بحـث
من أنا ؟
حقوقية، كاتبة، ناشطة في شؤون بلادي وشؤون المرأة، لي عدة منشورات ورقية وإلكترونية
المواضيع الأخيرة
كتب ميساء البشيتي الإلكترونية
التعساءترجمة: د.عبدالرحمن أقرع للكاتب البلغاري:إلين بيلين
صفحة 1 من اصل 1
التعساءترجمة: د.عبدالرحمن أقرع للكاتب البلغاري:إلين بيلين
التعساءترجمة: د.عبدالرحمن أقرع للكاتب البلغاري:إلين بيلين
كان يوماً جميلا ، وكأن الشمس تعمدت أن تدفئ ذلك النهار الخريفي لتجلب الفرح للبشر.. غير أنها احتجبت سريعا ، وتسلل البرد من الجبال لينتشر بغتة فوق المدينة
فتجمَّد الغسق لهبوب الريح الباردة التي وثبت من الجبال المجاورة كفدائي ثائر.
ومن على بناية شاهقة في المدينة هبط أحد العمال ، بعد أن أنهى بناء المدخنة الأخيرة.. هبط متثاقلا على درجات المبنى في متاهة من أكوام الألواح الخشبية والركائز ليجد نفسه أخيرا في أسفل البناية حيث كانت زوجته بانتظاره ، والتي كانت في سنٍ مدبرةٍ للشباب ، مقبلةٍ على الهرم، مرتدية لباساً رمادياً خشناً، وكانت بدورها عائدة من عملها كذلك ..لم يتبادلا قولاً ، حيث ارتدى هو معطفه القديم وذهب إلى (براكية خشبية) لمتعهد البناء ، حيث يدخل ويخرج عمالٌ آخرون ،ولم يطل لبثه هناك حيث عاد وتحرك مع زوجه ببطء.
ازداد البرد حدّة ..سارا بصمت ، بأيدي مندسة في الخِرَق ، ثم اجتازا إحدى الأحياء الطرفية لينحدرا عبر الطرق الصغيرة الوسخة.
كان العامل يسير بتثاقل وكأنه ما زال يهبط الدرج المخيف في البناية .
هنالك في مكان ما قام بيتهما الصغير الفقير المعتم المتواني، حيث وقف على عتبته من ثلاثة إلى أربعة أطفال شاحبي الأوجه تشرئب أعناقهم بصبر نافذ نحو منعطف الطريق انتظاراً..لم يكونوا ينتظرون هدايا أو ربتات حنان، ولكنهم كانوا يشعرون بالحاجة للعينين الطيبتين لأمهم الداخلة في الكهولة، وللوجه العابس لأبيهم الراعي لحالهم.
هنالك لن تستعر النار في المدفأة ، ولن يتراقص لهيبها المرح على الحيطان ، فبالنسبة لحالهم لم يحن وقت المدفأة بعد..وسيكون عشاؤهم خبزاً جافاً ، وجبناً ، وبضع حبات من الفلفل الأخضر والبصل. . سيأكلون بلذة وببطء ٍ واحترام للقمة العيش.
الأب يعمل وكذلك الأم ، ويحصّلان الكثير، ولكنهما لا يجرؤان على الصرف ، لأنهما يرتجفان خوفاً من الحياة ، التي كانت دوما مخيفة لهما ، وخوفاً من المجهول القادم في غدٍ ، والذي لم يبدو لهما قطّ أنه قادم بخير...ففقدت أرواحهم الخائفة كل أشكال الفرح.
كان يوماً جميلا ، وكأن الشمس تعمدت أن تدفئ ذلك النهار الخريفي لتجلب الفرح للبشر.. غير أنها احتجبت سريعا ، وتسلل البرد من الجبال لينتشر بغتة فوق المدينة
فتجمَّد الغسق لهبوب الريح الباردة التي وثبت من الجبال المجاورة كفدائي ثائر.
ومن على بناية شاهقة في المدينة هبط أحد العمال ، بعد أن أنهى بناء المدخنة الأخيرة.. هبط متثاقلا على درجات المبنى في متاهة من أكوام الألواح الخشبية والركائز ليجد نفسه أخيرا في أسفل البناية حيث كانت زوجته بانتظاره ، والتي كانت في سنٍ مدبرةٍ للشباب ، مقبلةٍ على الهرم، مرتدية لباساً رمادياً خشناً، وكانت بدورها عائدة من عملها كذلك ..لم يتبادلا قولاً ، حيث ارتدى هو معطفه القديم وذهب إلى (براكية خشبية) لمتعهد البناء ، حيث يدخل ويخرج عمالٌ آخرون ،ولم يطل لبثه هناك حيث عاد وتحرك مع زوجه ببطء.
ازداد البرد حدّة ..سارا بصمت ، بأيدي مندسة في الخِرَق ، ثم اجتازا إحدى الأحياء الطرفية لينحدرا عبر الطرق الصغيرة الوسخة.
كان العامل يسير بتثاقل وكأنه ما زال يهبط الدرج المخيف في البناية .
هنالك في مكان ما قام بيتهما الصغير الفقير المعتم المتواني، حيث وقف على عتبته من ثلاثة إلى أربعة أطفال شاحبي الأوجه تشرئب أعناقهم بصبر نافذ نحو منعطف الطريق انتظاراً..لم يكونوا ينتظرون هدايا أو ربتات حنان، ولكنهم كانوا يشعرون بالحاجة للعينين الطيبتين لأمهم الداخلة في الكهولة، وللوجه العابس لأبيهم الراعي لحالهم.
هنالك لن تستعر النار في المدفأة ، ولن يتراقص لهيبها المرح على الحيطان ، فبالنسبة لحالهم لم يحن وقت المدفأة بعد..وسيكون عشاؤهم خبزاً جافاً ، وجبناً ، وبضع حبات من الفلفل الأخضر والبصل. . سيأكلون بلذة وببطء ٍ واحترام للقمة العيش.
الأب يعمل وكذلك الأم ، ويحصّلان الكثير، ولكنهما لا يجرؤان على الصرف ، لأنهما يرتجفان خوفاً من الحياة ، التي كانت دوما مخيفة لهما ، وخوفاً من المجهول القادم في غدٍ ، والذي لم يبدو لهما قطّ أنه قادم بخير...ففقدت أرواحهم الخائفة كل أشكال الفرح.
هبة الله فرغلي- عضو جديد
- عدد المساهمات : 59
تاريخ التسجيل : 28/06/2012
مواضيع مماثلة
» ريشة النسر للكاتب البلغاري الساخر-إلين بيلين ترجمة د.عبدالرحمن أقرع
» عين عديمة الفائدة!! قصة قصيرة للكاتب البلغاري الساخر (إلين بلين) ترجمة: د.عبدالرحمن أقرع
» زهرات الأقحوان ترجمة:د.عبدالرحمن أقرع
» يوسف يا مريم .. للكاتب يامي أحمد
» عين عديمة الفائدة!! قصة قصيرة للكاتب البلغاري الساخر (إلين بلين) ترجمة: د.عبدالرحمن أقرع
» زهرات الأقحوان ترجمة:د.عبدالرحمن أقرع
» يوسف يا مريم .. للكاتب يامي أحمد
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الثلاثاء 23 أبريل 2024 - 11:55 من طرف ريما مجد الكيال
» الوطن كما يجب أن يكون
الإثنين 22 أبريل 2024 - 11:35 من طرف ورد العربي
» .لماذا لم يخبرنا بأنه محبطٌ؟ أحمد خالد توفيق
الأحد 21 أبريل 2024 - 12:20 من طرف خيمة العودة
» زهر اللوز هو عنوانك
السبت 6 أبريل 2024 - 11:42 من طرف لبيبة الدسوقي
» حدائق اللوز
السبت 6 أبريل 2024 - 11:42 من طرف لبيبة الدسوقي
» أصوات من غزة
الجمعة 5 أبريل 2024 - 12:11 من طرف خيمة العودة
» دعاء ختم القرآن الكريم
الجمعة 5 أبريل 2024 - 11:59 من طرف دانة ربحي
» منشورات ميساء البشيتي في جريدة عرب كندا
الجمعة 5 أبريل 2024 - 11:55 من طرف ميساء البشيتي
» وجوه عابرة
الجمعة 5 أبريل 2024 - 11:53 من طرف ميساء البشيتي
» العهد
الثلاثاء 2 أبريل 2024 - 21:58 من طرف راما البلبيسي
» صافحيني غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:35 من طرف طارق نور الدين
» على عيني يا غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:35 من طرف طارق نور الدين
» هولاكو في غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:33 من طرف طارق نور الدين
» من يخاطبكم يا ميتون
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:32 من طرف طارق نور الدين
» ثوري غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:30 من طرف طارق نور الدين
» أين المفر يا غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:30 من طرف طارق نور الدين
» إعدام غزة !
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:28 من طرف طارق نور الدين
» تحركوا أيها الدمى
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:26 من طرف طارق نور الدين
» رسالة من طفل غزة إلى سلاطين العرب
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:25 من طرف طارق نور الدين
» قبر واحد يكفي لكل العرب
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:18 من طرف طارق نور الدين
» كم أنت بعيد يا أفصى
الجمعة 22 مارس 2024 - 12:06 من طرف رمزية بنت الفرج
» يا زهرة المدائن ..يا قدس
الجمعة 22 مارس 2024 - 12:04 من طرف رمزية بنت الفرج
» من يكرمكن نساء غزة ؟
الجمعة 22 مارس 2024 - 11:55 من طرف رمزية بنت الفرج
» جربت تنام بخيمة؟ بقلم اسماعيل حسين
الثلاثاء 27 فبراير 2024 - 11:00 من طرف خيمة العودة
» يسألني الياسمين ... ؟
الأحد 25 فبراير 2024 - 11:19 من طرف سلامة حسين عبد النبي