أنت يا أنت

أنت يا أنت

أيها المنفي في هذه الأرضِ الحبلى بالصراخ

وطنكَ على بُعدِ أميال

وأنتَ محاصرٌ بالجراح

اسمكَ رهنُ الاعتقال

خطواتك تغتالها ألغامُ الحرب

لا تستطيعُ العودة إلى الخلف

لا طريقَ لكَ إلى الأمام

هم أرادوكَ سجينَ الوقت

هم أرادوكَ أن تكره الحياة وتتمنى الموت

كما أخرجوكَ من أرضك يوماً بلا حقيبة

أخرجوكَ اليوم من مخيمكَ بلا وثيقة

سجنٌ مفتوحٌ على السماءِ الأولى

شمسُ حزيرانَ قريبة

والقمرُ الساهر يهمسُ لك لا طريق لك

عبثاً هيَ كل محاولاتك المستحيلة

حاصر هذا المنفى واصنع من حروفِ اسمكَ علماً

حاصر هذا المنفى وازرع على غيمةٍ مهاجرة وطناً

أنتَ يا أنت

مازلتَ تملكُ ورقةً وقلماً

مازلتَ تملك حلماً وعمراً

هم أرادوكَ حيّاً ميتاً

وأنتَ أنت ابن الأرضِ التي لا تموت

ابن الجبالِ الواقفة بوجه الريح

ضمِّد قمركَ الجريح

حاصر يومكَ وحاصر الغد

أنتَ يا أنت

أيها المنفيُّ داخلَ شراييني

غني هذا المساء أغنيةً للحب تحييني

قضبانُ الحياة تأسرني وصمتكَ يدميني

أيها العابثُ بناياتِ عمري

اعزف لحناً راقصاً يواسيني

ارقص على خشبةِ ليلي

أيها الجريح الوحيد لا تعاتبني

فهذه الحياة تقاتلكَ وتقاتلني

هذا المنفى ينفيكَ وينفيني

أيها المنفي داخلَ شراييني

قدرُنا هذا هو قدرنا

أن نقاتلَ الحياة والجميعُ يقاتلنا

أن نُخلَقَ بوطنٍ سليب وكل الأوطان ترفضنا

قدرنا أن ندفعَ ضريبةَ العروبةِ الثكلى

قدرنا هذا هو قدرنا

أنتَ يا أنت

افتح نافذةَ قلبك للغد

وسام عثمان

الرائع دائما ذو الذائقة الأدبية المتميزة صادق الصلحي
قصيدة رائعة وانتقاء مهم لقصيدة تفتح القلب من جميع أبوابه
القصيدة الرائعة المعبرة عن هذا الوطن الذي هو آخذ بالغرق
ولا يد تمتد لتنشله وتنقذه وتودعه برَّ الآمان
ما الذي جرى لنا وما الذي حلَّ بأوطاننا حتى أصبحت كالقنبلة الموقوتة
يسهل تفجيرها وعن بعد ؟
الحمدلله أنك عدت لنا بالسلامة أخي صادق ودمت واليمن الحبيبة بألف خير

أختي ميساء أرجو اأن تعذروني عن دوام تأخيري في الردود..
وأقول: إن الأوطان الذي ضاقت بجراحاتها ولم تعد تتسع لأحلامنا, ستكون في القادم أجمل وما علينا إلا النظر بعين الأمل والتفاؤل..
أشكر هذا المرور الرائع دوماً.. ودامت هذه الأنامل صانع الحرف ومحترفة الابداع..

أنت يا أنت

أنت يا أنت

رد: أنت يا أنت

رد: أنت يا أنت