بحـث
من أنا ؟
حقوقية، كاتبة، ناشطة في شؤون بلادي وشؤون المرأة، لي عدة منشورات ورقية وإلكترونية
المواضيع الأخيرة
كتب ميساء البشيتي الإلكترونية
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم |
خوف مبالغ فيه .
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
خوف مبالغ فيه .
خوف مبالغ فيه
لم ألتقط أنفاسي بعد من متاعب الرحيل والنقل إلى سكني الجديد ..لم أحصل على لحظة استقرار واحدة بعد حتى كانت تطرق الباب طرقاً متواصلاً .. تحمل بيدها طبقاً من الحلوى " صنع يدها " على حد قولها . فاجئتني بالزيارة بل أربكتني جداًً.. لا تتكلم العربية وهي أصلا ليست عربية ولا تدين ديانة أنا أعرفها أو أفهمها أو حتىسمعت بها من قبل ..
شعرت بعدم ارتياح لها من أول نظرة وقعت فيها عيني عليها .. بل أكثر من ذلك شعرت بنوع من القلق تجاهها .. شعرت بها تتسلل إلى حياتي فتربكها وأنا لا أحب من يقتحم حياتي بهذا الشكل ..
دعتني لزيارتها في منزلها وذلك بعد يومين منلحظة العارف هذه .. لأتعرف على جميع سكان الحيّ.. لم أعدها بذلك .. لكنني بداخل نفسي كنت أرفض هذه الدعوة السريعة .. وعندما غادرتني هبط عليّ شعور مفاجىء بالكراهية لها ومنذ النظرة الأولى ..
مضى يومان وأنا أفكر كيف أتنصل من زيارتها ولكني ولله الحمد حصلت على مخرج ولم أذهب .. ومع ذلك بقيت في حالة من القلق أن تعاود هي الزيارة وأن تحمل لي مزيداًً من الأطباق التي سيكون مصيرها كابقتها وهو سلة النفايات ..
بعد فترة طويلة طرقت عليّ الباب مرة أخرى لتسأل عني وتعاتبني على عدم الحضور إلى منزلها .. طبعاًً قدمت لها مبررات واهية جداً تظاهرت هي بأنها صدقتها ثم قلت لها بصريح العبارة أنا لست ممن يقومون بتلك الزيارات الصباحية .. أنا مشغولة جداً ولا أجد الوقت أبداً لمثل هذه الزيارات .. كنت أخشى أنها من الصنف الذي لا يقتنع ولا ييأس من المحاولة .. لكنها اقتنعت .. ويئست بدورها مني ..
بعد فترة من الزمن .. مرضت أنا .. وعلمت هي بمرضي ولكن كان لا بد من رد الزيارة لها وأخذ طبق من الحلوى " صنع بيتي " لأنها ترفض تناول أية أطعمة جاهزة من السوق ..
ذهبت لزيارتها كمن يُجر لحبل المشنقة .. جلست معها متوجسة .. خائفة .. كنا نفتح أحاديثاً عديدة .. بدأت تكلمني عن نفسها وعن بلادها وعن عاداتها وتقاليدها وعن ديانتها .. بدأت أشعر أنها حرة في اعتناق الديانة التي تريد .. هي ديانتها وهي حرة بهذا وعليّ أنا تقبل هذا الشيء طالما أنها لا تتعارض مع ديانتي ولا تؤذينني ..
بعد فترة طال بيّ المرض والجلوس وحدي .. سألت عنها فقالوا مشغولة جداًَ .. بدأت أعيد حساباتي وأعيد النظر بما هو حولي وبمن هم حولي .. هي إنسانة طيبة .. اجتماعية .. تريد أن تتفاعل مع الجميع .. ربما أنا خفت منها زيادة عن اللزوم .. ربما أنا بالغت في خوفي ..
كانت تتصل بيّ هاتفياً بكل مناسبة لتهنئتي وأنا حينما حاولت الإتصال بها مرة واحدة لأهنئها بمناسبة لديها لم ينجح الإتصال بها .. فتركت الموضوع ..
اتصلت بيّ في الأمس تدعونني لزيارتها من أجل الوداع .. تريد أن تعود لوطنها .. شعرتُ بالحزن .. قلت لها أنني بدأت أعتاد عليها وإنني بصدد دعوتها للنادي الذي أرتاده كي نمضي أوقاتاً جميلة معاً .. قالت لي .. أنها سترحل وأن عليّ أن أكون في حفلة الوداع في الغد .. وألا أختلق الحجج والأعذار الواهية وأنها تعلم أنني لم أذهب إليها في المرة السابقة كونها من جنسية غير عربية وديانتها غريبة عني بعض الشيء وأنني فعلا ً لم أتقبل هذا الشيء أو تخوفت منه ..
جن جنوني وأنكرت ذلك وحاولت أن أوضح لها ولكنني وجدت نفسي أقول لها الصدق .. قلت لها .. كنتُ غريبة وخائفة جداً.. ببساطة شديدة أنا خفت منك ومن التعامل معك لكنني أدركت هذا الخطأ لاحقاً وحاولت أن أصححه ..لكن الوقت لم يسعفني ..
ربما تفهمت خوفي .. ربما عذرتني .. لكنّي أنا لم أسامح نفسي ولم أسامح هذا الخوف الذي يستأسد عليّ دائما ويقف كالسد في وجه كل خطوة أخطوها ..
متى أتحرر منك يا خوف .. متى ؟
لم ألتقط أنفاسي بعد من متاعب الرحيل والنقل إلى سكني الجديد ..لم أحصل على لحظة استقرار واحدة بعد حتى كانت تطرق الباب طرقاً متواصلاً .. تحمل بيدها طبقاً من الحلوى " صنع يدها " على حد قولها . فاجئتني بالزيارة بل أربكتني جداًً.. لا تتكلم العربية وهي أصلا ليست عربية ولا تدين ديانة أنا أعرفها أو أفهمها أو حتىسمعت بها من قبل ..
شعرت بعدم ارتياح لها من أول نظرة وقعت فيها عيني عليها .. بل أكثر من ذلك شعرت بنوع من القلق تجاهها .. شعرت بها تتسلل إلى حياتي فتربكها وأنا لا أحب من يقتحم حياتي بهذا الشكل ..
دعتني لزيارتها في منزلها وذلك بعد يومين منلحظة العارف هذه .. لأتعرف على جميع سكان الحيّ.. لم أعدها بذلك .. لكنني بداخل نفسي كنت أرفض هذه الدعوة السريعة .. وعندما غادرتني هبط عليّ شعور مفاجىء بالكراهية لها ومنذ النظرة الأولى ..
مضى يومان وأنا أفكر كيف أتنصل من زيارتها ولكني ولله الحمد حصلت على مخرج ولم أذهب .. ومع ذلك بقيت في حالة من القلق أن تعاود هي الزيارة وأن تحمل لي مزيداًً من الأطباق التي سيكون مصيرها كابقتها وهو سلة النفايات ..
بعد فترة طويلة طرقت عليّ الباب مرة أخرى لتسأل عني وتعاتبني على عدم الحضور إلى منزلها .. طبعاًً قدمت لها مبررات واهية جداً تظاهرت هي بأنها صدقتها ثم قلت لها بصريح العبارة أنا لست ممن يقومون بتلك الزيارات الصباحية .. أنا مشغولة جداً ولا أجد الوقت أبداً لمثل هذه الزيارات .. كنت أخشى أنها من الصنف الذي لا يقتنع ولا ييأس من المحاولة .. لكنها اقتنعت .. ويئست بدورها مني ..
بعد فترة من الزمن .. مرضت أنا .. وعلمت هي بمرضي ولكن كان لا بد من رد الزيارة لها وأخذ طبق من الحلوى " صنع بيتي " لأنها ترفض تناول أية أطعمة جاهزة من السوق ..
ذهبت لزيارتها كمن يُجر لحبل المشنقة .. جلست معها متوجسة .. خائفة .. كنا نفتح أحاديثاً عديدة .. بدأت تكلمني عن نفسها وعن بلادها وعن عاداتها وتقاليدها وعن ديانتها .. بدأت أشعر أنها حرة في اعتناق الديانة التي تريد .. هي ديانتها وهي حرة بهذا وعليّ أنا تقبل هذا الشيء طالما أنها لا تتعارض مع ديانتي ولا تؤذينني ..
بعد فترة طال بيّ المرض والجلوس وحدي .. سألت عنها فقالوا مشغولة جداًَ .. بدأت أعيد حساباتي وأعيد النظر بما هو حولي وبمن هم حولي .. هي إنسانة طيبة .. اجتماعية .. تريد أن تتفاعل مع الجميع .. ربما أنا خفت منها زيادة عن اللزوم .. ربما أنا بالغت في خوفي ..
كانت تتصل بيّ هاتفياً بكل مناسبة لتهنئتي وأنا حينما حاولت الإتصال بها مرة واحدة لأهنئها بمناسبة لديها لم ينجح الإتصال بها .. فتركت الموضوع ..
اتصلت بيّ في الأمس تدعونني لزيارتها من أجل الوداع .. تريد أن تعود لوطنها .. شعرتُ بالحزن .. قلت لها أنني بدأت أعتاد عليها وإنني بصدد دعوتها للنادي الذي أرتاده كي نمضي أوقاتاً جميلة معاً .. قالت لي .. أنها سترحل وأن عليّ أن أكون في حفلة الوداع في الغد .. وألا أختلق الحجج والأعذار الواهية وأنها تعلم أنني لم أذهب إليها في المرة السابقة كونها من جنسية غير عربية وديانتها غريبة عني بعض الشيء وأنني فعلا ً لم أتقبل هذا الشيء أو تخوفت منه ..
جن جنوني وأنكرت ذلك وحاولت أن أوضح لها ولكنني وجدت نفسي أقول لها الصدق .. قلت لها .. كنتُ غريبة وخائفة جداً.. ببساطة شديدة أنا خفت منك ومن التعامل معك لكنني أدركت هذا الخطأ لاحقاً وحاولت أن أصححه ..لكن الوقت لم يسعفني ..
ربما تفهمت خوفي .. ربما عذرتني .. لكنّي أنا لم أسامح نفسي ولم أسامح هذا الخوف الذي يستأسد عليّ دائما ويقف كالسد في وجه كل خطوة أخطوها ..
متى أتحرر منك يا خوف .. متى ؟
--------------------------------
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
الغالية ميساء
تحدثتي بشئ واقعي ..يحدث مع معظم البشر لا نعرف لماذا نخشي الأغراب رغم أنهم ربما يكونوا لديهم الوفاء أكثر مما نعرفهم رغم اختلفت أجناسهم
الخوف كثيرا يكون مفيد ليس خوفا ميساء قدر ما هو حذر الغربة .. الحياة تعلمنا الكثير
تحياتي للواقعية الجميلة ولقلمك الصادق
الخوف كثيرا يكون مفيد ليس خوفا ميساء قدر ما هو حذر الغربة .. الحياة تعلمنا الكثير
تحياتي للواقعية الجميلة ولقلمك الصادق
سميرة عبد العليم- عضو متميز
- الأبراج الصينية :
عدد المساهمات : 1340
تاريخ الميلاد : 01/07/1973
تاريخ التسجيل : 10/01/2011
العمر : 50
رد: خوف مبالغ فيه .
نحن مسكونون بالخوف يا سميرة ونكتشف هذا الشيء حين نلتقي بالغرباء أو نسافر لبلاد غريبة ولكن بعد فترة يتبدد الخوف ونكتشف أن الدنيا آمان والناس كلها فيها الخير ولكن هو الخوف ليتنا نتحرر منه .
شكرا لك يا حبيبة والله يبارك فيك .
شكرا لك يا حبيبة والله يبارك فيك .
--------------------------------
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت 4 مايو 2024 - 11:41 من طرف حاتم أبو زيد
» هدية العصفورة إليك .
الأحد 28 أبريل 2024 - 12:00 من طرف حاتم أبو زيد
» قبر واحد يكفي لكل العرب
السبت 27 أبريل 2024 - 15:45 من طرف ميساء البشيتي
» منشورات ميساء البشيتي في جريدة عرب كندا
السبت 27 أبريل 2024 - 15:40 من طرف ميساء البشيتي
» على حافة الوطن
الثلاثاء 23 أبريل 2024 - 11:55 من طرف ريما مجد الكيال
» الوطن كما يجب أن يكون
الإثنين 22 أبريل 2024 - 11:35 من طرف ورد العربي
» .لماذا لم يخبرنا بأنه محبطٌ؟ أحمد خالد توفيق
الأحد 21 أبريل 2024 - 12:20 من طرف خيمة العودة
» زهر اللوز هو عنوانك
السبت 6 أبريل 2024 - 11:42 من طرف لبيبة الدسوقي
» حدائق اللوز
السبت 6 أبريل 2024 - 11:42 من طرف لبيبة الدسوقي
» أصوات من غزة
الجمعة 5 أبريل 2024 - 12:11 من طرف خيمة العودة
» دعاء ختم القرآن الكريم
الجمعة 5 أبريل 2024 - 11:59 من طرف دانة ربحي
» وجوه عابرة
الجمعة 5 أبريل 2024 - 11:53 من طرف ميساء البشيتي
» العهد
الثلاثاء 2 أبريل 2024 - 21:58 من طرف راما البلبيسي
» صافحيني غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:35 من طرف طارق نور الدين
» على عيني يا غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:35 من طرف طارق نور الدين
» هولاكو في غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:33 من طرف طارق نور الدين
» من يخاطبكم يا ميتون
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:32 من طرف طارق نور الدين
» ثوري غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:30 من طرف طارق نور الدين
» أين المفر يا غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:30 من طرف طارق نور الدين
» إعدام غزة !
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:28 من طرف طارق نور الدين
» تحركوا أيها الدمى
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:26 من طرف طارق نور الدين
» رسالة من طفل غزة إلى سلاطين العرب
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:25 من طرف طارق نور الدين
» كم أنت بعيد يا أفصى
الجمعة 22 مارس 2024 - 12:06 من طرف رمزية بنت الفرج
» يا زهرة المدائن ..يا قدس
الجمعة 22 مارس 2024 - 12:04 من طرف رمزية بنت الفرج
» من يكرمكن نساء غزة ؟
الجمعة 22 مارس 2024 - 11:55 من طرف رمزية بنت الفرج