صمـتنا..ألف ديـوان

سألتني الدكتورة والمبدعة عصفورة الشجن ميســاء قائلة:
'' عزيزي اسير الامل

ترى لو شهد محمود هذه الأحداث الأخيرة هل نطق الشعر أم التزم الصمت ؟؟
محمود الذي نعيش اليوم غدا وكل يوم على أشعاره تركنا نصارع هذه الحياة وحدنا دون أن نستند إلى جدران أشعاره فتمنحنا القوة والشجاعة .. هو خسارة الخسارة ..''
فكتبت كإجابة على سؤالهــا هاته الخاطرة :
آه! لو كان حرفي يبكي مثلي..آه! لو كانت لغتي تئن مثلي..آه! لو كان البكاء يجهش بالبكاء مثلي..آه! لو كان الصبر يمقت الصبر مثلي..
'تتراكم الأيام وتنسحب اللحظات من كتاب العمر،وعقارب الزمن تمّلكها صدأ حديدي سقطت العقارب وبقي الزمن مستمراً منساباً في عبث' أمتطئ صهوة الحرف الدامع يمتص أعوامي،يبصقها تعابيراً متناثرة تقتات من شط روحي،تسقمُ الحياة أمام ناضريّ..غزة قد يصلبونكِ وقد يعلقونكِ على صخرة النسر..
أنتِ من سرقت العزة ووهبتها لشعبكِ..
أنتِ من استسلمت للخيلاء والكبرياء ووهبتها لشعبكِ..
لا وجه للتاريخ دونكِ،لا ضوء يصدم الحرف دونكِ،لا أذن لي أهبها لحرف دونكِ،في الظلام الوديع يعوي الحرف الملبد بالدموع:
'' تعــالْ..أيها العربي..تعــالْ..لا تكن كالموت العنيد..عنــيد..بل تعــالْ..أيـها العربي..أعلم أني أمنحك رائحة العَبرات..لكن..تــعالْ..بالله عليك..تعــالْ..''
عذراً..أيتها القدس..كيف لا يغدر بي في التيه النطق ؟! كيف أبتسم والبسمة ترفض الفــاه ؟! كي أروض عذابات الحرف الصائت الثائر ويديّ مجروحتـان ؟
غزة
على قدر خطوات إسمكِ أصنع خطواتي، وأنسج إســمي..عــزة، لكــن زمني موبوء ياسيــدتي..أتــابط من الربيع..ورقة السوسن..ومن الخريف والحزن..فــصول وعــقود..
حــسبك ! ياأمي فقد مات فينا الخيلاء..حسبك !..فلو أنكِ ناديت من أبكاكِ 'صلاح الدين' لقام من الرّمس متوشحاً بلهذم ناطق بالضاد..لــكن..زمني موبوء..حسبك ! أُهاتـك وأنينـك ما لامس نخوة المعتصم،ولا دغدغ حنايا الغضب الوديع..
'بروميتيوس أهدى لشعبه اللهب '
'سيزيف عصى ألــهة من وهم'
'قومي عصى العزة..وأهــدى للقدس..الــصمــت..وصمتنا ياقدس..ألف ديوان..صمتــنا يا قدس..ألــف ديــوان..

بـك ميساء صفـحتي إزدادت جمـالاً ،،
وبـك أحـرفي تنفـست الصــعداء وأينعـت ،،
لا أزيــد على قــولك قــول ،،
فتـلك هي القدس ومـا أدراكـ مآلقدس ،،
ودي وباقات وردي لمرورك ،،
غــاليتي ،،
شــكراً لك على هــذه الكلمات الرائعــه والمعبره عـن شعــور عروبي وقــومي كبير ،،
واللـه لــقد أخجلــتي تــواضــعي ،،
طــيب وكــرم حضــورك نــووور المــكـان ،،
أطــيب التحــايا وأعــطــرها لك ولجميــل مــرورك ،،
كتبتها وأنا في حصة لمادة ''مناهج النقذ الحديث''،،
لوكنت أعلم أنها ستتشرف بمعاينتك إيـاها لحاولت أن احّسنها،،
وأجعلها تليق بالمكـان،،
أحتـرمكِِِِ،،

أخـتي عشـتار
إلـهة الحب
الدار دارك فمرحباً بك
سافري أنى شئت
جسمي معي غيرَ أنَّ الرُّوحَ عندكمُ
فالجسمُ في غُربةٍ والرُّوحُ في وَطَنِ
فليعجبِ النَّــاسُ منِّي أنَّ لي بَدَناً
لا رُوحَ فيهِ ولي رُوحٌ بلا بَـدَنِ

أمي غادة قد تتلعثم قريحتي
وقد لا أجد قولاً أزيده على قولكِ
فدائمـاً مـا يعترينآ الجنون ،،
والجنون لحظآت يخرج فيهآ الأنسآن عن طوره ،،
وفي بعض لحظآت الجنون يصل فيهآ الأنسآن الى العبقريه والآبداع،،
وجنون الشعر عندمآ يحين يكون فيها الألهام خارج حدود العقل فيقول ما يقول ،،
وأنا الآن أخوض في هذا الجنون وأنا أقرأ حرفكـ البهي ،،
أيتها المتربعة على عرش الفؤاد...