بحـث
من أنا ؟
حقوقية، كاتبة، ناشطة في شؤون بلادي وشؤون المرأة، لي عدة منشورات ورقية وإلكترونية
المواضيع الأخيرة
كتب ميساء البشيتي الإلكترونية
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم |
هَلْ سَنُسْعَدُ بِفِكرَةِ الحياة ؟
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
هَلْ سَنُسْعَدُ بِفِكرَةِ الحياة ؟
لَا يستحقُ الحَياة مَنْ لَا يُنَاضِلُ لِأجِلهَا كُلَّ لَحْظَةْ. تُوجِدنَا الْحَيَاة لِنُؤنِّسَهَا كَقَارُورَاتِ النَّبِيذِ، أَنَا لَمْ أُتْقنْ الْوُجُودَ لِأَصْلُحَ للأُنسْ.
الطَّائِرَةُ الْوَرَقِيَّةُ بِكُلّ خِفَّتِهَا و هَشَاشَتهَا تُذكرني أَنّي لَا أَبْعُدُ كَثِيرَا عَنْ مثواي فِي الرّيحِ وَفِي الْبَعيدْ، أمْلأُ قَلِيلَا شَغَبَ الأطفال و فَراغَهُمْ بِبَعْضِ الصّحْوِ ومَعنى هُروب الفراشاتْ، وَتَمْلَؤُنّي الرّيحُ بِالْجَدْوَى ..
مُنْذُ الْبِدَايَةِ لَمْ أُرَمّمْ أََيّ شَيْءٍ، كُنتُ عَزاءهم الأخير و رُبما الْجَمِيل، لَكِنِْي كاللاشيء لَا أَحضُرُ إلّا فِي شُقُوقَاتِ الشيْءِ وَفِي غَفوَاتِهِ. لَمْ تُلَوّنِي الْحَيَاةْ لِتُدْرِكَنّي الْهُوِيَّة، سَقَطَتْ عَنِْي كُلُّ الأَلوان وَتَأَفَّفَتْ الْحَيَاةُ مِنْ حَشْوِي. لَمْ يَكُنْ ذَنْبُ الْحَيَاةِ وَحِيداً، كَانَ يَنْطَفِئُ لِيَتَّقِد. كَانَ الْبِدَايَة، أَجَلْ الْبِدَايَة ذَنْبُ الْحَيَاةِ الأولْ وَأَنَا وَمَنْ هُمْ مِثْلي، أُؤلئكَ مَنْ لَا يُجِيدُونَ غَيْرَ التَّظَاهُرِ بِالْحَيَاةِ : ذُنوبُ الْحَيَاةْ.
تَأَتيْنَا الْحَيَاةُ ضمآنة حِينَاً و مُنْصِفَةٌ حِينَاً، تُسْقِطُ حَجَرَا صَغِيرَا فِي قُلوبِنَا و تَنتظرُ : هَلْ سَنُسْعَدُ بِفِكرَةِ الحياة ؟ لَا يَصِلُ الْحَجَرُ وَلَا يَنْتَهِي قَاعُنَا. خُلِقْتُ مِنْ هَشَاشَةِ السُّقُوطِ، أَسْقُطُ حَتى فِي أحلامي حيثُ تَعلمنا مِن جَداتنا الحَكاوياتْ أن سرّ الحكاية ينتهي في الحُلم ولا ينتهيِ في الحَكي، والحُلم لا يطمئنُ إلا للسَوادْ، وأنا كنتُ نَشازَ السرّ أُنهيهِ في الحَكي. فَلَا يَجِيءُ في حُلمي غَيْر صَوْتِ مُعلِمَة الفرنسية سَاخِطَا :
سِي ليفيغْ سِي ليفيغْ / c'est l'hiver, c'est l'hiver
صَحِيح إِنَّه الشِّتَاء. شِتَاءُ الرُوح.
وَيَجِيءُ صَوْتُ أَبِي مُسائلا : إِلَى أَيْنَ ؟
إِلَى السُّقُوطِ تِلْوَ السُّقُوطْ.
أَمَامَ سُؤَالِ الْحَيَاة لَمْ يُجِبّ مَائِيِ، أَجَابَ تُرَابِي الْمَغْشُوش. تُرَابِي الَّذِي لم تُسعِدهُ مُغَامَرَات دُونكيشوط لِأَنّهَا تُذكِرُهُ بِالطَّائِرَاتِ الْوَرَقِيَّةِ. ماكان يَجِبْ أَنْ تُصَارِعَنَا دونكيشوط ماكان يَجِبْ .. و ذَاتُ التُّرَابِ أَسعَدَهُ يَوْمَا مَشْهَدُ لَطِيفَة بَاقا وَهِي تُشَاهِدُ الرُّسُوم الْمُتَحَرِّكَة و تَتَذَكَّرُ مَقُولَةَ كَائِنتهَا-صَديقَتهَا لُبنى السّريعة :
( الحياةُ تنتصر على الموت في الرُّسُوم الْمُتَحَرِّكَة )
تَسقُطُ سَمَائِيِ و غباءً أَنْتَظِرُ الْمَعْنَى فَوقَاً، و حِينَ يحملني صَوْتَي فِي الدُّرُوبِ يُفَتِّشُ عَمنْ يُمَعننُهُ لَا أَجِدّ أَحَدَاً وَلَا أَجِدّ غَيْرَ الشَّتَّات. لَمْ أَكنْ لِأَسْتَحِقّ الْحَيَاة أَكْثَرَ مِنْ هَذَا الْاِسْمِ الَّذِي ظَنُّوهُ ــ شَاكِرَا لَهُمْ ــ أَنَّه لِي.
دَرْويش يُقلِبُ الأشياء فَيُصْدِقُونَهَا :
لَا إسم لِي وَلَا عُنْوَان وَلَا جَدوى وَلَا مَعْنى وَلَا أُفقَ وَلَا سَمَاءَ ..
لِلْسَائِلِ المَنوي الَّذِي أَوْرَثَنّي وَ رَتَقني ــ لِثَقلِ التّهمة أُخَفِّفُهَا عَلَى غَيْرَِي ــ هَذَا السُّقُوط. يا لَيْتَكَ أجلّتَني، يا لَيْتْـــ ..
كُنتُ خَدْشَ نِسْوَةِ يُوسف عَلَى أَيدِيِهُنَّ، وُلِدْتُ ذَنبَاً و أُعَلَلُ بِالْمَكْرِ و الخَطأ .. وَلَا أزالْ ..
لَا أزالْ
..
أ
ز
ا
لْ
الطَّائِرَةُ الْوَرَقِيَّةُ بِكُلّ خِفَّتِهَا و هَشَاشَتهَا تُذكرني أَنّي لَا أَبْعُدُ كَثِيرَا عَنْ مثواي فِي الرّيحِ وَفِي الْبَعيدْ، أمْلأُ قَلِيلَا شَغَبَ الأطفال و فَراغَهُمْ بِبَعْضِ الصّحْوِ ومَعنى هُروب الفراشاتْ، وَتَمْلَؤُنّي الرّيحُ بِالْجَدْوَى ..
مُنْذُ الْبِدَايَةِ لَمْ أُرَمّمْ أََيّ شَيْءٍ، كُنتُ عَزاءهم الأخير و رُبما الْجَمِيل، لَكِنِْي كاللاشيء لَا أَحضُرُ إلّا فِي شُقُوقَاتِ الشيْءِ وَفِي غَفوَاتِهِ. لَمْ تُلَوّنِي الْحَيَاةْ لِتُدْرِكَنّي الْهُوِيَّة، سَقَطَتْ عَنِْي كُلُّ الأَلوان وَتَأَفَّفَتْ الْحَيَاةُ مِنْ حَشْوِي. لَمْ يَكُنْ ذَنْبُ الْحَيَاةِ وَحِيداً، كَانَ يَنْطَفِئُ لِيَتَّقِد. كَانَ الْبِدَايَة، أَجَلْ الْبِدَايَة ذَنْبُ الْحَيَاةِ الأولْ وَأَنَا وَمَنْ هُمْ مِثْلي، أُؤلئكَ مَنْ لَا يُجِيدُونَ غَيْرَ التَّظَاهُرِ بِالْحَيَاةِ : ذُنوبُ الْحَيَاةْ.
تَأَتيْنَا الْحَيَاةُ ضمآنة حِينَاً و مُنْصِفَةٌ حِينَاً، تُسْقِطُ حَجَرَا صَغِيرَا فِي قُلوبِنَا و تَنتظرُ : هَلْ سَنُسْعَدُ بِفِكرَةِ الحياة ؟ لَا يَصِلُ الْحَجَرُ وَلَا يَنْتَهِي قَاعُنَا. خُلِقْتُ مِنْ هَشَاشَةِ السُّقُوطِ، أَسْقُطُ حَتى فِي أحلامي حيثُ تَعلمنا مِن جَداتنا الحَكاوياتْ أن سرّ الحكاية ينتهي في الحُلم ولا ينتهيِ في الحَكي، والحُلم لا يطمئنُ إلا للسَوادْ، وأنا كنتُ نَشازَ السرّ أُنهيهِ في الحَكي. فَلَا يَجِيءُ في حُلمي غَيْر صَوْتِ مُعلِمَة الفرنسية سَاخِطَا :
سِي ليفيغْ سِي ليفيغْ / c'est l'hiver, c'est l'hiver
صَحِيح إِنَّه الشِّتَاء. شِتَاءُ الرُوح.
وَيَجِيءُ صَوْتُ أَبِي مُسائلا : إِلَى أَيْنَ ؟
إِلَى السُّقُوطِ تِلْوَ السُّقُوطْ.
أَمَامَ سُؤَالِ الْحَيَاة لَمْ يُجِبّ مَائِيِ، أَجَابَ تُرَابِي الْمَغْشُوش. تُرَابِي الَّذِي لم تُسعِدهُ مُغَامَرَات دُونكيشوط لِأَنّهَا تُذكِرُهُ بِالطَّائِرَاتِ الْوَرَقِيَّةِ. ماكان يَجِبْ أَنْ تُصَارِعَنَا دونكيشوط ماكان يَجِبْ .. و ذَاتُ التُّرَابِ أَسعَدَهُ يَوْمَا مَشْهَدُ لَطِيفَة بَاقا وَهِي تُشَاهِدُ الرُّسُوم الْمُتَحَرِّكَة و تَتَذَكَّرُ مَقُولَةَ كَائِنتهَا-صَديقَتهَا لُبنى السّريعة :
( الحياةُ تنتصر على الموت في الرُّسُوم الْمُتَحَرِّكَة )
تَسقُطُ سَمَائِيِ و غباءً أَنْتَظِرُ الْمَعْنَى فَوقَاً، و حِينَ يحملني صَوْتَي فِي الدُّرُوبِ يُفَتِّشُ عَمنْ يُمَعننُهُ لَا أَجِدّ أَحَدَاً وَلَا أَجِدّ غَيْرَ الشَّتَّات. لَمْ أَكنْ لِأَسْتَحِقّ الْحَيَاة أَكْثَرَ مِنْ هَذَا الْاِسْمِ الَّذِي ظَنُّوهُ ــ شَاكِرَا لَهُمْ ــ أَنَّه لِي.
دَرْويش يُقلِبُ الأشياء فَيُصْدِقُونَهَا :
لَا إسم لِي وَلَا عُنْوَان وَلَا جَدوى وَلَا مَعْنى وَلَا أُفقَ وَلَا سَمَاءَ ..
لِلْسَائِلِ المَنوي الَّذِي أَوْرَثَنّي وَ رَتَقني ــ لِثَقلِ التّهمة أُخَفِّفُهَا عَلَى غَيْرَِي ــ هَذَا السُّقُوط. يا لَيْتَكَ أجلّتَني، يا لَيْتْـــ ..
كُنتُ خَدْشَ نِسْوَةِ يُوسف عَلَى أَيدِيِهُنَّ، وُلِدْتُ ذَنبَاً و أُعَلَلُ بِالْمَكْرِ و الخَطأ .. وَلَا أزالْ ..
لَا أزالْ
..
أ
ز
ا
لْ
محمد إيدسان- عضو متميز
- الأبراج الصينية :
عدد المساهمات : 622
تاريخ الميلاد : 13/02/1991
تاريخ التسجيل : 10/01/2010
العمر : 33
الموقع : حيث السماء محشوة بشذى الغضب
رد: هَلْ سَنُسْعَدُ بِفِكرَةِ الحياة ؟
ليس ذنبك يا محمد
جيلكم جاء يدفع فاتورة باهظة الثمن
هذا حصاد الأولين وأنتم قطفت هذه الثمار
كان الله في عونكم
ونص قوي .. متين .. فصيح .. عذب جداً
بوركت الأديب العزيز الصغير الكبير @محمد إيدسان
#الحياة_السقوط_يوسف
جيلكم جاء يدفع فاتورة باهظة الثمن
هذا حصاد الأولين وأنتم قطفت هذه الثمار
كان الله في عونكم
ونص قوي .. متين .. فصيح .. عذب جداً
بوركت الأديب العزيز الصغير الكبير @محمد إيدسان
#الحياة_السقوط_يوسف
عدل سابقا من قبل ميساء البشيتي في الخميس 22 يناير 2015 - 17:37 عدل 1 مرات
--------------------------------
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
رد: هَلْ سَنُسْعَدُ بِفِكرَةِ الحياة ؟
شكرا سيدتي
لم نعد نفكر في أكثر من حوارٍ تفهمنا بِه الحياة ونفهمه بِها
حوار قد يبتلع كُل حيواتنا لأجله وقد لا نضفر به.
التاريخ متواطئ ضدنا للأسف
محمد إيدسان- عضو متميز
- الأبراج الصينية :
عدد المساهمات : 622
تاريخ الميلاد : 13/02/1991
تاريخ التسجيل : 10/01/2010
العمر : 33
الموقع : حيث السماء محشوة بشذى الغضب
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأحد 28 أبريل 2024 - 12:00 من طرف حاتم أبو زيد
» قبر واحد يكفي لكل العرب
السبت 27 أبريل 2024 - 15:45 من طرف ميساء البشيتي
» منشورات ميساء البشيتي في جريدة عرب كندا
السبت 27 أبريل 2024 - 15:40 من طرف ميساء البشيتي
» على حافة الوطن
الثلاثاء 23 أبريل 2024 - 11:55 من طرف ريما مجد الكيال
» الوطن كما يجب أن يكون
الإثنين 22 أبريل 2024 - 11:35 من طرف ورد العربي
» .لماذا لم يخبرنا بأنه محبطٌ؟ أحمد خالد توفيق
الأحد 21 أبريل 2024 - 12:20 من طرف خيمة العودة
» زهر اللوز هو عنوانك
السبت 6 أبريل 2024 - 11:42 من طرف لبيبة الدسوقي
» حدائق اللوز
السبت 6 أبريل 2024 - 11:42 من طرف لبيبة الدسوقي
» أصوات من غزة
الجمعة 5 أبريل 2024 - 12:11 من طرف خيمة العودة
» دعاء ختم القرآن الكريم
الجمعة 5 أبريل 2024 - 11:59 من طرف دانة ربحي
» وجوه عابرة
الجمعة 5 أبريل 2024 - 11:53 من طرف ميساء البشيتي
» العهد
الثلاثاء 2 أبريل 2024 - 21:58 من طرف راما البلبيسي
» صافحيني غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:35 من طرف طارق نور الدين
» على عيني يا غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:35 من طرف طارق نور الدين
» هولاكو في غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:33 من طرف طارق نور الدين
» من يخاطبكم يا ميتون
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:32 من طرف طارق نور الدين
» ثوري غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:30 من طرف طارق نور الدين
» أين المفر يا غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:30 من طرف طارق نور الدين
» إعدام غزة !
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:28 من طرف طارق نور الدين
» تحركوا أيها الدمى
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:26 من طرف طارق نور الدين
» رسالة من طفل غزة إلى سلاطين العرب
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:25 من طرف طارق نور الدين
» كم أنت بعيد يا أفصى
الجمعة 22 مارس 2024 - 12:06 من طرف رمزية بنت الفرج
» يا زهرة المدائن ..يا قدس
الجمعة 22 مارس 2024 - 12:04 من طرف رمزية بنت الفرج
» من يكرمكن نساء غزة ؟
الجمعة 22 مارس 2024 - 11:55 من طرف رمزية بنت الفرج
» جربت تنام بخيمة؟ بقلم اسماعيل حسين
الثلاثاء 27 فبراير 2024 - 11:00 من طرف خيمة العودة