نحن في غزة ..

نحن في غزة
( استراحة العمر )
مهداة إلى الزملاء في منبر دنيا الرأي .. غزة .
بعد أن تلقينا الدعوة الكريمة من أخي سليم لزيارة بحر غزة بضيافته الكريمة و تناول القدرة الغزاوية والحلوى الغزاوية .. لبينا جميعا الدعوى مهللين فرحين ولكنا اشترطنا عليه شرطا ً صغيرا ً جدا ً سرعان ما وافق عليه دون تردد وهو .. عدم دعوة عوض .
كنت أنا أول الواصلين وكان باستقبالنا أخي سليم ومعه أخي زياد وأخي شريف وأخي مجدي وبعد أن رحبوا بيّ جلسنا في انتظار وصول الأخوات فاطمة وإزدهار ثم تبعتهما ليلى وأخيرا ً سهام .. آخر الواصلين كان أخي خيري وحضر معه أخي عدنان .. اجتمعنا .. ولكن هذه المرة كانت خارج أسوار منبر دنيا الرأي ..
كانت ميسون على شاطيء البحر تنتظرنا منذ الصباح وعندما رأتنا اندفعت حولنا مهللة .. مرحبة .. كعادتها الجميلة .
بدأ أخي سليم بتلطيف الأجواء عبر سرد بعض النكات عن عوض .. كان الجميع يضحك ربما على النكات الجميلة .. ربما لأنهم أصبحوا يعرفون عوضا ً حق المعرفة .. ربما لأننا لم نلتق من قبل في لقاء جميل كهذا اللقاء .. كان مجدي يرصد كل تحركاتنا .. على الأغلب كان يفكر بقصة جديدة ينتف فيها ريشنا .. أخي شلا كان صامتا ً معظم الوقت ربما لأن أخي عزام تأخر وصوله الأمر الذي ينذر ربما بعدم استطاعة عزام العبور إلى غزة وملاقاتنا على شاطيء البحر هناك .
أخي عدنان كان يتأمل بصمت بهدوءه المعتاد .. أخي زياد كان يقفز بين الفينة والأخرى يستعجل الضيافة التي لا نعرف سرّ تأخرها مع أن أخي سليم وبالتشاور مع أخي شريف كانا قد أتما كل الترتيبات ..
لكن ميسون بدأ يظهر على وجهها بعض القلق وكانت تهمس مستفسرة من أخي شلا الذي كان ينفض يديه مستغربا ً هذا التأخير !
حاول أخي خيري أن يلطف الأجواء هو هذه المرة فبدأ بسرد مغامراته أيام الشقاوة وعاد الجميع للضحك وجذبتهم أحاديث أخي خيري وهللت ليلى مصفقة وأبدت ازدهار اعجابها الشديد أما سهام فكانت مسرورة وتريد أن تضيف بعضا ً من أحاديثها الشيقة لكن أنا تدخلت بسرعة وقلت لأخي سليم مشيرة إلى الساعة بيدي .. الشمس بدأت تميل إلى الغروب ونحن لم يبق لدينا من الوقت الكثير .
بصراحة .. على الرغم من جمال البحر في غزة الذي يحتاج إلى نصوص عدة مني ومن جميع الأحبة لإيفائه حقه من الوصف الجميل لكن كان لا بد من تناول القدرة الغزاوية والحلوى الغزاوية حسبما وعدنا أخي سليم وحسبما أعددنا شهيتنا مذ علمنا بنبأ الدعوة .
توتر أخي سليم بفعل " الزن على ودانه " من قبلي ومن قبل البعض .. توجه إلى أخي شريف وقال له يا شريف أين القدرة والحلويات ؟
أخي شريف توتر بدوره ونظر إلينا فردا ً فردا ً وتخيل حجم المأساة لو حدث مكروه لا سمح الله للطعام .. ميسون كان بفمها بعض الكلام .. قالت لها ليلى قولي حبيبتي ميسون .. ما الذي يقلقك ؟
أخي عدنان تدخل بهدوءه المعتاد وقال لا يهم تأخر الطعام .. الجلسة جميلة وهذا يكفينا .. رمقه أخي خيري بنظرة استعطاف .. وأتبعها .. دعنا نعرف يا عدنان سبب تأخر الطعام فقط .. ربما حدث أمر ما .. علينا التأكد من خلو الأمر من المشاكل ..
دخل الجميع في " حيص بيص " .. أنا بدأت أنفعل وبدأت تظهر عليّ بعضا ً من عصبيتي وقلت لأخي سليم .. أن الوقت قد تأخر علينا بالعودة وعليه أن يستعجل بالاستفسار .. وإحضار القدرة والحلويات .
ازدهار وسهام وفاطمة التي كانت ملتزمة الصمت طوال الجلسة أخذن يحضرن أنفسهن للذهاب .. عندها فقط قالت فاطمة .. لو أننا أمام قصة من قصصك المشوقة أخي سليم كنا خمنا .. توقعنا .. سببا ً لهذا التأخير .. لكن نحن هنا على أرض الواقع .. لا مجال للألغاز أبدا ً .
أنا بصراحة شعرت ببعض الندم .. وببعض خيبة الأمل وتوجهت لأخي سليم أعبر له عن ندمي .. قلت له .. هل تعلم أخي سليم هذه خطية عوض ؟
لو أننا دعوناه معنا ربما مرت هذه الرحلة بسلام .. وتابعت .. صدقني أخي سليم عوض هذا له خطية كبيرة .. أنا لم أتم كلامي .. هل كلمتي كان عليها ملك .. من هذا الذي يجري بسرعة الريح .. أقبل يلهث .. عمو سليم .. عمو سليم .. إلحق عمو سليم .. عوض هجم على الرجال الذين يحملون القدرة وخلصهم إياها .. الحق يا عمو ..
ما الذي جرى ؟ لا أعلم .. كل ما أعلمه أن الجميع كان يجري وراء أخي سليم الذي أصبح يسابق الريح .. هو يعرف تمام المعرفة ماذا يعني أن يخلص عوض الرجال القدرة ..
لكن هذه المرة خاب أملي أيضا ً وأسأت الظن بك يا عوض .. ها هو عوض يحمل القدرة الغزاوية بنفسه ويصرّ على أن يقدمها هو لنا بنفسه .. كم ظلمناك يا عوض .. كم أنت وفي ّ ومخلص .. هذه آخر مرة في حياتي أشترط عدم حضورك ..
قبل أن نتناول لقمة واحدة من القدرة التي تحلقنا حولها خوفا ً من أن يعود عوض عن كلامه ووعوده بترك القدرة لنا جاءنا صوت من الخلف .. يا هلا بالجميع .. أنا لم أعرف الصوت .. كان غريبا ً على أذني .. نظرنا حولنا من هذا الذي يرحب بنا .. صاح أخي سليم يا هلا بعزام .. يا هلا بمهنا .. والله ما كانت حلوة من دونكما ..
التئم الشمل أخيرا ً ..
التهمنا القدرة التي كانت أجمل من الوصف .. ثم أتبعناها بالحلويات الغزاوية التي ليس لها مثيلا ً ثم حملنا معنا كما ً من الذكريات الجميلة وعدنا إدراجنا إلى ....
شكرا أخي سليم .. كانت دعوة جميلة .. كانت أحلى دعوة تلقيناها على الإطلاق ..
إلى اللقاء أخي سليم ..
إلى اللقاء يا بحر غزة ..
إلى اللقاء عوض ..
إلى اللقاء جميع الأحبة ..
وعودة إلى منبر دنيا الرأي ..
أرجو المعذرة أحبتي كتبت على عجل ردأ على أخي سليم حفظه وحفظكم الله .