روعة التفريق بين استخدام الاسم والفعل

روعة التفريق بين استخدام الاسم والفعل
الاسم والفعل
الاسم في اللغة العربية يفيد الثبوت، أمّا الفعل فيفيد التجديد.
ومن هنا نفهم بعض الآيات التي تأتي بالصيغتين، نحو :

(وَإِن تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لاَ يَتَّبِعُوكُمْ سَوَاء عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنتُمْ صَامِتُونَ)
فجاءت الدعوة بالصيغة الفعلية (أَدَعَوْتُمُوهُمْ)، أمّا الصمت فجاء بالصيغة الاسمية (صَامِتُونَ)، والسبب أن الصمت صفة ثابتة للإنسان، ولا يتكلم الإنسان إلا لسبب، ومن هنا استخدم القرآن الصيغة الاسمية الدالة على الثبوت للصفة الثابتة للإنسان، واستخدم الصيغة المتجددة للحالة الطارئة للإنسان.

ومنه قوله تعالى :

{وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُون}
استخدم أولا الفعل " يعذبهم" مع وجود الرسول (ص) فيهم ومعروف أن وجود الرسول(ص) فيهم حالة مؤقتة وليست ثابتة لأنه سيموت ( صلى الله علي وسلم)
واستخدم ثانيا الاسم ( معذبهم) الذي يدل على الثبوت مع وجود الاستغفار وهو دليل على أهمية الاستغفار كأمان من عذاب الله – عز وجل- .

ومنه قوله تعالى :
(وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكْمْ إِنَّمَا نَحْنُ مستهزئون) البقرة: 14، فالمنافقون قالوا للمؤمنين (آمَنَّا) بالفعل لأنه غير ثابت، أمّا مع أقرانهم المنافقين فاستخدموا الجملة الاسمية لأن نفاقهم ثابت في قلبهم وهو الأصل عندهم.

شكرا على المعلومات القيمة والمفيدة بإذن الله أخي العزيز أ. نسيم الطبيعة
وجعلها الله في ميزان حسناتك

روعة التفريق بين استخدام الاسم والفعل

روعة التفريق بين استخدام الاسم والفعل

رد: روعة التفريق بين استخدام الاسم والفعل