بحـث
من أنا ؟
حقوقية، كاتبة، ناشطة في شؤون بلادي وشؤون المرأة، لي عدة منشورات ورقية وإلكترونية
المواضيع الأخيرة
كتب ميساء البشيتي الإلكترونية
عندما سطعت نجمة
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
عندما سطعت نجمة
ربما كنت أعانق الليل لآخر مرة قبل أن تتلاشى فلول الظلام ويتنفس الصبح هناك في الأفق .. وربما كان في بدايته وهو يناجيني ويستمع إلى بوحي للمرة الواحدة بعد الألف . الذي أتذكره هو أنني رافقته منذ أن أسدل ستاره على الكون ليغيب كل شيء تحت جنحه ولبثت في حضنه تارة أشكو و تارة أغفو ثم أصحو لأجده دائما يلمني بحضنه ، يهدئ من روعي .. يطيب خاطري و يهدهد أحلامي .
يبدو أنني لن أتخلص أبدا من طفولتي و أنني سأظل طفلا ما حييت .. لا يتورع عن الشقاوة و المشاكسة و العناد .. كنت كثيرا ما هفوت لأن أصير رجلا ناضجا متزنا لكنك جعلت مني مراهقا مزمنا و طفلا نزقا ، مشاغبا ، متمردا .
كل ما حولي كان ينطق في صمت .. ويصلي في خشوع .. وهاهي ظلمة الهزيع الأخير من الليل تشتد ، فيتضوع الزمان و المكان و تتألق السماء بعقود و قلادات من النجوم المتلألئة .. لكني كنت ميمما شطر الأفق الشرقي كأنني أنتظر شيئا .
هاهو السحر ينفث أريجه فتتخدر أوصالي و يرتجف كياني وتتوثب في نفسي غريزة الانتظار .. انتظار ما سيسفر عنه الأفق المظلم هناك عند تلك الربى المتعانقة في ود .
قلت لي مرة إن وجودي هو حياتك و أجبتك حينها أن حياتي هي وجودك فتمايلت من حولنا عناقيد العنب و سيقان الليلك .. وارتجف الأقحوان على نبض الياسمين ، و ارتعشت أوصال السنديان نشوة .
سألتني يوما من أكون فأجبتك ببساطة أنا هو أنا .. فاكتفيت بإجابتي لأنك كنت تعرفين كل شيء عني رغم أننا لم نلتق يوما .. ووجدت نفسي أني أعرفك أكثر مما كنت تتوقعين .
تتذكرين كيف التقينا أول مرة ؟ .. أول حديث لنا ؟ .. أول همس؟ .. ربما لم نقل شيئا ..
ضحكنا .. ابتسمنا .. تخيلنا ، حلمنا ، جرينا ، لهونا ، ثم تعانقنا حتى انصهرنا ..
الآن عرفت لماذا حين تغيبين طويلا لا أقلق .. لقد كان عناقنا و انصهارنا يوما ما كفيلا بجعل كل واحد منا يأخذ شيئا من الآخر . وها أنذا انتظر مكتفيا بزاد منك .. أحسه في وجداني .. بين جوانحي .. في قلبي .. ساريا في دمي .. موغلا في مسامي ..
الآن .. تبدأ بوادر فراقي عن ليلي .وفي لحظة انطفاء النجمات ، الواحدة تلو الأخرى ، وقبل أن يبزغ الفجر البهيج ، تسطع أم النجمات .. ما ذا أقول ؟.. تسطعين أنت بكل بهائك و رونقك .. تتوهجين وتتضوعين بكل العطور .. وهاهي سمائي تزدان بك كنجمة ليست كالنجمات .. نجمة تعلو وتعلو لتعانق كبد السماء ثم تكبر فيكبر وهجها ..
أعلم أنك لن تأفلي مع بزوغ الفجر وطلوع النهار .. لأنك ستكونين الشمس التي ستشرق وتتوهج في الضحى والأصيل ، وانك ستكونين القمر المنير الذي سيبزغ عبر الآكام ليرصد كل عشق سنعيشه و كل رحيق سنرتشفه .. وستجدينني أنتظرك مهما يطل الزمان ومهما ينأى المكان .. وستلقين عشقي هو عشقي .. وشوقي هو شوقي وحبي هو حبي .
ها هو الأفق يتورد و الربى تهتز معلنة عن انصهار جديد آت .. وفصل جديد من عشق سترويه الأجيال أبا عن جد .
يبدو أنني لن أتخلص أبدا من طفولتي و أنني سأظل طفلا ما حييت .. لا يتورع عن الشقاوة و المشاكسة و العناد .. كنت كثيرا ما هفوت لأن أصير رجلا ناضجا متزنا لكنك جعلت مني مراهقا مزمنا و طفلا نزقا ، مشاغبا ، متمردا .
كل ما حولي كان ينطق في صمت .. ويصلي في خشوع .. وهاهي ظلمة الهزيع الأخير من الليل تشتد ، فيتضوع الزمان و المكان و تتألق السماء بعقود و قلادات من النجوم المتلألئة .. لكني كنت ميمما شطر الأفق الشرقي كأنني أنتظر شيئا .
هاهو السحر ينفث أريجه فتتخدر أوصالي و يرتجف كياني وتتوثب في نفسي غريزة الانتظار .. انتظار ما سيسفر عنه الأفق المظلم هناك عند تلك الربى المتعانقة في ود .
قلت لي مرة إن وجودي هو حياتك و أجبتك حينها أن حياتي هي وجودك فتمايلت من حولنا عناقيد العنب و سيقان الليلك .. وارتجف الأقحوان على نبض الياسمين ، و ارتعشت أوصال السنديان نشوة .
سألتني يوما من أكون فأجبتك ببساطة أنا هو أنا .. فاكتفيت بإجابتي لأنك كنت تعرفين كل شيء عني رغم أننا لم نلتق يوما .. ووجدت نفسي أني أعرفك أكثر مما كنت تتوقعين .
تتذكرين كيف التقينا أول مرة ؟ .. أول حديث لنا ؟ .. أول همس؟ .. ربما لم نقل شيئا ..
ضحكنا .. ابتسمنا .. تخيلنا ، حلمنا ، جرينا ، لهونا ، ثم تعانقنا حتى انصهرنا ..
الآن عرفت لماذا حين تغيبين طويلا لا أقلق .. لقد كان عناقنا و انصهارنا يوما ما كفيلا بجعل كل واحد منا يأخذ شيئا من الآخر . وها أنذا انتظر مكتفيا بزاد منك .. أحسه في وجداني .. بين جوانحي .. في قلبي .. ساريا في دمي .. موغلا في مسامي ..
الآن .. تبدأ بوادر فراقي عن ليلي .وفي لحظة انطفاء النجمات ، الواحدة تلو الأخرى ، وقبل أن يبزغ الفجر البهيج ، تسطع أم النجمات .. ما ذا أقول ؟.. تسطعين أنت بكل بهائك و رونقك .. تتوهجين وتتضوعين بكل العطور .. وهاهي سمائي تزدان بك كنجمة ليست كالنجمات .. نجمة تعلو وتعلو لتعانق كبد السماء ثم تكبر فيكبر وهجها ..
أعلم أنك لن تأفلي مع بزوغ الفجر وطلوع النهار .. لأنك ستكونين الشمس التي ستشرق وتتوهج في الضحى والأصيل ، وانك ستكونين القمر المنير الذي سيبزغ عبر الآكام ليرصد كل عشق سنعيشه و كل رحيق سنرتشفه .. وستجدينني أنتظرك مهما يطل الزمان ومهما ينأى المكان .. وستلقين عشقي هو عشقي .. وشوقي هو شوقي وحبي هو حبي .
ها هو الأفق يتورد و الربى تهتز معلنة عن انصهار جديد آت .. وفصل جديد من عشق سترويه الأجيال أبا عن جد .
رشيد الميموني- عضو جديد
- الأبراج الصينية :
عدد المساهمات : 101
تاريخ الميلاد : 26/05/1962
تاريخ التسجيل : 17/01/2010
العمر : 61
رد: عندما سطعت نجمة
رشيد
غياب يحمل بين طياته باقات الياسمين ..الليل عندك يضيء ربما أكثر من النهار وكلماتك هي النجمات الساطعات اللواتي لا ينطفئن أبداً ..
خاطرة شفيفة يا رشيد لامست شغاف القلب وتركت عبق الياسمين يسري في الروح .. بوركت يا طيب ما أجمل بوحك .
غياب يحمل بين طياته باقات الياسمين ..الليل عندك يضيء ربما أكثر من النهار وكلماتك هي النجمات الساطعات اللواتي لا ينطفئن أبداً ..
خاطرة شفيفة يا رشيد لامست شغاف القلب وتركت عبق الياسمين يسري في الروح .. بوركت يا طيب ما أجمل بوحك .
--------------------------------
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
رد: عندما سطعت نجمة
ميساء البشيتي كتب:رشيد
غياب يحمل بين طياته باقات الياسمين ..الليل عندك يضيء ربما أكثر من النهار وكلماتك هي النجمات الساطعات اللواتي لا ينطفئن أبداً ..
خاطرة شفيفة يا رشيد لامست شغاف القلب وتركت عبق الياسمين يسري في الروح .. بوركت يا طيب ما أجمل بوحك .
كم يسعدني تجاوبك ميساء
وكم أجد في نفسي حافزا للمزيد من الكتابة أمام هذا التشجيع المتواصل ..
كبمات الشكر لا تسعفني ولن تكفي لتفيك حقك من التكريم .
شكرا لك من كل قلبي
رشيد الميموني- عضو جديد
- الأبراج الصينية :
عدد المساهمات : 101
تاريخ الميلاد : 26/05/1962
تاريخ التسجيل : 17/01/2010
العمر : 61
رد: عندما سطعت نجمة
خاطرة شفيفة أستاذ رشيد وأهلا بعودتك لنا من جديد كم سعدت بمصافحة خواطرك مرة أخرى ودمت بخير يا رشيد .
عشتار- عضو متميز
- عدد المساهمات : 894
تاريخ التسجيل : 23/04/2010
رد: عندما سطعت نجمة
عشتار كتب:خاطرة شفيفة أستاذ رشيد وأهلا بعودتك لنا من جديد كم سعدت بمصافحة خواطرك مرة أخرى ودمت بخير يا رشيد .
أنا أكثرسعادة عشتار بهذا الحفاوة الرائعة التي تشعرني بالدفء الأخوي والتجاوب الحميمي بها المنتدى .
شكرا عشتار ولك كل مودتي الخالصة في انتظار مرورك من جديد على متصغحي .
رشيد الميموني- عضو جديد
- الأبراج الصينية :
عدد المساهمات : 101
تاريخ الميلاد : 26/05/1962
تاريخ التسجيل : 17/01/2010
العمر : 61
أخي العزيز / رشيد
عزيزي / أجمل شئ هو انتظار فجر بحمل أملا وحلم ..أن تضئ القلب بكلماتك واحساسك الراقي ..تنطق بكل ما يجول في النفس
دمت رشيد بخير
كل عام وأنت بخير
دمت رشيد بخير
كل عام وأنت بخير
سميرة عبد العليم- عضو متميز
- الأبراج الصينية :
عدد المساهمات : 1340
تاريخ الميلاد : 01/07/1973
تاريخ التسجيل : 10/01/2011
العمر : 50
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 12:00 من طرف حاتم أبو زيد
» قبر واحد يكفي لكل العرب
أمس في 15:45 من طرف ميساء البشيتي
» منشورات ميساء البشيتي في جريدة عرب كندا
أمس في 15:40 من طرف ميساء البشيتي
» على حافة الوطن
الثلاثاء 23 أبريل 2024 - 11:55 من طرف ريما مجد الكيال
» الوطن كما يجب أن يكون
الإثنين 22 أبريل 2024 - 11:35 من طرف ورد العربي
» .لماذا لم يخبرنا بأنه محبطٌ؟ أحمد خالد توفيق
الأحد 21 أبريل 2024 - 12:20 من طرف خيمة العودة
» زهر اللوز هو عنوانك
السبت 6 أبريل 2024 - 11:42 من طرف لبيبة الدسوقي
» حدائق اللوز
السبت 6 أبريل 2024 - 11:42 من طرف لبيبة الدسوقي
» أصوات من غزة
الجمعة 5 أبريل 2024 - 12:11 من طرف خيمة العودة
» دعاء ختم القرآن الكريم
الجمعة 5 أبريل 2024 - 11:59 من طرف دانة ربحي
» وجوه عابرة
الجمعة 5 أبريل 2024 - 11:53 من طرف ميساء البشيتي
» العهد
الثلاثاء 2 أبريل 2024 - 21:58 من طرف راما البلبيسي
» صافحيني غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:35 من طرف طارق نور الدين
» على عيني يا غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:35 من طرف طارق نور الدين
» هولاكو في غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:33 من طرف طارق نور الدين
» من يخاطبكم يا ميتون
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:32 من طرف طارق نور الدين
» ثوري غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:30 من طرف طارق نور الدين
» أين المفر يا غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:30 من طرف طارق نور الدين
» إعدام غزة !
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:28 من طرف طارق نور الدين
» تحركوا أيها الدمى
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:26 من طرف طارق نور الدين
» رسالة من طفل غزة إلى سلاطين العرب
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:25 من طرف طارق نور الدين
» كم أنت بعيد يا أفصى
الجمعة 22 مارس 2024 - 12:06 من طرف رمزية بنت الفرج
» يا زهرة المدائن ..يا قدس
الجمعة 22 مارس 2024 - 12:04 من طرف رمزية بنت الفرج
» من يكرمكن نساء غزة ؟
الجمعة 22 مارس 2024 - 11:55 من طرف رمزية بنت الفرج
» جربت تنام بخيمة؟ بقلم اسماعيل حسين
الثلاثاء 27 فبراير 2024 - 11:00 من طرف خيمة العودة