توتر وقلق

لا أريد أن أجرب حظي بسرد القصص إنما فقط مساحة آمنة من الفضفضة...
الساعة حوالي الثالثة فجرًا أفاقت من كابوس مرعب على صوت الباب وهو يُفتح ثم يغلق بهدوء! عادت للنوم كأن شيئًا لم يكن وما أن وضعت رأسها على الوسادة حتى تذكرت فجأة أنا الباب كان يفتح ويغلق! قامت مذعورة لتتفقد من فتح الباب من عائلتها هل أصاب أحدهم مكروهًا؟ فتحت أول باب وثاني باب ثم قالت في نفسها لا بد أنها من أثار الكابوس وعادت للنوم.
في الصباح سألت العائلة بشكل واضح وصريح من فتح باب غرفتي الساعة الثالثة فجرًا فأجاب الجميع بالنفي والاستنكار لكن الوالد قال: أنا أيضًا سمعت هذا الصوت ولكني لم أقف عنده على كل حال الحمدلله على سلامتكم وخذوا احتياطاتكم.
يتبع

في اليوم الثاني تجمعت العائلة لتسأل ما الذي حصل بالنسبة لفتح الباب وإغلاقه؟ فأضافت: أنا لم أكن أحلم؛ فعندما فتح الباب ظهر ضوء أصفر والضور في الخارج أبيض فمن أين أتى الضوء الأصفر؟
هنا اتفق الجميع على أنه قد يكون للخادمة ضلع في القصة ربما أرادت سرقة شيء ما.
سؤلت الخادمة هل أنت من فتح الباب طبعا أنكرت واستغربت وتجاهلت.
عند العصر من ذات اليوم جلست العائلة في الحديقة تشرب قهوة العصر وتتسامر متناسية حدث ليلة الأمس وفجأة ظهر على الحائط بقع متعدة... أثار لأصابع إما أصابع يد أو أصابع أقدام طبعا أصابع طبعت بماء له لون أسود مما جعلها بارزة وكانت عند نهاية السوركأن أحدهم كان يحاول الهرب!

قالت الأم هذه أصابع أقدام تحاول الهروب من السور والعائلة قالت هذه أصابع يد!!
سؤلت الخادمة للمرة الثانية هل رأيت هذه الأثار من قبل؟ انكرت واستغربت ولكن الأم غطت يدها بالماء ورسمت على الحائط المقابل أصابع يد لأنها مصرة أنها أثار أقدام هاربة... وطلبت من الخادمة أن تفعل ذات الأشياء وفعلًا فعلت وضحك الجميع أنها أصابع يد الخادمة وتذكرت ساعتها الخادمة: أنها كانت تضع يدها على هذا السور حين كانت ترفع أغصان الشجر... لكن الأم مصرة أنها ليست أصابع يد الخادمة!
يتبع

من باب الاحتياط قررت العائلة أنه لا بد من تشغيل نظام الأمان ليلًا وأيضًا متابعة كاميرات المنزل طالما هناك شعور بالقلق فلا بد أن تتدخل التكنولوجيا للمساعدة وفعلا تم تشغيل نظام الأمان الذي يقوم بدوره بجس أي حركة ثم يصدر صوتًا منبهًا لمدة دقائق معدودة وإن لم تتم الاستجابة يقوم بالإتصال على أفراد العائلة لتنبيهيهم بوجود مخترق للمنزل.
ذهب الجميع للنوم لكن الأم اصرت أن تبقي باب غرفتها مفتوحًا وأن تبقى ساهرة لبعض الوقت.
عند الساعة الثالثة فجرًا سمعت الأم صوت جهاز الإنذار فظنت أنه يخص إحدى سيارات الحي فقفزت إلى النافذة لكنها لم ترى شيئًا، خرجت من غرفتها باتجاه الكاميرات لكنها لم ترَ أي شيء غير عادي وبينما هي تنظر إلى الكاميرات خرجت ابنتها الثانية من غرفتها وقالت: ما هذا الصوت؟ ومن فتح باب غرفتي... أنا أقفله جيدًا كل ليلة قبل أنا أنام ليس بالمفتاح ولكني أوصده جيدًا ولا أتركه أبدًا مردودًا هكذا؟
قالت الأم: هذا أكيد إنذارًا من جهاز الأمان، سأذهب لأتفقده وأطفئه وذهبت الأم ولحقها الأب والبنت وأطفأت الأم الجهاز دون أن تنتبه للإشارة التي يرسلها الجهاز تخبر فيها الحركة أين كان مصدرها مما سبب الحيرة والقلق لجميع أفراد العائلة فيما بعد.
يتبع

قامت الأم بإضاءة جميع المنزل وتفقده مع ابنتها وقام الأب بتفقد خارج المنزل وشعروا بارتياح لفكرة أن النظام في خلل ما!
صعدوا للنوم لكن البنت أصرت أن تبحث في أماكن أخرى بالأسفل واستجابت الأم لطلبها كي تقنعها أنه لا أحد بالمنزل وفعلًا ذهبت الأم بسرعة وفتشت بكل الغرف حتى ترتاح ابنتها قليلًا ثم شغلت النظام وصعت للأعلى وطلبت من الجميع أن يخلد للنوم فهذا النظام ربما حدث فيه خلل.
طبعًا تفقد الجميع هواتفهم فوجدوا أنه تم الإتصال بهم لوجود مخترق للمنزل حسب النظام لكن الجميع ارتاح لفكرة أن النظام فيه خلل ما.
بعد أن شغلت الأم النظام وصعدت للأعلى عاد النظام لإطلاق صوت التنبيه فانزعجت الأم لأنها كانت متيقنة أن الجهاز أصابه خلل فقامت بإغلاقه.
يتبع

في الصباح تم التحدث مع الشركة المسؤولة عن هذا النظام وقالت ربما هناك خلل ما وأنها سوف تدرج الشكوى على لائحة الانتظار واجتمعت العائلة مجددًا داخل دوامة القلق الذي امتد ليصبح خوفًا فقرروا تشغيل النظام للتأكد من سلامته فوجدوا أن النظام سليم جدا ويعمل بشكل دقيق... فقرروا العمل على حماية أنفسهم:
تم إغلاق كل نوافذ المنزل بإحكام حتى الصغيرة منها.
كان هناك بالخارج سلالم عالية ومتوسطة الإرتفاع تساعد أي شخص للوصول إلى أي طايق يريده بسهولة ويسر فتم إدخالها للمنزل تجنبًا لأي خطر يكون من خلالها.
تم إخراج أي شي قد يتحرك فجأة فيرصده الجهاز على أنه مخترق.
طبعا الخادمة لم تنجو من الشكوك لذلك تم وضع مفتاح أخر في الباب حتى إن حاول التسلل ليلًا لا تستطيع العبور.
تم إضاءة جميع أنحاء المنزل حتى تتمكن الكاميرات من رصد أي حركة لكن طبعًا المفاجأة التي نسيت أن أخبركم بها أن الكاميرات ذاتها كان فيها خلل وهو أنها لم تخزن أن صور طوال تلك الفترة وطبعًا لم نستطع إلتقاط أي صورة تفيد.
تم تشغيل النظام لأنه لم يظهر أي خلل فيه.
اعتمد فكرة أنا ينام كل إثنان في غرفة وإغلاق الغرفة الأولى التي تم محاولة فتحها.
يتبع

النظام لم يصدر أي تنبيه ولم تظهر أي حركة مريبة وتناوب الجميع بالتوالي على السهر والحراسة... طبعا كل الهدف كان ألا يتعرض أي فرد للمساس لأنه السلامة هي مبتغانا ولأنه فعليًا لا يوجد مطمع آخر للسرقة لكن تجنبًا لأمور مجمهولة تم أخذ الاحتياطات اللازمة.
ثاني ليلة تمت بسلام مع هذه الاحتياطات لكن الخوف والقلق والتوتر لا يزال يحوم بالأرجاء من فعل هذا؟
طبعًا بانتظار أن يظهر أي شيء يعيد الأمان لهذا البيت ويبدد كل المخاوف.. سنبقى على أهبة الإستعداد وأخذ الحيطة لربما كان هذا درسًا لنا لتلافي أي مصدر كان مبعثًا للقلق...
سنتابع إلى أن يفرجها الله علينا.

لا نزال نعيش أجواء القلق والتوتر... حضر فنيي نظام الأمان وتم الكشف عليه بأنه سليم ولا يعاني من أي خلل ولكن حين طلبنا منهم:أن يزودونا بتصوير تلك الليلة أجابوا: أنه لا يوجد تاريخ للنظام لأنه باختصار شديد تم مسحه!
طبعًا هذا الرد شكل لنا صدمة فمن يجرؤ على مسح المعلومات من جهاز الأمان؟
أجابونا: أنه ربما أحدهم قام بقطع التيار الكهربائي بالتالي تذهب كل المعلومات... هذا ما أعاد إلى الأذهان أن الصور من كاميرات المراقبة أيضًا مسحت بالكامل!
من فعل كل هذا لا ندري... الاحتياطات على قدم وساق ولكن الأمن والأمان افتقدناهم كثيرًا وهذا بالطبع سيؤثر على كل شيء بهذا البيت.
ننتظر فرج الله وأن تُحل هذه المشكلة التي بدأت ترهق أعصابنا وتستنزفها.

التكنولوجيا رائعة ومفيدة لكنها سلاح ذو حدين فإما أن تكون مفيدة جدًا وتحضر لك العالم وتضعه بين يديك أوإنها تتحول لجلمود صخر لا فائدة ترجى منه! ولأن الأمان مسألة أساسية لا يمكن أن نتركها لحبال التكنولوجيا ومزاجها المتقلب؛ فقد إرتأينا أن نعود لنظم الحماية التقليدية وهي: وضع الشبك الحديدي على النوافذ... مع أنه لا توجد أثار لخلع أو فتح للنوافذ لكن الشك يقتل كل مساحات اليقين.
الهدوء النسبي يعود إلى البيت والأسرة ولكنه هدوء حذر يشوبه بعض الشك وبعض التساؤلات... ولكن طبعا لا نزال بانتظار من يفسر لنا اللغز سيما وأنا الخادمة ملتزمة الصمت بالرغم من كل الاحترازات التي تراها ولكنها لا تبدي أي دهشة أو انفعال إنما تذهب وتقف أمام الكاميرات كأنها تريد أن تلتقط لها صورة لأنها من عشاق فكرة التصوير.

توتر وقلق

توتر وقلق

رد: توتر وقلق

رد: توتر وقلق

رد: توتر وقلق

رد: توتر وقلق

رد: توتر وقلق

رد: توتر وقلق

رد: توتر وقلق

رد: توتر وقلق