بحـث
من أنا ؟
حقوقية، كاتبة، ناشطة في شؤون بلادي وشؤون المرأة، لي عدة منشورات ورقية وإلكترونية
المواضيع الأخيرة
كتب ميساء البشيتي الإلكترونية
يد وقلم
+3
اميرة
عشتار
رشيد الميموني
7 مشترك
صفحة 1 من اصل 2
صفحة 1 من اصل 2 • 1, 2
يد وقلم
يد وقلـــــــم
أذكر أني حلمت حلما مزعجا صار يؤرقني لليال عدة .. كان كابوسا بكل ما تحمله الكلمة من معنى . عزفت عن الأكل .. وعافت نفسي كل شيء . لا أستطيع محو صورة الصبي الذي انهار أمامي و أنا أؤنبه على عدم التزامه بالزي المدرسي و إهماله لواجباته المدرسية على غير عادته .. حدق في لحظة .. اغرورقت عيناه بالدموع .. نكس رأسه وهو ينظر وجلا إلى رفقائه الذين كتموا ضحكاتهم خوفا من العقاب .. ذكرني منظره بصبي آخر عنفته على رفضه الانصياع إلى أمري بالوقوف أمام السبورة .. لأكتشف في ما بعد أنه كان خجلا من أن تبدو فتحة سرواله من الخلف وبروز أصابع قدميه من حذائه المطاطي أمام زملائه .
طاف بذهني كل هذا كلمح البصر .. لكني لم أشأ أن أتنازل عن موقفي من إهماله لاقتناعي بضرورة عقابه ولو بيسر حتى يكون عبرة للآخرين .. رغم أني كنت أحبه لهدوئه و شغفه بالتحصيل و الدرس .
تناولت المسطرة الخشبية بينما مد يده الصغيرة وهي ترتجف .. كانت محمرة من البرد ، لأننا كنا في أواسط شهر يناير البارد . كانت ليلة حاكوزة التي يتمناها كل صغير ليتلقى الهدايا بدل قبضة من الفاكهة الجافة التي يضعونها تحت الوسادة .
كان موقفي حرجا و تمنيت لو أن مسؤولا أو غيره يقتحم علينا الفصل ليشغلني عما كنت بصدده .. ربما كنت سأجد متسعا من الوقت لأنسى أو أتناسى ذلك الأمر .. لكن لا شيء حدث و لا أحد حدثته نفسه بزيارة الفصل ..
كانت يداه تنظران إلي بضراعة كعينيه الصغيرتين .. رفعت المسطرة قليلا حتى لا تكون الضربة قاسية و نزلت برفق عليها .. لكنه أزاح يده بحركة غير إرادية .. تعالت بعض الضحكات الخافتة .. تصنعت الغضب و توعدته و الجميع بالويل و الثبور .. و أمسكت بيده الصغيرة كي لا يعاود الكرة .. وفجأة لفت نظري شحوب وجهه النحيل و جحوظ عينيه الضيقتين .. ثم انهار أمامي جثة هامدة ..
لم ادر كيف حدث هذا ولماذا حدث . بل لم أعد أدري أين أنا ولا ما أفعل .. اختلط علي الأمر و اسودت الدنيا أمام عيني ولم أع بعد شيئا ، إلى أن وجدت نفسي جالسا على حافة السرير وقلبي ينبض بعنف بينما كان جسدي يتصبب عرقا ..
حمدت الله أنه لم يكن سوى حلم و نهضت إلى الحمام متمتما بكلمات الشكر .. تمنيت لو لم يكن ذلك اليوم يوم إجازة و أخذت أستدني الوقت كي ألتحق بعملي لأربت على كتفيه أو أحضنه . ولم لا وقد اعتدت على معانقة صغاري كل صباح لنبدأ الدرس في جو بهيج .
بعد انتظار شاق جاء اليوم المنتظر و كأنني انتظرت دهرا . ها أنذا رفقة أحبائي .. لكن صبرا .. أين هو؟ ولماذا لم يلتحق بعد بمقعده الشاغر؟ و جاءني الجواب سريعا من الوجوه الباكية التي علاها الوجوم . تمنيت لو أقبض على عنق ذاك السائق المجرم الذي حرمه أعز ما يملك .. قيل لي إن يده الصغيرة كانــت تمسك ، وهو ملقى في وسط الطـريق ، بقلم زاهي الألــوان . رباه .. هــو القلم الذي أهديته إياه يــوم حرر أحسن إنشاء بين التلاميذ .. نفس اليد التي كنت أهم بضربها .. ولو في المنام .
ربما أخبرني البعض في ما بعد كيف انحنيت وأنا محاط بثلة من تلامذتي على الجسد المسجى في وداعة ، وكيف لثمت اليد الصغيرة وهي ترقد في صمت و سكينة على الصدر الصغير وقد توقفت أنفاسه بينما كان قلم زاهي الألوان يرقبنا على أريكة بالقرب منا .. قبل أن ينطلق الموكب الجنائزي وقد علا النحيب و الزغاريد
. أذكر أني حلمت حلما مزعجا صار يؤرقني لليال عدة .. كان كابوسا بكل ما تحمله الكلمة من معنى . عزفت عن الأكل .. وعافت نفسي كل شيء . لا أستطيع محو صورة الصبي الذي انهار أمامي و أنا أؤنبه على عدم التزامه بالزي المدرسي و إهماله لواجباته المدرسية على غير عادته .. حدق في لحظة .. اغرورقت عيناه بالدموع .. نكس رأسه وهو ينظر وجلا إلى رفقائه الذين كتموا ضحكاتهم خوفا من العقاب .. ذكرني منظره بصبي آخر عنفته على رفضه الانصياع إلى أمري بالوقوف أمام السبورة .. لأكتشف في ما بعد أنه كان خجلا من أن تبدو فتحة سرواله من الخلف وبروز أصابع قدميه من حذائه المطاطي أمام زملائه .
طاف بذهني كل هذا كلمح البصر .. لكني لم أشأ أن أتنازل عن موقفي من إهماله لاقتناعي بضرورة عقابه ولو بيسر حتى يكون عبرة للآخرين .. رغم أني كنت أحبه لهدوئه و شغفه بالتحصيل و الدرس .
تناولت المسطرة الخشبية بينما مد يده الصغيرة وهي ترتجف .. كانت محمرة من البرد ، لأننا كنا في أواسط شهر يناير البارد . كانت ليلة حاكوزة التي يتمناها كل صغير ليتلقى الهدايا بدل قبضة من الفاكهة الجافة التي يضعونها تحت الوسادة .
كان موقفي حرجا و تمنيت لو أن مسؤولا أو غيره يقتحم علينا الفصل ليشغلني عما كنت بصدده .. ربما كنت سأجد متسعا من الوقت لأنسى أو أتناسى ذلك الأمر .. لكن لا شيء حدث و لا أحد حدثته نفسه بزيارة الفصل ..
كانت يداه تنظران إلي بضراعة كعينيه الصغيرتين .. رفعت المسطرة قليلا حتى لا تكون الضربة قاسية و نزلت برفق عليها .. لكنه أزاح يده بحركة غير إرادية .. تعالت بعض الضحكات الخافتة .. تصنعت الغضب و توعدته و الجميع بالويل و الثبور .. و أمسكت بيده الصغيرة كي لا يعاود الكرة .. وفجأة لفت نظري شحوب وجهه النحيل و جحوظ عينيه الضيقتين .. ثم انهار أمامي جثة هامدة ..
لم ادر كيف حدث هذا ولماذا حدث . بل لم أعد أدري أين أنا ولا ما أفعل .. اختلط علي الأمر و اسودت الدنيا أمام عيني ولم أع بعد شيئا ، إلى أن وجدت نفسي جالسا على حافة السرير وقلبي ينبض بعنف بينما كان جسدي يتصبب عرقا ..
حمدت الله أنه لم يكن سوى حلم و نهضت إلى الحمام متمتما بكلمات الشكر .. تمنيت لو لم يكن ذلك اليوم يوم إجازة و أخذت أستدني الوقت كي ألتحق بعملي لأربت على كتفيه أو أحضنه . ولم لا وقد اعتدت على معانقة صغاري كل صباح لنبدأ الدرس في جو بهيج .
بعد انتظار شاق جاء اليوم المنتظر و كأنني انتظرت دهرا . ها أنذا رفقة أحبائي .. لكن صبرا .. أين هو؟ ولماذا لم يلتحق بعد بمقعده الشاغر؟ و جاءني الجواب سريعا من الوجوه الباكية التي علاها الوجوم . تمنيت لو أقبض على عنق ذاك السائق المجرم الذي حرمه أعز ما يملك .. قيل لي إن يده الصغيرة كانــت تمسك ، وهو ملقى في وسط الطـريق ، بقلم زاهي الألــوان . رباه .. هــو القلم الذي أهديته إياه يــوم حرر أحسن إنشاء بين التلاميذ .. نفس اليد التي كنت أهم بضربها .. ولو في المنام .
ربما أخبرني البعض في ما بعد كيف انحنيت وأنا محاط بثلة من تلامذتي على الجسد المسجى في وداعة ، وكيف لثمت اليد الصغيرة وهي ترقد في صمت و سكينة على الصدر الصغير وقد توقفت أنفاسه بينما كان قلم زاهي الألوان يرقبنا على أريكة بالقرب منا .. قبل أن ينطلق الموكب الجنائزي وقد علا النحيب و الزغاريد
رشيد الميموني- عضو جديد
- الأبراج الصينية :
عدد المساهمات : 101
تاريخ الميلاد : 26/05/1962
تاريخ التسجيل : 17/01/2010
العمر : 61
رد: يد وقلم
قصة مؤلمة جدا استاذ رشيد غلبتني الدموع حتى وأنا أكتب الرد ,طيش السائق من جهة وتأنيب الضمير من جهة والفقر والعوز من باقي الجهات ,, كم اشتقنا لهذا القلم الجميل .
عشتار- عضو متميز
- عدد المساهمات : 895
تاريخ التسجيل : 23/04/2010
رد: يد وقلم
علينا ألا نتسرع بالحكم على الآخر سيما لو كان صغيرا أو فقيراً أو ضعيفاً فكيف إن اجتمعت الصفات الثلاثة بهذا الطفل البريء ولم يرحمه أحد حتى سائق طائش لم يقف ليرى ماذا يدوس بعجلات عربته !قصة تقطع القلب .
أستاذ رشيد قلم يستحق انحناءة تقدير وشكر ومودة .
أستاذ رشيد قلم يستحق انحناءة تقدير وشكر ومودة .
اميرة- عضو متميز
- عدد المساهمات : 387
تاريخ التسجيل : 12/03/2011
رد: يد وقلم
اميرة كتب:علينا ألا نتسرع بالحكم على الآخر سيما لو كان صغيرا أو فقيراً أو ضعيفاً فكيف إن اجتمعت الصفات الثلاثة بهذا الطفل البريء ولم يرحمه أحد حتى سائق طائش لم يقف ليرى ماذا يدوس بعجلات عربته !قصة تقطع القلب .
أستاذ رشيد قلم يستحق انحناءة تقدير وشكر ومودة .
شكرا أميرة على هذه الشهادة التي أعتز بها ..
أتمنى ان أبقى دائما عند حسن ظنك .
مودتي
رشيد الميموني- عضو جديد
- الأبراج الصينية :
عدد المساهمات : 101
تاريخ الميلاد : 26/05/1962
تاريخ التسجيل : 17/01/2010
العمر : 61
رد: يد وقلم
عشتار كتب:قصة مؤلمة جدا استاذ رشيد غلبتني الدموع حتى وأنا أكتب الرد ,طيش السائق من جهة وتأنيب الضمير من جهة والفقر والعوز من باقي الجهات ,, كم اشتقنا لهذا القلم الجميل .
لك مني عشتار كل الشكر و الامتنان على تجاوبك مع كتاباتي المتواضعة .
أنتظر مرورك على نصوصي ، فشهادتك القيمة تهمني .
لك مني كل المودة
رشيد الميموني- عضو جديد
- الأبراج الصينية :
عدد المساهمات : 101
تاريخ الميلاد : 26/05/1962
تاريخ التسجيل : 17/01/2010
العمر : 61
رد: يد وقلم
رشيد
مساء الورد
قصة مؤلمة يا رشيد كل ما أقرأها لا تغيب من بالي ..أنا أخشى على المسنين وهم هاجسي بالحياة ولكن الطفولة شيء يمزقني من الداخل ..حرام ما تعانيه الطفولة في جميع أنحاء العالم وقصتك يا رشيد من قلب الواقع المرير ..
مبدع يا رشيد .. كم أفتقد قلمك الجميل .. دمت بألف خير أخي العزيز .
مساء الورد
قصة مؤلمة يا رشيد كل ما أقرأها لا تغيب من بالي ..أنا أخشى على المسنين وهم هاجسي بالحياة ولكن الطفولة شيء يمزقني من الداخل ..حرام ما تعانيه الطفولة في جميع أنحاء العالم وقصتك يا رشيد من قلب الواقع المرير ..
مبدع يا رشيد .. كم أفتقد قلمك الجميل .. دمت بألف خير أخي العزيز .
--------------------------------
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
رد: يد وقلم
ميساء البشيتي كتب:رشيد
مساء الورد
قصة مؤلمة يا رشيد كل ما أقرأها لا تغيب من بالي ..أنا أخشى على المسنين وهم هاجسي بالحياة ولكن الطفولة شيء يمزقني من الداخل ..حرام ما تعانيه الطفولة في جميع أنحاء العالم وقصتك يا رشيد من قلب الواقع المرير ..
مبدع يا رشيد .. كم أفتقد قلمك الجميل .. دمت بألف خير أخي العزيز .
ميساء
لقد تعودت على أن تكوني هكذا متجاوبة مع نصوصي ، مشجعة لي في كل ما اكتبه . وهذا طبعا حافز لي على الاستمرار .
شكرا لك ميساء وارجو ان يتواصل تشجيعك .
مودتي
رشيد الميموني- عضو جديد
- الأبراج الصينية :
عدد المساهمات : 101
تاريخ الميلاد : 26/05/1962
تاريخ التسجيل : 17/01/2010
العمر : 61
رد: يد وقلم
أستاذ رشيد أشكرك على هذه القصة الواقعية وهي فعلا مؤلمة وحزينة ولكن يبقى هناك قلوبا طيبة كقلبك الجميل ,بارع في الشعر وبارع في القصة أستاذ رشيد .
لانا زهدي- عضو متميز
- عدد المساهمات : 248
تاريخ التسجيل : 05/02/2010
رد: يد وقلم
لانا زهدي كتب:أستاذ رشيد أشكرك على هذه القصة الواقعية وهي فعلا مؤلمة وحزينة ولكن يبقى هناك قلوبا طيبة كقلبك الجميل ,بارع في الشعر وبارع في القصة أستاذ رشيد .
العزيزة لانا
لايسعني إلا أن أغبط نفسي على هذا الثناء الجميل منك و أملي أن يدوم هذا الإعجاب منك .
دمت بكل المودة
رشيد الميموني- عضو جديد
- الأبراج الصينية :
عدد المساهمات : 101
تاريخ الميلاد : 26/05/1962
تاريخ التسجيل : 17/01/2010
العمر : 61
أخي العزيز رشيد
كم مؤلمة المواقف التي لا ترحم ..قصة تفوح الحزن من حروفها كتبت بإحساس صادق
تحياتي لقلمك واحساسك الباهر
تحياتي لقلمك واحساسك الباهر
سميرة عبد العليم- عضو متميز
- الأبراج الصينية :
عدد المساهمات : 1340
تاريخ الميلاد : 01/07/1973
تاريخ التسجيل : 10/01/2011
العمر : 50
صفحة 1 من اصل 2 • 1, 2
صفحة 1 من اصل 2
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أمس في 12:04 من طرف لانا زهدي
» الغريب
الأربعاء 15 مايو 2024 - 11:29 من طرف عشتار
» نزوح آخر بقلم نور السويركي
الإثنين 13 مايو 2024 - 11:28 من طرف خيمة العودة
» عاتبني أيها القمر !
الإثنين 13 مايو 2024 - 11:24 من طرف لبيبة الدسوقي
» امرأة من زمن الأحلام
الأحد 12 مايو 2024 - 11:11 من طرف ريما مجد الكيال
» زوابع الياسمين
الأحد 12 مايو 2024 - 11:09 من طرف ريما مجد الكيال
» منشورات ميساء البشيتي في جريدة عرب كندا
الخميس 9 مايو 2024 - 11:35 من طرف ميساء البشيتي
» قناع بلون السماء ... باسم خندقجي
السبت 4 مايو 2024 - 11:41 من طرف حاتم أبو زيد
» هدية العصفورة إليك .
الأحد 28 أبريل 2024 - 12:00 من طرف حاتم أبو زيد
» قبر واحد يكفي لكل العرب
السبت 27 أبريل 2024 - 15:45 من طرف ميساء البشيتي
» على حافة الوطن
الثلاثاء 23 أبريل 2024 - 11:55 من طرف ريما مجد الكيال
» الوطن كما يجب أن يكون
الإثنين 22 أبريل 2024 - 11:35 من طرف ورد العربي
» .لماذا لم يخبرنا بأنه محبطٌ؟ أحمد خالد توفيق
الأحد 21 أبريل 2024 - 12:20 من طرف خيمة العودة
» زهر اللوز هو عنوانك
السبت 6 أبريل 2024 - 11:42 من طرف لبيبة الدسوقي
» حدائق اللوز
السبت 6 أبريل 2024 - 11:42 من طرف لبيبة الدسوقي
» أصوات من غزة
الجمعة 5 أبريل 2024 - 12:11 من طرف خيمة العودة
» دعاء ختم القرآن الكريم
الجمعة 5 أبريل 2024 - 11:59 من طرف دانة ربحي
» وجوه عابرة
الجمعة 5 أبريل 2024 - 11:53 من طرف ميساء البشيتي
» العهد
الثلاثاء 2 أبريل 2024 - 21:58 من طرف راما البلبيسي
» صافحيني غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:35 من طرف طارق نور الدين
» على عيني يا غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:35 من طرف طارق نور الدين
» هولاكو في غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:33 من طرف طارق نور الدين
» من يخاطبكم يا ميتون
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:32 من طرف طارق نور الدين
» ثوري غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:30 من طرف طارق نور الدين
» أين المفر يا غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:30 من طرف طارق نور الدين