بَيْنَ يَدي الضَّوْءِ

يَمُد الْغَائِبُ مَسَافَتَهُ إِلَى جُرمِ الْقَصِيدَةِ، لَا يَتَدَثَّرُ بِالظِّلِّ، كَالْضَّوْءِ فِي إسراءه، لَيْسَ لِأَي أَحَد وَلَا مليئاً بِأَي حَشْوٍ .. ذاكِرَةُ الرّيحِ تَتَذَكَّرُ الْغَائِبَ دَومَا، تَتَشَظَّى بِعرَقِه وَهُوَ يَعبرُهَا، الْبِدَايَةُ لَا تَنْسَ الْغَائِب، لَمْ يَكنْ مَعَه شَيْءٌ فِي الْبَدْءِ سِوَى هَوَسٌ جَمِيلٌ بِالْبدايَّةِ، يُرَتِّبُهَا كأوراق الْخَرِيف فِي مُذَكِّرَة رَمادِيَّةٍ حَيْثُمَا زاغَ ...

غُبارٌ بِهَامِشِ الشَّارِعِ يَقدُ سَواد حِذاءِ الْغَائِب، وَكَعَادَةِ الْعَابِرِ يَتْرُكُ ذاكِرَةً بِالْحِذاءِ لِحُبيبَاتِ الْمَطَرِ وَقَطرَاتِ الْمَاءِ الرَّاكِدِ بِحَوافِي الشَّارِعِ..

الْجَسَدُ الْمُتْعَبُ بثخوم الْمَدِينَة يَتَذَكَّرُ كَيْفَ تَهَاوَى جَسَدُ الْغَائِب عَلَيه كَمَا تَتَهَاوَى الْفَرَاشَاتُ صراعاً، يُغَطِّي لَيْلهُ بِالنهَاِيَّةِ :

( هَذَا الْجَسَدُ النهَايَّةُ لِي )

يمُر الْغَائِبُ إِلَى غَدِه كَمَا يَمْضِي حِدادُ الأمس، لَا يُلَبِّي نِدَاءَ الرَّقْصِ، وَلَا يخلَعُ عَنْه سِدْرَةَ السّفَرِ ..

الْعينُ تَخُونُ الْغَائِب كَثِيرَا، الذّاكِرَة مَا تُخلِدُهُ وَشْمَاً مِنْ عَطَشِ صَاحِي وَدَمعَاً مِنْ نَارِ لَا تَرْتَعِشُ أَمَامَ عَتَبَةِ الماء ..

الْغَائِبُ صَلاَةٌ تَقِفُ ملياً عَلَى الصَّوْتِ لَكن مَحْضُ صَدَىً مَا يُصلِيهَا .. بَيْنَ يَدي الضَّوْءِ ..

( دَاَ الْــمَداَنْ )

محمد القراءة لك أصبحت تحتاج مجهوداً خاصاً .. لا أنكر أنني أستمتع بكل ما تكتب ولكن أحيانا تعتريني الدهشة وأحياناً الاستغراب ويقودني ذلك إلى سؤال ماذا تقرأ يا محمد هذه الأيام ؟
وهناك استفسار آخر هو "دا المدان " ماذا تعني ..
تحملني ابني أريد أن أكون معك حرف بحرف
ودمت

يجب أن يكون النص حافلاً بالمرجعيات ليقنع القارئ سيدتي، ويجب أن يفجر الدهشة كأفق جمالي لتتحق معادلة التلقي، نصوصي غارقة في المنسي فينا و اللامفكر فيه {بشكل واعٍ رُبما} نصوص تتقاطع مع التفاصيل المُهملة في الذاكرة البصرية والإدراكية، تفاصيل قد تَصلح للقطات بِدائية لمشروع روائي أو شعري ..

و إجابة على سؤالكِ ماذا أقرأ، أقرأ مؤخرا للعملاق الروائي التشيكي ميلان كُونديرا و أنصحكِ بقراءه منجزه الروائي، عميق جداااا

أما بالنسبة لــ {دا المدان} فهو إسم علم لشخصية أمازيغية قديمة وُلد بجنوب المغرب، اشتغل بالمناجم في أوربا بداية القرن الماضي و كافح ضد الإستعمار الفرنسي والبرنغالي و الإسباني، لم يدرس قط لكن تجربتة الأنطولوجية جعلت له رصيدا من الوعي الوجودي و السياسي والإجتماعي والثقافي ما يُقنع أي كاتب لجعله شخصية إشكالية ممتلئة بالحضور داخل أثر إبداعي مــا ..

للإشارة فحضوره الفعلي {كائن من لحم ودم} لا يعننيا بقدر ما يعنينا جعله إشارة تدشينية ومدخلا للإنفتاح على التاريخ وإعادة قراءته بكثير من الشآعرية ..

أحب تفاعلاتك سيدتي كُوني ضوءنا أو أبعد ..

بَيْنَ يَدي الضَّوْءِ

بَيْنَ يَدي الضَّوْءِ

رد: بَيْنَ يَدي الضَّوْءِ

رد: بَيْنَ يَدي الضَّوْءِ