بحـث
من أنا ؟
حقوقية، كاتبة، ناشطة في شؤون بلادي وشؤون المرأة، لي عدة منشورات ورقية وإلكترونية
المواضيع الأخيرة
كتب ميساء البشيتي الإلكترونية
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم |
بائع البسكويت
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
بائع البسكويت
بائع البسكويت – محمد الفاضل
اعتاد أهالي ’ بستان القصر‘ على وجود بائع البسكويت في أحيائهم وأزقتهم بشكل يومي وهو يحمل فوق جسده الغض ، الذي أنهكته مأساة الحرب صندوقاَ من الورق المقوى وبداخله قطع من البسكويت ليعيل أسرته ، حيث يستبشر الجميع بوجوده ، غير أنهم لايعرفون اسمه الحقيقي ، لذا ينادونه ببائع البسكويت. لم يجد غضاضة في ذلك بل كان يشعر بلذة عارمة وهو يعود أدراجه حاملاَ الأمل والفرح لأسرته التي كانت تترقب عودته سالماَ على أحر من الجمر .
كان يسير على غير هدى وهو يذرع الشارع ذهاباَ وإياباَ ، حاملاَ فوق ظهره مأساة شعب تنكر له الجميع ، كان يمني النفس ببضع ليرات كي يعيل أسرته . جلس القرفصاء على أحد الأرصفة وهو يتصبب عرقاَ كي يلتقط أنفاسه فعادت به الذاكرة إلى الوراء ، ومرت أمام ناظريه صورة تلك الفتاة التي انتزعت قذيفة قذرة حياتها ......
تبادر إلى ذهنه المتعب سؤال ألح عليه : " ماذا لو سقط فوقه برميل ؟" الموت القادم من السماء لايفرق بين صغير أو كبير ، يزرع الخوف والموت في كل مكان .. ظل ذلك السؤال يتردد صداه في داخله وهو غارق في أفكاره. شبح الموت يتهدد الجميع ! ماأصعب أن يترقب المرء حتفه في أية لحظة . كان بعض المارة يتهامسون ويوجهون أصابعهم نحو السماء ، فجأة سمع المارة صوت صفير مرعب ، بدأت أعناقهم تشرأب وتتطلع للأعلى! واذا بصوت انفجار يصم الأذان ...
هنا تختلط المشاعر ويبدأ الصغار بالركض بحثاَ عن ملجأ اًمن هرباَ من براميل الحقد الأسود، تعالت سحب الدخان ، الدماء تملأ الشارع... مشهد سريالي ، الجثث تعج بالمكان فالأشلاء والدماء اختلطت، تجمع الأهالي ليسعفوا الجرحى وإذا بهم يرون جسداَ طرياَ وقد تحول إلى أشلاء ممزقة ، لقد فاضت روحه البريئة . صرخ صوت من بعيد انه بائع البسكويت ! ولكن ياالهي ما اسمه؟
في ذلك اليوم الدام وجدوا في جيبه الصغير بضع ليرات ملطخة بالدماء مع بعض قطع البسكويت المتناثرة.
بائع البسكويت – محمد الفاضل
اعتاد أهالي ’ بستان القصر‘ على وجود بائع البسكويت في أحيائهم وأزقتهم بشكل يومي وهو يحمل فوق جسده الغض ، الذي أنهكته مأساة الحرب صندوقاَ من الورق المقوى وبداخله قطع من البسكويت ليعيل أسرته ، حيث يستبشر الجميع بوجوده ، غير أنهم لايعرفون اسمه الحقيقي ، لذا ينادونه ببائع البسكويت. لم يجد غضاضة في ذلك بل كان يشعر بلذة عارمة وهو يعود أدراجه حاملاَ الأمل والفرح لأسرته التي كانت تترقب عودته سالماَ على أحر من الجمر .
كان يسير على غير هدى وهو يذرع الشارع ذهاباَ وإياباَ ، حاملاَ فوق ظهره مأساة شعب تنكر له الجميع ، كان يمني النفس ببضع ليرات كي يعيل أسرته . جلس القرفصاء على أحد الأرصفة وهو يتصبب عرقاَ كي يلتقط أنفاسه فعادت به الذاكرة إلى الوراء ، ومرت أمام ناظريه صورة تلك الفتاة التي انتزعت قذيفة قذرة حياتها ......
تبادر إلى ذهنه المتعب سؤال ألح عليه : " ماذا لو سقط فوقه برميل ؟" الموت القادم من السماء لايفرق بين صغير أو كبير ، يزرع الخوف والموت في كل مكان .. ظل ذلك السؤال يتردد صداه في داخله وهو غارق في أفكاره. شبح الموت يتهدد الجميع ! ماأصعب أن يترقب المرء حتفه في أية لحظة . كان بعض المارة يتهامسون ويوجهون أصابعهم نحو السماء ، فجأة سمع المارة صوت صفير مرعب ، بدأت أعناقهم تشرأب وتتطلع للأعلى! واذا بصوت انفجار يصم الأذان ...
هنا تختلط المشاعر ويبدأ الصغار بالركض بحثاَ عن ملجأ اًمن هرباَ من براميل الحقد الأسود، تعالت سحب الدخان ، الدماء تملأ الشارع... مشهد سريالي ، الجثث تعج بالمكان فالأشلاء والدماء اختلطت، تجمع الأهالي ليسعفوا الجرحى وإذا بهم يرون جسداَ طرياَ وقد تحول إلى أشلاء ممزقة ، لقد فاضت روحه البريئة . صرخ صوت من بعيد انه بائع البسكويت ! ولكن ياالهي ما اسمه؟
في ذلك اليوم الدام وجدوا في جيبه الصغير بضع ليرات ملطخة بالدماء مع بعض قطع البسكويت المتناثرة.
بائع البسكويت – محمد الفاضل
محمد الفاضل- عضو جديد
- عدد المساهمات : 87
تاريخ التسجيل : 11/07/2012
رد: بائع البسكويت
فاجئتني أخي محمد بهذا الحضور الجميل
بائع البسكويت قرأتها هناك قبل أن أقرأها هنا لأنني بصدق دخلت عن طريق العنوان
أنا أخي محمد أقولها وبكل صراحة لا شيء يعجبني
بعد أن تغتال الطفولة لا شيء سيرمم الخراب في قلبي ..
شكرا لحضورك البهي وكن بخير دائما
بائع البسكويت قرأتها هناك قبل أن أقرأها هنا لأنني بصدق دخلت عن طريق العنوان
أنا أخي محمد أقولها وبكل صراحة لا شيء يعجبني
بعد أن تغتال الطفولة لا شيء سيرمم الخراب في قلبي ..
شكرا لحضورك البهي وكن بخير دائما
--------------------------------
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
رد: بائع البسكويت
الكبار يأكلون الحصرم والصغار يضرسون
هم بائع البسكويت وبائع الكعك وبائع الخبز من دفعوا الثمن
شكرا لك أستاذ محمد الفاضل
هم بائع البسكويت وبائع الكعك وبائع الخبز من دفعوا الثمن
شكرا لك أستاذ محمد الفاضل
عشتار- عضو متميز
- عدد المساهمات : 894
تاريخ التسجيل : 23/04/2010
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت 4 مايو 2024 - 11:41 من طرف حاتم أبو زيد
» هدية العصفورة إليك .
الأحد 28 أبريل 2024 - 12:00 من طرف حاتم أبو زيد
» قبر واحد يكفي لكل العرب
السبت 27 أبريل 2024 - 15:45 من طرف ميساء البشيتي
» منشورات ميساء البشيتي في جريدة عرب كندا
السبت 27 أبريل 2024 - 15:40 من طرف ميساء البشيتي
» على حافة الوطن
الثلاثاء 23 أبريل 2024 - 11:55 من طرف ريما مجد الكيال
» الوطن كما يجب أن يكون
الإثنين 22 أبريل 2024 - 11:35 من طرف ورد العربي
» .لماذا لم يخبرنا بأنه محبطٌ؟ أحمد خالد توفيق
الأحد 21 أبريل 2024 - 12:20 من طرف خيمة العودة
» زهر اللوز هو عنوانك
السبت 6 أبريل 2024 - 11:42 من طرف لبيبة الدسوقي
» حدائق اللوز
السبت 6 أبريل 2024 - 11:42 من طرف لبيبة الدسوقي
» أصوات من غزة
الجمعة 5 أبريل 2024 - 12:11 من طرف خيمة العودة
» دعاء ختم القرآن الكريم
الجمعة 5 أبريل 2024 - 11:59 من طرف دانة ربحي
» وجوه عابرة
الجمعة 5 أبريل 2024 - 11:53 من طرف ميساء البشيتي
» العهد
الثلاثاء 2 أبريل 2024 - 21:58 من طرف راما البلبيسي
» صافحيني غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:35 من طرف طارق نور الدين
» على عيني يا غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:35 من طرف طارق نور الدين
» هولاكو في غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:33 من طرف طارق نور الدين
» من يخاطبكم يا ميتون
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:32 من طرف طارق نور الدين
» ثوري غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:30 من طرف طارق نور الدين
» أين المفر يا غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:30 من طرف طارق نور الدين
» إعدام غزة !
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:28 من طرف طارق نور الدين
» تحركوا أيها الدمى
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:26 من طرف طارق نور الدين
» رسالة من طفل غزة إلى سلاطين العرب
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:25 من طرف طارق نور الدين
» كم أنت بعيد يا أفصى
الجمعة 22 مارس 2024 - 12:06 من طرف رمزية بنت الفرج
» يا زهرة المدائن ..يا قدس
الجمعة 22 مارس 2024 - 12:04 من طرف رمزية بنت الفرج
» من يكرمكن نساء غزة ؟
الجمعة 22 مارس 2024 - 11:55 من طرف رمزية بنت الفرج