نام ويده تقبض على حجر

نام ويده تقبض على حجر

كانت الساعة تعزف لحنها المعتاد معلنة انتصاف الليل ... وكانت هي قد غالبها النعاس... شعرت بزوجها وهو يطبع قبلة حوت شوق الدنيا كلّها على جبين شادي...
شادي ابنهما الوحيد... ابن السادسة... شعرت بحرقة أنفاس زوجها وهو ينظر إلى شادي الذي ينام كالملاك على وسادته... ابتسمت ... ثم طبعت قبلة هي الأخرى على جبين شادي... ونامت...كانت لحظات مرعبة... الباب يقرع بعنف شديد ... قامت مفزوعة ... زوجها ينظر إلى شادي ... وهي تدور بعينيها بينهما...أحست أن قلبها سينخلع من بين أضلعها ... كان أبو شادي يشير إليها ألا تنبس بكلمة ... وبصوته الرجولي قال:
من بالباب ؟ افتح الباب ... جيش ... جيش؟ تلك الكلمة التي شكلت في الذاكرة خيمة سوداء...
تعالى الصوت : افتح الباب... كان شادي في تلك اللحظة مكوما بين أحضان أمه ... يسلط نظره نحو الباب
نظراته البريئة نسجت خيوط مأساة محتمة... فتح الباب... دخل الجنود كقطع الليل المظلم... عيونهم الحاقدة تنظر في كل زاوية... لم يكن شادي يدرك ما يدور... ولكنه كان ينظر إلى والده نظرة استقطبت حنين الكون... أصدر القائد أمره باعتقال " أبو شادي" . وبصلابته المعروفة قال : شادي ... شادي يا أم شادي
مسح شادي دمعة أمه الساخنة ... كان ينظر ولم يدرك بعد ... ولكنه شاهد الجنود يدفعون والده أمامه فسأل:
أمي أين يذهب أبي...؟ لم ترد... كانت دموعها تنهمر... والرجفة في شفتيها منعتها حتى من كلمة وداع لزوجها
عندها أدرك شادي ... وأسرع يدلف نحو والده ... تأهب الجنود الجبناء وأحاطوا بشادي الرجل
خرجوا... لحق بهم شادي ... أبي... أبي... أبي... جنود لم يتعودوا معاملة البشر ... صفعه الجندي صفعة رمته أرضا ...ثم انصرفوا... عاد شادي يجلس في حضن أمه على عتبات المنزل... صمتهم كان يمزق الصمت...
الشمس بدأت تنسج خيوطها ... نزل شادي ... نظر حوله في كل مكان ... جرى شادي ... التقط من الأرض حجرا وعاد إلى حضن أمه ... ظل ينظر إلى الحجر ... نامت عيونه البريئة ... أخذت أمه الحجر ... فصرخ ... أعادته إليه ...نام شادي ويده الناعمة تقبض على حجر...

نعم فليقبض على حجر
فالحجر هو الطريق إلى الوطن
أبدعت في رسم وإيصال الفكرة
وحمداً لله على سلامتك
وعودة الإبداع يتلألأ في روابينا
@نسيم الطبيعة بوركت
#حجر

نام ويده تقبض على حجر

نام ويده تقبض على حجر

رد: نام ويده تقبض على حجر