منتدى عصفورة الشجن
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 

 


Rechercher بحث متقدم

من أنا ؟


حقوقية، كاتبة، ناشطة في شؤون بلادي وشؤون المرأة، لي عدة منشورات ورقية وإلكترونية


المواضيع الأخيرة
» كم أنت بعيد يا أفصى
(( لا تحيا إلا بالعناق )) Emptyالجمعة 22 مارس 2024 - 12:06 من طرف رمزية بنت الفرج

» يا زهرة المدائن ..يا قدس
(( لا تحيا إلا بالعناق )) Emptyالجمعة 22 مارس 2024 - 12:04 من طرف رمزية بنت الفرج

» من يكرمكن نساء غزة ؟
(( لا تحيا إلا بالعناق )) Emptyالجمعة 22 مارس 2024 - 11:55 من طرف رمزية بنت الفرج

» دعاء ختم القرآن الكريم
(( لا تحيا إلا بالعناق )) Emptyالخميس 21 مارس 2024 - 12:04 من طرف ميساء البشيتي

» جربت تنام بخيمة؟ بقلم اسماعيل حسين
(( لا تحيا إلا بالعناق )) Emptyالثلاثاء 27 فبراير 2024 - 11:00 من طرف خيمة العودة

» يسألني الياسمين ... ؟
(( لا تحيا إلا بالعناق )) Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 11:19 من طرف سلامة حسين عبد النبي

» اسم في خيالي
(( لا تحيا إلا بالعناق )) Emptyالأربعاء 21 فبراير 2024 - 11:29 من طرف هند درويش

» منشورات ميساء البشيتي في جريدة عرب كندا
(( لا تحيا إلا بالعناق )) Emptyالثلاثاء 20 فبراير 2024 - 11:45 من طرف ميساء البشيتي

» قصيدة بعرض البحر
(( لا تحيا إلا بالعناق )) Emptyالثلاثاء 20 فبراير 2024 - 11:44 من طرف ميساء البشيتي

» “من السهل طمس الحقيقة بحيلة لغوية بسيطة" مريد البرغوثي
(( لا تحيا إلا بالعناق )) Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 12:04 من طرف خيمة العودة

» هدية العصفورة إليك .
(( لا تحيا إلا بالعناق )) Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 16:20 من طرف ريما مجد الكيال

» الكلمة تُوَرَّث
(( لا تحيا إلا بالعناق )) Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 11:15 من طرف ورد العربي

» happy birthday fedaa
(( لا تحيا إلا بالعناق )) Emptyالإثنين 29 يناير 2024 - 11:11 من طرف ميساء البشيتي

» لروحك السلام أخي الحبيب جواد البشيتي
(( لا تحيا إلا بالعناق )) Emptyالجمعة 19 يناير 2024 - 12:13 من طرف ميساء البشيتي

» أيلول .. مهلاً .
(( لا تحيا إلا بالعناق )) Emptyالخميس 18 يناير 2024 - 11:42 من طرف رامي النجار

» صوّب الأخطاء الإملائية
(( لا تحيا إلا بالعناق )) Emptyالأحد 14 يناير 2024 - 14:41 من طرف Tamara

» طريق الخوف
(( لا تحيا إلا بالعناق )) Emptyالأربعاء 10 يناير 2024 - 12:00 من طرف ميساء البشيتي

» العهد
(( لا تحيا إلا بالعناق )) Emptyالإثنين 8 يناير 2024 - 11:06 من طرف لانا زهدي

» همسة في أذن السماء
(( لا تحيا إلا بالعناق )) Emptyالثلاثاء 2 يناير 2024 - 11:57 من طرف ميساء البشيتي

» "عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس
(( لا تحيا إلا بالعناق )) Emptyالإثنين 1 يناير 2024 - 15:08 من طرف ميساء البشيتي

» لو لم أكن أنثى ( مشاركة عامة )
(( لا تحيا إلا بالعناق )) Emptyالإثنين 1 يناير 2024 - 15:05 من طرف عشتار

» أنا .. أنت .. نحن كلمة ( مشاركة عامة )
(( لا تحيا إلا بالعناق )) Emptyالإثنين 1 يناير 2024 - 15:04 من طرف عشتار

»  بـــ أحس الآن ــــــــ
(( لا تحيا إلا بالعناق )) Emptyالإثنين 1 يناير 2024 - 15:03 من طرف عشتار

» دهاليز الكتابة
(( لا تحيا إلا بالعناق )) Emptyالسبت 30 ديسمبر 2023 - 12:06 من طرف رمزية بنت الفرج

» أين أنت مني ؟
(( لا تحيا إلا بالعناق )) Emptyالسبت 30 ديسمبر 2023 - 12:04 من طرف رمزية بنت الفرج

أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم


(( لا تحيا إلا بالعناق ))

5 مشترك

صفحة 1 من اصل 4 1, 2, 3, 4  الصفحة التالية

اذهب الى الأسفل

(( لا تحيا إلا بالعناق )) Empty (( لا تحيا إلا بالعناق ))

مُساهمة من طرف رأفت العزي الثلاثاء 6 سبتمبر 2016 - 17:44

(( لا تحيا إلا بالعناق ))
 
مقدمة
 
في إحدى رسائلها المتأخرة ستة أشهر عن موعدها قالت:
 
تعلمت الصبر يا وليد وأشياء أخرى !
أنا هنا في سدني ، أقيم حاليا في بيت عمي منذ  أن غادرنا الوطن ؛ البيت هنا كبير وجميل وتحيط به الأشجار الباسقة من كل جانب ، وغالبا ما أجلس في ظل إحداها أفكر بالذي كان، وأتذكر الأحداث التي عشناها ويخطر لي بعض الأحاديث التي كنا نرويها وتأبى ذاكرتي نسيانها يعرضها عليّ عقلي كلما خليت إلى نفسي !
 
بالأمس ، تذكرت قصتك مع ذلك العجوز "البلغاري" وما رويت لي عنه عندما حدّثك عن وجه الشبه ما بين الإنسان والشجر  فتأملت تلك الأشجار التي كنت في أحضانها 
 أدقق فيها لأرى ما هو وجه الشبه  الذي حدّثك عنه ذلك العجوز، 
 لاحظت شيئا لم اكن اعرفه من قبل وعرفت  ربما لماذا لا تتساقط 
أوراقها في وقت واحد ، فهي لا تتساقط إلا حينما تحس بنمو براعم جديدة 
سوف تحلّ مكانها فتترك لها فرصة للحياة وتسقط ! 
 كنت أراقب حركة الأغصان والريح يراقصها فرِحة بأوراقها الجديدة وهي تنمو وتتكاثر وتبعث فيها الحياة من جديد  فهل كانت تعرف معنيّ التضحية والحب ؟!

وعلى مدى شهور كنت ألاحظ  فروعها الضخمة كيف تتكئ على بعضها 
البعض فتنجو من الكسر عند هبوب العواصف الاستوائية وأعاصير الشمال العنيفة ..
فهل كانت تعرف معنى  القول :  أن في التعاضد قوة؟!
 
كنت أرى جذوعها كيف تعلو وتكبر وبالرغم من ذلك كانت تترك مساحة  كافية لأشجار صغيرة  لتمنحها فرصة النمو والكبر إلى جانبها بل وتحميها أيضا إن لم تستطع احتمال تغير المناخ من حولها فتساءلت بألم : هل نفعل ذلك نحن البشر؟
مع أننا من المفترض أعقل وأقوى .. ولكن .. حينما نطغى  ربما لا نفرج لصغير يكبٌر،  ونفرض سلطتنا على المكان بلا مزاحم ، ونقتل كل فرصة لا تكون لصالحنا 
فما هو وجه الشبه إذن ؟!
 
ربما يؤلمنا الاغتراب فنغترب ، لكن الأشجار لا يمكنها فعل ذلك ، 
لا تنتقل من قارة إلى قارة ، لا تعيش إلا في مناخها وتربتها .. 
إن ارتحلت عنها بعيدا تموت .. أما نحن البشر ، إن ابتعدنا ربما نعاني ولكننا لا نموت
إضافة إلى أشياء، فالأشجار لا تحيا بلا أوراق ، تسقط . 
لكن معظم البشر يسقطون أكانت معهم  أو كانوا بلا أوراق !
 
إذا كانت أوراق الأشجار سببا من أسباب نموها وحياتها
فإن سببا ما ، يجعل لصيرورتنا ذِكرٌ كشبه تلك الأوراق  !
ربما اتفقت هنا مع ذلك العجوز في هذا المتخيل  !
أوراق كثيرة تكاثرت وتناثرت في عقولنا التي تعلمت اختزان الماضي 
وتدوين أحداثه على تلك الأوراق التي  تحمل كل أخبار ماضينا، كل خفايانا، 
أسرارنا، أوجاعنا، أفراحنا، عشقنا، وحبنا ، كرهنا ، ومعاناتنا ؛ تحمل سجل 
لكل تفاصيل حياتنا . دوّنها العقل على مراحل وقال : " هذه ذكرياتكم " !!
بفضلها ما سوف تكونون عليه في الكِبر ، فالذكريات ستصير كل حياتنا 
إن لم يختزنها عقلنا في ذاكرته تسقط ويصبح الانسان بلا قيمة بلا تاريخ! .. 
أتساءل يا وليد أحيانا :
ألم يصادفك بعض الأشخاص حين تراهم لأول مرة تقول كأنك تعرفهم منذ زمن بعيد ؟
وقد تجول في رأسك تساؤلات عن بعض التصرفات الغامضة التي نستشعر بها حيالهم ولا نجد جوابا ، فهل يجوز لنا التقرير في - غياب اليقين - إن كنا نعرفهم من قبل بالفعل أو لا ؟!
ألم تتكون معظم كل ذكرياتنا  سويا في مكان واحد ، في زمن قصير جدا ، 
كتب خلالها عقلينا ملايين الكلمات على آلاف الأوراق ، 
 وحينما ارتحلنا  رحلت معنا وصارت ذكريات سترافقنا حتى الممات !! 
قد يمضي زمن العمر كله عند البعض يا وليد 
ولا تُسجل عقولهم سوى بعض صفحات تافهة أو تبقى بمعظمها فارغة ،
 ليس فيها إلا بعض الذكريات الباهتة فلا تُذكر أو تكاد

أنا هنا في سدني أقيم حاليا في بيت عمي منذ مدة طويلة،
البيت كبير وجميل وتحيط به الأشجار الكثيفة والكبيرة من كل جانب ،
 وغالبا ما أجلس في ظل إحداها لا أفعل شيئا سوى القراءة ، والتفكير
 بك  وبالأمس تذكرت قصتك مع ذلك العجوز "البلغاري "وما رويت لي 
عنه انه قال عن وجه الشبه ما بين الإنسان والشجر  فشعرت أن الأغصان
 تعانق الأغصان فعلا لتحيا .. ضممت حينها يديّ الى صدري كأنني
 وأنت في عناق طويل لأستمر هنا وأحيا .
رأفت العزي
رأفت العزي
عضو نشيط
عضو نشيط

عدد المساهمات : 185
تاريخ التسجيل : 18/06/2016

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

(( لا تحيا إلا بالعناق )) Empty رد: (( لا تحيا إلا بالعناق ))

مُساهمة من طرف ميساء البشيتي الثلاثاء 6 سبتمبر 2016 - 19:24

رائع 
بداية موفقة وبصراحة الفكرة جميلة وربما ستكون أكثر من فكرة التي سترد فيما بعد؛
فأنا أشعر أنني أمام نتاج أدبي ضخم وبنفس الوقت هناك سلاسة في الأسلوب،
ورقة في التعابير،
صفاء في الذهن،
 وصوت مخملي يأتي من خلف السطور يقول أنا في مكان ما هنا. 
أتابع وبشغف أستاذي الفاضل @رأفت العزي
دمت مبدعًا

--------------------------------
(( لا تحيا إلا بالعناق )) Aooo_o11

الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
ميساء البشيتي
ميساء البشيتي
مديرة المنتدى
مديرة المنتدى

العذراء الأبراج الصينية : القط
عدد المساهمات : 6464
تاريخ الميلاد : 17/09/1963
تاريخ التسجيل : 05/10/2009
العمر : 60
الموقع الموقع : مدونتي عصفورة الشجن

http://mayssa-albashitti.blogspot.com/

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

(( لا تحيا إلا بالعناق )) Empty رد: (( لا تحيا إلا بالعناق ))

مُساهمة من طرف رأفت العزي الأربعاء 7 سبتمبر 2016 - 17:49

ميساء البشيتي كتب:
رائع 
بداية موفقة وبصراحة الفكرة جميلة وربما ستكون أكثر من فكرة التي سترد فيما بعد؛
فأنا أشعر أنني أمام نتاج أدبي ضخم وبنفس الوقت هناك سلاسة في الأسلوب،
ورقة في التعابير،
صفاء في الذهن،
 وصوت مخملي يأتي من خلف السطور يقول أنا في مكان ما هنا. 
أتابع وبشغف أستاذي الفاضل @رأفت العزي
دمت مبدعًا
 
وبصراحة لا أتوقع هذا الاطراء  منك سيدتي شكرا جزيلا 
إن  الكتابة  الروائية  هو  عمل شّاقّ  ككل جهد مبذول  يقول الكاتب فكرة معينة  قد ينجح في ايصالها أو لا ينجح
في هذه الرواية  بذلت ما بوسعي  فيها  لاجتناب  الثرثرة  والابتعاد  عن البحث  في قاموس الكلمات الصعبة 
لأني  اتوخى المباشرة  دون لف ولا دوران .. لا أعتبر نفسي روائي  بل باستطاعتي إخباركم  رواية 
 لها بداية ولها نهاية  ليست من صنع الخيال  بل كنا شهود على الكثير من فصولها  التي تحدث  عن 
العلاقات الإنسانية  بكل شفافية  وصدق  فأتمنى أن تصل إلى قلوبكم   وتحظى بنقدكم   
الشكرلك ثانية  على دقة ملاحظاتك  إذ لا يعرف عمق الماء سوى  الغواصون  سيدتي  وأنت  سيدة  في هذا  .
تحية احترام وتقدير ومحبة 0095
رأفت العزي
رأفت العزي
عضو نشيط
عضو نشيط

عدد المساهمات : 185
تاريخ التسجيل : 18/06/2016

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

(( لا تحيا إلا بالعناق )) Empty رد: (( لا تحيا إلا بالعناق ))

مُساهمة من طرف رأفت العزي الخميس 8 سبتمبر 2016 - 0:31

الفصل الأول
 
 
منذ صغرهما كانا لا يفوتهما حدثا إلا وشاركا في إحياءه بكل تفان ، ولا يُكلفان في أية مهمة
إلا وكانا يُنجزانها بكل همة ونشاط ؛ وفي مطلع شبابهما لم تفتهما أي مناسبة إلا وكانا يقضيانها معا ،
أكانت المناسبة حفلة فنية ، ثقافية ، رياضية أو مهرجانا سياسيا ودونما سؤال طالما القائمين عليه
جماعة وطنية ومنفتحة على الآخر .
وكان لا يفوتهما القيام معا بإجازات استجمام قصيرة كانت ايامها أم طويلة ولا يفترقان إلا للضرورة وأحكامها.
هما رفقة طفولة وصبا؛ صديقان حميمان، كبُرا وكبرت عائلتاهما وبرغم كل الظروف لم يفترقا إلا قسرا ؛
وكلما مرّ الزمن وضاقت دائرة أصدقائهما المشتركين ازدادت بينهما المودة والمحبة ، وازداد بينهما حجم
الذكريات التي صارت إرث حياتهما المشترك .. ويعترفان بأن أسعد لحظات حياتهما
حينما يجلسان معا وينبشان الماضي بذكرياته .. يتحدثان في تفاصيل صغيرة قد تبدو للآخرين
تفاصيل تافهة ولكنهما لا يهتمان طالما أشعرتهم بسعادة غامرة لا توصف؛ ما زالا على طبعيهما
لم يتغيرا منذ عشرات السنين ف" وليد " غالبا يسأل وهو يعرف الجواب،
مع أن سؤاله مكرر آلاف المرات وغالبا ما يكون جواب عدنان متوقعا مع ذلك
- هل تأتي لتأخذني أم أمرّ أنا وننزل بسيارتي ؟!
- لا ، تعال خذني ، فأنا لا أرغب في القيادة ، وهذا ما تحبه أنت !
:" هل آتِ ، أم تأتي أنت " ثم ..! يذهبان معا إلى حيث قررا ؛
أما ذاك اليوم ، فكان له حكاية مختلفة ، صدفة من النادر أن تتكرر ، 
ولكنها حدثت في ذلك المساء !
ركبا سيارتهما وتوجها نحو العاصمة مثل كل عام وفي مثل ذلك التاريخ تستقبل 
بيروت مئات من دور النشر العربية حيث يقام معرض للكتاب العربي ، 
تُعرض فيه أحدث الإصدارات في مختلف صنوف الأدب والعلوم و الكتب المختلفة ؛ وكعادتهما
 في كل عام ، يتفق " عدنان " و وليد إمّا على حضورحفل الافتتاح وإما تخصيص يوم أو 
يومين يصولان فيه ويجولان أرجاء المعرض ، باحثين عما قررا مُسبقا شراءه ، أو يصادف أحدهما 
كتابا يغويه فيشتريه ؛ وتقام في ساعات الذروة من النهار استراحات جميلة يتحلّق خلالها بعض 
المعجبين بكاتب حاضر لتوقيع مولوده الجديد ، أو لتناول القهوة أو للمشاركة في حوارات 
مع بعض الكتّاب الذين يُثار جدل حول جديد ما كتبوا .. كل ذلك يجري ضمن حلقات سمر 
هادئة تعكس أجواء الفن والأدب ونوعية زوار هذا المعرض المثقفين وبعض أشباه المثقفين
الذين يلتزمون بما فرض عليهم من الهدوء والكياسة والرقي. انتفض عدنان فجأة وأمسك 
بيد وليد وأقامه عن مقعده حيث كانا يستريحان وقال بلهفة :
أنظر .. بربك أنظر جيدا .. هي أم أنّي أحلم ؟!
نظر وليد نحو ما أشار عدنان وارتبك قليلا وقال وهو مشوش الفكر: - من تقصد ؟
لا .. لا .. ربما لها نفس الملامح .. ما بالك يا رجل ، إنها عشرات السنين !
- نعم .. نعم ، ولكن أنظر إلينا ، هل تغيّرَ شكلنا كثيرا منذ ذلك التاريخ ؟!
- اهدأ قليلا يا صديقي فهذا يتوقف على من يرانا بعد أربعة عقود !
أما بالنسبة لنا فنحن نرى أنفسنا كل يوم ؛ هل تلاحظ التغيير على وجهك إلا قليلا !
لكن ضع صورة لوجهك قبل أربعين عاما، انظر إليها ثم انظر في المرآة فهي تخبرك على أي حال !
- اتركنا من فلسفتك الآن ، تأملها جيدا وقل لي ؟
وبنفس الحركات الصبيانية وقف عدنان وشد وليد من ذراعه وقال :
قم ، قم معي ، سأدور خلف ذلك الجدار ثم سأمر من أمامها مباشرة وسوف ترى !
بقي وليد جالس في مكانه وحاول لفت نظر صديقه إلى ذلك الرجل الأشيب الوقور ذو القامة
الطويلة بهندامه العسكري الأنيق الذي يرافق تلك السيدة وقال :
- ألم تر عينيك من يرافقها ؟
- سأكلمها ولو كان جنرالا في أكبر جيوش العالم يا جبان !
 
 وبالفعل التف عدنان وذهب باتجاهها مباشرة وتقدم نحو مرافقها، تحدث إليه بعد أن باغته
 و سلّم عليه بحرارة قائلا : " ألم تعرفني حضرة الجنرال ؟
خدمتك في مدينتنا لسنوات كان لها أثر رائع وانا عرفتك وقمت لأسلم عليك! " 
 ابتسم العسكري ابتسامة جافّة وقال:
" يبدو أنك تتحدث عن العميد ذياب، فهو يشبهني إلى حد ما  وهو من كان في مدينتكم "
اعتذر عدنان ونظر نحو السيدة وحياها وهو يبتسم لعلها تبدي أي ردّ فعل
 يدل على شيء ما يتوقعه فلم يظهر عليها ما يفيد أنها رأته من قبل، ولكنها ابتسمت
 ابتسامة عابرة بعد أن ردت التحية ومشت وانسحب عدنان مكررا اعتذاره.
 
دار جدل اعتاد عليه الصديقان بين من يؤكد بأنها سعاد ، وبين وليد الذي لم يكذب 
صديقه الخبير أو يصدقه لكنه أقرّ وقال :
- تفاجئني دائما أيها الملعون بجرأتك وبأساليبك في الحديث مع كل الناس ".
قال وليد وهو يعلم أن تلك الكلمات كافية لترضي غرور صديقه الذي طلب القهوة 
مرة ثانية بعد ان قرروا الهدوء قليلا ، ويبدو أن "المفاجأة " وضجة المكان فرضتا 
عليهما الصمت ، فجلسا في مقعديهما يرتشفان منها على مهل .
فعدنان راح يقلب صفحات كتاب بين يديه، أما وليد فعيناه تلاحق وجوه المارين وعقله شارد
ثم نظر نحو عدنان بوجه ملحّ سؤاله ردده مرتين ، ثلاث مرات وقال :
" هل تأكدت جيدا ؟ !"
يبتسم عدنان كعادته ويردد جملة كلما وقع وليد في حيره يقولها له : " ألا تريد أن تكبر يا صبي، إكبر اكبر "
ثم يضحك بخبث وهو ما زال يقلب صفحات الكتاب ثم غرق في كرسيه وكذلك فعل وليد وغابا كأنهما وثبا معا
إلى ذلك الماضي البعيد فبدت ملامحهما متغيرة متبدلة ، مرة يبدوان كطفلين فرحيْن يضحكان ببراءة .. ومرة
يكشف ضوء القاعة الساطع خطوط الزمن التي ارتسمت على وجهيهما بعمق ، فذكريات ذلك الحدث كانت تحتل
قدرا كبيرا من مساحة ذاكرتهما ، يكرران الحديث عنها في مناسبات عدة كأجمل بقعة ضوء في حياتهما على
تعدد مثيلاتها، إلا أن مساحتها كبيرة وضوؤها متميز ، لا تفارق ذاكرتهما كأنها حدثت بالأمس القريب .
رأفت العزي
رأفت العزي
عضو نشيط
عضو نشيط

عدد المساهمات : 185
تاريخ التسجيل : 18/06/2016

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

(( لا تحيا إلا بالعناق )) Empty رد: (( لا تحيا إلا بالعناق ))

مُساهمة من طرف ميساء البشيتي الجمعة 9 سبتمبر 2016 - 19:10

أعود إلى هذا البهاء مرة أخرى .. فعلًا استطعت أن تجذبني وبمهارة لقراءة كل الحروف .. ما أجمل الكلمات التي تستطيع أن تعيدنا عقودًا إلى الوراء .. هل كبرنا؟ ربما .. كان ذلك قبل أن أقرأ هذه السطور أما الآن فلقد عدنا إلى ذلك الماضي الجميل .. أكمل بالله عليك أستاذي رأفت .. الحمدلله أن هناك ما يجذبني للقراءة من جديد .

--------------------------------
(( لا تحيا إلا بالعناق )) Aooo_o11

الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
ميساء البشيتي
ميساء البشيتي
مديرة المنتدى
مديرة المنتدى

العذراء الأبراج الصينية : القط
عدد المساهمات : 6464
تاريخ الميلاد : 17/09/1963
تاريخ التسجيل : 05/10/2009
العمر : 60
الموقع الموقع : مدونتي عصفورة الشجن

http://mayssa-albashitti.blogspot.com/

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

(( لا تحيا إلا بالعناق )) Empty رد: (( لا تحيا إلا بالعناق ))

مُساهمة من طرف رأفت العزي الجمعة 9 سبتمبر 2016 - 21:12

فبالأمس ...
كانت تقف أمام مكتب موظفي الجوازات ، تنتظر دورها كباقي 
المسافرين قبل التوجّه نحو الطائرة الجاثمة عند أحد مدارج مطار بيروت ؛
 وكان مثل غيره ، واحدا من الذين أطالوا النظر إليها مبهورا 
بجمالها ، توجه نحو صديقه الذي كان ينظر اليها بدورة وقال
 " يا ليتها تكون على ذات الطائرة التي ستُقلنا .. 
يا لهذا الجمال !! "
أجابه عدنان بسخريته المعهودة وقال : 
ولمَ لا تقل وذات الوجهة الذاهبون إليها أيضا !" 
أما تلك الجميلة ، فكانت تبدو أنها تعرف نفسها جيدا ، 
وتعرف أن كل من يراها سوف يطيل النظر إليها
 النساء قبل الرجال!
وربما اعتادت أن ترى الأعين وهي تلاحقها أينما حلّت 
وكيفما اتجهت ، وعلى ما كان يظهر ، لم تعد 
تكترث حتى لمضايقات البعض السمجة وحركاتهم المراوغة 
 بل كانت تبدو باسمة ، فرِحة ، وفي غاية الهدوء . 
أسنانها اللؤلئية لا تعرف التستّر وتشع بنور ابتسامتها الساحرة ، 
فمن يقع ضحية النظرة الأولى من عينيها
يتصرف كالأطفال المبهورين بشيء جديد وتجعله يطيل النظر إلى 
وجهها النّضِر، إلى ثغرها الشهي ؛ فجمالها صارخ .
عيناها بلون البحر ، يحرسهما حاجبان قد رُسما بفن باهر على جبهتها الملكية .
شعرها متوسط الطول ، خصلاته ، كأنها شلالات ذهبية ، يتهادى على كتفيها 
ويتأرجح على إيقاع مشيتها ذات الدلال ،فتارة يغطي بعض أجزاء من وجهها 
وتارة أخرى ترفعه بيدها وتحركها بطريقة أنيقة ملفته - تبدو عفوية - كلما تهادى أو 
لفحته نسمة هواء ترسلها مروحة يابانية صغيرة  كانت تحملها بيدها فلا يصمد
أمام نسيمها البسيط من فرط رقته ونعومته الملفتة للنظر!
بيضاء اللون ، وجهها مزهواً بحمل شفتين كأنهما حبات كرز ندية ، وعلى الوجنتين ، 
يا سبحان الخالق ، كأن الجمر أكتسب جمال لونه من حمرتهما .
كانت تلبس ثوبا أبيض اللون طويلا فضفاضا ، يغطي حتى أخمص قدميها 
يضيق عند خصرها الضامر الرشيق ، ويكشف عن نهدين بارزين 
وكتفين يتمنى الورد ملامستهما بشفتيه والانتحار على صدرها..
كل ما فيها جميل وأنيق ، كطائر أبيض اللون نظيف ورائع، 
كأنها ملاك أرسله الله ليختبر به عباده المؤمنين ! 
فكل من نظر أليها بات مسحورا مأسورا لجاذبيتها ،
لا يسعه إلا أن يُسبّح الله الذي خلقها أو يشكو منه إليه !

إلى جانبها كانت تقف فتاة بدت صديقة أو قريبة لها ، هي أقل جمالا
 وأطول منها بقليل .. ولكن جرأتها تلفت الأنظار ! ..
فعيناها لا تهزمان في مبارزة إذا خاضت معركة مع عينيْ شخص 
آخر ، كانت تبدو واثقة من نفسها وتمتلك شخصية قوية هذا ما 
أسرّ به عدنان لصديقه وهما في وضع الانتظار وهمسهما  المتبادل لا يتوقف .

انتهت المعاملات وأخذ معظم المسافرون في تلك المحطة  يتوجهون 
نحو الأوتوبيسات التي ستقللهم من المبنى إلى المدرج ، و يبدو أن 
أمنية وليد قد تحققت ، فها هم يركبون نفس " الباص " المتوجه 
نحو سلّم الطائرة ؛ و يا للصدفة الرائعة !
فقد جلسوا على نفس المقاعد المتجاورة لا يفصلهم سوى ممر الطائرة 
 الضيق  والذي فرغ تماما من أي حركة حين أقلعت الطائرة محدثة 
ضجيجا قويا أسكت ألسنة الجميع،  وأثار في تفكير البعض شيئا من 
الشك بأنّ حدثا ما قد يصيبها أثناء التحليق !
فالطيران البلغاري كان ما يزال يستخدم الطائرات بمحركاتها 
الهوائية التي لا تتسع لأكثر من سبعين شخصا والتي كانت تطير على
ارتفاعات متوسطة وتمر بمطبات تشعرك بالخوف وتقطع عليك حبل افكارك 
عن رحلتك السعيدة التي سوف تقضي  !!

الواقع قد فاق  التمنيات، فالصديقان يجلسان على مقعدان متجاوران 
تماما  لمقعدي الجميلتان مع مقعدهما ولا يفصلهما عن
بعض سوى عشرات السنتيمترات  !
             لم يعرف وليد كيف جرت الأمور وبتلك السرعة، ولكنه لم يفاجئ
                 حين وجد صديقه عدنان يتحدث إلى إحدى الفتاتين وقد كان 
                     مبهورا بشيء شدّ انتباهه وهو ينظر من شباك الطائر
إلى تلك المناظر التي رآها لأول مرة في حياته من ذلك 
الارتفاع، وحينما التفت نحو صديقه، وجده 
يميل بنصف جسده نحو منتصف الممر الفاصل بين مقاعد الطائرة 
فابتسم ومال برأسه جانبا نحو الفضاء الخارجي وتظاهر
بإغفاءة مصطنعة لم تُخفي حقيقة الأمر، فشنّف اذناه ليسمع من بين 
الضجيج ماذا كان يقول لتلك الفتاة خصوصا وأنها كانت هي 
الأخرى تميل برأسها نحو وسط الممر، نحو رأس عدنان مباشرة 
تستمع وتتحدث أيضا ، رغم كل شيء كان وليد  يعجب ويغار 
من قدرة صديقه على الفوز عليه دائما في أي مضمار 
سباق إن كانت الجائزة فيه أنثى .. لكنه في تلك اللحظة شعر
 بشيء من السعادة  لأن عدنان قد استقرّ نظره على هذه 
وليس تلك التي كان يتخيل لأجلها أشياء كثيرة في وقت قصير ، 
فأدار برأسه نحو شبّاك الطائرة وهو شبه حائر، وسرحت عيناه 
في عجائب خلق الله وعقله كان يفكر في أشياء كثيرة وعيناه الواسعتان لم 
تعد ترى غير الغيوم، فعقله كان لا يفكر إلا في تلك الفتاة 
المنزوية على الطرف الثاني من الطائرة وتتوجه نحو الفضاء
 أو غلبها النعاس من يدري ؟!


عدل سابقا من قبل رأفت العزي في الجمعة 9 سبتمبر 2016 - 21:18 عدل 1 مرات
رأفت العزي
رأفت العزي
عضو نشيط
عضو نشيط

عدد المساهمات : 185
تاريخ التسجيل : 18/06/2016

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

(( لا تحيا إلا بالعناق )) Empty رد: (( لا تحيا إلا بالعناق ))

مُساهمة من طرف رأفت العزي الجمعة 9 سبتمبر 2016 - 21:15

ميساء البشيتي كتب:أعود إلى هذا البهاء مرة أخرى .. فعلًا استطعت أن تجذبني وبمهارة لقراءة كل الحروف .. ما أجمل الكلمات التي تستطيع أن تعيدنا عقودًا إلى الوراء .. هل كبرنا؟ ربما .. كان ذلك قبل أن أقرأ هذه السطور أما الآن فلقد عدنا إلى ذلك الماضي الجميل .. أكمل بالله عليك أستاذي رأفت .. الحمدلله أن هناك ما يجذبني للقراءة من جديد .
هذه هي جائزتي الكبرى .. وهي أن البداية قد أعجبتك   0095  وتعرفين رأيي منذ زمن سيدتي  وهو أنك 
قارئة بألف قارئ  فماذا يهمني بعد   0094
رأفت العزي
رأفت العزي
عضو نشيط
عضو نشيط

عدد المساهمات : 185
تاريخ التسجيل : 18/06/2016

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

(( لا تحيا إلا بالعناق )) Empty رد: (( لا تحيا إلا بالعناق ))

مُساهمة من طرف رأفت العزي السبت 10 سبتمبر 2016 - 22:26

                                                      3
بينما كانت الفتاة منزوية في الطرف الثاني من الطائرة، كان عقل وليد

  يرسم صورا للمشاهد التي يمكن حدوثها بعد توقف الطائرة!
كان يتوقع أن تلك الفتاة  التي تحدث عدنان لن تفلت من صنارته  المحترفة
وبطبيعة الحال أن صديقتها أو قريبتها ستبقى لصيقة بها  كما هو الحال 
بالنسبة له مع عدنان ، أخذ يفكر في احتمالات عدة ، يرسم المشاهد ثم
 يعيد تكراراها مرات ومرات ؛ يُسدل الستارة على مشهد، ويفتحها على مشهد آخر.
في واحدة من المشاهد قال :
-
حينما تتوقف الطائرة سيمضي عدنان مع تلك الفتاة وسيواصل الحديث إليها

ولا يعيرني أي اهتمام  وسيتفق معها على لقاء 
دون إخباري بشيء ثم ستلوح بيدها و تمشي وإلى جانبها

ستمشي الفتاة الجميلة ولا تتلفت نحوي وسوف أصاب بخيبة و لن أسامحه إن فعل هذا !




لا، لا ، حدّث نفسه قائلا : هذا غير معقول، فعدنان لن يصل إلى هذا الحد 
من الخسة ثم رسم صورة لمشهد آخر :
-
 حين تتوقف الطائرة، سيمسك عدنان بكتفي ويقدمني إلى الفتاتين فأسلم 

على تلك السمراء بلهفة واحترام مبالغ فيه ثم أمد يدي إلى الشقراء ! 
أعرف نفسي سأكون  صامتا ومرتبكا وسيبدو مظهري ساذجا وأنا أمد يد
 الاستجداء للسلام عليها وسأتعرق وابتلع لساني  فلا تعيرني أي اهتمام بل 
وسوف تتحرك بعيدا عني وحتى عن صديقتها تجنبا لأي احراج ثم تمضي مع صديقتها 
 وحينما تبتعدان يقوم عدنان بتعنيفي لأنني فوّت عليه فرصة صيد ثمين! 


لا لن يفعل هذا ابدا؛ أكد وليد لنفسه مرة ثانية جازما بأنه لن يقع بمثل هذا 
الموقف ، لماذا خُلق خجولا إلى هذا الحدّ يتساءل ..؟ ثم استعرض مشهدا آخر :

- حينما ستتوقف الطائرة سيبادر هو نفسه ويتقدم نحو الفتاتين،
 سيعرّف عن نفسه بكل ثقة، سيبتسم ويقول أشياء كثيرة ستلفت نظر تلك 
الشقراء وسيحاول إظهار نفسه بمظهر المرح ويطلق تلك الجمل الخفيفة 
التي بدأ يتمرن على قولها قبل الوصول! سيتصرف كما لو انه متحررا من كل عقدة 
 وسيفاجئ صديقه بقوة حينما سيأخذ المبادرة ويقوم بدعوة الفتاتين إلى العشاء ، هكذا!
ثم قام بتشجّيع نفسه وقال :
"
ا نزع قلبك من صدرك يا وليد وضع مكانه حجرا من صوان "

 ثم تراجع وسأل نفسه: " ترى، أي من تلك الاحتمالات أقوى؟ "
لم يرتبك من قبل هكذا، ما الذي أصابه فجأة ؟!
بعد أن تخيّل أشياء كثيرة قرر الاستسلام للظروف وما سيحدث واقعا .. 
فهو يعرف صديقه جيدا لن يتيح له فرصة أخذ المبادرة ولن يرحمه فيما 
لو بقي خجولا . أدار  برأسه قليلا ثم انحنى ونظر باتجاه تلك الجميلة وتمنى
 لو تلتفت نحوه في تلك اللحظة، لكنها كانت كما بدا
شاردة الذهن هي أيضا، تنظر من شباك الطائرة بصمت دون حِراك ..

فقطع تسلسل أفكاره  صوت انثوي جميل نطق بثلاث لغات وأخبر 
الجميع بضرورة ربط الأحزمة جيدا فالطائرة على وشك الوصول 
فصار قلبه يخفق بقوة ! 
حينما حطّت الطائرة على مدرج مطار فارنا نزل جميع الركاب ومعظمهم صُدموا 
من تواضع المطار الذي بدا كمطار عسكري من مخلفات الحرب الكبرى الثانية ، 
حملوا أمتعتهم ، ومشوا، كل ما فكّر به وليد ذهب أدراج الرياح ، نظر إلى صديقه فوجده 
يجاهد ليقترب من " فتاته " التي كانت تتحدث إلى شخص آخر ! 

فالمجموعة كلها من لبنان ، ليس فيهم أجنبي واحد جمعتهم الصدفة 
ومكاتب السفريات هناك وحطّت بهم على أرض فارنا - المدينة الرائعة  -

في إجازة مدتها خمسة عشر يوما ستمضي على بعضهم ثقيلة وعلى البعض كالحلم الجميل
رأفت العزي
رأفت العزي
عضو نشيط
عضو نشيط

عدد المساهمات : 185
تاريخ التسجيل : 18/06/2016

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

(( لا تحيا إلا بالعناق )) Empty تهنئة واعتذار

مُساهمة من طرف شفيقة لوصيف الإثنين 12 سبتمبر 2016 - 20:48

أهنئك بدءا سيدي بهذا المولود الجديد 
و قد تلقيته بكل الحب . مثلما تلقته الأستاذة ميساء
لأنه يستحق . وكم وددت أن أواكب نموه و أعيش 
شبابه . لكن طبيعة عملي الجديد تطغى على ساعات يومي 
و بالكاد أجد وقتا للنوم و الأكل ..لذلك فأنا أعتذر
لكني أشدّ على يديك لتكمل الكتابة و تمتع قارىء  حروفك بهذا الوصف 
لتفاصيل زادت النص نموا و جمالا . و لك أن تنتبه سيدي إلى 
لوحة المفاتيح حتى لا تفسد عليك الأمر .
دعائي لك بالتوفيق 
سأتابعكم كلما سنحت لي الفرصة .
شفيقة لوصيف
شفيقة لوصيف
عضو جديد
عضو جديد

عدد المساهمات : 141
تاريخ التسجيل : 24/12/2015

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

(( لا تحيا إلا بالعناق )) Empty رد: (( لا تحيا إلا بالعناق ))

مُساهمة من طرف ميساء البشيتي الثلاثاء 13 سبتمبر 2016 - 12:13

الأديب العزيز @رأفت العزي
أتابع وبشغف شديد .. سرتني هذه السيناريوهات الجميلة التي دارت في رأسه والتي باءت بالفشل فيما بعد لكنها كانت رائعة لأنها ذكرتنا كيف نعد سيناريوهات مشابهة حين تحتلنا فكرة ما ..
سعيدة أنا بتواجدي هنا وبمتابعتي الشيقة لكل حرف 
واصل ونحن هنا 
دام لك الإبداع 
0093

--------------------------------
(( لا تحيا إلا بالعناق )) Aooo_o11

الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
ميساء البشيتي
ميساء البشيتي
مديرة المنتدى
مديرة المنتدى

العذراء الأبراج الصينية : القط
عدد المساهمات : 6464
تاريخ الميلاد : 17/09/1963
تاريخ التسجيل : 05/10/2009
العمر : 60
الموقع الموقع : مدونتي عصفورة الشجن

http://mayssa-albashitti.blogspot.com/

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

صفحة 1 من اصل 4 1, 2, 3, 4  الصفحة التالية

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى