كُونُوا رَاقِصيْن جَيدِين

لِأَنّه لَمْ يَكنْ يَرَى غَيْرَ السَّوادِ، اِحْتَرَمَتْ إيجا عُمْيَهُ، لَمْ تَكنْ تَرْتَدِي غَيْرَ السّوادِ، أَصَابَهَا حَولٌ خَفِيفٌ لَا يُزْعِجُ رُؤيَتهَا :

* لماذا أُماهْ عَينَاكِ غَيْرُ مهذّبَتَيْ الرّؤْيَة ؟

* عَيْنٌ تُرْشِدُنّي و عَيْنٌ تُرْشِدُ خَطّو أَبَاكَ ..

يَحْدُثُ فِي الْقَريّةِ أَنْ تَمضِّي إيجا فِي الْمَشْي و زَوْجُهَا دا بيهي خَلْفَهَا، يَضَعُ يُسرَاهُ عَلَى كَتفِهَا الأيسر، كَانُوا طَيْفَيْنِ أسوديين يُبشِرَانِ بِالْحَيَاةِ، كَجناحي سنونُو، يَنْبِضَانِ بِعُنْفُوَانٍ هَادِئٍ كَمشيِهمْ فِي مَسَالِكِ الْقَريةِ، عُنْفُوَانٌ حَتمَاً أَسود لَا تَرَاهُ غَيْرُ عُيُونٍ مُمْتَلِئَةٍ بِالْحَيَاةِ و تَقْرَأُ الْمَسَاء فِي الْعُيُونِ. يَصِفُهُمَا دا الْمَدَانْ بِالشَّاهِدِ و الْقَبْرِ. قَدْ تَبْدُو بَلاغَةُ الْوَصْفِ مَجْرُوحَةً و هَشَّةً لَكِنهَا عَمِيقَةٌ جِدَا، إيجا كَانَتْ كَالْشَّاهِدِ فَوْقَ الْقَبْرِ تَرَى تَفَاصِيلَ الْحَيَاةِ بِعَيْنَين صَحْوَتَيْنِ و تَرويهَا لِلْقَبْرِ دا بيهي، علاَقَةُ الشَّاهِدِ بِالْقَبْرِ علاَقةٌ قَدِيمَة لَا تَشُوبُهَا الْمَرَاثِي ..

كَانَ دا بيهي مهووسا بأجماك، كَانَ يَرْقُصُ بِوَرَعِ أَكْثَرَ مِنْ الصَّلاَةِ، يَبْتَهِجُ عميُهُ وَكَأَنَّه فِي أَوَّلِ الرَّبِيعِ، يَقُولُ دا بيهي أَنَّ الْعمى يَخْضَوْضِرُ، و يَتَوَهَّجُ، وَيَمْتَدّ كَالْمَدَى، و يَصِلُ، و يَهّلُ، و يَجِئُ، وَيَنْكَسِرُ، و يَحْزنُ، وَيَشِيخُ ..

وَهُوَ يَحْتَضِرُ أَتَتْهُ إيجا بأبنائهما و هِي تَنْتَحِبُ، اِبْتَسَمَ و أَوصاهم : كُونُوا رَاقِصيْن جَيدِين، فَالْحَيَاةُ مَحْضُ رَقْصَةٍ ضمآى لِسُقُوطِكَ و سَتَسْقُطُ لَكنّ اسْقُطْ بِقُوَّةٍ كَمَا رَقصَت بِقُوَّةٍ .. دَاعَبَ إبنه الصَّغِيرَ الأصلع و تَبَسمَ فَهَمْس :

Maqqareḥ bab n iṭṭeṣ inna i yyi ma terbit ? Nniḥ as tarwano, inna i yyi snuhnutnt, tenqqert asn taqqjdawt, tergit asn talluzin