بحـث
من أنا ؟
حقوقية، كاتبة، ناشطة في شؤون بلادي وشؤون المرأة، لي عدة منشورات ورقية وإلكترونية
المواضيع الأخيرة
كتب ميساء البشيتي الإلكترونية
إلى صديقة
+5
كوثر محبوب
إبن البلد
غادة البشاري
محمد إيدسان
ميساء البشيتي
9 مشترك
صفحة 11 من اصل 14
صفحة 11 من اصل 14 • 1 ... 7 ... 10, 11, 12, 13, 14
رد: إلى صديقة
قد تظن صديقتي أنني لم أتذكرها في باريس وأن وقتي كان مليئا بأشياء كثيرة غير صداقتنا.
لكنني حين جلست في الحافلة أخرجت أجندتي وقلمي وبدأت أكتب لها كعادتي المكتسبة منذ مدة.
قالت عني زميلتي وهي تنظر إلى السطور التي تبتدأ من اليمين إلى الشمال.
'امرأة غامضة، ترى ماتكتبين؟ '.
فرددت باسمة:'أشياء لاتستطعين قراءتها '.
وكنت أكتب :
' وعدتك ياصديقتي أن أكتب لك من مون مارتر وأنا جالسة في مقهى. لكنني في الحقيقة لم أمنح نفسي فرصة فعل ذلك أو ربما هو الوقت الذي لم يسمح لي أو هو الكريپ الشهي المحشو بالنوتيلا والموز, الذي كنت أتلذذ به وأنا أتجول في أزقة مون مارتر بين المحلات وأعمال الفنانين المتجولين, من حال بيني و بين الكتابة...
في مون مارتر عالم من البوهيمية و الحياة والجمال.
فنانون غير مبالين بشيبهم وتغير ملامحهم كل يوم.
يعيشون بما تنتجه أيديهم من لوحات فنية ويستقبلون العالم وهم يحافظون على طبعهم ووفائهم لما يحبون.
إنهم يمنحون النفوس راحة منبعثة من نفوسهم ومثلهم أحب أن أكون مريحة لغيري ولاأشعل القلق في النفوس.
أظن أنك أيضا هكذا, حتى حين لا تتعمدين, فإن لديك مساحات رحبة لا تضيق بالعيون القلقة ولاتختنق بالهواجس العابرة.
هناك من يسمي هذا طيبة وأنا أسميـه أيضا تناغما.
كلما تناغمنا مع أنفسنا وماحولنا كلما كنا أريح وأكثر توازنا.
صديقتي من الشانزايليزي، إلى حدائق تويلري، إلى ساحة الكونكورد، إلى ساحة اللوڤر، إلى كنيسة نوتردام، إلى الغروب على نهر السين إلى برج إيفيل مشيت و باريس تأخذني إليها.
تضمني كما ضمتني وأنا رضيعة وتشهد أن هناك مدنا لا تضيق قلوبها بألوان البشر وأيادي البشر وأحاديثهم وأغانيهم ..
باريس التي تقف فيها التماثيل وتتحرك فيها الحياة وتتماوج. لها تاريخ مثل مدينتك أبكاها الإنسان وأسعدها الإنسان واحتفظت في ثناياها بحب الإنسان لها وإن كان ظالما.
مدينتك أعرق وأقدس لكنها مثل باريس لا تسلخ ثوب جمالها لا تتخلى عن أصالتها عن تاريخها، عن دروبها القديمة.
مهما حاولوا تحويلها ستبقى تمتماتها القديمة حاضرة فيها.
وسيبقى صداك وأقرانك يستيقظ في حواريها.
كم مدينة زرتِ و في كم مدينة مشيتِ وبقيت هي ساكنة في قلبـك. أظن أنها مثلك وأنك تسكنين في قلبها. كما أظن أن للمدن قلوبا تحضننا وتدخلنا إليها وأن بعضها ساحرات ماهرات خيرات تشعرننا برحابة العالم وجمال التفاصيل.
من باريس أكتـب لك صديقتي لأخبـرك أن العالم الجميـل حتى وإن كان مخيفا أحيانا وأن الأمـل يمشي إلى جانبنا حتى وإن نسيناه وأن الحياة تعدنا بالحب ماأحببناها وأنـك صديقتي في أحلى مزاجاتي وأسوء مزاجاتي وفي كل شوارع الدنيا.
دمت بخير''.
Nassira
لكنني حين جلست في الحافلة أخرجت أجندتي وقلمي وبدأت أكتب لها كعادتي المكتسبة منذ مدة.
قالت عني زميلتي وهي تنظر إلى السطور التي تبتدأ من اليمين إلى الشمال.
'امرأة غامضة، ترى ماتكتبين؟ '.
فرددت باسمة:'أشياء لاتستطعين قراءتها '.
وكنت أكتب :
' وعدتك ياصديقتي أن أكتب لك من مون مارتر وأنا جالسة في مقهى. لكنني في الحقيقة لم أمنح نفسي فرصة فعل ذلك أو ربما هو الوقت الذي لم يسمح لي أو هو الكريپ الشهي المحشو بالنوتيلا والموز, الذي كنت أتلذذ به وأنا أتجول في أزقة مون مارتر بين المحلات وأعمال الفنانين المتجولين, من حال بيني و بين الكتابة...
في مون مارتر عالم من البوهيمية و الحياة والجمال.
فنانون غير مبالين بشيبهم وتغير ملامحهم كل يوم.
يعيشون بما تنتجه أيديهم من لوحات فنية ويستقبلون العالم وهم يحافظون على طبعهم ووفائهم لما يحبون.
إنهم يمنحون النفوس راحة منبعثة من نفوسهم ومثلهم أحب أن أكون مريحة لغيري ولاأشعل القلق في النفوس.
أظن أنك أيضا هكذا, حتى حين لا تتعمدين, فإن لديك مساحات رحبة لا تضيق بالعيون القلقة ولاتختنق بالهواجس العابرة.
هناك من يسمي هذا طيبة وأنا أسميـه أيضا تناغما.
كلما تناغمنا مع أنفسنا وماحولنا كلما كنا أريح وأكثر توازنا.
صديقتي من الشانزايليزي، إلى حدائق تويلري، إلى ساحة الكونكورد، إلى ساحة اللوڤر، إلى كنيسة نوتردام، إلى الغروب على نهر السين إلى برج إيفيل مشيت و باريس تأخذني إليها.
تضمني كما ضمتني وأنا رضيعة وتشهد أن هناك مدنا لا تضيق قلوبها بألوان البشر وأيادي البشر وأحاديثهم وأغانيهم ..
باريس التي تقف فيها التماثيل وتتحرك فيها الحياة وتتماوج. لها تاريخ مثل مدينتك أبكاها الإنسان وأسعدها الإنسان واحتفظت في ثناياها بحب الإنسان لها وإن كان ظالما.
مدينتك أعرق وأقدس لكنها مثل باريس لا تسلخ ثوب جمالها لا تتخلى عن أصالتها عن تاريخها، عن دروبها القديمة.
مهما حاولوا تحويلها ستبقى تمتماتها القديمة حاضرة فيها.
وسيبقى صداك وأقرانك يستيقظ في حواريها.
كم مدينة زرتِ و في كم مدينة مشيتِ وبقيت هي ساكنة في قلبـك. أظن أنها مثلك وأنك تسكنين في قلبها. كما أظن أن للمدن قلوبا تحضننا وتدخلنا إليها وأن بعضها ساحرات ماهرات خيرات تشعرننا برحابة العالم وجمال التفاصيل.
من باريس أكتـب لك صديقتي لأخبـرك أن العالم الجميـل حتى وإن كان مخيفا أحيانا وأن الأمـل يمشي إلى جانبنا حتى وإن نسيناه وأن الحياة تعدنا بالحب ماأحببناها وأنـك صديقتي في أحلى مزاجاتي وأسوء مزاجاتي وفي كل شوارع الدنيا.
دمت بخير''.
Nassira
نصيرة تختوخ- عضو جديد
- عدد المساهمات : 115
تاريخ التسجيل : 16/01/2011
رد: إلى صديقة
صديقتي نصيرة
حمداً لله على سلامتك يا غالية وعودة ميمونة إن شاء الله .
أنا يا صديقتي في غيابك ولو كان لمجرد ساعات أشعر بالضيق وأشعر بالضياع وأشعر بالغربة مع أنني وسط أحبتي ولكنني دائماً أرتاح حين أشعر أن عينيك تلاحقني في كل مكان .. تتواجد معي في كل الأمكنة وعلى الورق وبين السطور وأحياناً أجد ظلك راسخاً على الورق فأعرف أنك بقيت بين الحروف ولم تبرحين المكان ..
أنا يا نصيرة بدأت أكره بعض الكلمات مثل القلق والحزن والهم والتوتر والليل .. أنا أريد وبكل صدق أن أشطبها من قاموسي .. لا أريد أن أكتب بأبجدية تحمل هذه الحروف .. نحن وقعنا في شرك الحزن .. الحزن والهم والقلق اجتمعوا علينا ونصبوا لنا شركاً ونحن لبساطتنا وطيبة قلوبنا وقعنا بهذا الشرك وكنا نظن أن الحزن قارورة كالصبر علينا أن نحتسيها حتى النهاية واكتشفنا الخدعة لاحقاً بعد أن تناولنا قواريرَ من الحزن وصبغنا القلوب بالسواد ..
واليوم تعبنا من هذا الحزن فمن يرفع عنا غيومه التي تكاد تطبق على أنفاسنا حتى آخر نفس .
أحب السفر يا نصيرة حين يكون كالحج إلى الأماكن .. أرغب بالابتعاد ما أمكن عن البشر .. الأماكن لا تتذمر ولا تعرف الشكوى لذلك أنا أرتاح لكل الأماكن وأحب كل العواصم .. لكن القدس تبقى هي قصة حبي لذلك لا أحسبها في مصاف العواصم إنما مع سلالة الأحبة ولكن الأحبة الذين لا يتركوننا في منتصف الطريق ويسلمون للموت أرواحهم بكل رضا وطيبة خاطر ..
غاليتي .. سعدت بأنك تناولت وجبتي المفضلة وهي الكريب المحشو بالنوتيلا والموز وكذلك المكسرات فهذا الطبق يشعرني بالسعادة العارمة ويمدني بطاقة رهيبة لأتابع هذه الحياة التي لا ذنب لها إلا أننا لم نفهمها أبداً ..
سعيدة بعودتك يا غالية وسعيدة بهداياك الثمينة وسعيدة بأن تجددت الحياة في أوردتك وشرايينك وسعيدة أنك عدت ترسمين لنا الصباح بأشهى الألوان واعذريني يا صديقتي لقد قصرت معك جداً فأنا أحياناً أكون ضعيفة جداً .. وأنحني أمام العواصف الكبيرة .. لكنِّي الحمدلله وبفضل الله أحاول أن أتجاوز كل الصعاب .. ودائماً أحاول مصالحة الحياة وأخذ هدنة لمداعبة النسيم في وقت الصباح فهذا كل ما أشتاقه يا غاليتي وأشتاق أن تشاركيني إياه ..
وبكل الحب يا نصيرة أستقبلك وأقول لك كم كانت باريس محظوظة بك .. وكم أنا محظوظة بك يا صديقتي .. ودمت .
حمداً لله على سلامتك يا غالية وعودة ميمونة إن شاء الله .
أنا يا صديقتي في غيابك ولو كان لمجرد ساعات أشعر بالضيق وأشعر بالضياع وأشعر بالغربة مع أنني وسط أحبتي ولكنني دائماً أرتاح حين أشعر أن عينيك تلاحقني في كل مكان .. تتواجد معي في كل الأمكنة وعلى الورق وبين السطور وأحياناً أجد ظلك راسخاً على الورق فأعرف أنك بقيت بين الحروف ولم تبرحين المكان ..
أنا يا نصيرة بدأت أكره بعض الكلمات مثل القلق والحزن والهم والتوتر والليل .. أنا أريد وبكل صدق أن أشطبها من قاموسي .. لا أريد أن أكتب بأبجدية تحمل هذه الحروف .. نحن وقعنا في شرك الحزن .. الحزن والهم والقلق اجتمعوا علينا ونصبوا لنا شركاً ونحن لبساطتنا وطيبة قلوبنا وقعنا بهذا الشرك وكنا نظن أن الحزن قارورة كالصبر علينا أن نحتسيها حتى النهاية واكتشفنا الخدعة لاحقاً بعد أن تناولنا قواريرَ من الحزن وصبغنا القلوب بالسواد ..
واليوم تعبنا من هذا الحزن فمن يرفع عنا غيومه التي تكاد تطبق على أنفاسنا حتى آخر نفس .
أحب السفر يا نصيرة حين يكون كالحج إلى الأماكن .. أرغب بالابتعاد ما أمكن عن البشر .. الأماكن لا تتذمر ولا تعرف الشكوى لذلك أنا أرتاح لكل الأماكن وأحب كل العواصم .. لكن القدس تبقى هي قصة حبي لذلك لا أحسبها في مصاف العواصم إنما مع سلالة الأحبة ولكن الأحبة الذين لا يتركوننا في منتصف الطريق ويسلمون للموت أرواحهم بكل رضا وطيبة خاطر ..
غاليتي .. سعدت بأنك تناولت وجبتي المفضلة وهي الكريب المحشو بالنوتيلا والموز وكذلك المكسرات فهذا الطبق يشعرني بالسعادة العارمة ويمدني بطاقة رهيبة لأتابع هذه الحياة التي لا ذنب لها إلا أننا لم نفهمها أبداً ..
سعيدة بعودتك يا غالية وسعيدة بهداياك الثمينة وسعيدة بأن تجددت الحياة في أوردتك وشرايينك وسعيدة أنك عدت ترسمين لنا الصباح بأشهى الألوان واعذريني يا صديقتي لقد قصرت معك جداً فأنا أحياناً أكون ضعيفة جداً .. وأنحني أمام العواصف الكبيرة .. لكنِّي الحمدلله وبفضل الله أحاول أن أتجاوز كل الصعاب .. ودائماً أحاول مصالحة الحياة وأخذ هدنة لمداعبة النسيم في وقت الصباح فهذا كل ما أشتاقه يا غاليتي وأشتاق أن تشاركيني إياه ..
وبكل الحب يا نصيرة أستقبلك وأقول لك كم كانت باريس محظوظة بك .. وكم أنا محظوظة بك يا صديقتي .. ودمت .
--------------------------------
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
رد: إلى صديقة
في صباح كهذا أفيق باكرا، أحاول أن أستقبل النهار أخرج خيالي من قفصه وأودعـه قلمي وأظـن أن كل شيء سيستمر بخير.
لكن الأمور تجري عكس اتجاه خيالي، عكـس تنسيقي، عكس انسيابي..
كل شيء واقعي الشكل والتجلي.
صلب كالجدار، متحـرك مبرمج كالوقت، لا رفق فيه بأعـصابي.
علي أن أفعل هذا... وأمامي كذا....أمور وأوامر مقنعة تنزل كالمـطر وسمائي تغدو رمـادية.
أحب أن أكـون امرأة لكنـني امرأة مرهفة لاتعـرف كيف تكبـر.
أخبـريني ياصديقتي كيف أستعيد رونقي بعد أن تتلاشى أعصابي.
كيف أكبـر؟
صباح الخـير ياصديـقتي أرجـوك كونـي باسمـة أكـره أن تكون صديقـتي مثلي هذا الصـباح.
Nassira
لكن الأمور تجري عكس اتجاه خيالي، عكـس تنسيقي، عكس انسيابي..
كل شيء واقعي الشكل والتجلي.
صلب كالجدار، متحـرك مبرمج كالوقت، لا رفق فيه بأعـصابي.
علي أن أفعل هذا... وأمامي كذا....أمور وأوامر مقنعة تنزل كالمـطر وسمائي تغدو رمـادية.
أحب أن أكـون امرأة لكنـني امرأة مرهفة لاتعـرف كيف تكبـر.
أخبـريني ياصديقتي كيف أستعيد رونقي بعد أن تتلاشى أعصابي.
كيف أكبـر؟
صباح الخـير ياصديـقتي أرجـوك كونـي باسمـة أكـره أن تكون صديقـتي مثلي هذا الصـباح.
Nassira
نصيرة تختوخ- عضو جديد
- عدد المساهمات : 115
تاريخ التسجيل : 16/01/2011
رد: إلى صديقة
صديقتي نصيرة
أفهمك تماما وأفهم التشكيلة الجميلة التي تتكون منها شخصيتك وأفهم أنك امرأة تسبح في عالم من الخيال الكريستالي الشفاف وأن ريشتك تلون القلوب بالفرح وأن وقع خطاك على قلوب الآخرين يثلجها ويسعدها ويبثها الفرح .. ولكن كما قلت يا صديقتي دائماً نرتطم بجدار من الواقع الصلب .. الواقع الذي لا يمكن أن نشكله كما نشكل خيالاتنا وأحلامنا ..نحن اليوم في الوقت الصعب .. الوقت الذي لا يتناسب فيه الواقع مع الخيال ولا بأي شكل من الأشكال فهذا الواقع منفر لجميع الخيالات ولجميع الأحلام لذلك علينا أن نكبر .. وأنا شخصياً آخذة في طور الكبر وبدأ قلبي يهرم وفكري يتسع كمحيط يحاول أن يبتلع كل الأشياء الصغيرة حتى يصل إلى مرحلة الصفاء لكن هذا يبدو صعباً جداً لأن الواقع لا يزال يتفنن في إلقاء المستحيلات في عمق محيطنا .. وفكرنا المتعب قد يتلاشى قبل أن يصل إلى مرحلة الصفاء المزعومة ..
عليك أن تكبري يا صديقتي .. لكن اكبري قليلاً قليلاً حتى لا تذوبين في هذا الواقع الصلب ودعي الفراشات في داخلك يقظة تحوم من حولك حتى لا تموت في التغيير فهي مراوح العمر التي تجلب الهواء في ساعات الاختناق .. اكبري قليلاً يا صديقتي ولكن دعي مسافة صغيرة بينك وبين الواقع حتى تستطيع خيالاتك أن تعيش في سلام وآمان .
أفهمك تماما وأفهم التشكيلة الجميلة التي تتكون منها شخصيتك وأفهم أنك امرأة تسبح في عالم من الخيال الكريستالي الشفاف وأن ريشتك تلون القلوب بالفرح وأن وقع خطاك على قلوب الآخرين يثلجها ويسعدها ويبثها الفرح .. ولكن كما قلت يا صديقتي دائماً نرتطم بجدار من الواقع الصلب .. الواقع الذي لا يمكن أن نشكله كما نشكل خيالاتنا وأحلامنا ..نحن اليوم في الوقت الصعب .. الوقت الذي لا يتناسب فيه الواقع مع الخيال ولا بأي شكل من الأشكال فهذا الواقع منفر لجميع الخيالات ولجميع الأحلام لذلك علينا أن نكبر .. وأنا شخصياً آخذة في طور الكبر وبدأ قلبي يهرم وفكري يتسع كمحيط يحاول أن يبتلع كل الأشياء الصغيرة حتى يصل إلى مرحلة الصفاء لكن هذا يبدو صعباً جداً لأن الواقع لا يزال يتفنن في إلقاء المستحيلات في عمق محيطنا .. وفكرنا المتعب قد يتلاشى قبل أن يصل إلى مرحلة الصفاء المزعومة ..
عليك أن تكبري يا صديقتي .. لكن اكبري قليلاً قليلاً حتى لا تذوبين في هذا الواقع الصلب ودعي الفراشات في داخلك يقظة تحوم من حولك حتى لا تموت في التغيير فهي مراوح العمر التي تجلب الهواء في ساعات الاختناق .. اكبري قليلاً يا صديقتي ولكن دعي مسافة صغيرة بينك وبين الواقع حتى تستطيع خيالاتك أن تعيش في سلام وآمان .
--------------------------------
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
الغالية ميساء والعزيزة نصيرة
أحب هذه اللغة بينكم .. تعزز الوفاء وتمنحنا الأمل في الحياة
رائعات أخواتي دامت المحبة بينكم
تحياتي وتقديري
رائعات أخواتي دامت المحبة بينكم
تحياتي وتقديري
سميرة عبد العليم- عضو متميز
- الأبراج الصينية :
عدد المساهمات : 1340
تاريخ الميلاد : 01/07/1973
تاريخ التسجيل : 10/01/2011
العمر : 50
رد: إلى صديقة
الفاضلة سميرة شكرا لك ولحضورك الذي يزيد الحميمية دفئا.
تحيتي لك
تحيتي لك
نصيرة تختوخ- عضو جديد
- عدد المساهمات : 115
تاريخ التسجيل : 16/01/2011
رد: إلى صديقة
سقط المطر ياصديقتي وغابت الشمس خلف الغيوم وتذكرت تفاصيل الشتاء والموسم المظلم الطويل ولائحة الواجبات.
أنا امرأة مرهفة لم تشتغل بعد على صور الذاكرة الحديثة.
قبلات جدتي وضمتها والدموع المنسكبة على تجاعيدها والجبال الواقفة في مكانها كما عرفتها تبدل الفصول لونها ولاتبدل وقفتها، أوراق الصفصاف والزيتون وأصوات الباعة وضجيج الحياة التي غير رمضان إيقاعها...
لم أرتب أي شيء بعد كي يداهمني المطر.
غـريبـة في حالـة غريبـة بقيت الغربة ملتصقة بي كحقيبة يدوية عند خروجي وأحسست الأمكنة تنكرني. فيَّ شيء مختلف كبرت سذاجتي ربما أو أنبت العالم من حولي مخالب أطول و طور حيله.
ركبت دراجتي يوم أمس وأحسستها أريح أقل وتتطلب جهداً أكبر. لم يكن بها شيء إنني من تسهو أكثر، تتعرف على الأشياء بحواسها كطفلة تكتشف العالم.
وكم في العالم من عالم!
أعتب على المطر ياصديقـتي دون حقـد وكنت قلت أنني لن أبكـي لكن عيوني اشتهت تقليد السمـاء ربما تتأكد هي الأخرى من قدراتها وربما تحاول الإسهام في الاشتغال على مخزون الذاكرة...
لن أطيـل عليك ولن أسألك فيما تنفع الصداقـة ومن يقرأنا حين لاننجح في قراءة أنفسنا.
مُبْهمـة كل ما أحتاجـه وقت أو ربما زمن قادم أتفرغ فيه لترتيب الصوروالأماكن والمؤثرات.
دمت بخير ياصديقتي واعذري إزعاجي لك في يوم أهداك إشراقته وتاريخه.
Nassira
نصيرة تختوخ- عضو جديد
- عدد المساهمات : 115
تاريخ التسجيل : 16/01/2011
رد: إلى صديقة
أما أنت غاليتي نصيرة فلا أعلم ماذا أقول إليك .. وهل بقي في الكون أعذار أستطيع أن أنتحلها .. ويقبلها قلبك الطاهر ؟
توالت رسائلك في الآونة الأخيرة وتوالي عجزي بالرد .. حين أغرق في الصمت أجد القلم ثقيلاً في يدي وكأنني أنحت في الصخر ..
حتى المشاعر تصبح صلبة فتفقد صفة الخفة والرشاقة .. وسرعة الحركة والرد .. وقوى الجذب .. والمد والجزر وما إلى غيرها من الصفات التي تميزها عن كل شيء .. وتدخلها في دائرة تكاد توصف بالقدسية .. ومع ذلك أحياناً ينالها شيء من التصحر أو التصخر ..
فهي كالبشر لا تسلم من محاولات الاغتيال .
لا أعلم لماذا يخيفك المطر .. مع أنه كان في يوم مضى ربما قبل عقد من الزمان أو أكثر كان يربكني حضوره المفاجئ في صباحاتي حين أكون على علاقة سيئة مع المظلة .. وعالقة أنا وسيارتي داخل دوامة الماء في منتصف الطريق .. ورب العمل على الضفة الأخرى يدق جرس الإنذار في صباحات سيئة كهذه .. ولكن اليوم بعد أن تحررت من رب العمل وتحررت من سطوة المطر وهطوله المفاجئ في صباحات غير مستعدة لاستقباله أستنكر على صديقتي كراهيتها وحزنها لغزو المطر عقر دارها على حين غرة ؟!
أليس هذا تناقضاً رهيباً .. ومع ذلك يبقى للمطر في قلبي حكايات ينتهي العمر ولا تنتهي هي .. وفي يوم حين يجمعنا القدر سأخبرك عنها لو كلفنا الأمر دهراً من الزمان .
أما الأماكن فهي والنباتات أيضاً أقرب الأصدقاء إلى قلبي وروحي ووجداني .. وأرجو ألا يستفز هذا الشعور مشاعر الغيرة لديك فأنت صديقتي والمقربة جداً إلى قلبي ..
الأماكن يا نصيرة تعرفنا وتحبنا وتكبر معنا وتنكرنا حين نبتعد عنها بلا رحمة .. لا أريد أن أقسم أن بعض الأماكن يرتجف القلب من فرط حبها وتعتري الجسد قشعريرة حين تستشعر أقدامنا أننا سنطؤها عما قريب .. وكم مرة .. كم مرة يا نصيرة غيرت طريقي دونما سبب لأنني لم أحتمل نظرات الأماكن العاتبة إليَّ .. ولم أجد العذر المناسب لكل هذا الغياب ..
يبقى كل شيء يا نصيرة في قلبه ألف قلب وقلب .. كالأماكن والمطر والذكريات .. كل شيء .. إلا الإنسان .. فهو الوحيد الذي ليس في قلبه أي قلب .. اضحكي يا نصيرة ولا تأخذي كلامي على محمل الجد ..
طالما أنت صديقتي وأنا صديقتك فكل شيء بخير .. ودعيها تمطر ..
دعيها تمطر وتغسلنا من سنين زحفت بقوة على قلوبنا دون إذن منا أو طيب خاطر فقد يطل أيلول سابق ويلقي إلينا بتحية طالما افتقدناها واشتقنا إليها ..
إلى اللقاء صديقتي الغالية .
توالت رسائلك في الآونة الأخيرة وتوالي عجزي بالرد .. حين أغرق في الصمت أجد القلم ثقيلاً في يدي وكأنني أنحت في الصخر ..
حتى المشاعر تصبح صلبة فتفقد صفة الخفة والرشاقة .. وسرعة الحركة والرد .. وقوى الجذب .. والمد والجزر وما إلى غيرها من الصفات التي تميزها عن كل شيء .. وتدخلها في دائرة تكاد توصف بالقدسية .. ومع ذلك أحياناً ينالها شيء من التصحر أو التصخر ..
فهي كالبشر لا تسلم من محاولات الاغتيال .
لا أعلم لماذا يخيفك المطر .. مع أنه كان في يوم مضى ربما قبل عقد من الزمان أو أكثر كان يربكني حضوره المفاجئ في صباحاتي حين أكون على علاقة سيئة مع المظلة .. وعالقة أنا وسيارتي داخل دوامة الماء في منتصف الطريق .. ورب العمل على الضفة الأخرى يدق جرس الإنذار في صباحات سيئة كهذه .. ولكن اليوم بعد أن تحررت من رب العمل وتحررت من سطوة المطر وهطوله المفاجئ في صباحات غير مستعدة لاستقباله أستنكر على صديقتي كراهيتها وحزنها لغزو المطر عقر دارها على حين غرة ؟!
أليس هذا تناقضاً رهيباً .. ومع ذلك يبقى للمطر في قلبي حكايات ينتهي العمر ولا تنتهي هي .. وفي يوم حين يجمعنا القدر سأخبرك عنها لو كلفنا الأمر دهراً من الزمان .
أما الأماكن فهي والنباتات أيضاً أقرب الأصدقاء إلى قلبي وروحي ووجداني .. وأرجو ألا يستفز هذا الشعور مشاعر الغيرة لديك فأنت صديقتي والمقربة جداً إلى قلبي ..
الأماكن يا نصيرة تعرفنا وتحبنا وتكبر معنا وتنكرنا حين نبتعد عنها بلا رحمة .. لا أريد أن أقسم أن بعض الأماكن يرتجف القلب من فرط حبها وتعتري الجسد قشعريرة حين تستشعر أقدامنا أننا سنطؤها عما قريب .. وكم مرة .. كم مرة يا نصيرة غيرت طريقي دونما سبب لأنني لم أحتمل نظرات الأماكن العاتبة إليَّ .. ولم أجد العذر المناسب لكل هذا الغياب ..
يبقى كل شيء يا نصيرة في قلبه ألف قلب وقلب .. كالأماكن والمطر والذكريات .. كل شيء .. إلا الإنسان .. فهو الوحيد الذي ليس في قلبه أي قلب .. اضحكي يا نصيرة ولا تأخذي كلامي على محمل الجد ..
طالما أنت صديقتي وأنا صديقتك فكل شيء بخير .. ودعيها تمطر ..
دعيها تمطر وتغسلنا من سنين زحفت بقوة على قلوبنا دون إذن منا أو طيب خاطر فقد يطل أيلول سابق ويلقي إلينا بتحية طالما افتقدناها واشتقنا إليها ..
إلى اللقاء صديقتي الغالية .
--------------------------------
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
رد: إلى صديقة
مشيتُ كقصيدة صامتة طول الطريق. كانت الشمس مشرقة تنعكس على نهر الماس والباخـرة تعبر.
على الجسر انتبهت لتفاصيل الحياة ككل مرة.
مرت '' ساشا '' وماإن انتبهت إليَّ حتى حيتني وابْتَسَمَت. لست أستاذتها هذا العام لكن هي تلك المودة التي نزرعها وتذكرنا بوجودها حين ننساها.
في المساء عبرتُ نفس الجسر مجددا كان عندي لقاء مع آباء وأمهات وأولياء أمور. من بين كل الحاضرين لفت انتباهي وجه أم أعرفها، أصلها من جزر الرأس الأخضر.
كان في عيونها دفء وشموس البلاد البعيدة.
تختزل وجوه أحيانا دفء بلادٍ بعيدة وأغاني صيادين وضحكات أطفال يركضون على الرمال.قلت لها أنها تزداد شبابا كل عام فارتسمت غمازاتها أكثر.
يوما ما كانت تبكي في حضرتي وكنت أواسيها لأن الحياة قست عليها كثيرا وكانت تناضل من أجل كمشة فرح .
كنت فخورة بها بابتسامتها، بامرأة تقف على هذه الكرة الأرضية ثابتة وتقول لها دوري كما تشائين.
بعد نهاية الأمسية جمعت ابتسامات وكلمات كثيرة فيها ثقة ومودة وصدق ثم مضيت
لليلي.
كل هؤلاء حيواتهم مليئة بملايين الأشياء يتسع لهم العالم، لهواجسهم وانشغالاتهم ويتسع العالم لي لامرأة تمشي كقصيدة صامتة. يترقرق الماء ويبتسم عابرٌ أو عابرة ويقف الجسر المقابل في المكان ذاته كبجعة ليصافح الصباح.
جسر إيراسموس الذي أحب كما يحبني الصباح ولايجافيني حتى وإن استنكرت هواياتي وفضلت الأخضر فجأة على البنفسجي.
صديقتـي كنت أود أن أخبرك أني فخورة بك أيضا وبكل تلك الشموس التي تخبئين وتلمعين وتظهرين. لن أسألك كيف كورتها أمن صوف صبر أو تفاؤل أو محبة لكني سأضع لك على غصن المساء ابتسامة بدون غمازتين، ابتسامتي، لعلك تضعين شمسا أمنية تحت وسادتي.
Nassira
على الجسر انتبهت لتفاصيل الحياة ككل مرة.
مرت '' ساشا '' وماإن انتبهت إليَّ حتى حيتني وابْتَسَمَت. لست أستاذتها هذا العام لكن هي تلك المودة التي نزرعها وتذكرنا بوجودها حين ننساها.
في المساء عبرتُ نفس الجسر مجددا كان عندي لقاء مع آباء وأمهات وأولياء أمور. من بين كل الحاضرين لفت انتباهي وجه أم أعرفها، أصلها من جزر الرأس الأخضر.
كان في عيونها دفء وشموس البلاد البعيدة.
تختزل وجوه أحيانا دفء بلادٍ بعيدة وأغاني صيادين وضحكات أطفال يركضون على الرمال.قلت لها أنها تزداد شبابا كل عام فارتسمت غمازاتها أكثر.
يوما ما كانت تبكي في حضرتي وكنت أواسيها لأن الحياة قست عليها كثيرا وكانت تناضل من أجل كمشة فرح .
كنت فخورة بها بابتسامتها، بامرأة تقف على هذه الكرة الأرضية ثابتة وتقول لها دوري كما تشائين.
بعد نهاية الأمسية جمعت ابتسامات وكلمات كثيرة فيها ثقة ومودة وصدق ثم مضيت
لليلي.
كل هؤلاء حيواتهم مليئة بملايين الأشياء يتسع لهم العالم، لهواجسهم وانشغالاتهم ويتسع العالم لي لامرأة تمشي كقصيدة صامتة. يترقرق الماء ويبتسم عابرٌ أو عابرة ويقف الجسر المقابل في المكان ذاته كبجعة ليصافح الصباح.
جسر إيراسموس الذي أحب كما يحبني الصباح ولايجافيني حتى وإن استنكرت هواياتي وفضلت الأخضر فجأة على البنفسجي.
صديقتـي كنت أود أن أخبرك أني فخورة بك أيضا وبكل تلك الشموس التي تخبئين وتلمعين وتظهرين. لن أسألك كيف كورتها أمن صوف صبر أو تفاؤل أو محبة لكني سأضع لك على غصن المساء ابتسامة بدون غمازتين، ابتسامتي، لعلك تضعين شمسا أمنية تحت وسادتي.
Nassira
نصيرة تختوخ- عضو جديد
- عدد المساهمات : 115
تاريخ التسجيل : 16/01/2011
رد: إلى صديقة
صديقتي يامن تعودت على رفرفتي قريبة وبعيدة وفي كل حالاتي؛
كنت أقول جاء المـطر ولم أرتب المشاهد والصـور وكنت أقول: رفقاً.
كنت أقول صباح الخير والزنابق أحلى وهي تتفتح شمـوسا وكنت أصنع فراشاتي من ابتسامات حُبٍّ شحيحة من العالمين أعالـجها وأرممها كي لاتخذلني.
لكني عجزت.
كأي آلـة بقلب يُراد له أن يكون مضخة وفم يشتهي السامع برمجته خرست.
أنا التي صنعت ذلك الغول الذي يأكل أصابع حبيبته، ليـتني ماكتبت.
كيف تكون امرأة جميلة طول الوقت ورائـعة إلاَّ إذا أفرغت من روحها الحب وسكبت من وقتها عذوبة في قلوب الآخرين؟
''هاتِ مزيداً وتعلقي بذيل السحاب؛ العواء يطغى ،مات آخـر جندي من الكتيبة الخامسة وطبول الوحشية جُنَّت...''
ظننتُ أنني سأبارك من يرتشفون عطر الحياة من قلبي، واكتشفت أنهم يهوون تزوير الرائحة وغش الحواس وحواسي العنيدة تتمنع عن خداعي.
لم أأبه أبدا لأوصاف تُلصق بي .قيل أني لاأطوى ولاأُلاك وقيل أني رائعة لكني رفضت أن أصير مومياءً،ورفضت تحنيط الأشياء لم تستهوني يوما الأرشفة. رميت الكلام ببصماته وتداعياته في سلال المهملات.
أي ثقل يجرني إلى القعر ليغرقني. أي كلام وأي أحداث وأي شيء؟
لو كان عندي أرشيف أعترف به ربما لكنت بحثت.
اقتسمت قبلة الصباح وجنيت حروفا شحذت حوافها.وماتبقى عندي هو النائم الآن بداخلي ، قد يصحو أو يجعل سريره نعشه وأكون طويت الأجنحة .
يبكي الرِّهـان علي يندب حظـه فليبكِ ولتختنق قصيدة في جلباب قصيدة .
لن ينتشي مسافر بمصادفة عيون تبتسم بل يدخله برد المحطة وعينه تقع على رماد امرأة بعيون عسلية وشفتين كتمتا لحن الحياة...
يخنقني صمت يَجْرِي دموعا ويصمت اختناقا.
أشتم رائحة الكـاكاو علي أناشدها أن تمسح الندوب داخل الخلايا وإن كان هناك غولٌ يأكل الندم من أصابع مدهونة بزبدة الكاكاو فليأكل ندم أصابـعي، ليتني ما كتبت!
ليتني ماكتبت من سطوري هذه غير مباركتي لأيلولك وجُمْلة نوتاتها تغني: '' بتعرفي شو الحلو فيك؟
إنه كل مابيجي أيلول بِيْلاقيك ''.
صديقتي خذي الزهرة البرتقالية مني وغصن أمنيات أخضر واتركيني أضع نوتة صامتة.
Nassira
كنت أقول جاء المـطر ولم أرتب المشاهد والصـور وكنت أقول: رفقاً.
كنت أقول صباح الخير والزنابق أحلى وهي تتفتح شمـوسا وكنت أصنع فراشاتي من ابتسامات حُبٍّ شحيحة من العالمين أعالـجها وأرممها كي لاتخذلني.
لكني عجزت.
كأي آلـة بقلب يُراد له أن يكون مضخة وفم يشتهي السامع برمجته خرست.
أنا التي صنعت ذلك الغول الذي يأكل أصابع حبيبته، ليـتني ماكتبت.
كيف تكون امرأة جميلة طول الوقت ورائـعة إلاَّ إذا أفرغت من روحها الحب وسكبت من وقتها عذوبة في قلوب الآخرين؟
''هاتِ مزيداً وتعلقي بذيل السحاب؛ العواء يطغى ،مات آخـر جندي من الكتيبة الخامسة وطبول الوحشية جُنَّت...''
ظننتُ أنني سأبارك من يرتشفون عطر الحياة من قلبي، واكتشفت أنهم يهوون تزوير الرائحة وغش الحواس وحواسي العنيدة تتمنع عن خداعي.
لم أأبه أبدا لأوصاف تُلصق بي .قيل أني لاأطوى ولاأُلاك وقيل أني رائعة لكني رفضت أن أصير مومياءً،ورفضت تحنيط الأشياء لم تستهوني يوما الأرشفة. رميت الكلام ببصماته وتداعياته في سلال المهملات.
أي ثقل يجرني إلى القعر ليغرقني. أي كلام وأي أحداث وأي شيء؟
لو كان عندي أرشيف أعترف به ربما لكنت بحثت.
اقتسمت قبلة الصباح وجنيت حروفا شحذت حوافها.وماتبقى عندي هو النائم الآن بداخلي ، قد يصحو أو يجعل سريره نعشه وأكون طويت الأجنحة .
يبكي الرِّهـان علي يندب حظـه فليبكِ ولتختنق قصيدة في جلباب قصيدة .
لن ينتشي مسافر بمصادفة عيون تبتسم بل يدخله برد المحطة وعينه تقع على رماد امرأة بعيون عسلية وشفتين كتمتا لحن الحياة...
يخنقني صمت يَجْرِي دموعا ويصمت اختناقا.
أشتم رائحة الكـاكاو علي أناشدها أن تمسح الندوب داخل الخلايا وإن كان هناك غولٌ يأكل الندم من أصابع مدهونة بزبدة الكاكاو فليأكل ندم أصابـعي، ليتني ما كتبت!
ليتني ماكتبت من سطوري هذه غير مباركتي لأيلولك وجُمْلة نوتاتها تغني: '' بتعرفي شو الحلو فيك؟
إنه كل مابيجي أيلول بِيْلاقيك ''.
صديقتي خذي الزهرة البرتقالية مني وغصن أمنيات أخضر واتركيني أضع نوتة صامتة.
Nassira
--------------------------------
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
صفحة 11 من اصل 14 • 1 ... 7 ... 10, 11, 12, 13, 14
صفحة 11 من اصل 14
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أمس في 12:04 من طرف لانا زهدي
» الغريب
الأربعاء 15 مايو 2024 - 11:29 من طرف عشتار
» نزوح آخر بقلم نور السويركي
الإثنين 13 مايو 2024 - 11:28 من طرف خيمة العودة
» عاتبني أيها القمر !
الإثنين 13 مايو 2024 - 11:24 من طرف لبيبة الدسوقي
» امرأة من زمن الأحلام
الأحد 12 مايو 2024 - 11:11 من طرف ريما مجد الكيال
» زوابع الياسمين
الأحد 12 مايو 2024 - 11:09 من طرف ريما مجد الكيال
» منشورات ميساء البشيتي في جريدة عرب كندا
الخميس 9 مايو 2024 - 11:35 من طرف ميساء البشيتي
» قناع بلون السماء ... باسم خندقجي
السبت 4 مايو 2024 - 11:41 من طرف حاتم أبو زيد
» هدية العصفورة إليك .
الأحد 28 أبريل 2024 - 12:00 من طرف حاتم أبو زيد
» قبر واحد يكفي لكل العرب
السبت 27 أبريل 2024 - 15:45 من طرف ميساء البشيتي
» على حافة الوطن
الثلاثاء 23 أبريل 2024 - 11:55 من طرف ريما مجد الكيال
» الوطن كما يجب أن يكون
الإثنين 22 أبريل 2024 - 11:35 من طرف ورد العربي
» .لماذا لم يخبرنا بأنه محبطٌ؟ أحمد خالد توفيق
الأحد 21 أبريل 2024 - 12:20 من طرف خيمة العودة
» زهر اللوز هو عنوانك
السبت 6 أبريل 2024 - 11:42 من طرف لبيبة الدسوقي
» حدائق اللوز
السبت 6 أبريل 2024 - 11:42 من طرف لبيبة الدسوقي
» أصوات من غزة
الجمعة 5 أبريل 2024 - 12:11 من طرف خيمة العودة
» دعاء ختم القرآن الكريم
الجمعة 5 أبريل 2024 - 11:59 من طرف دانة ربحي
» وجوه عابرة
الجمعة 5 أبريل 2024 - 11:53 من طرف ميساء البشيتي
» العهد
الثلاثاء 2 أبريل 2024 - 21:58 من طرف راما البلبيسي
» صافحيني غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:35 من طرف طارق نور الدين
» على عيني يا غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:35 من طرف طارق نور الدين
» هولاكو في غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:33 من طرف طارق نور الدين
» من يخاطبكم يا ميتون
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:32 من طرف طارق نور الدين
» ثوري غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:30 من طرف طارق نور الدين
» أين المفر يا غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:30 من طرف طارق نور الدين