بحـث
من أنا ؟
حقوقية، كاتبة، ناشطة في شؤون بلادي وشؤون المرأة، لي عدة منشورات ورقية وإلكترونية
المواضيع الأخيرة
كتب ميساء البشيتي الإلكترونية
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم |
انتظرني يا بحر
صفحة 1 من اصل 1
انتظرني يا بحر
انتظرني يا بحر
أخاف البحر ، منذ الصغر وأنا أخاف البحر ، لا يستهويني البحر ولا الوقوف ببابه ! لم أعره انتباهي
في يوم ، لم يأسرني جماله ورقته ووداعته ، كان المجهول بالنسبة لي ! أمضيت العمر وأنا أجهله ،
أجهل معالمه ومفرداته ، أجهل طقوسه وعاداته ،
لم أكترث يوما ً لفرحه أو لترحه ، لم يعنني أبداً سكونه أو غضبه ، لم تكن يا بحر في يوم لي ولم أكن أنا لك .
إلى أن قادتني قدماي الحافيتان يوما إلى شاطئك الجميل ، كانت صدفة ، مجرد صدفة ، مررت بقدميّ العاريتين على رمال شاطئك الناعمة وأرسلت نظري بعيداً ، أفتش فيك ، أبحث فيك ، عن ماذا ؟ لا أعرف !
زلت قدمي الصغيرة فهوت إليك ، ثم أخذت تصرخ و تستجدي ، تستجديك أن لا تبتلعها في جوفك الكبير فهي تجهل لغة العوم ، وكم كانت دهشتي عندما أرسلت أمواجك العاتية لتلامس قدميّ الصغيرتين وتلثمهما بقبلك الدافئة التي لم أكن أعي في يوم سر ّعذوبتها. وغرقت يا بحري ولكن ليس في جوفك الكبير بل في حبك، وبت لا أخاف منك ، بت لا أخافك ، وصرت انتظرك كل يوم ؛ لتأتي إلي فتعانقني وترسل رذاذك الناعم يلاطف وجنتي وشفتي ويداعب جفنيّ الناعسين الذابلين من نشوة عشقك ، تعودت عليك يا بحر ، تعودت أن أعشقك ، أن أذوب في عشقك ، تعودت أن تبادلني كل جنوني ، أن تبدد كل مخاوفي ، أن تحتضن كل آلامي ، تعودت أن يأسرني جمالك ورقتك ووداعتك ، تعودت أن أفرح لفرحك وأثور لغضبك ، تعودت يا بحري أن أتنفسك .
ولكن ما لم أتعوده يا بحر ، ما لم أفهمه قط هو ما سرٌ صمتك الرهيب الآن ؟ ما سرُ سكونك وهدوئك ؟
ما سرٌ انزوائك بعيداً عني ؟ ما سرّ هذا الصمت ؟
انتظرتك يا بحر كي تخرج من صمتك فنعود كما كنا ولكن انتظاري كان بلا فائدة ، ثم فكرت وقررت أن أتعلم لغة العوم ، وأن القي بنفسي في أحضانك ، فإن كنت يا بحري لا زلت تحبني ستأخذني بين ذراعيك الكبيرتين ، وان كنت قد عدلت عن حبي فارمِ ِ بجثتي إلى رمال شاطئك الناعمة فعندها لن تعنيني حياتي ،
لن تعنيني أي حياة .انتظرني يا بحر.
أخاف البحر ، منذ الصغر وأنا أخاف البحر ، لا يستهويني البحر ولا الوقوف ببابه ! لم أعره انتباهي
في يوم ، لم يأسرني جماله ورقته ووداعته ، كان المجهول بالنسبة لي ! أمضيت العمر وأنا أجهله ،
أجهل معالمه ومفرداته ، أجهل طقوسه وعاداته ،
لم أكترث يوما ً لفرحه أو لترحه ، لم يعنني أبداً سكونه أو غضبه ، لم تكن يا بحر في يوم لي ولم أكن أنا لك .
إلى أن قادتني قدماي الحافيتان يوما إلى شاطئك الجميل ، كانت صدفة ، مجرد صدفة ، مررت بقدميّ العاريتين على رمال شاطئك الناعمة وأرسلت نظري بعيداً ، أفتش فيك ، أبحث فيك ، عن ماذا ؟ لا أعرف !
زلت قدمي الصغيرة فهوت إليك ، ثم أخذت تصرخ و تستجدي ، تستجديك أن لا تبتلعها في جوفك الكبير فهي تجهل لغة العوم ، وكم كانت دهشتي عندما أرسلت أمواجك العاتية لتلامس قدميّ الصغيرتين وتلثمهما بقبلك الدافئة التي لم أكن أعي في يوم سر ّعذوبتها. وغرقت يا بحري ولكن ليس في جوفك الكبير بل في حبك، وبت لا أخاف منك ، بت لا أخافك ، وصرت انتظرك كل يوم ؛ لتأتي إلي فتعانقني وترسل رذاذك الناعم يلاطف وجنتي وشفتي ويداعب جفنيّ الناعسين الذابلين من نشوة عشقك ، تعودت عليك يا بحر ، تعودت أن أعشقك ، أن أذوب في عشقك ، تعودت أن تبادلني كل جنوني ، أن تبدد كل مخاوفي ، أن تحتضن كل آلامي ، تعودت أن يأسرني جمالك ورقتك ووداعتك ، تعودت أن أفرح لفرحك وأثور لغضبك ، تعودت يا بحري أن أتنفسك .
ولكن ما لم أتعوده يا بحر ، ما لم أفهمه قط هو ما سرٌ صمتك الرهيب الآن ؟ ما سرُ سكونك وهدوئك ؟
ما سرٌ انزوائك بعيداً عني ؟ ما سرّ هذا الصمت ؟
انتظرتك يا بحر كي تخرج من صمتك فنعود كما كنا ولكن انتظاري كان بلا فائدة ، ثم فكرت وقررت أن أتعلم لغة العوم ، وأن القي بنفسي في أحضانك ، فإن كنت يا بحري لا زلت تحبني ستأخذني بين ذراعيك الكبيرتين ، وان كنت قد عدلت عن حبي فارمِ ِ بجثتي إلى رمال شاطئك الناعمة فعندها لن تعنيني حياتي ،
لن تعنيني أي حياة .انتظرني يا بحر.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت 18 مايو 2024 - 12:04 من طرف لانا زهدي
» الغريب
الأربعاء 15 مايو 2024 - 11:29 من طرف عشتار
» نزوح آخر بقلم نور السويركي
الإثنين 13 مايو 2024 - 11:28 من طرف خيمة العودة
» عاتبني أيها القمر !
الإثنين 13 مايو 2024 - 11:24 من طرف لبيبة الدسوقي
» امرأة من زمن الأحلام
الأحد 12 مايو 2024 - 11:11 من طرف ريما مجد الكيال
» زوابع الياسمين
الأحد 12 مايو 2024 - 11:09 من طرف ريما مجد الكيال
» منشورات ميساء البشيتي في جريدة عرب كندا
الخميس 9 مايو 2024 - 11:35 من طرف ميساء البشيتي
» قناع بلون السماء ... باسم خندقجي
السبت 4 مايو 2024 - 11:41 من طرف حاتم أبو زيد
» هدية العصفورة إليك .
الأحد 28 أبريل 2024 - 12:00 من طرف حاتم أبو زيد
» قبر واحد يكفي لكل العرب
السبت 27 أبريل 2024 - 15:45 من طرف ميساء البشيتي
» على حافة الوطن
الثلاثاء 23 أبريل 2024 - 11:55 من طرف ريما مجد الكيال
» الوطن كما يجب أن يكون
الإثنين 22 أبريل 2024 - 11:35 من طرف ورد العربي
» .لماذا لم يخبرنا بأنه محبطٌ؟ أحمد خالد توفيق
الأحد 21 أبريل 2024 - 12:20 من طرف خيمة العودة
» زهر اللوز هو عنوانك
السبت 6 أبريل 2024 - 11:42 من طرف لبيبة الدسوقي
» حدائق اللوز
السبت 6 أبريل 2024 - 11:42 من طرف لبيبة الدسوقي
» أصوات من غزة
الجمعة 5 أبريل 2024 - 12:11 من طرف خيمة العودة
» دعاء ختم القرآن الكريم
الجمعة 5 أبريل 2024 - 11:59 من طرف دانة ربحي
» وجوه عابرة
الجمعة 5 أبريل 2024 - 11:53 من طرف ميساء البشيتي
» العهد
الثلاثاء 2 أبريل 2024 - 21:58 من طرف راما البلبيسي
» صافحيني غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:35 من طرف طارق نور الدين
» على عيني يا غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:35 من طرف طارق نور الدين
» هولاكو في غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:33 من طرف طارق نور الدين
» من يخاطبكم يا ميتون
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:32 من طرف طارق نور الدين
» ثوري غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:30 من طرف طارق نور الدين
» أين المفر يا غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:30 من طرف طارق نور الدين