سطح الأرض بقادر على تحمل ترهاتنا
وسذاجة تفكيرنا .. وابجديات حبنا العقيمة...التي لا تنجب إلا الموت...
غيوم الكربون تجتاح صفو الأرض ..سيدتي ..تضيق علينا أنفاسنا..تضيق وتضيق
لم يعد أمامنا سوي إمتطاء عنان السماء..ومحاولة إقناع ساكنيها أننا أسقطنا من عقولنا
ما يعرف بالربيع..ومحونا من مخيلتنا كل هذه السخافات..واعتنقنا ديناً جديداً..يُدعى
" دين اللا ّوعي " لا يعترف إلا بثلاث فصول فقط......
صديقتي ميساء..هزّني ما كتبته هنا..كلمات تنحت صلابة الحجر
كوني بخير ..كوني دائما بقربي
وسذاجة تفكيرنا .. وابجديات حبنا العقيمة...التي لا تنجب إلا الموت...
غيوم الكربون تجتاح صفو الأرض ..سيدتي ..تضيق علينا أنفاسنا..تضيق وتضيق
لم يعد أمامنا سوي إمتطاء عنان السماء..ومحاولة إقناع ساكنيها أننا أسقطنا من عقولنا
ما يعرف بالربيع..ومحونا من مخيلتنا كل هذه السخافات..واعتنقنا ديناً جديداً..يُدعى
" دين اللا ّوعي " لا يعترف إلا بثلاث فصول فقط......
صديقتي ميساء..هزّني ما كتبته هنا..كلمات تنحت صلابة الحجر
كوني بخير ..كوني دائما بقربي
غادة البشاري- عضو متميز
- عدد المساهمات : 210
تاريخ التسجيل : 05/02/2010
رد: همسة في أذن السماء
غادة البشاري كتب:فالننقب جميعا عن مكان لنا في السماء..لم يعد سطح الأرض بقادر على تحمل ترهاتنا
وسذاجة تفكيرنا .. وابجديات حبنا العقيمة...التي لا تنجب إلا الموت...
غيوم الكربون تجتاح صفو الأرض ..سيدتي ..تضيق علينا أنفاسنا..تضيق وتضيق
لم يعد أمامنا سوي إمتطاء عنان السماء..ومحاولة إقناع ساكنيها أننا أسقطنا من عقولنا
ما يعرف بالربيع..ومحونا من مخيلتنا كل هذه السخافات..واعتنقنا ديناً جديداً..يُدعى
" دين اللا ّوعي " لا يعترف إلا بثلاث فصول فقط......
صديقتي ميساء..هزّني ما كتبته هنا..كلمات تنحت صلابة الحجر
كوني بخير ..كوني دائما بقربي
لم تعد تتسع لنا الأرض
التي كانت أرض
وأحيلت إلى مقابر جماعية
كيف أحالوا الربيع إلى جحيم بغباء وجهل
الله يساعدنا يا غادة غدت أوطاننا محرقة كبيرة
شكرا لحضورك الوردي ودومي بعز يا غالية
--------------------------------
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
رد: همسة في أذن السماء
همسة في اذن وقلب السماء
راقت لي جدا
تقبلي مروري أستاذتنا الغالية ميساء البشيتي
عشتار- عضو متميز
- عدد المساهمات : 894
تاريخ التسجيل : 23/04/2010
رد: همسة في أذن السماء
شكرا صديقتي عشتار
دومي
دومي
--------------------------------
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
رد: همسة في أذن السماء
على هذا الأرض بركان ، يتدفق ، تخرج منه وحوش آدمية ، تقتل كل حرف دخيل على أبجديتها ، لا تتعرف إليه قواميسها ، وتنكلُّ بجثته ، وتلقي به إلى نشرات الأخبار ، ليكون عبرة ، وعظة ، وخبراً عاجلاً في عناوين الصحف .
ويسألني المداد بحرقة ، هل أختفي ، هل أذوب ، هل أتلاشى ، هل ألتحق بقبائل الجانِّ ، فأنا حرف غريب في قواميس الغجر ، أنا حرف بارد في أبجدية النيران ، أنا لن أنتظر حتى أُعلَّقَ خبراً عاجلاً على موائد اللئام ، أو تطاردني أصابع الشك فأبقى رهين المحبسين ، أنتظر براءتي ، كما بلوتو , وعطارد وزحل ؟
اسجل اعجابي واحترامي
هبة الله فرغلي- عضو جديد
- عدد المساهمات : 59
تاريخ التسجيل : 28/06/2012
رد: همسة في أذن السماء
همسة في أذن السماء
حروفي باردة، أناملي باردة، روحي باردة، مقاعد الحبِّ في بلادي يفترشها الصقيع!
في آخر حديثٍ لي مع ممالك الجانِّ، قالوا لي: أنهم رفعوا أياديهم عن أرواحنا واستقلوا سفنهم نحو السماء، غادروا الأرض ومن عليها، ومن في جوفها، ومَن بين الأنقاض.
قالوا: على الأرض اليوم ما لا تقوى عليه ملوك الجانِّ؛ففي ممالك الإنس جنونٌ لم تعرفه قط ممالك الجانِّ!
رأيتهم بأمِّ عيني التي ترى قليلًا وتبصر كثيرًا وهم يتغامزون، يتهامسون فيما بينهم، يقولون في سرَّهم: لقد انتهى زماننا وجاء زمن الإنسيُّ الجبَّار!
رحلت قوافل الجانِّ وتركتني أرتعد خوفًا من خاتم سليمان الذي سقط بين مدينتين؛ فجلجلت الريح، أبرقت، أرعدت، تصارعت، تكالبت ثم أشهرت سيوفًا من رصاصٍ، أضرمت نيرانًا من أبناء الغابات وأطلقت عويلها، صافرات الليل حين تداهمها قوافل الذئاب.
تغير شكل الأرض؛ لفرط الصعود نحو السماء والنزول إلى ساحات الوغى فأخذت شكل المقابر... ولكن على استحياء!
تخاطب المطر بلغة السيد للعبد، تقصف الغيوم ببعض الشك، تطارد عطارد، بلوتو، زحل؛ تتهمهم بأنهم أبناء زنى، وأنها ستقيم عليهم الحدّ في أول خبر عاجل يصدر عن رعاع الأرض.
وقبائل الجانِّ تلملم أذيالها، تغمزني بطرف عينها تقول في سِّرها: من أين جاءت ممالك الإنس بكل هذا السحر وشعوذة الألوان؟ وبأي تعويذة استطاعت أن تحيل هذا الكون إلى لون واحد هو الرمادي... وتتوجه سيدَ كل الألوان ؟
كيف استطاعت أن تلغي الفصول الأربعة، وأن تُغرق الأرض بأمطار من الغضب، وتحيل الجنان إلى صحراء من الجدب، ومقابر لا حصر لها ولا عدد، ومشانق تصل ذروتها عنان السماء ثم تنفجر؟
على هذا الأرض بركان متدفق، تخرج منه وحوش آدمية، تقتل كل حرف دخيل على أبجديتها لا تتعرف إليه قواميسها، تنكلُّ بجثته وتلقي به إلى الصحف؛ ليكون عبرة، عظة، خبرًا عاجلًا في كل عناوين الأخبار.
ويسألني المداد بحرقة: أأختفي؟ أأذوب؟ أأتلاشى، أم ألتحق بقبائل الجانِّ؛ فأنا حرف غريب في قواميس الغجر؟ أنا حرف بارد في أبجدية النيران؛ فلن يطيلوا بقائي، وسأُعلَّقَ خبرًا عاجلًا على موائد اللئام، أو أن تطاردني أصابع الشك فأبقى رهين المحبسين؛ أنتظر براءتي ، كما بلوتو وعطارد وزحل!
هل تأذن ليَّ السماء وتمنحني رقعة كقعر الفنجان؛ أختفي فيها عن عيون الإنس، ممالكهم، مقابرهم... إلى أن تهدأ ثورة الشك، وتتقلص الصحراء، ويهبط المطر حرًّا ليس مخفورًا أو مكبل الأيادي والأقدام؟
يا ممالك الجان سَلْي السماء عني: هل لي فيها مكانٌ... قبل أن أصلب على أعواد الظلم أو أساق إلى الانتحار؟
--------------------------------
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت 6 أبريل 2024 - 11:42 من طرف لبيبة الدسوقي
» حدائق اللوز
السبت 6 أبريل 2024 - 11:42 من طرف لبيبة الدسوقي
» أصوات من غزة
الجمعة 5 أبريل 2024 - 12:11 من طرف خيمة العودة
» دعاء ختم القرآن الكريم
الجمعة 5 أبريل 2024 - 11:59 من طرف دانة ربحي
» منشورات ميساء البشيتي في جريدة عرب كندا
الجمعة 5 أبريل 2024 - 11:55 من طرف ميساء البشيتي
» وجوه عابرة
الجمعة 5 أبريل 2024 - 11:53 من طرف ميساء البشيتي
» العهد
الثلاثاء 2 أبريل 2024 - 21:58 من طرف راما البلبيسي
» صافحيني غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:35 من طرف طارق نور الدين
» على عيني يا غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:35 من طرف طارق نور الدين
» هولاكو في غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:33 من طرف طارق نور الدين
» من يخاطبكم يا ميتون
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:32 من طرف طارق نور الدين
» ثوري غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:30 من طرف طارق نور الدين
» أين المفر يا غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:30 من طرف طارق نور الدين
» إعدام غزة !
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:28 من طرف طارق نور الدين
» تحركوا أيها الدمى
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:26 من طرف طارق نور الدين
» رسالة من طفل غزة إلى سلاطين العرب
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:25 من طرف طارق نور الدين
» قبر واحد يكفي لكل العرب
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:18 من طرف طارق نور الدين
» كم أنت بعيد يا أفصى
الجمعة 22 مارس 2024 - 12:06 من طرف رمزية بنت الفرج
» يا زهرة المدائن ..يا قدس
الجمعة 22 مارس 2024 - 12:04 من طرف رمزية بنت الفرج
» من يكرمكن نساء غزة ؟
الجمعة 22 مارس 2024 - 11:55 من طرف رمزية بنت الفرج
» جربت تنام بخيمة؟ بقلم اسماعيل حسين
الثلاثاء 27 فبراير 2024 - 11:00 من طرف خيمة العودة
» يسألني الياسمين ... ؟
الأحد 25 فبراير 2024 - 11:19 من طرف سلامة حسين عبد النبي
» اسم في خيالي
الأربعاء 21 فبراير 2024 - 11:29 من طرف هند درويش
» قصيدة بعرض البحر
الثلاثاء 20 فبراير 2024 - 11:44 من طرف ميساء البشيتي
» “من السهل طمس الحقيقة بحيلة لغوية بسيطة" مريد البرغوثي
الجمعة 16 فبراير 2024 - 12:04 من طرف خيمة العودة