منتدى عصفورة الشجن
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 

 


Rechercher بحث متقدم

من أنا ؟


حقوقية، كاتبة، ناشطة في شؤون بلادي وشؤون المرأة، لي عدة منشورات ورقية وإلكترونية


المواضيع الأخيرة
» رسائل في الهواء
"عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس - صفحة 2 Emptyأمس في 12:30 من طرف ميساء البشيتي

» أن تملك مكتبة - أن تخسر مكتبة ..شجاع الصفدي
"عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس - صفحة 2 Emptyالخميس 5 سبتمبر 2024 - 11:27 من طرف خيمة العودة

» طباق إلى إدوارد سعيد ..محمود درويش
"عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس - صفحة 2 Emptyالسبت 31 أغسطس 2024 - 12:05 من طرف حاتم أبو زيد

» سلسلة حلقات جاهلية .
"عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس - صفحة 2 Emptyالثلاثاء 27 أغسطس 2024 - 12:10 من طرف ميساء البشيتي

» منشورات ميساء البشيتي في جريدة عرب كندا
"عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس - صفحة 2 Emptyالثلاثاء 27 أغسطس 2024 - 12:09 من طرف ميساء البشيتي

» لمن يهمه الأمر
"عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس - صفحة 2 Emptyالثلاثاء 27 أغسطس 2024 - 11:52 من طرف هبة الله فرغلي

» عندما تنتهي الحرب بقلم شجاع الصفدي
"عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس - صفحة 2 Emptyالسبت 24 أغسطس 2024 - 12:17 من طرف خيمة العودة

» شجرة التين بقلم نور دكرلي
"عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس - صفحة 2 Emptyالسبت 24 أغسطس 2024 - 12:11 من طرف خيمة العودة

» عيد ميلاد سعيد يا فرح
"عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس - صفحة 2 Emptyالأربعاء 21 أغسطس 2024 - 12:49 من طرف ميساء البشيتي

» مطر أسود
"عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس - صفحة 2 Emptyالإثنين 12 أغسطس 2024 - 10:29 من طرف ميساء البشيتي

»  بـــ أحس الآن ــــــــ
"عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس - صفحة 2 Emptyالأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:27 من طرف حاتم أبو زيد

» أنا .. أنت .. نحن كلمة ( مشاركة عامة )
"عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس - صفحة 2 Emptyالأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:27 من طرف حاتم أبو زيد

» فقلْ يا رب للشاعر الفلسطيني صبحي ياسين
"عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس - صفحة 2 Emptyالأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:24 من طرف خيمة العودة

» ثورة صامتة
"عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس - صفحة 2 Emptyالإثنين 29 يوليو 2024 - 10:53 من طرف مؤيد السالم

» فضل شهر الله المحرّم وصيام عاشوراء
"عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس - صفحة 2 Emptyالثلاثاء 16 يوليو 2024 - 11:14 من طرف فاطمة شكري

» "عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس
"عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس - صفحة 2 Emptyالإثنين 15 يوليو 2024 - 17:53 من طرف ميساء البشيتي

» سيد الصمت .. إلى أبي في ذكرى رحيله السادسة
"عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس - صفحة 2 Emptyالأحد 7 يوليو 2024 - 14:45 من طرف ميساء البشيتي

» ليلاي ومعتصمها
"عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس - صفحة 2 Emptyالأربعاء 3 يوليو 2024 - 11:24 من طرف مريومة

» غزلك حلو
"عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس - صفحة 2 Emptyالأربعاء 3 يوليو 2024 - 11:21 من طرف ريما مجد الكيال

» أنت َ عنواني .. أنتِ عنواني
"عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس - صفحة 2 Emptyالأربعاء 3 يوليو 2024 - 11:18 من طرف لبيبة الدسوقي

» تحركوا أيها الدمى
"عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس - صفحة 2 Emptyالأربعاء 3 يوليو 2024 - 11:14 من طرف لبيبة الدسوقي

» لوحة
"عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس - صفحة 2 Emptyالسبت 22 يونيو 2024 - 12:04 من طرف ريما مجد الكيال

» كنتَ مني وكنتُ منك !
"عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس - صفحة 2 Emptyالسبت 22 يونيو 2024 - 12:02 من طرف ريما مجد الكيال

» في مولد الهادي
"عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس - صفحة 2 Emptyالثلاثاء 18 يونيو 2024 - 12:21 من طرف هدى ياسين

» أحلم بالعيد
"عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس - صفحة 2 Emptyالأحد 16 يونيو 2024 - 12:06 من طرف اميرة

أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
خيمة العودة
"عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس - صفحة 2 Poll_right"عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس - صفحة 2 Poll_center"عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس - صفحة 2 Poll_left 
ميساء البشيتي
"عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس - صفحة 2 Poll_right"عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس - صفحة 2 Poll_center"عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس - صفحة 2 Poll_left 


"عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس

2 مشترك

صفحة 2 من اصل 2 الصفحة السابقة  1, 2

اذهب الى الأسفل

"عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس - صفحة 2 Empty رد: "عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس

مُساهمة من طرف ميساء البشيتي الإثنين 15 يوليو 2024 - 17:28

ملامح مستترة


يا رفيق جرحي، لا أريد لحديثي أن يخدش ملامح الفرح على محياك؛ لكننا ما أن نرفع حجرًا عن حجر حتى تتدفق ينابيع غريبة اللون والرائحة من بيادرنا، لونها لا يشبه بياضنا الذي وُلدنا به، رائحتها لا تشبه ياسميننا، فمن أين أتت براكين الكراهية هذه؟ من زرعها في حقولنا؟ وكيف نرجم بها فلذات الأكباد؟!

في الماضي القريب كنا مشاتل من الحب، نعانق الصباح، ندغدغ الطيور، نستقبل الليل العنيد؛ ليفرش عباءته السوداء، ويستريح على أبواب خيامنا، ويستيقظ معنا لصلاة الفجر، والدعاء على الغاصب المحتل، فكيف تبدل بنا الحال  وأصبحنا كطائر البوم لا ننعق إلاَّ بالخراب؟!

يا رفيق وجعي، سؤال يحيرني ويقض مضجعي: أأنتَ ذلك العاشق الغبيُّ أم الغبيُّ العاشق؟ أم أنتَ لا هذا ولا ذاك، ولا شيءٌ أبدًا؟ وأنني على مدى دهر سلف قد راهنت على الحصان الأعرج؛ فكنتُ الخاسر الأوحد في لعبة العشق ومدارات الوهم، وأنتَ كما أنتَ لا تدري إلى أي حائط تولِّي وجهك، وتقيم صلاتك؛ بعد أن تتوضأ بقبلات محرمة على السمع، ثم تأتي إليَّ فيما بعد ترسم خريطة جديدة للحلم.

أعوام طويلة وأنا أقتات الحياة من عينيك، أتبختر في حدائقها، أستنشق بنفسجها، أدندن موسيقاها قبل النوم؛ فأرى في منامي الفصول الأربعة، وسماء تَرَفُّلُ بأثواب العرس، فأتساءل في صمتٍ: أيكون هذا هو الوطن العاشق، أم العاشق الوطن، أم كلاهما معًا؟ وأنحني أمام عظمة هذا العشق؛ لتفترسني فيما بعد كل خيبات الأمل.

أخبرني يا صديقي اللدود عن الموت، الأحجية، الأكثر تعقيدًا من هذه الحياة: كيف يأتون وقد رحلوا؟!  كيف يحضرون في مواعيد الفرح، والترح، وحين تسقط الدمعة، وتختنق الآهة، وتفرُّ التنهيدة عند بوابات الصور، وحين نجاهر بجاهليتنا العظمى؛ فلا نمد اليد اليمنى لتحتضن اليسرى، ونبني جدارًا جاهليًا بيننا وبين من انتبذ مكانًا قصيًا ليواري عزلته؟

قساة نحن، وفينا من اللؤم الجاهليُّ ما يكفي لتُفزَع أم في قبرها؛ فتستأذن الموت كي تعود من رحيلها الأبدي لبعض الوقت، تركض إلينا في الهَزِيع، تطرق ناقوس الليل بشدة، ترفع ستارته الثقيلة عن نوافذ القلب، تمسح السواد المتمرس على جفنيِّ العتمة، وتدعونا بقلب ينفطر من الرجاء: لا تكسروا سواعدكم، لا تَحنوا ظهوركم، لا تعيشوا ما تبقى من هذه الحياة على فتيل شمعة محترقة؛ وبين أياديكم كل هذا الضياء؟!

ومع ذلك يا صديقي فلا أحد يستيقظ من سباته ليستقبل هذه الأم القادمة من الموت، لا أحد يقبِّل يدها أوجبهتها، لا أحد يستمع إلى دعائها، وبكائها على أبواب الليل!

إنها رائحة غريبة تنبعث من قلوبنا، وأنتَ تولي وجهك نحو ذلك الجدار، تتوضأ بوجعي، ثم تأوي إلى خيمتك؛ تكتب قصيدة غزلية لفاتنة مرت في حدائق البال، وتحلم بوطن يليق بأشعارك، تكتب أغنياته وتوزعها على الفقراء، ثم تتأبط حلمك وتسافر على أجنحة الخيال.

--------------------------------
"عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس - صفحة 2 Aooo_o11

الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
ميساء البشيتي
ميساء البشيتي
مديرة المنتدى
مديرة المنتدى

العذراء الأبراج الصينية : القط
عدد المساهمات : 6514
تاريخ الميلاد : 17/09/1963
تاريخ التسجيل : 05/10/2009
العمر : 60
الموقع الموقع : مدونتي عصفورة الشجن

http://mayssa-albashitti.blogspot.com/

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

"عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس - صفحة 2 Empty رد: "عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس

مُساهمة من طرف ميساء البشيتي الإثنين 15 يوليو 2024 - 17:29

جاهلية 3
ساعة رضا
دقت الساعة معلنة الوقت .. فُتحت شاشات التلفاز وتجمهر الجميع أمامها .. رجالٌ .. نساءٌ .. أطفالٌ من كافة الأعمار .. لم توحدهم قضية قط منذ آلاف السنين .. اجتمعوا اللحظة فاغرين أفواههم .. جاحظين أعينهم .. تتلاحق أنفاسهم وتتسارع نبضات قلوبهم محاولين بكل جهد ادخروه اقتناص لحظات من الرومانسية المفقودة .. محاولين قدر الإمكان شحن قلوبهم وعقولهم بعبارات الحب المُغفلة وكلمات الغزل الغائبة على مرِّ الأيام والسنين .
تسمرت نظراتهم عند تلك الشاشة الصغيرة وكأن رقابهم قد عُلّق مصيرها هناك على أحداث افتعلها أحدهم ووقع الجميع ضحيتها لكن عن طيب خاطر منهم ورضا كبير .
أخذت أتفحص وجوههم على مدار الساعة .. أتابع بشغف نظراتهم وهي تتأرجح بين فرح وترح .. أخذت أرقب كل تحركاتهم .. إيماءتهم .. تنهيداتهم .. حسراتهم .. غبطاتهم .. دمعاتهم .. ابتساماتهم ...
رجالٌ تقطر نظراتهم سماً من الغيرة والغيظ .. كل منهم يحلم بأنه ذلك الفتى الوسيم الذي ترمقه أعين نساء الكون بنظرات من الإعجاب لا حد لها ولا مثيل لها .. ونساءٌ تعتصر قلوبهم أسىً ولوعةً وحيرة ًعلى واقعٍ مُرٍّ يغلف حياتهن وتعطش شديد لقصة حب جامحة تلوح خيالاتها في سقف العقل الباطن وداخل أسوار أحلام المساء .
وأطفالٌ في عمر الورود يرسمون أحلاما ً نديةً لمستقبل ترفرف راياته في السحب لكن جذوره ترتع في قعر الجحيم .
وما أن دقت الساعة معلنة انتهاء العرض حتى انتفضت شخصية السيد داخل كل رجل منهم وتلاشت غيوم الرومانسية المحلّقة في سماء المكان وأخذ السيد يصدر أوامره التي لا معنى لها سوى أنه موجود .. أما النساء فسرعان ما سرت في أعماقهن أنفاس الجواري فهرعن إلى ركنهن المعتاد لممارسة طقوسهن وهروبهن الدائم تحت أقبية المطبخ .. وفزع الأطفال من أحلامهم الوردية ليرتطموا بصخرة الواقع الأليم وتلبية الأوامر الهابطة على رؤوسهم كالقنابل الصوتية لكن في امتعاض واشمئزاز شديدين .
نظرت حولي مجدداً فوجدت الدنيا قد تبدلت ألوانها .. كل شيء عاد لما كان عليه .. كل فرد تمترس في زاويته التي وجد فيها منذ ألف عام .. تنفست الصعداء لبعض الوقت ثم قلت لهم مداعبة هل ألتقي بكم في مثل هذا الوقت من مساء الغد ؟
نظر إلي الرجال نظرات خجلة ونظرت إليَّ النساء في حيرة بالغة وصاح الأطفال بدون خجل أو وجل لا .. لا .. لااااااااااا .
حينها قفز إلى ذهني شيء .. فتناولت سماعة الهاتف على الفور وحادثت شركة الطيران مستفسرة : هل انتم متأكدون من قيام الرحلة رقم ... أثناء العرض ؟

--------------------------------
"عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس - صفحة 2 Aooo_o11

الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
ميساء البشيتي
ميساء البشيتي
مديرة المنتدى
مديرة المنتدى

العذراء الأبراج الصينية : القط
عدد المساهمات : 6514
تاريخ الميلاد : 17/09/1963
تاريخ التسجيل : 05/10/2009
العمر : 60
الموقع الموقع : مدونتي عصفورة الشجن

http://mayssa-albashitti.blogspot.com/

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

"عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس - صفحة 2 Empty رد: "عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس

مُساهمة من طرف ميساء البشيتي الإثنين 15 يوليو 2024 - 17:30

جاهلية 4

يوم المرأة العالمي 

هل تلد الأمَةُ أحرارًا؟

ساقتني أقدامي المتهالكة ذات مساء لحضور أمسية للاحتفال بيوم المرأة العالمي... وهناك رأت نفسي المصدومة، المصعوقة، ما أجج بداخلي ثورة عارمة من التساؤلات، وبركانًا هائجًا من الانفعالات.

عبارات مثقلة بالمديح المطلي، المعسول، المنمق، المزخرف، والملون بجميع ألوان الطيف المرئي. عبارات رنانة تتداعى لرقتها جميع الحواس، وتـُشنـَّف لمسمعها الأذان! شعارات تطير في الأفق وترفرف بأجنحة الكذب كالأَعَلام. 

حرية المرأة، حقوق المرأة، أمان المرأة... عبارات استفزت  صمتي المطبق منذ قرون فنفضتُ عن وجهي غبار الأزمنة الغابرة، ورفـَعْت  عني سقف القبر الذي وئدت فيه بأيدي جاهليٍّ غابر، وخرجتُ إليهم صارخة، ضاربة عرض الحائط بكل هذه الشعارات الرنانة، والدعايات الكاذبة: عن أية امراة تتحدث أيها الجاهلي؟ عن أية حرية؟ أية حقوق؟

حريتها أيها الجاهلي ليست قصيدة شعر تتلى في الأمسيات الشعرية، ليست باقةً من النثر تعطر بها صفحات الدواوين. 

أمانها ليس صورةً لغلاف مجلة، أو هديةً تُهدى إليها في عيد العشاق؛ لإيهامها بأنها حظيت... ولحسن حظها بقلب عاشقٍ، يؤمن بحريتها، وحقوقها،وأهميتها!

هذه المرأة التي تتغنى بها الآن كانت قبل لحظات أمَتُك التي تجلدها بسياطك حين تشاء، ودون أن تنبس ببنت شفة... لك أن تصادر حريتها، تهضم حقوقها، تستغل ضعف قلبها، ورهافة مشاعرها، تهدد استقرارها، تزعزع أمنها، تسلبها كل شيء... ثم تنطلق فيما بعد واثق الخطوة، ترفع عقيرتك بالهتاف عن حرية المرأة وحقوقها المسلوبة! 

هذه المرأة هي أمَتُك التي تنتظر في كل ساعة أن توارى الثرى، أن توأد حية؛ إن  أشارت إليك بطرف بنانها،أو همست بأذنك: أنني حرة!

أيتها المرأة الأمَة من تكونين بعرف هذا السيد الجاهليّ؟ من تكونين في عقله، قلبه، أمسه، غده، حاضره، مستقبله؟

من تكونين لهذا الجاهليّ الذي يطبق بفكيه على أيام عمرك، لحظات السعادة والأمل، خيبات الرجاء والألم، إشراقة صباحاتك، بسمتك، دمعتك، كل نفَسٍ صاعد هابط في رئتيك يبحث معك عن الخلاص؟

أيها السيد الجاهليُّ تمهل في غيّك قليلًا، ولا تنسَ  في غمرة احتفالاتك من تربعن على عرش الدنيا: شهرزاد بحكاياتها ألف ليلة وليلة، شجر الدر، زنوبيا ملكة تدمر، كليوباترا،  عشتار... وكيف سحرتك، وأذابتك في بحور شعرها وحبها،...لا تنسَ أن هذه هي المرأة التي أنت بجاهليتك العمياء أضعتها.

واعلم أيها الجاهليُّ أن هذه المرأة الأمَة التي تتغنى بها الآن لم تلد أحرارًا، لم تلد إلا عبيدًا، ولم تربِ إلا جاهلينَ؛ فابحث عن المرأة الحرة حتى تصبح حرًا، ابحث عن المرأة الحرة إن أردت أن تكون أنتَ حرًا.

--------------------------------
"عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس - صفحة 2 Aooo_o11

الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
ميساء البشيتي
ميساء البشيتي
مديرة المنتدى
مديرة المنتدى

العذراء الأبراج الصينية : القط
عدد المساهمات : 6514
تاريخ الميلاد : 17/09/1963
تاريخ التسجيل : 05/10/2009
العمر : 60
الموقع الموقع : مدونتي عصفورة الشجن

http://mayssa-albashitti.blogspot.com/

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

"عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس - صفحة 2 Empty رد: "عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس

مُساهمة من طرف ميساء البشيتي الإثنين 15 يوليو 2024 - 17:32

غول أسمه الزواج

انقطع الإنترنت .. تعطل لبعض الوقت .. أصابتني كآبة فظيعة .. شعرت أنني انقطعت عن العالم .. عفوا عن عالمي الخاص .. عن أوراقي ومدادي وتواصلي مع رفاق الكلمة .. شعرت أن النهار طويل جدا ً وأن حجم الفراغ الجاثم على صدري كبير جدا جدا .. ماذا أفعل في كل هذه المساحة الكبيرة من الفراغ ..
لا أرغب بمتابعة التلفاز إلا لأوقات محددة .. لا أرغب بزيارة للجارة والأخذ والرد معها في حديث لا يسمن ولا يغني من جوع .. مللت هذه الأحاديث الدائرة من بيت لآخر .. ما هو طبق اليوم .. كيف ترضين زوجك .. كيف تستقطبين حب أبنائك .. أحاديث تقتل الروح من داخلها ..
شد ما يزعجني بهذه الأحاديث عندما تقترب مني سيدة مضى على زواجها ربع قرن أو ما يقارب وتسألني ببراءة الأطفال كيف نرضي أزواجنا ؟
بعد هذه العمر ما زلت ترتعدين من هذا السيد .. ما زلت تخافين عدم إرضائه .. ما المخيف بهذا الزوج حتى ترتعد النساء من سيرته وتتراكض للبحث عن وسيلة لإرضائه ؟
هل يعقل أن تتحول العلاقة الزوجية الساكنة الآمنة إلى علاقة خوف وذعر من خيانة يرتب لها الزوج في أي وقت .. هل يعقل أن تعيش نساء الأرض تنتظر لحظة الخديعة ؟
هل يعقل ان يكون الزوج غول تتراكض النساء من حوله خوفا وهلعا وليس حبا ً أو ودا ً أو غراما ً .. هل يعقل أن الحياة بأسرها لا يوجد فيها سوى الخوف من هذا الزوج ..
لماذا يتحول الزواج إلى مقبرة من الجثث الباردة المحنطة ليس فيها شيء يتحرك إلا الخوف ؟
مما تخاف المرأة .. الزوجة .. مما تخاف ؟
متى تفهم المرأة .. متى يفهم الرجل .. أن هذه الحياة فيها ما يستحق الحياة خارج جدران المنزل وخارج ما يعرف بالأسرة التي أصبحت متآكلة لأن من يشرف على تربية أبنائها أم خائفة .. مرتعدة .. لا سلطة لها .. لا رأي لها .. لا كلمة لها .. فكيف ستربي أبناءها سوى على الخوف والجبن والتخاذل ؟
متى تفهم عزيزي الزوج أن هذه الحياة ككفي الميزان يجب ألا ترجح كفة على أخرى أن أردنا عدالة الحياة وليس قسمة الثعلب والجبنة .. متى تفهم عزيزي الزوج أنك المسؤول عن تربية الأبناء وحماية الأسرة ومراعاة مشاعر الزوجة وعواطفها .. بالمجمل أن المسؤول عن جعل هذه الحياة حياة وليس مقبرة .. أنت مسؤول أن تكون زوجا ً وليس غولا ً.

--------------------------------
"عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس - صفحة 2 Aooo_o11

الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
ميساء البشيتي
ميساء البشيتي
مديرة المنتدى
مديرة المنتدى

العذراء الأبراج الصينية : القط
عدد المساهمات : 6514
تاريخ الميلاد : 17/09/1963
تاريخ التسجيل : 05/10/2009
العمر : 60
الموقع الموقع : مدونتي عصفورة الشجن

http://mayssa-albashitti.blogspot.com/

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

"عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس - صفحة 2 Empty رد: "عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس

مُساهمة من طرف ميساء البشيتي الإثنين 15 يوليو 2024 - 17:42

أريد حريتي 
(بانتظار التعديل كما في الكتاب)
سعيدة .. نعم أنا سعيدة .. عقلي سعيد .. فكري سعيد .. لكن قلبي يبدو غير سعيد ..
هو القلب هذا الركن الثائر من الجسد .. الركن المتمرد .. الركن المشاكس .. الركن الرفضوي لجميع أوامر العقل .. ومع ذلك فهو ينقاد كالأسير المكبل أمام رغبات العقل وأوامره ..
فلماذا يتمرد القلب إن كان لا يقوى على شيء ؟
كنت حتى فترة قريبة أظن أنني أسيرة قلبي .. لكنّي اليوم بعد أكملت اللوحة وعلقتها على الجدار وجدت ما كان ينقصني .. لم يكن ينقصني أن أكون بجانبك .. بل أن أكون بعيدة عنك ..
طوال الوقت كنت أظن أن وجودنا في نفس اللوحة هو التحدي وهو الهدف ولأجله كان النضال وكان السعي وكان العذاب وكان المرار .. وما أن اكتملت اللوحة وعُلقتُ أنا وأنت على الجدار حتى وجدت أن ما كنت أبحث عنه هو عكس ما أفنيت الوقت برسمه .. وأنك جميل جدا ً وألوانك جميلة جدا ً وزاهية جدا ً .. وأنا أيضا ً جميلة جدا ً ولكن ليس بقربك .. ليس بجانبك .. ليس على نفس اللوحة .
البعاد الذي كان يخيفني والغياب الذي كان يهزني والصراع الذي كان ينهشني أن أخسر هذه اللوحة .. أن أبقى وحدي معلقة على الجدار .. هذا الخوف دفعني ربما لبعض الحماقات .. كنت أظن في وقتها أنها حماقات .. وأنها مجرد وسيلة أقطع فيها الوقت أثناء غيابك المتكرر والمفاجىء .. لكن على ما يبدو هذا الحماقات أصبحت جزءا ً لا يتجزء مني وأنني قد تعايشت معها ووهبتها الوقت الذي كنت أهبك إياه وأنها قد احتلت مكانها في جدول حياتي ..
ربما لم أضفها إلى اللوحة لأن اللوحة كانت لك وكانت تنقصك أنت .. 
لكن عندما عُدتَ أنت وأكتملت اللوحة اكتشفت أن حماقاتي استولت عليّ بالكامل وأنها أخذت مكانك .. وأنك لن تستوعبني أنا وحماقاتي معا ً .. حماقاتي التي يصعب الآن أن أتنازل عنها .. 
لذلك أنا أريد حريتي .. 
أريد حريتي كي أعيش مع هذه الحماقات التي أصبحت ونيسي وجليسي في غيابك .. 
عُد أنت لغيابك ..
اللوحة الكاملة أصبحت ناقصة بعد أن اكتملت .. اللوحة لم تكتمل بك .. يجب أن تعود الآن إلى غيابك .. وأعود أنا إلى حماقاتي ..
نعم أنا أريد حريتي .

--------------------------------
"عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس - صفحة 2 Aooo_o11

الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
ميساء البشيتي
ميساء البشيتي
مديرة المنتدى
مديرة المنتدى

العذراء الأبراج الصينية : القط
عدد المساهمات : 6514
تاريخ الميلاد : 17/09/1963
تاريخ التسجيل : 05/10/2009
العمر : 60
الموقع الموقع : مدونتي عصفورة الشجن

http://mayssa-albashitti.blogspot.com/

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

"عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس - صفحة 2 Empty رد: "عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس

مُساهمة من طرف ميساء البشيتي الإثنين 15 يوليو 2024 - 17:43

جاهلية 5

الجهل سيد الوقت .

الأمية كتعريف بسيط لها هي ألا تعرف كيف تُقرأ الحروف الأبجدية وكما يجب أن تُقرأ .. ألف .. باء .. تاء ..الخ .

الأمية هي ألا تعرف القراءة .. وإن عرفت كيفية هذه القراءة أو تعلمت تهجئة هذه الحروف فإنك تخرج من خانة الأميين وتدخل إلى خانة جديدة هي خانة غير الأميين .. ومن أتباع هذه الخانة هم المتعلمون والمثقفون والأدباء والشعراء والكتاب والفقهاء والمشرعون ومسميات كثيرة يصعب وصفها وتصنيفها الآن .. هذا إن مارست عملية التهجئة بإتقان .. وكوفئت جهودك بشهادة أو أكثر تتزين فيها جدران حياتك..

الأمية هيَّ ألا تقرأ .. باختصار شديد هي كذلك .. لكن أن لا تفهم ما تقرأه هذا لا علاقة له بالأمية ولا يحتاج إلى فصول مكثفة من محو الأمية .. والدليل أن نسبة من يقرأ دون أن يفهم ما يقرأه قد تفوق كل النسب ومع ذلك فهؤلاء يتمتعون بصفة " غير أميّ " ولا يحتاج حاملها إلى فصول مكثفة من محو الأميّة ..

أن لا تفهم ما تقرأه هذه لا يمكن تصنيفها بأنك شخص أميٌّ .. ولكن هذا لا يمنع من تصنيفها بأنك شخص جاهل .. فالجهل لا علاقة له بالقراءة والكتابة .. الجهل لا علاقة له بالحروف الأبجدية من حيث عددها .. أو من حيث تراكيبها اللغوية العجيبة كأن تتوجها بقوافٍ مزيفة كدس السمِّ في الشهد .. أو تركها منثورة تثير الاشمئزاز على مساحات من البياض الجليل .. الجهل هو ألا تفهم نفسك .. وألا تفهم كل ما يدور من حولك .. والجهل الأكبر ألا تسمح لنفسك أن تفهم شيئاً .. أو أن تسعى لمحاولات غير مقصودة من الفهم والإدراك والاستدراك ..

لماذا نقمع أنفسنا .. لماذا نمنعها من الفهم والاستفهام والإدراك والاستدراك .. لماذا نمنع أنفسنا من أن تشعر بغيرها .. وتُحسُّ بكل ما حولها ومن حولها .. لماذا نقتل بذرة الإحساس فينا .. ألأننا ببساطة شديدة نحب أن نئد كل ما يمكن أن يقف في طريق جهلنا ؟

عقدة كبيرة في حياتنا تبدأ صغيرة كعقلة الأصبع ثم تكبر كوحش يبتلعنا ويبتلع كل شيء من حولنا .. هذه العقدة أسمها " أنا " وتعريفها ببساطة شديدة هو تراكم الجهل في داخل النفس وفي مدارك العقل وفي مسارب التفكير بحيث يسدُّ جميع المنافذ لتدخل الأنا .. والأنا فقط .. لتتربع على عرش الجهل .. وتأخذ أكبر مساحة لها .. ثم ترفع راياتها المختلفة .. الجاهل الشاعر .. الجاهل الكاتب .. الجاهل الأديب .. الجاهل المسؤول .. الجاهل الجاهل .. وهذا طبعاً الزعيم في الجهل والجاهلية لأنه أي هذا الأخير " الجاهل الجاهل " يخرج من مصافِ البشر ليدخل في مصافِ الآلهة فيظن نفسه أنه الإله على هذه الأرض .. طبعاً لا أدري إن كان يعترف بوجود إله غيره هو الله جلَّ وعلا .. الله الذي خلقه وقادر على أن يطمسه .. ولكنه يمهله ولا يهمله .. أم أن الأنا في داخله طغت فطمست كل شيء لا يتناسب ومقاييسه .

هذا الجاهل الإله لا يعرف أن للألوهية صفات وقدرات جاهل مثله لا يفهمها ليس لأنه لا يقرأ ولا يكتب على العكس بل هو ممن يجيد القراءة والكتابة ونظم الأشعار وزرع القوافي في كل ما لذ وطاب .. لكنه لا يحتاج أن يفهم ما هي الألوهية وما هي صفاتها ولماذا تكون فقط لواحد أحد .. هو فقط يريد أن يفهم حقيقة واحدة فقط هي أنه شاعر .. وكما يجيد فرض قوافيه في آخر الكلمات .. يجيد اغتصاب كل شيء !

يجيد اغتصاب الحقوق والحريات والمشاعر التي تخص الآخرين .. الآخرون العبيد .. لأنه هو السيد وكل ما عدا ذلك فهم عبيد لديه .. من حقه أن يرفع عصاه الغليظة في وجوهم البريئة وقت يشاء لأنه السيد .. ولأنه أراد .. ويريد ذلك .. أليس هو الإله الجاهل على هذه الأرض .. ولا يرى ولا يسمع سوى صوت جهله وجهل العبيد الذي يعملون تحت إمرته ..

هذا الإله الجاهل للأسف الشديد هو سيد وقتنا وعصرنا وزماننا ومكاننا .. وهو الولي على

" العصا لمن عصى ".. والوصي على أبيات الشعر " لا تشتري العبد إلا ومعه العصا " .. وهو صاحب فكرة الوأد ثم الوأد ثم الوأد لكل ما لا يعجبه .. وصاحب فكرة الأخذ ثم الأخذ ثم الأخذ دونما عطاء .. والبطش في استخدام القوة .. وظلم جميع العبيد الذين خلقوا فقط ليقبض أرواحهم إن استطاع إلى ذلك سبيلاً .. بعد أن يعذبها بسياط قوافيه التي تتربع على عرش الجهل والأنا الجاهلية ..

هذا الجاهل الإله هو سيد الوقت .. إن لم يجد من يكسر عقاربه ويفتتها ويلقي بها إلى أتون الجحيم ليصهر قوافيها الموبوءة قبل أن ينتشر وباء الأنا فيها .. ويستفحل الجهل أكثر فأكثر .. فيسقط علينا المطر من سماء الجاهلية ..

هذا الجاهل الإله هو سيد هذا الوقت الذي يفترش له مساحات من الجاهلية في عقولنا وضمائرنا وقلوبنا .. تسمح له أن يبطش بنا .. وأن نستسلم لبطشه .. بل وأن نسلمه رقابنا ليعمل فيها سيفه قبل العذل .. ثم ننحني لإله من الورق لا يعرف شيئاً عن الخلق وعمن خلق الخلق .. لا يعرف ولا يتقن سوى دس القوافي المسمومة في نهاية كل سطر ..

إنه الجهل سيد هذا الوقت ..

--------------------------------
"عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس - صفحة 2 Aooo_o11

الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
ميساء البشيتي
ميساء البشيتي
مديرة المنتدى
مديرة المنتدى

العذراء الأبراج الصينية : القط
عدد المساهمات : 6514
تاريخ الميلاد : 17/09/1963
تاريخ التسجيل : 05/10/2009
العمر : 60
الموقع الموقع : مدونتي عصفورة الشجن

http://mayssa-albashitti.blogspot.com/

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

"عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس - صفحة 2 Empty رد: "عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس

مُساهمة من طرف ميساء البشيتي الإثنين 15 يوليو 2024 - 17:45

جاهلية 6
يصدمنا الآخر .. يصرُّ في كل مناسبة أن يظهر لنا كم نحن أقوام سذج !
يصرُّ أن يعري طيبتنا , ويفضح نقاؤنا , ويرفع راية التزييف عالياً , ويكسر شوكة الحق , ويدسُّ أنفه في التراب .
قديماً قالوا أن كل شيء يأتي بالمجان لا يفيد , ولا جدوى منه , حتى أنهم تندروا كثيراً بالمثل القائل :
 " البلاش كتر منه "
البلاش .. تعني الشيء الذي لا يدفع فيه أو له ثمن , أي بالمجان .
هذا ما يحصل في عالم الإنترنت , وسيلة الاتصال الأكثر شيوعاً في العالم , والأقل تكلفة نوعاً ما , وغالباً ما تكون دون أي ثمن , إلا ثمن واحد فقط هو ثمن الأخلاق إن ثمنت .
لكن العذر الذي لا يمكن أن تلتمسه لرواد هذا العالم الافتراضي أنهم سقط عنهم العذر الذي نلتمسه للآخر عادة حين نقول لو كان متعلماً لاختلف الوضع , لو كان مثقفاً , لو كان مطلعاً , لو كان متحضراً , لو .. وما تستطيع لو أن تتحمله من أوزار وأعباء لا يحملها الصخر .
لكن في عالم يكون رواده من الأدباء والشعراء والكتاب والمثقفين وذوي الثقافات الواسعة والعريضة والممطوطة والرنانة , هل يجوز العمل بالمثل القائل
 " البلاش كتر منه " ؟
أن يثني أحد الشعراء , أحد القامات الأدبية السامقة على نص من نصوص الآخر , ويروق له جداً , فيستأذنه بأدب جم : هل من الممكن أن أعيد صياغته ؟
يعيد صياغته بعد أخذ الموافقة , ولكن بعد فترة من الزمن يضع له عنواناً جديداً , وينشره , وينسبه إليه !
وعندما يواجه بالحقيقة , ويصفع بالسؤال , يجيب بكذبة جديدة مدعمة لكذبته الأولى أنه أشار إلى ذلك في التذييل , ولكن الموقع الذي نشر القصيدة أهمل هذا التذييل !
وعند الاستفسار من الموقع يجيبك بكل صدق وصراحة بأن هذا لم يحصل أبداً ويرسل إليك القصيدة كما وردته خالية من أي تذييل أو هوامش أو إشارة أو تلميح !
لكن الأكثر أسفاً من هذا الشاعر الجاهلي المحتال هو الموقع الذي يحمل عنواناً ضخماً ,  أنه موقع وجد ليقول الحق , يعلي راية الحق , ولا شيء غير الحق ,وأنه الموقع الأكثر جرأة , والأكثر صراحة , بل إنه التحدي الأعظم في قول الحق وعدم الخوف أو الجبن ..
هذا الكلام كان سيكون جميلاً جداً لو أنه لم ينهِ رده إليَّ بالرجاء الخالص أن أبعده شخصياً كمدير للموقع , وأبعد موقعه أيضاً , وعدم المساس بهما من قريب أو من بعيد , وأن آخذ موضوعي برمته , وأعالجه في الخارج , بعيداً عن موقعه , الذي لا يزال إلى الآن يتحدى ... !!!؟؟؟؟
والسؤال الأخير هو هل هذا الشاعر الجاهلي فعل هذا فقط مع نصي الذي نال إعجابه , واستحسانه , وراق له , أم أن كل قصائده هي عبارة عن نصوص للآخر , لكن يعيد صياغتها من جديد على شكل قصيدة , ولا أحد يجرؤ أن يحاسبه أو يستطيع إلى ذلك سبيلاً , لأن المواقع الأكثر تحدياً في قول الحقيقة تطردك وتنفيك من بلاطها المزعوم .. بلاطها الافتراضي , لأنك سألت وببراءة الأطفال هل سُرق نصي , أم شُبه لي ؟

--------------------------------
"عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس - صفحة 2 Aooo_o11

الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
ميساء البشيتي
ميساء البشيتي
مديرة المنتدى
مديرة المنتدى

العذراء الأبراج الصينية : القط
عدد المساهمات : 6514
تاريخ الميلاد : 17/09/1963
تاريخ التسجيل : 05/10/2009
العمر : 60
الموقع الموقع : مدونتي عصفورة الشجن

http://mayssa-albashitti.blogspot.com/

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

"عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس - صفحة 2 Empty رد: "عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس

مُساهمة من طرف ميساء البشيتي الإثنين 15 يوليو 2024 - 17:52

الاختلاف ثم الخلاف ....
لا أدري لمن أوجه كلماتي هذه فهي كلمات طازجة .. ولدت بين يديِّ الآن .. لم يولد معها أي عنوان يشير إلى وجهتها .. لذلك لا أدري لمن أوجهها .. كلمات شعرت بها تنتفض في أعماقي .. تريد أن تخرج إلى السطح .. تريد أن تعانق النور الذي ينتشر في الخارج بوفرة .. فهل أمنعها ؟
قبل ردحٍ من الزمان كنتُ تلميذة صغيرة في صفوف الحياة .. كنتُ أصطف في طابور الصباح كما تُصف الورود في أنية الزهر .. الطويلة ثم الأقصر ثم الأقصر إلى أن تصل البراعم إلى حافة الإناء ..
كنت أعانق الحروف بلهفة المشتاق .. وألتصق بها كما تلتصق قطرات الندى بأوراق الياسمين عند بزوغ أول خيط من خيوط الضياء ..
هو .. كان مثلي يصطف مع الأزهار في طابور الصباح .. كان ذكياً .. وربما كان شعلة متقدة من الذكاء .. لم يلتفت لوجودي .. وعلمت لاحقاً أنه هكذا .. جُبل على تجاهل الآخر .. لا يلتفت لوجود أحد سواه .. لا يشعر بمن يمرُّ عن جنبيه الأيمن والأيسر .. عن قصد أو عن غير قصد أيضاً ..
مرَّ على قصاصة من الورق خاصتي .. دونت فيها حروفاً من مداد الطفولة التي تتدرج بخطوات الأمل على مدارج الصبا .. ترك عليها علامة تعجب من تلك المنكهة بتوابل السخرية لتسقط كصفعة من حديد على حروفي الكريستالية .. شعرت حينها أن هذه الأرض الصلبة اهتزت تحت أقدامي الطرية ..
وكطفلة تزحف نحو أبواب الغد بتُؤَدَة ولين شعرت بالغبن وشعرت بالحزن وشعرت بالقهر من هذه السخرية التي لا مكان لها من الإعراب .. وكطفلة أيضاً أردتُ الانتقام ممن سبب كل هذه الجراح ..
أخذتُ أعبث في قصاصات الورق خاصته .. أبحث عن خطأ هنا .. هفوة هناك .. أردت أن أكيل له بمكياله .. وأن أرد له الصاع صاعين ..
لكني للأسف لم أجد !
على العكس تماماً وجدت حروفاً ساحرة .. آسرة .. ساخرة .. نعم .. لكن كما أحب وأشتهي .. ودون أن أدري صفقت له .. ثم مددت له يد المصافحة والمسامحة والغفران ..
وأصبحنا أصدقاء .
ذات يوم قلت له معاتبة كعادتي حين أتخذ العتاب وسيلة للحوار .. لم تعد تقرأ لي .. فأجابني بنبرة لا تخلو من الغرور .. الغرور الذي كان يكسو حروفه في بعض الأحيان حين يتقمص دور الأديب الاستثنائي .. أنتِ تكتبين الخواطر .. وأنا ببساطة شديدة لا أحب الخواطر .. ثم نعتها بنعت غريب لم أسمعه إلا منه ..
استفزني جداً .. استفزني غروره الممزوج بالتعجرف والغطرسة التي لا تليق إلا بالطواويس .. وهو الذي لا يزال طيراً غضاً .. جناحاه لا تقوى على الطيران .. وقلت له بنية صافية صادقة .. ماذا أكتب إذاً ؟
قال .. اكتبي القصة !
وكتبتُ القصة .. وصفق لها طويلاً .. لكن شيء في أعماقي رفض مواصلة كتابة القصة .. وعدت لكتابة الخواطر بنهم شديد .. أنا أكتب وهو يتجاهل .. أنا أكتب أكثر فأكثر وهو يتجاهل أكثر فأكثر .. حتى ضاق صدري به وبتعجرفه .. وقررت بيني وبين نفسي أن أقاطعه .. بل أكثر من ذلك بأن الطريق الذي يمرُّ منه أنا لن أعبره ..
مرت أيام .. وشهور .. وسنوات وأنا أكتب الخاطرة .. وهو يتجاهل .. ويغيظني تجاهله .. لكني لم أستطع أن أتجاهل حروفه الساخرة التي كنت قد أدمنت عليها .. و كانت تستحق مني كل هذا الإدمان ..
بعد أن شقت الخاطرة طريقها في عالم الأدب وأصبحت أدباً ساطعاً يشار إليه بالبنان .. بل أصبحت ملاذاً لكثير من الأدباء والكتاب .. أصبحتُ أنادي بملء الصوت أنا أعشق الخاطرة .. أنا ممن عشقوا الخاطرة بصمت رهيب .. عشقتها يا قوم وعشقت حركاتها وتحركاتها وتمايلها في قلبي كغصن الزيتون .. عشقتها ابتداءً من تنوين الضم .. مروراً بحروف العلة .. وانحناءً عند الصحيح والمعتل .. وحين كانت تغمزني السكون بطرف عينها لأن ريحاً هوجاء عصفت بقومي .. وحين كانت تتوسلني الفواصل أن أرسمها باللون الأحمر كي لا تنقطع الأنفاس في رحلة السعي بين الحروف .. وأخيراً عشقتها أيضاً عند تكوير النقطة في آخر السطر الأخير .
لو التقيته اليوم هل كان سيعجب بنشيدي هذا .. أم كان سيتجاهل خواطري الآن كما تجاهلها بالضبط في الماضي البعيد ؟
هل وهل وهل أسئلة كثيرة .. أتمنى لو ألقها اليوم عليه .. لكنه رحل مع تجاهله لي .. ولم يبقَ من رائحته إلا هذا الخلاف وهذه القطيعة .. فهل كان تجاهله لخواطري يستحق كل هذا الخلاف ؟

--------------------------------
"عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس - صفحة 2 Aooo_o11

الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
ميساء البشيتي
ميساء البشيتي
مديرة المنتدى
مديرة المنتدى

العذراء الأبراج الصينية : القط
عدد المساهمات : 6514
تاريخ الميلاد : 17/09/1963
تاريخ التسجيل : 05/10/2009
العمر : 60
الموقع الموقع : مدونتي عصفورة الشجن

http://mayssa-albashitti.blogspot.com/

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

"عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس - صفحة 2 Empty رد: "عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس

مُساهمة من طرف ميساء البشيتي الإثنين 15 يوليو 2024 - 17:53

جاهلية 7


عيون الجاهلية

بكى قومي، بكوا كثيرًا كثيرًا، لا شيء يستطيع أن يوقف هذا البكاء فمذ وعيت على هذه الحياة وقمت بفتح عيني على كل ما هو حولي وأنا أسمع أصواتهم وهم يبكون! تعددت الأسباب والبكاء واحد، ومتواصل، منذ داحس والغبراء.

الجاهليون كما هم منذ ألف عام، لم يتغير فيهم شيء، منذ قرون تلت وهم يجيدون البكاء بل ويعشقونه، فهل البكاء سلاح الضعفاء؟!

 لكنَّ قومي ليسوا بضعفاء حسب آخر إحصائيات النجوم وقراءة الطالع وعلم الفلك! وليسوا بأقوياء، إلا إن كنا نتكلم عن فرد العضلات!

القوة كما دُرِّست لنا في كتب التاريخ هي: التوازن التام بين حركة الذراع وحركة الدماغ. _هذا حسب فتاوى التاريخ_ وأن أي خلل في هذا التوازن سيؤدي إلى موت الدماغ وبطش الذراع، فهل ماتت أدمغة قومي؛ لأنَّ أذرعتهم طالت، بطشت، عربدت، تجبرت، ثم بكت كثيرًا كثيرًا؟

قومي يبكون منذ الأزل فهل بكاؤهم هو وليد الألم؟ أم أنه طوق النجاة لكل منافذ الألم؟!

أطفال بلادي لا يشفقون على هذا البكاء، لا يجزعون منه، لا يستهجنونه، بل ربما يشعرون بالغثيان عند كل موجة نحيب، فهم لا يبكون، لا يعرفون معنى البكاء، لم يرثوا عن قومي صفة البكاء، لذلك هم ليسوا ببكائين بل إنهم يقطعون عرض البحر، يقدمون أجسادهم كدروع نجاة، يسافرون إلى بلاد الموت، يعتلون ضفاف الشقاء، يحفرون على الجليد أسماؤهم قبل موعد الرحيل.

قومي يواصلون بكاءهم، لكنَّ أطفالهم لا يسمعون فهل أصابهم الصمم؟ أم ولدوا بداء الصمِّ؟ أم أنهم ولدوا وعلى جبينهم كتبت كل عناوين الشقاء، والترحال، والقفز بين أودية الموت لينعم قومي بلذة البكاء؟!

قومي يجيدون أمرًا آخرًا هو دفن الرأس في الرمل، وإن ظهر منهم الرأس فإنه  يبقى مرتجفًا طوال الوقت، خائفًا من  ظلال الشمس إن هبطت إلى الأرض أن تشي بقصصهم إلى عيون الليل، ولدرء هذه الشبهات يلقون بها في سلال الآخر، ومن يدٍ إلى يدِ حتى تقع في قبضة الشيطان فتدور الدوائر على من بُغيَّ عليه وظُلم، ثم يعود قومي للنحيب في جنازات لا حصر لها ولا عدد.

ومما أذيع سرَّه_ ولا أحب أن أُفشي الأسرار_ أن أحد أطفال قومي الصغار وهو يلهو مع لعبة الموت في ساحة الدار قبل أن يسقط أرضًا ويلقي تحية الوداع، رفع يده ملوحًا  لقومي أنَّ هناك هوة عميقة عند باب الدار، خشيَّ أن تزل أقدامهم فيموتوا، لكنَّ قومي أسرعوا بإسدال التراب عليه قبل أن يلفظ الحياة، خافوا من يده التي تلوح في الهواء، ثم عادوا لمواصلة البكاء.

 ظلَّ أطفال بلادي يتسلقون جبال الخوف، يبحثون عن هذا الملقب بالموت، يفتشون عنه في جزر الشمس والقمر، ظنًا مهم أن الموت  رجلٌ فيطيحون برأسه، أو مجموعة من الرجال فينصبون إليهم شركًا يقعون فيه واحدًا تلو الآخر، أو قد يكون مدينة من الرجال فيحفرون حولها خندقًا كبيرًا ويتربصون بهم في ساعات المساء، لكنَّ  صوت البكاء القادم من مدن الهلاك كان صفارة إنذار للشياطين فانطلقت لتحمي عرشها، وألقت كل ما في جوفها من نار وبارود فانهارت أسوار آخر المدن، وسقط جميع الأطفال مضرجين بالموت، وبقي عويل قومي يصدح إلى الآن. 

--------------------------------
"عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس - صفحة 2 Aooo_o11

الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
ميساء البشيتي
ميساء البشيتي
مديرة المنتدى
مديرة المنتدى

العذراء الأبراج الصينية : القط
عدد المساهمات : 6514
تاريخ الميلاد : 17/09/1963
تاريخ التسجيل : 05/10/2009
العمر : 60
الموقع الموقع : مدونتي عصفورة الشجن

http://mayssa-albashitti.blogspot.com/

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

صفحة 2 من اصل 2 الصفحة السابقة  1, 2

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى