بحـث
من أنا ؟
حقوقية، كاتبة، ناشطة في شؤون بلادي وشؤون المرأة، لي عدة منشورات ورقية وإلكترونية
المواضيع الأخيرة
كتب ميساء البشيتي الإلكترونية
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم |
طفل في السبعين
5 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
طفل في السبعين
طفل في السبعين .
جماله .. لم يفقد من جماله الكثير .. بل ربما أصبح في السبعين أجمل بكثير ..
العيون جحظت قليلاً .. لكنها مبتسمة طِوال الوقت ..
الشفاه ترهلت قليلاً .. لكنها يفيض منها الشهد ..
الأنف كَبُر قليلاً .. لكن بهيبة ووقار وشموخ ..
التجاعيد فرشت لها مساحات على الخد والوجه .. لكنها مساحات من ورق الورد .
هدوؤه .. لم يعد يطيق الهدوء .. ولا يعرف إليه سبيلاً .. أصبح كثير الحركة .. بالرغم من أنها تمنُّ عليه أحياناً .. وتقسو أحياناً أخرى .. إلاَّ أنه يستطيع أن يشاكس هنا وهناك محاولاً جهده أن ينال منها .. أن يستفزها .. أن يغيظها .. ومحاولاً أكثر من هذا وذاك الانضمام وبشراسة الفرسان إلى قائمة الأطفال المشاكسين .
حديثه .. على قلته فيما مضى .. أصبح الآن يكثر من الحديث .. كأنه تحرر من ضريبة اللغة .. وضريبة الحديث .. فأصبح يتحدث كثيراً .. كثيراً .. دونما حواجز .. دونما خطوط حمراء .. يقفز من فوق السطور .. يتعدى النقاط والفواصل .. ويخدش عن قصد .. أو عن غير قصد علامات الترقيم .. ثم يقف في وسط الكلام ليرسم قُبلة .
أشعاره ..أشعاره في السبعين تضع النقاط على الحروف .. تُكمل ما بدأه طِوال السبعين .. أشعاره التي كانت في الماضي ينقصها توابل الشعر .. وبهارات القصيد .. أصبحت الآن تامة النضج .. نضجت على نار هادئة عمرها سبعون .. ومذاقها عسل مصفى .. وشهد مكرر .. وسكر يخلو من السكرين .
غضبه .. سريع الغضب .. سريع الاشتعال .. سريع النفاذ .. سريع الاحتراق .. ونيرانه سريعة الإخماد .. غضبه باختصار شديد .. زوبعة في فنجان قهوة الصباح .. هبة ريح في صحن الدار .. غيمة عابرة فوق مظلات الصيف .. كمشة من مطر الياسمين .
طفل في السبعين .. أجمل طفل في الأكوان .. يدرك جيداً ما أنتَ تقول .. ويدرك أكثر ما يودُّ هو أن يقول .. وفي النهاية يحتفظ بكل الحديث في جيبه .. ثم يضع في كفك اليمين .. سكر الكلام .. شهد الكلام .. عسل الكلام .. أطيب الكلام ..
وهذا ما لا يعرفه طفل في الكون ..
إلا طفل في السبعين .
جماله .. لم يفقد من جماله الكثير .. بل ربما أصبح في السبعين أجمل بكثير ..
العيون جحظت قليلاً .. لكنها مبتسمة طِوال الوقت ..
الشفاه ترهلت قليلاً .. لكنها يفيض منها الشهد ..
الأنف كَبُر قليلاً .. لكن بهيبة ووقار وشموخ ..
التجاعيد فرشت لها مساحات على الخد والوجه .. لكنها مساحات من ورق الورد .
هدوؤه .. لم يعد يطيق الهدوء .. ولا يعرف إليه سبيلاً .. أصبح كثير الحركة .. بالرغم من أنها تمنُّ عليه أحياناً .. وتقسو أحياناً أخرى .. إلاَّ أنه يستطيع أن يشاكس هنا وهناك محاولاً جهده أن ينال منها .. أن يستفزها .. أن يغيظها .. ومحاولاً أكثر من هذا وذاك الانضمام وبشراسة الفرسان إلى قائمة الأطفال المشاكسين .
حديثه .. على قلته فيما مضى .. أصبح الآن يكثر من الحديث .. كأنه تحرر من ضريبة اللغة .. وضريبة الحديث .. فأصبح يتحدث كثيراً .. كثيراً .. دونما حواجز .. دونما خطوط حمراء .. يقفز من فوق السطور .. يتعدى النقاط والفواصل .. ويخدش عن قصد .. أو عن غير قصد علامات الترقيم .. ثم يقف في وسط الكلام ليرسم قُبلة .
أشعاره ..أشعاره في السبعين تضع النقاط على الحروف .. تُكمل ما بدأه طِوال السبعين .. أشعاره التي كانت في الماضي ينقصها توابل الشعر .. وبهارات القصيد .. أصبحت الآن تامة النضج .. نضجت على نار هادئة عمرها سبعون .. ومذاقها عسل مصفى .. وشهد مكرر .. وسكر يخلو من السكرين .
غضبه .. سريع الغضب .. سريع الاشتعال .. سريع النفاذ .. سريع الاحتراق .. ونيرانه سريعة الإخماد .. غضبه باختصار شديد .. زوبعة في فنجان قهوة الصباح .. هبة ريح في صحن الدار .. غيمة عابرة فوق مظلات الصيف .. كمشة من مطر الياسمين .
طفل في السبعين .. أجمل طفل في الأكوان .. يدرك جيداً ما أنتَ تقول .. ويدرك أكثر ما يودُّ هو أن يقول .. وفي النهاية يحتفظ بكل الحديث في جيبه .. ثم يضع في كفك اليمين .. سكر الكلام .. شهد الكلام .. عسل الكلام .. أطيب الكلام ..
وهذا ما لا يعرفه طفل في الكون ..
إلا طفل في السبعين .
--------------------------------
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
رد: طفل في السبعين
الله الله الله الله
ما أروع ما قرأت
وأنا التي أظن نفسي طفلة في العشرين
وإذا بهم أطفال في السبعين
رائعة يا عصفورتنا .
زيدينا من هذا الجمال .
ما أروع ما قرأت
وأنا التي أظن نفسي طفلة في العشرين
وإذا بهم أطفال في السبعين
رائعة يا عصفورتنا .
زيدينا من هذا الجمال .
اميرة- عضو متميز
- عدد المساهمات : 387
تاريخ التسجيل : 12/03/2011
رد: طفل في السبعين
رائعة جديدة من روائعك خفيفة الظل أستاذتنا الغالية ميساء البشيتي .
إلى الأمام
إلى الأمام
طارق نور الدين- عضو نشيط
- عدد المساهمات : 191
تاريخ التسجيل : 06/05/2012
رد: طفل في السبعين
يكتمل البدر ويعقد سكر العنقود بنضج السنين وتجاربها الحلوة والمرة
وصفت فاجتى الوصف لمرحلة عمرية هنئا لمن بلغها وهو سليم العقل والجسم
اديبتى اشتقت لكتاباتك الفخمة
وصفت فاجتى الوصف لمرحلة عمرية هنئا لمن بلغها وهو سليم العقل والجسم
اديبتى اشتقت لكتاباتك الفخمة
صفية عمر- عضو متميز
- عدد المساهمات : 395
تاريخ التسجيل : 04/06/2010
رد: طفل في السبعين
نعم يا صفية لم أكن أتخيل ذلك مثلك بالضبط
ولكنه موجود وبكثرة
هههههههههههه
هنيئاً لهم يا غالية
شكرا لك وبوركت دائما
ولكنه موجود وبكثرة
هههههههههههه
هنيئاً لهم يا غالية
شكرا لك وبوركت دائما
--------------------------------
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
رد: طفل في السبعين
حديثه .. على قلته فيما مضى .. أصبح الآن يكثر من الحديث .. كأنه تحرر من ضريبة اللغة .. وضريبة الحديث .. فأصبح يتحدث كثيراً .. كثيراً .. دونما حواجز .. دونما خطوط حمراء .. يقفز من فوق السطور .. يتعدى النقاط والفواصل .. ويخدش عن قصد .. أو عن غير قصد علامات الترقيم .. ثم يقف في وسط الكلام ليرسم قُبلة .
ورد العربي- عضو متميز
- عدد المساهمات : 408
تاريخ التسجيل : 05/09/2011
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت 18 مايو 2024 - 12:04 من طرف لانا زهدي
» الغريب
الأربعاء 15 مايو 2024 - 11:29 من طرف عشتار
» نزوح آخر بقلم نور السويركي
الإثنين 13 مايو 2024 - 11:28 من طرف خيمة العودة
» عاتبني أيها القمر !
الإثنين 13 مايو 2024 - 11:24 من طرف لبيبة الدسوقي
» امرأة من زمن الأحلام
الأحد 12 مايو 2024 - 11:11 من طرف ريما مجد الكيال
» زوابع الياسمين
الأحد 12 مايو 2024 - 11:09 من طرف ريما مجد الكيال
» منشورات ميساء البشيتي في جريدة عرب كندا
الخميس 9 مايو 2024 - 11:35 من طرف ميساء البشيتي
» قناع بلون السماء ... باسم خندقجي
السبت 4 مايو 2024 - 11:41 من طرف حاتم أبو زيد
» هدية العصفورة إليك .
الأحد 28 أبريل 2024 - 12:00 من طرف حاتم أبو زيد
» قبر واحد يكفي لكل العرب
السبت 27 أبريل 2024 - 15:45 من طرف ميساء البشيتي
» على حافة الوطن
الثلاثاء 23 أبريل 2024 - 11:55 من طرف ريما مجد الكيال
» الوطن كما يجب أن يكون
الإثنين 22 أبريل 2024 - 11:35 من طرف ورد العربي
» .لماذا لم يخبرنا بأنه محبطٌ؟ أحمد خالد توفيق
الأحد 21 أبريل 2024 - 12:20 من طرف خيمة العودة
» زهر اللوز هو عنوانك
السبت 6 أبريل 2024 - 11:42 من طرف لبيبة الدسوقي
» حدائق اللوز
السبت 6 أبريل 2024 - 11:42 من طرف لبيبة الدسوقي
» أصوات من غزة
الجمعة 5 أبريل 2024 - 12:11 من طرف خيمة العودة
» دعاء ختم القرآن الكريم
الجمعة 5 أبريل 2024 - 11:59 من طرف دانة ربحي
» وجوه عابرة
الجمعة 5 أبريل 2024 - 11:53 من طرف ميساء البشيتي
» العهد
الثلاثاء 2 أبريل 2024 - 21:58 من طرف راما البلبيسي
» صافحيني غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:35 من طرف طارق نور الدين
» على عيني يا غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:35 من طرف طارق نور الدين
» هولاكو في غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:33 من طرف طارق نور الدين
» من يخاطبكم يا ميتون
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:32 من طرف طارق نور الدين
» ثوري غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:30 من طرف طارق نور الدين
» أين المفر يا غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:30 من طرف طارق نور الدين