أُحبُ عَتَبَتَكَ

أَحَبَتْكَ حين تَهْمِسُ عَبَر الآثير كُلَّمَا اِتصَلَتْ بِكَ فِي رَقْمٍ مَجْهُول :

{ نَعم عُيُوني }

أَحَبَتْكَ و أَنْتَ تَحْكِي لَهَا عَنْ دَهشَتِكَ الأولى بِالْجَامِعَة، إستحملتْ كُلَّ أحاديثكَ عَنْ الْفَصَائِل الطُلابية، إستحملت كُل أحاديثك عَنْ أُنثَاكَ المُنقبة الْمُشْتَهاةْ .. أَهْدَتْكَ قَلمَاً لِتَنْكَتِبَ بِهَا فَإذاً بِكَ تَكْتُبُ لَهَا، غِبْتَ عَنْهَا دُونَ سَابِقِ إنذار، اِتَّصَلَتْ بِكَ و فَتَّشَتْ عَنْكَ بِالْجَامِعَة و إرتضت لِتُكَاتِبكَ و تُرَاسلَكَ عبر زَميلَتكَ فِي الْفَصْل، أَدمنَتكَ بِبَساطَتِهَا، لَمْ تَكنْ تَفقّهُ جُل أفكارك الدينية و حُلمَكَ بِالْخِلاَفَةِ الإسلامة و وَصَايَا الأخ الْمُرْشِد، كَانَتْ تَصْمُتُ و تَبْتَسِمُ فِي شآعرية، تَسْأَلُهَا عَنْ صَمتِهَا فَتُجيبكَ :

( أُحبُ عَتَبَتَكَ لأَني أخَشى التَورُط فيكَ .. أُحبُنّي قَبْلَ أَنْ أَلِجَكَ، دَعني أَقِفُ عَلَى بَابِكَ ، لِأَطْمَئِنّ لِخِيَارِ الرجُوعِ فَمَازَالَ مُمْكِنً قُرُبَ الْبَاب )

كَانَتْ عَمِيقَةً كَالْصَّحْرَاءِ، لَمْ تَحْظَى بِمِنَحَةٍ و كَانَتْ تَسْتَلِفُ مِنْ صَدِيقَتِهَا لِتُهْدِيكَ كُتُبَ الأخ الْمُرْشِد .. و حِينَ غَزَاهَا الْخَرِيف مَاتَتْ أمهَا لَمْ تُعزيْهَا، إكتفيتَ بِرِسَالَةٍ قَصِيرَةٍ (إسمس) ..

لَمْ تَسْأمْ، إنتظرتكَ حَتَّى تَذَكَّرَتْ حَديثَكَ عَنْ صمويل بيكيت و خَالِدَتهِ { فِي إنتظار غُودو } غَلَّقَتْ عَلَيهَا فِي غُرفَتِهَا و بَكَتْ للغِيابين .. و كُنْتَ أَنْتَ تُقَهْقِهُ مِنْ نكتَةٍ يَرْوِيهَا صَاحِبُ مَقْهَى الأنترنيت ..

و الْآنَ تَكتبُ على جِداركَ الفايسبُوكي :

( للّواتي يَحتفِلن بِعيدِ المَرأة أَنتُنّ مُبررُ وُجودنا )