بحـث
من أنا ؟
حقوقية، كاتبة، ناشطة في شؤون بلادي وشؤون المرأة، لي عدة منشورات ورقية وإلكترونية
المواضيع الأخيرة
كتب ميساء البشيتي الإلكترونية
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم |
لمن يهمه الأمر
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
لمن يهمه الأمر
لمن يهمه الأمر
أخي الحبيب شكراً لك
بادرتني بهذه العبارة المألوفة جدًا (لمن يهمه الأمر) والتي وقعت على مسمعي كدق الطبول؛ فمزقت أوتارًا كانت مشدودة، وفتقت جراحًا أوشكت على الالتئام، وفتحت المواجع على مصاريعها.
لمن يهمه الأمر: قد غيرت رقم هاتفي، وهذا رقمي الجديد فهل يعنيكم هذا الأمر؟
تحسبًا مني لأن أكون أعني فيكم أو منكم أحدًا قررت أن أخبركم برقم هاتفي الجديد؛ علَّ وعسى أن يعنيكم الأمر! أو لعل وعسى أن تكون هناك رغبة طارئة _لو لثوانٍ عابرة_ تفرض نفسها على بعض القلوب فتضطر أحداً منكم أن يرفع سماعة الهاتف ويسأل عن الحال والأحوال.
ربما كنتَ أنتَ أو هو ممن يهمهم هذاالأمر، أو كنت أنا ودون أن أدري فعلًا ممن يهمكم أمره! ولكني لن أسأل: من، كيف، متى كنتُ موضع أهميتهم، أو موضع سؤالهم واستفسارهم؟ ولن أسأل أيضًا هل كان إرسالي لرقم هاتفي الجديد ضربًا من العبث،
أو مضيعة للوقت؟
دعوني يا رفاقي قبل أن تبرق السماء بألوان الخوف، وترعد بأصوات القلق، وتحتلها الغيوم الغاشمة أن أهدي رقمي الجديد لمن يهمه أمري ويفكر لو للحظة عابرة أن يرفع سماعة الهاتف ويقول: أخي كيف هو الحال؟
أنا لن أدعوكم كما أعتدت فيما مضى لموائد الصباح؛ لنشاهد الشمس وهي تخرج متثائبة من عيون النهار؛ ترخي جدائلها الشقراءعلى الكون فيضيء بشراسة، تصدح فيما بعد فناجين القهوة، تتلاقى الكؤوس بمحبة لتعلن القهوة أنها سيدة اللحظة.
أنتم لن تدعوني كما اعتدتم فيما مضى لموائد المساء؛ لنودع الشمس بعد نهار شاق كي تستريح وتأخذ غفوتها في حضن البحر، ثم نستدعي القمر خلسة ونفشي إليه اسرارنا التي لطالما حاولت عيون الجوار أن تفضحها وما استطاعت إلى ذلك سبيلًا ليتوج القمر بذلك سيد المساء.
لن أدعوكم ولن تدعوني لموائد الفرح، الحزن، الانتظار، القلق، الترقب، التأهب، الحلم، خيبة الأمل، وجميع الموائد التي كانت تجمعنا على مرِّ السنين؛ لأن الغيمة اليوم أكبر من أن نتجاهلها، أشرس من أن تسمح لنا بأن نمدُّ أيادينا، ونرفع باشتياق بالغ سماعة الهاتف ونقول بلهفة حارة:أخي كيف هو الحال؟
ومع ذلك فهذا هو رقمي الجديد لمن يهمه الأمر!
--------------------------------
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
رد: لمن يهمه الأمر
ميساء البشيتي كتب:لمن يهمه الأمرأخي الحبيب شكراً لكبادرتني بهذه العبارة المألوفة جدًا (لمن يهمه الأمر) والتي وقعت على مسمعي كدق الطبول؛ فمزقت أوتارًا كانت مشدودة، وفتقت جراحًا أوشكت على الالتئام، وفتحت المواجع على مصاريعها.لمن يهمه الأمر: قد غيرت رقم هاتفي، وهذا رقمي الجديد فهل يعنيكم هذا الأمر؟تحسبًا مني لأن أكون أعني فيكم أو منكم أحدًا قررت أن أخبركم برقم هاتفي الجديد؛ علَّ وعسى أن يعنيكم الأمر! أو لعل وعسى أن تكون هناك رغبة طارئة _لو لثوانٍ عابرة_ تفرض نفسها على بعض القلوب فتضطر أحداً منكم أن يرفع سماعة الهاتف ويسأل عن الحال والأحوال.ربما كنتَ أنتَ أو هو ممن يهمهم هذاالأمر، أو كنت أنا ودون أن أدري فعلًا ممن يهمكم أمره! ولكني لن أسأل: من، كيف، متى كنتُ موضع أهميتهم، أو موضع سؤالهم واستفسارهم؟ ولن أسأل أيضًا هل كان إرسالي لرقم هاتفي الجديد ضربًا من العبث،أو مضيعة للوقت؟دعوني يا رفاقي قبل أن تبرق السماء بألوان الخوف، وترعد بأصوات القلق، وتحتلها الغيوم الغاشمة أن أهدي رقمي الجديد لمن يهمه أمري ويفكر لو للحظة عابرة أن يرفع سماعة الهاتف ويقول: أخي كيف هو الحال؟أنا لن أدعوكم كما أعتدت فيما مضى لموائد الصباح؛ لنشاهد الشمس وهي تخرج متثائبة من عيون النهار؛ ترخي جدائلها الشقراءعلى الكون فيضيء بشراسة، تصدح فيما بعد فناجين القهوة، تتلاقى الكؤوس بمحبة لتعلن القهوة أنها سيدة اللحظة.أنتم لن تدعوني كما اعتدتم فيما مضى لموائد المساء؛ لنودع الشمس بعد نهار شاق كي تستريح وتأخذ غفوتها في حضن البحر، ثم نستدعي القمر خلسة ونفشي إليه اسرارنا التي لطالما حاولت عيون الجوار أن تفضحها وما استطاعت إلى ذلك سبيلًا ليتوج القمر بذلك سيد المساء.لن أدعوكم ولن تدعوني لموائد الفرح، الحزن، الانتظار، القلق، الترقب، التأهب، الحلم، خيبة الأمل، وجميع الموائد التي كانت تجمعنا على مرِّ السنين؛ لأن الغيمة اليوم أكبر من أن نتجاهلها، أشرس من أن تسمح لنا بأن نمدُّ أيادينا، ونرفع باشتياق بالغ سماعة الهاتف ونقول بلهفة حارة:أخي كيف هو الحال؟ومع ذلك فهذا هو رقمي الجديد لمن يهمه الأمر!
هبة الله فرغلي- عضو جديد
- عدد المساهمات : 62
تاريخ التسجيل : 28/06/2012
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الخميس 3 أكتوبر 2024 - 12:13 من طرف ميساء البشيتي
» في الذكرى الثانية لرحيل الوالد عام مرَّ .
الأربعاء 2 أكتوبر 2024 - 12:15 من طرف ميساء البشيتي
» عيد ميلاد ابنتي دينا
الثلاثاء 1 أكتوبر 2024 - 11:13 من طرف ميساء البشيتي
» منشورات ميساء البشيتي في جريدة عرب كندا
السبت 28 سبتمبر 2024 - 13:06 من طرف ميساء البشيتي
» رسائل إلى أمي
السبت 28 سبتمبر 2024 - 13:05 من طرف ميساء البشيتي
» رسائل في الهواء
السبت 7 سبتمبر 2024 - 12:30 من طرف ميساء البشيتي
» أن تملك مكتبة - أن تخسر مكتبة ..شجاع الصفدي
الخميس 5 سبتمبر 2024 - 11:27 من طرف خيمة العودة
» طباق إلى إدوارد سعيد ..محمود درويش
السبت 31 أغسطس 2024 - 12:05 من طرف حاتم أبو زيد
» سلسلة حلقات جاهلية .
الثلاثاء 27 أغسطس 2024 - 12:10 من طرف ميساء البشيتي
» لمن يهمه الأمر
الثلاثاء 27 أغسطس 2024 - 11:52 من طرف هبة الله فرغلي
» عندما تنتهي الحرب بقلم شجاع الصفدي
السبت 24 أغسطس 2024 - 12:17 من طرف خيمة العودة
» شجرة التين بقلم نور دكرلي
السبت 24 أغسطس 2024 - 12:11 من طرف خيمة العودة
» عيد ميلاد سعيد يا فرح
الأربعاء 21 أغسطس 2024 - 12:49 من طرف ميساء البشيتي
» مطر أسود
الإثنين 12 أغسطس 2024 - 10:29 من طرف ميساء البشيتي
» بـــ أحس الآن ــــــــ
الأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:27 من طرف حاتم أبو زيد
» أنا .. أنت .. نحن كلمة ( مشاركة عامة )
الأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:27 من طرف حاتم أبو زيد
» فقلْ يا رب للشاعر الفلسطيني صبحي ياسين
الأربعاء 31 يوليو 2024 - 10:24 من طرف خيمة العودة
» ثورة صامتة
الإثنين 29 يوليو 2024 - 10:53 من طرف مؤيد السالم
» فضل شهر الله المحرّم وصيام عاشوراء
الثلاثاء 16 يوليو 2024 - 11:14 من طرف فاطمة شكري
» "عيون جاهلية" إصدار ميساء البشيتي الإلكتروني السادس
الإثنين 15 يوليو 2024 - 17:53 من طرف ميساء البشيتي
» سيد الصمت .. إلى أبي في ذكرى رحيله السادسة
الأحد 7 يوليو 2024 - 14:45 من طرف ميساء البشيتي
» ليلاي ومعتصمها
الأربعاء 3 يوليو 2024 - 11:24 من طرف مريومة
» غزلك حلو
الأربعاء 3 يوليو 2024 - 11:21 من طرف ريما مجد الكيال
» أنت َ عنواني .. أنتِ عنواني
الأربعاء 3 يوليو 2024 - 11:18 من طرف لبيبة الدسوقي
» تحركوا أيها الدمى
الأربعاء 3 يوليو 2024 - 11:14 من طرف لبيبة الدسوقي