بحـث
من أنا ؟
حقوقية، كاتبة، ناشطة في شؤون بلادي وشؤون المرأة، لي عدة منشورات ورقية وإلكترونية
المواضيع الأخيرة
كتب ميساء البشيتي الإلكترونية
ثورة صامتة
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
ثورة صامتة
ثورة صامتة
في كل ذكرى انتفاضة انتفاضة جديدة، نتوجع من جديد، نتألم من جديد، ننبش جراحنا، ونفتش عن موتانا؛ لنسألهم عن أرقامنا: أين وصَلَت في طابور المنتظرين؟
تتزامن هذه الذكرى مع انتفاضة أخرى، انتفاضة باسلة، أبطالها هم أسرانا في سجون المحتل الغاصب، صمودهم لم يعرفه التاريخ من قبل، تحديهم للشراشة والثبوت والتصدي أصبح عنوانًا... إنها ثورة أيضًا، ثورة صامتة بالأبيض والأسود.
كانت الثورة في مضى قنابل صوتية، تتفجر في آذان العالم فيسمع رغمًا عنه، أما اليوم فثورتنا صامتة؛ لأن كل من حولنا مصاب بالصمم.
لا داعٍ لرفع الأصوات عاليًا؛ فالأصوات بُحَّت من كثرة الصراخ لعقود طويلة مضت؛ وهي تشرح لهذا العالم الذي لا يريد أن يسمع أو يفهم: أن أرضنا ليست للبيع، ليست للمراهنة، ليست كبش الفداء، ليست ثمن حريتهم وخلاصهم.
عقود طويلة مرت منذ تلك الثورة والمحتل الغاصب تمكن حتى من ذرات الأكسجين التي نتنفسها، ونحن ما زلنا نحاول أن نشرح للعالم الذي لا يريد أن يسمع، أو يفهم: أنه ليس من حق أي أحد في العالم أن يقضم من أرضنا؛ ويطعم الأفواه الجائعة... حتى وإن لم يتوفر لها أي طعام.
عقود طويلة مضت ونحن في كل عام نحي فيه هذه الذكرى نُصاب بنكبة جديدة... حتى أصبحت حياتنا سلسلة من الأهرامات النكبوية التي ننفرد فيها نحن عن سائر شعوب الأرض؛ لأنهم ببساطة شديدة اتفقوا في ليل غابر على إطعام الذئب عشاءنا، وإعطاؤه أرضنا ليرتع فيها، ونجلس نحن القرفصاء على أبواب خيام منثورة على حدود مجهولة لبقية الأشقاء الذين لا ينفكون في كل مناسبة بتذكيرنا: أنه لا أرض لنا في ديارهم، ولا أرض لنا هناك في أرضنا، وعلينا أن ننسى، وأن نتحلى بالمسامحة، وأن نبقى مجرد نكرات متنقلة في بقاع الأرض.
نحن مجموعة النكرات المنتشرة في جميع بقاع الأرض لا نعرف اليأس، ونصرُّ على أن نجتمع في كل ذكرى للنكبة لنعلن: أننا لا نزال ننتظر على أبواب الخيام، وسنبقى لاجئين إلى أن يموت الذئب، أو يرحل عن أرضنا، ولا ضرورة لأن نرفع أصواتنا فثورتنا صامتة لكنها لن تموت، لاجئة لكنها ستعود.
رد: ثورة صامتة
ميساء البشيتي كتب:ثورة صامتةفي كل ذكرى انتفاضة انتفاضة جديدة، نتوجع من جديد، نتألم من جديد، ننبش جراحنا، ونفتش عن موتانا؛ لنسألهم عن أرقامنا: أين وصَلَت في طابور المنتظرين؟تتزامن هذه الذكرى مع انتفاضة أخرى، انتفاضة باسلة، أبطالها هم أسرانا في سجون المحتل الغاصب، صمودهم لم يعرفه التاريخ من قبل، تحديهم للشراشة والثبوت والتصدي أصبح عنوانًا... إنها ثورة أيضًا، ثورة صامتة بالأبيض والأسود.كانت الثورة في مضى قنابل صوتية، تتفجر في آذان العالم فيسمع رغمًا عنه، أما اليوم فثورتنا صامتة؛ لأن كل من حولنا مصاب بالصمم.لا داعٍ لرفع الأصوات عاليًا؛ فالأصوات بُحَّت من كثرة الصراخ لعقود طويلة مضت؛ وهي تشرح لهذا العالم الذي لا يريد أن يسمع أو يفهم: أن أرضنا ليست للبيع، ليست للمراهنة، ليست كبش الفداء، ليست ثمن حريتهم وخلاصهم.عقود طويلة مرت منذ تلك الثورة والمحتل الغاصب تمكن حتى من ذرات الأكسجين التي نتنفسها، ونحن ما زلنا نحاول أن نشرح للعالم الذي لا يريد أن يسمع، أو يفهم: أنه ليس من حق أي أحد في العالم أن يقضم من أرضنا؛ ويطعم الأفواه الجائعة... حتى وإن لم يتوفر لها أي طعام.عقود طويلة مضت ونحن في كل عام نحي فيه هذه الذكرى نُصاب بنكبة جديدة... حتى أصبحت حياتنا سلسلة من الأهرامات النكبوية التي ننفرد فيها نحن عن سائر شعوب الأرض؛ لأنهم ببساطة شديدة اتفقوا في ليل غابر على إطعام الذئب عشاءنا، وإعطاؤه أرضنا ليرتع فيها، ونجلس نحن القرفصاء على أبواب خيام منثورة على حدود مجهولة لبقية الأشقاء الذين لا ينفكون في كل مناسبة بتذكيرنا: أنه لا أرض لنا في ديارهم، ولا أرض لنا هناك في أرضنا، وعلينا أن ننسى، وأن نتحلى بالمسامحة، وأن نبقى مجرد نكرات متنقلة في بقاع الأرض.نحن مجموعة النكرات المنتشرة في جميع بقاع الأرض لا نعرف اليأس، ونصرُّ على أن نجتمع في كل ذكرى للنكبة لنعلن: أننا لا نزال ننتظر على أبواب الخيام، وسنبقى لاجئين إلى أن يموت الذئب، أو يرحل عن أرضنا، ولا ضرورة لأن نرفع أصواتنا فثورتنا صامتة لكنها لن تموت، لاجئة لكنها ستعود.
مؤيد السالم- عضو متميز
- عدد المساهمات : 581
تاريخ التسجيل : 14/12/2010
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت 28 ديسمبر 2024 - 11:31 من طرف ميساء البشيتي
» غزتي حبيبتي بقلم الأستاذ م. زهير الشاعر
الجمعة 27 ديسمبر 2024 - 12:05 من طرف ميساء البشيتي
» لروحك السلام أخي الحبيب جواد البشيتي
الأربعاء 4 ديسمبر 2024 - 11:30 من طرف ميساء البشيتي
» بعد إذن الغضب في الذكرى الثالثة عشر لوفاة امي
الأحد 3 نوفمبر 2024 - 11:53 من طرف ميساء البشيتي
» من روائع الأدب الروسي أمي لأنطون تشيخوف
الخميس 17 أكتوبر 2024 - 11:18 من طرف هبة الله فرغلي
» مشوار الصمت ... إلى روح أبي الطاهرة في ذكرى رحيله الثالثة عشر
الخميس 3 أكتوبر 2024 - 12:13 من طرف ميساء البشيتي
» في الذكرى الثانية لرحيل الوالد عام مرَّ .
الأربعاء 2 أكتوبر 2024 - 12:15 من طرف ميساء البشيتي
» عيد ميلاد ابنتي دينا
الثلاثاء 1 أكتوبر 2024 - 11:13 من طرف ميساء البشيتي
» رسائل إلى أمي
السبت 28 سبتمبر 2024 - 13:05 من طرف ميساء البشيتي
» رسائل في الهواء
السبت 7 سبتمبر 2024 - 12:30 من طرف ميساء البشيتي
» أن تملك مكتبة - أن تخسر مكتبة ..شجاع الصفدي
الخميس 5 سبتمبر 2024 - 11:27 من طرف خيمة العودة
» طباق إلى إدوارد سعيد ..محمود درويش
السبت 31 أغسطس 2024 - 12:05 من طرف حاتم أبو زيد
» سلسلة حلقات جاهلية .
الثلاثاء 27 أغسطس 2024 - 12:10 من طرف ميساء البشيتي
» لمن يهمه الأمر
الثلاثاء 27 أغسطس 2024 - 11:52 من طرف هبة الله فرغلي
» عندما تنتهي الحرب بقلم شجاع الصفدي
السبت 24 أغسطس 2024 - 12:17 من طرف خيمة العودة
» شجرة التين بقلم نور دكرلي
السبت 24 أغسطس 2024 - 12:11 من طرف خيمة العودة
» عيد ميلاد سعيد يا فرح
الأربعاء 21 أغسطس 2024 - 12:49 من طرف ميساء البشيتي
» مطر أسود
الإثنين 12 أغسطس 2024 - 10:29 من طرف ميساء البشيتي
» بـــ أحس الآن ــــــــ
الأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:27 من طرف حاتم أبو زيد
» أنا .. أنت .. نحن كلمة ( مشاركة عامة )
الأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:27 من طرف حاتم أبو زيد
» فقلْ يا رب للشاعر الفلسطيني صبحي ياسين
الأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:24 من طرف خيمة العودة
» ثورة صامتة
الإثنين 29 يوليو 2024 - 10:53 من طرف مؤيد السالم
» فضل شهر الله المحرّم وصيام عاشوراء
الثلاثاء 16 يوليو 2024 - 11:14 من طرف فاطمة شكري
» "عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس
الإثنين 15 يوليو 2024 - 17:53 من طرف ميساء البشيتي
» سيد الصمت .. إلى أبي في ذكرى رحيله السادسة
الأحد 7 يوليو 2024 - 14:45 من طرف ميساء البشيتي