رسائل في النخاع!

أنتَ أبجدية صماء
كل حروفها ساكنة
لا تقبل الرفع ولا الضم !

حين أقول كيف الحال
فهذا لا يعني أنني أجري معك تحقيقاً
بل يعني أنني مشتاقة
إن كنت ما زلت تفهم لغة الاشتياق !

أنا أفتح باباً من هنا وباباً من هناك
وأنتَ تغلق في وجهي كل الأبواب!

تفتش في حروفي
أيها يليق بك فترتديه قلادة
وما لا يعجبك تعلقه على أعواد المشانق
ديمقراطي أنت من أول نظرة !

عادة لا أتصف بالذكاء الاجتماعي
لأنني دائماً أفاجأ بالآخر
وأفاجأ أكثر بنفسي
ومع ذلك فغباؤك غلب ذكائي !

لا أريد لكلامي أن يكون ثقيلاً عليك
ولا أريد لرسائلي أن تكون سكاكين في الخاصرة
ولكنك هاجمت عناقيد المطر
ومزقت عنق الوردة
ثم ركضت إلى صومعتك
تمشط شعر الدمية
على أساس أنها
كل ما تبقى من طفولتك !

ركضت خلفك كل القارات
وجبت في أعماقك حتى وصلت القعر
ولم أجدني في زاوية
ما وجدت سوى صور لك
تشاهدها في كل المرايا
وعلى زجاج النوافذ
وفي مياه البرك
فهل هناك جنون عظمة أكبر من هذا
وهل في قلبك متسع لنوع آخر من الصور !

لا تذهب
لم أنهِ حديثي بعد
فلدي الكثير من هذه الرسائل
سأتلوها على مسامعك
قبل أن تبعثرها الريح
وتلقي بها على باب بيتك
فتنام وحيدة في الخارج
لأن الريح بعثرتها
ولم تكن أنتَ لها وطناً !

تفتح أبواب الماضي على غفلة من الزمان ..
وأثق أنتَ أنني ما زلت معلقة على مشجب الانتظار ..
ألا تنظر في الساعة
ألا تعرف الوقت
ألم تدري كم خريف مرَّ علينا
ألم تشعر بالهزات الأرضية
والكوارث البيئية
والمجازر التي أغرقت المدن القريبة والبعيدة
وتأتيني ببراءة الأطفال
تريد أن تتم ما بقيَّ في فنجان قهوة الصباح
ما أغربك حين ترتدي الطفولة وقت تشاء ؟!

متاهة تجمعنا .. ومتاهة تفرقنا ..
وفي النهاية لا أحد في هذا الكون
يستطيع أن يقرأ قلبي غيرك ..
ولا أحد في هذا الكون
يقدر على انتظارك دهراً بأكمله غيري ..
ومع ذلك أنا وأنت
خطان متوازيان لا يلتقيان ..لا يلتقيان ..
أليست هذه أكبر متاهة ؟!

رسائل في النخاع!

رسائل في النخاع!

رد: رسائل في النخاع!

رد: رسائل في النخاع!

رد: رسائل في النخاع!

رد: رسائل في النخاع!

رد: رسائل في النخاع!

رد: رسائل في النخاع!

رد: رسائل في النخاع!

رد: رسائل في النخاع!

رد: رسائل في النخاع!