بحـث
من أنا ؟
حقوقية، كاتبة، ناشطة في شؤون بلادي وشؤون المرأة، لي عدة منشورات ورقية وإلكترونية
المواضيع الأخيرة
كتب ميساء البشيتي الإلكترونية
القصيدة التي تنتظر
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
القصيدة التي تنتظر
القصيدة التي تنتظر
فنجان قهوتك، قوافي أشعارك، أغنياتنا الخريفية، سيفونيات الصبا، ذكريات عتيقة، مواعيد وهمية، أقلام جافة، قارورة حبر متيبسة وبقية حلم تركتهم خلفك، يجتمعون كل ليلة على فراش المساء، يتبادلون نظرات الخيبة وعلامات الاستفهام ثم يجددون الانتظار على قارعة الأمل.
كالبدر في ليلة ظلماء، كموج البحر بين المدِّ والجزرِ، كسنبلة شقراء اشرأب عنقها نحو السماء بالدعاء وفتحت كفيَّها ترتشف آخر قطرة ماء، كرائحة القهوة والقوافي والأغنيات والذكريات بقيت هذه القصيدة أيضًا تنتظر.
القصيدة أَعلَنَت الصمت وتمترَست خلف الأفق، لم تُغرها الحروف التي تحوم من حولك وتتسابق لإرضائك واستمالتك كي تضيء شمعة في ظلامها أو تُلقي بوردة جورية إلى شرفاتها أو تمسح جفنيِّ الصباح بلمسة حريرية فتغدو بعينيك أجمل ثم تذوب أنتَ في فنجانها شهدًا وأكثر.
كل الحروف حاولت أن ترسم إليها على مشارف قلبك قصورًا من الوهم، كنتَ تفرح بهذا الوهم وتظن أن مملكتك قد امتد بساطها السحري من البحر إلى النهر، وأنَّ نون النسوة تحاصر سماءك من الشرق إلى الغرب؛ فتمخض الشرقيُّ في داخلك وَوَلَدَ شاعرًا تأخذه الحمية الجاهلية للذود عن حمى نون النسوة وتفقُدِها في ساعات الفجر والظهر وما بعد العصر.
القصيدة بقيت ساكنة سكون الريح في ليلٍ قائظ، صابرة كراحة الكفِّ حين تقبض على أشواك الورد، حالمة بمطر يغسل روحك من كل ما علق بها من روائح نون النسوة وأحمر شفاههن وبقايا توليب ذابلة على الخدِّ، ظامئة يذيبها الحرُّ لكنها لا تذبل في البعد والهجر والانتظار ولا يقتلها الملل والفراغ والضجر.
في كل عودة لك من رحلات الغياب كنتَ تحمل إليها بين يديك زهرة التوليب وتحاول أن تشرح إليها بكل ما أوتيت من أبجديات منمقة أن التوليب يجيد العشق أكثر من الياسمين! وعندما كانت القصيدة يشقُّ عليها الفهم ولا ترى أن التوليب كالياسمين يستطيع أن يتلو على قلب العاشق أصدق أشعار الغزل تردها إليك وتبقى هي القصيدة التي تنتظر.
بعد أن انطفأت ثورة الشك في قلبك وأُغلقت ممالك عبلة وليلى وجوليت وكليوباترا أدركتَ أن للياسمين رائحة لا توقظ الحواس فقط بل أيضًا تجلب المطر، وأن القبلة التي لا تترك أثرًا على فنجان قهوة الصباح لا تُحتَسب، واليد التي لا تجدل الضفيرة بأصابعها وتلقيها بدلال على رأس الكتف ذنبها لا يغتفر!
ومع ذلك غفرت القصيدة جاهليتك وسامحت هجرك وصدك وجلست تنتظر أن يُلوح إليها طيفك من خلف الأفق لتعتدل في جلستها وتتناول من جديد الورقة والقلم وتبدأ شطرًا آخرَ في قصيدة لو اجتمعت حروف الكون من حولك ونسجت إليك في كل شطر ألف تعويذة ترقيك من السحر فلن تنجو من سحرها وستبقى أسير هذه القصيدة التي لا تملُّ من انتظارك حتى تكتمل.
--------------------------------
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
رد: القصيدة التي تنتظر
أنا تلك القصيدة!!!
عشتار- عضو متميز
- عدد المساهمات : 894
تاريخ التسجيل : 23/04/2010
رد: القصيدة التي تنتظر
عصفورة الشجن بانتظار تفاعلك معنا
اشتقنا لنشاطك السابق
العصفورة بانتظارك
اشتقنا لنشاطك السابق
العصفورة بانتظارك
عشتار- عضو متميز
- عدد المساهمات : 894
تاريخ التسجيل : 23/04/2010
رد: القصيدة التي تنتظر
عشتار كتب:عصفورة الشجن بانتظار تفاعلك معنا
اشتقنا لنشاطك السابق
العصفورة بانتظارك
كل الشكر غاليتي عشتار
دمت بمحبة
--------------------------------
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
رد: القصيدة التي تنتظر
في كل عودة لك من رحلات الغياب كنتَ تحمل إليها بين يديك زهرة التوليب وتحاول أن تشرح إليها بكل ما أوتيت من أبجديات منمقة أن التوليب يجيد العشق أكثر من الياسمين! وعندما كانت القصيدة يشقُّ عليها الفهم ولا ترى أن التوليب كالياسمين يستطيع أن يتلو على قلب العاشق أصدق أشعار الغزل تردها إليك وتبقى هي القصيدة التي تنتظر.
بعد أن انطفأت ثورة الشك في قلبك وأُغلقت ممالك عبلة وليلى وجوليت وكليوباترا أدركتَ أن للياسمين رائحة لا توقظ الحواس فقط بل أيضًا تجلب المطر، وأن القبلة التي لا تترك أثرًا على فنجان قهوة الصباح لا تُحتَسب، واليد التي لا تجدل الضفيرة بأصابعها وتلقيها بدلال على رأس الكتف ذنبها لا يغتفر!
قلت فأبدعت يا عصفورة الشجن
لانا زهدي- عضو متميز
- عدد المساهمات : 247
تاريخ التسجيل : 05/02/2010
مواضيع مماثلة
» لتكتمل القصيدة
» قصيدة البردة (البوصيري)
» سمفونية الساحة تكتب القصيدة الجديدة
» " لا أريد لهذي القصيدة أن تنتهي". من أشعار محمود درويش
» يدك التي تكتبني
» قصيدة البردة (البوصيري)
» سمفونية الساحة تكتب القصيدة الجديدة
» " لا أريد لهذي القصيدة أن تنتهي". من أشعار محمود درويش
» يدك التي تكتبني
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الثلاثاء 23 أبريل 2024 - 11:55 من طرف ريما مجد الكيال
» الوطن كما يجب أن يكون
الإثنين 22 أبريل 2024 - 11:35 من طرف ورد العربي
» .لماذا لم يخبرنا بأنه محبطٌ؟ أحمد خالد توفيق
الأحد 21 أبريل 2024 - 12:20 من طرف خيمة العودة
» زهر اللوز هو عنوانك
السبت 6 أبريل 2024 - 11:42 من طرف لبيبة الدسوقي
» حدائق اللوز
السبت 6 أبريل 2024 - 11:42 من طرف لبيبة الدسوقي
» أصوات من غزة
الجمعة 5 أبريل 2024 - 12:11 من طرف خيمة العودة
» دعاء ختم القرآن الكريم
الجمعة 5 أبريل 2024 - 11:59 من طرف دانة ربحي
» منشورات ميساء البشيتي في جريدة عرب كندا
الجمعة 5 أبريل 2024 - 11:55 من طرف ميساء البشيتي
» وجوه عابرة
الجمعة 5 أبريل 2024 - 11:53 من طرف ميساء البشيتي
» العهد
الثلاثاء 2 أبريل 2024 - 21:58 من طرف راما البلبيسي
» صافحيني غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:35 من طرف طارق نور الدين
» على عيني يا غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:35 من طرف طارق نور الدين
» هولاكو في غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:33 من طرف طارق نور الدين
» من يخاطبكم يا ميتون
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:32 من طرف طارق نور الدين
» ثوري غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:30 من طرف طارق نور الدين
» أين المفر يا غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:30 من طرف طارق نور الدين
» إعدام غزة !
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:28 من طرف طارق نور الدين
» تحركوا أيها الدمى
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:26 من طرف طارق نور الدين
» رسالة من طفل غزة إلى سلاطين العرب
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:25 من طرف طارق نور الدين
» قبر واحد يكفي لكل العرب
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:18 من طرف طارق نور الدين
» كم أنت بعيد يا أفصى
الجمعة 22 مارس 2024 - 12:06 من طرف رمزية بنت الفرج
» يا زهرة المدائن ..يا قدس
الجمعة 22 مارس 2024 - 12:04 من طرف رمزية بنت الفرج
» من يكرمكن نساء غزة ؟
الجمعة 22 مارس 2024 - 11:55 من طرف رمزية بنت الفرج
» جربت تنام بخيمة؟ بقلم اسماعيل حسين
الثلاثاء 27 فبراير 2024 - 11:00 من طرف خيمة العودة
» يسألني الياسمين ... ؟
الأحد 25 فبراير 2024 - 11:19 من طرف سلامة حسين عبد النبي