بحـث
من أنا ؟
حقوقية، كاتبة، ناشطة في شؤون بلادي وشؤون المرأة، لي عدة منشورات ورقية وإلكترونية
المواضيع الأخيرة
كتب ميساء البشيتي الإلكترونية
لستِ وحدك .. مهداة إلى شقيقتي د. ميسون البشيتي.
5 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
لستِ وحدك .. مهداة إلى شقيقتي د. ميسون البشيتي.
لستِ وحدك
إلى شقيقتي ميسون
هذا الصباح لن أدعوك إلى فنجان قهوة حافي القدمين .. بل سيكون برفقته وجبة دسمة من الذكريات .. سنقتسمها كما الشوكلاتة .. ونتناولها محلاة بالعسل والسكر المذاب .. ونقلب الفنجان لنرى خربشات القهوة على سطح الفنجان .. وسنروي عنه كلاماً كذباً .. ونضحك على رؤية الفنجان .. وما تركه لنا في القعر وعلى السفح وما فاض منه فأغرق صحن الفنجان .
أفقت في هذا اليوم النيساني الجميل .. يوم مولدك يا غاليتي .. ونسائم الذكرى تلف المكان .. تعطر قلبي وتسري في أوردتي .. تدغدغني وتوشوشني أن أفتح لها نوافذ الصباح .. وألا أنفرد في استقبالها وحدي .. وأن أدعوك كما كل نيسان لمشاركتي هذا الاستقبال .
كنا نتقاسم السرير في الصغر واليوم أصبحنا نتقاسم هموم الحياة والأوجاع .. ربما مضى عقد من الزمن لم أقبِّل وجنتيك في يوم عيدك وكانت تهنئتي تصلك مشفرة عبر أسلاك الهاتف .. لكنّي لم أكن لأنسَى عيد ميلادك في يوم من الأيام .. وكيف كنا نحتفي فيه كأنه عيد قومي يخص الأمة العربية بأكملها .
أتذكر جيداً حين كنا في تلك المدرسة معاً وكانت أجواء الامتحانات مخيمة على سماء ذلك الوقت .. قلت لي برجاء حار : لا تخلدي إلى النوم وواصلي معي السهر حتى أنتهي من دراسة الامتحان .. وأنا التي كنت أقدس النوم المبكر هززت رأسي بالموافقة على استحياء .. وبقيت أنتظر معك .. وبعد الانتهاء قلت لي : ما هو امتحانك في الغد ؟
فقلت على الفور: فن ..
قلتِ : وهل أعددت دفتر الرسم ؟
قلت : نعم ولكني غير راضية عن التلوين ..
فقمتِ وفتحتِ دفتر الرسم صفحة إثر صفحة وأعدتِ تلوين جميع الرسومات بالألوان الزيتية خاصتك فأصبحت الرسومات مذهلة وكنتُ في غاية الاندهاش كيف تحول دفتر الرسم إلى دفتر ينطق بالجمال ! وتأكدت ساعتها أن سهرتي معك لم تذهب هباء.
يخطر ببالي جداً مشاورينا إلى المدرسة .. وفيما بعد إلى الجامعة .. وكيف كنا نجتمع بعد كل سفرة .. وبعد كل زيارة .. لنجلس ونقصُّ على بعضنا كل ما حدث معنا بالتفصيل والتمثيل وكان صوت ضحكاتنا يجلجل ذلك المنزل الصغير فتهتز أرجاؤه فرحاً وطرباً ونشوة .. حتى تفزع إلينا ماما رحمها الله وتحثنا على خفض أصواتنا فنجذبها إلى تبادل الحديث معنا ثم تنضم إلينا شقيقتنا الصغرى خولة .. وتطول بنا السهرة في ذلك المساء .. ونحن لا نأبه للوقت الذي ذهب .. ولا إلى الوقت القادم .. فنحن معاً وهذا كل ما كان يهم .
اليوم بعد طول المسافات .. والتي لا تبعدنا أبداً .. أقول لك .. حتى وإن رحلت ماما فلستِ وحدك ..
أنا وخولة معك .. وطبعاً الجميع معنا ..
لكني أؤكد لكِ أن ذكرياتنا معا مستمرة نحن الشقيقات الثلاثة .. وسنبقى نجتمع لتبادل الأحاديث .. وسيجلجل المنزل بالضحكات .. ويعمر بفناجين القهوة الطافحة بالحب .. وستغرد أحاديث الصباح والمساء ..
ماما باقية معنا .. وستبقى معنا ..
لكن الحزن يجب أن يرحل .. ومن هذا اليوم يجب أن تغلقي نوافذ الحزن .. وتشرعي قلبك للشمس ولهواء نيسان .. ولا تنسي أنك زهرة نيسان فأنت لا يليق بك الحزن أبداً .. لا يليق بك إلا الفرح .. وتأكدي أنه لو لم نعد نملك إلا تلك الذكريات فهي تكفينا لبسط مساحة من الفرح لا نهاية لها .
انظري إلى مرآتك يا غاليتي ستجدين أنك لا تزالين الأجمل والأنقى والأكثر صفاء والأكثر مرحاً والأشد حيوية .. لا تغلقي الباب بوجه نيسان بل أحسني استقباله وأعدي شموع العيد فعيدك لا يزال عيداً قومياً نحتفي فيه كل عام .. وانتظرينا .. لن تبعدنا المسافات .. ولكِ مني آلاف القبلات يا شقيقتي ورفيقة دربي الجميل .
إلى شقيقتي ميسون
هذا الصباح لن أدعوك إلى فنجان قهوة حافي القدمين .. بل سيكون برفقته وجبة دسمة من الذكريات .. سنقتسمها كما الشوكلاتة .. ونتناولها محلاة بالعسل والسكر المذاب .. ونقلب الفنجان لنرى خربشات القهوة على سطح الفنجان .. وسنروي عنه كلاماً كذباً .. ونضحك على رؤية الفنجان .. وما تركه لنا في القعر وعلى السفح وما فاض منه فأغرق صحن الفنجان .
أفقت في هذا اليوم النيساني الجميل .. يوم مولدك يا غاليتي .. ونسائم الذكرى تلف المكان .. تعطر قلبي وتسري في أوردتي .. تدغدغني وتوشوشني أن أفتح لها نوافذ الصباح .. وألا أنفرد في استقبالها وحدي .. وأن أدعوك كما كل نيسان لمشاركتي هذا الاستقبال .
كنا نتقاسم السرير في الصغر واليوم أصبحنا نتقاسم هموم الحياة والأوجاع .. ربما مضى عقد من الزمن لم أقبِّل وجنتيك في يوم عيدك وكانت تهنئتي تصلك مشفرة عبر أسلاك الهاتف .. لكنّي لم أكن لأنسَى عيد ميلادك في يوم من الأيام .. وكيف كنا نحتفي فيه كأنه عيد قومي يخص الأمة العربية بأكملها .
أتذكر جيداً حين كنا في تلك المدرسة معاً وكانت أجواء الامتحانات مخيمة على سماء ذلك الوقت .. قلت لي برجاء حار : لا تخلدي إلى النوم وواصلي معي السهر حتى أنتهي من دراسة الامتحان .. وأنا التي كنت أقدس النوم المبكر هززت رأسي بالموافقة على استحياء .. وبقيت أنتظر معك .. وبعد الانتهاء قلت لي : ما هو امتحانك في الغد ؟
فقلت على الفور: فن ..
قلتِ : وهل أعددت دفتر الرسم ؟
قلت : نعم ولكني غير راضية عن التلوين ..
فقمتِ وفتحتِ دفتر الرسم صفحة إثر صفحة وأعدتِ تلوين جميع الرسومات بالألوان الزيتية خاصتك فأصبحت الرسومات مذهلة وكنتُ في غاية الاندهاش كيف تحول دفتر الرسم إلى دفتر ينطق بالجمال ! وتأكدت ساعتها أن سهرتي معك لم تذهب هباء.
يخطر ببالي جداً مشاورينا إلى المدرسة .. وفيما بعد إلى الجامعة .. وكيف كنا نجتمع بعد كل سفرة .. وبعد كل زيارة .. لنجلس ونقصُّ على بعضنا كل ما حدث معنا بالتفصيل والتمثيل وكان صوت ضحكاتنا يجلجل ذلك المنزل الصغير فتهتز أرجاؤه فرحاً وطرباً ونشوة .. حتى تفزع إلينا ماما رحمها الله وتحثنا على خفض أصواتنا فنجذبها إلى تبادل الحديث معنا ثم تنضم إلينا شقيقتنا الصغرى خولة .. وتطول بنا السهرة في ذلك المساء .. ونحن لا نأبه للوقت الذي ذهب .. ولا إلى الوقت القادم .. فنحن معاً وهذا كل ما كان يهم .
اليوم بعد طول المسافات .. والتي لا تبعدنا أبداً .. أقول لك .. حتى وإن رحلت ماما فلستِ وحدك ..
أنا وخولة معك .. وطبعاً الجميع معنا ..
لكني أؤكد لكِ أن ذكرياتنا معا مستمرة نحن الشقيقات الثلاثة .. وسنبقى نجتمع لتبادل الأحاديث .. وسيجلجل المنزل بالضحكات .. ويعمر بفناجين القهوة الطافحة بالحب .. وستغرد أحاديث الصباح والمساء ..
ماما باقية معنا .. وستبقى معنا ..
لكن الحزن يجب أن يرحل .. ومن هذا اليوم يجب أن تغلقي نوافذ الحزن .. وتشرعي قلبك للشمس ولهواء نيسان .. ولا تنسي أنك زهرة نيسان فأنت لا يليق بك الحزن أبداً .. لا يليق بك إلا الفرح .. وتأكدي أنه لو لم نعد نملك إلا تلك الذكريات فهي تكفينا لبسط مساحة من الفرح لا نهاية لها .
انظري إلى مرآتك يا غاليتي ستجدين أنك لا تزالين الأجمل والأنقى والأكثر صفاء والأكثر مرحاً والأشد حيوية .. لا تغلقي الباب بوجه نيسان بل أحسني استقباله وأعدي شموع العيد فعيدك لا يزال عيداً قومياً نحتفي فيه كل عام .. وانتظرينا .. لن تبعدنا المسافات .. ولكِ مني آلاف القبلات يا شقيقتي ورفيقة دربي الجميل .
عدل سابقا من قبل ميساء البشيتي في الأحد 23 ديسمبر 2012 - 20:18 عدل 3 مرات
--------------------------------
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
أختي الغالية ميساء
أختي الغالية ميساء ... كل عام وشقيقتك ميسون بخير ، كل عام وهي لنسيان العيد ولكم البهجة
أدام الله حبكم وودكم وجمعكم علي خير ... كل عام وميسون الأجمل والأروع تحقق ما تتمني
كل عام وأنت بخير ميساء الوفية الجميلة
تحياتي أختي الغالية وقبلاتي لك
أدام الله حبكم وودكم وجمعكم علي خير ... كل عام وميسون الأجمل والأروع تحقق ما تتمني
كل عام وأنت بخير ميساء الوفية الجميلة
تحياتي أختي الغالية وقبلاتي لك
سميرة عبد العليم- عضو متميز
- الأبراج الصينية :
عدد المساهمات : 1340
تاريخ الميلاد : 01/07/1973
تاريخ التسجيل : 10/01/2011
العمر : 50
رد: لستِ وحدك .. مهداة إلى شقيقتي د. ميسون البشيتي.
هنيئاً لشقيقتك ميسون بعيدها وبأخت رائعة مثلك .
ورد العربي- عضو متميز
- عدد المساهمات : 408
تاريخ التسجيل : 05/09/2011
رد: لستِ وحدك .. مهداة إلى شقيقتي د. ميسون البشيتي.
الله يبارك فيك غاليتي سميرة
شكرا لك على تهنئتك الرقيقة وعلى ذوقك الرفيع
دامت لك المسرات يا حبيبة .
شكرا لك على تهنئتك الرقيقة وعلى ذوقك الرفيع
دامت لك المسرات يا حبيبة .
--------------------------------
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
رد: لستِ وحدك .. مهداة إلى شقيقتي د. ميسون البشيتي.
ورد يا ورد
شكرا أيها الورد العربي الجميل
شكرا أيها الورد العربي الجميل
--------------------------------
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
رد: لستِ وحدك .. مهداة إلى شقيقتي د. ميسون البشيتي.
نص مؤثر جدا الأستاذة الرائعة ميساء البشيتي .
هنيئاً لكما عيد الميلاد والأيام الحلوة قادمة بإذن الله
دمتما
تقبلي مودتي واحترامي
رشيد أحمد محسن
هنيئاً لكما عيد الميلاد والأيام الحلوة قادمة بإذن الله
دمتما
تقبلي مودتي واحترامي
رشيد أحمد محسن
رشيد أحمد محسن- عضو جديد
- عدد المساهمات : 79
تاريخ التسجيل : 19/06/2012
رد: لستِ وحدك .. مهداة إلى شقيقتي د. ميسون البشيتي.
شكرا لك أخي رشيد
وعذراً على التأخر بالرد
الله يبارك فيك ودائماً .
وعذراً على التأخر بالرد
الله يبارك فيك ودائماً .
--------------------------------
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
رد: لستِ وحدك .. مهداة إلى شقيقتي د. ميسون البشيتي.
لستِ وحدك
إلى شقيقتي ميسون
هذا الصباح لن أدعوك إلى فنجان قهوة حافي القدمين بل سيكون برفقته وجبة دسمة من الذكريات، سنقتسمها كما ألواح الشوكلاتة، نتناولها محلاة بالعسل والسكر المذاب، ونقلب الفنجان لنرى خربشات القهوة على سطح الفنجان، وسنروي عنه كلامًا كذبًا ونضحك كثيرًا على رؤية الفنجان وما تركه إلينا في القعر، وعلى السفح، وما فاض منه فأغرق صحن الفنجان.
أفقت في هذا اليوم النيساني الجميل_ يوم مولدك يا غاليتي_ ونسائم الذكرى تلف المكان، تعطر قلبي وتسري في أوردتي، تدغدغني وتوشوشني أن أفتح لها نوافذ الصباح، وألا أنفرد باستقبالها وحدي فأدعوك كما كل نيسان لمشاركتي هذا الاستقبال.
كنا نتقاسم السرير في الصغر... واليوم أصبحنا نتقاسم هموم الحياة والأوجاع! ربما مضى عقد من الزمن لم أقبِّل وجنتيك في يوم عيدك، وكانت تهنئتي تصلك مشفرة عبر أسلاك الهاتف، لكنّي لم أكن لأنسَى عيد ميلادك في يوم من الأيام، وكيف كنا نحتفي به كأنه عيد قومي يخص الأمة العربية بأكملها.
أتذكر جيدًا حين كنا في تلك المدرسة معًا... كانت أجواء الامتحانات مخيمة على سماء ذلك الوقت، قلت لي برجاء حار: لا تخلدي إلى النوم وواصلي معي السهر حتى أنتهي من دراسة الامتحان _وأنا التي كنت أقدس النوم المبكر_ هززت رأسي بالموافقة على استحياء وبقيت أنتظر معك، وبعد الانتهاء من الدراسة قلت لي: ما هو امتحانك في الغد؟
فاجبتك: فن ... قلتِ: وهل أعددت دفتر الرسم؟
قلت: نعم، ولكنني غير راضية عن ألوان بعض الرسومات!
فقمتِ، وفتحتِ دفتر الرسم صفحة إثر صفحة، وأعدتِ تلوين جميع الرسومات بالألوان الزيتية خاصتك فأصبحت الرسومات مذهلة، وكنتُ بغاية الاندهاش... كيف تحول دفتر الرسم البالي إلى دفتر ينطق بالجمال! وتأكدت ساعتها أن سهرتي معك لم تذهب هباء.
يخطر ببالي دائمًا مشاورينا إلى المدرسة، ثم الجامعة، ثم كيف كنا نجتمع بعد كل سفر، بعد كل زيارة لنجلس ونقصُّ على بعضنا كل ما حدث معنا بالتفصيل والتمثيل، وكان صوت ضحكاتنا يجلجل ذلك المنزل الصغير فتهتز أرجاؤه فرحًا وطربًا ونشوة حتى تفزع على صوت الضحكة ماما _رحمها الله_ وتحثنا على خفض أصواتنا فنجذبها إلى تبادل الحديث معنا، ثم تنضم إلينا شقيقتنا الصغرى خولة وتطول بنا سهرة ذلك المساء ونحن لا نأبه للوقت الذي ذهب، ولا للوقت القادم، فنحن معًا وهذا كل ما كان يهم.
اليوم بعد طول المسافات _التي لا تبعدنا أبدًا_ أقول إليك: حتى وإن رحلت ماما فأنتِ لستِ وحدك، أنا وخولة والجميع معك... وأؤكد لكِ أن ذكرياتنا معا مستمرة نحن الشقيقات الثلاثة، سنبقى نجتمع لتبادل الأحاديث، سيجلجل المنزل بالضحكات، ويعمر بفناجين القهوة الطافحة بالحب، وستغرد أحاديث الصباح والمساء.
ماما باقية معنا، وستبقى معناعلى طول، وهذا الحزن يجب أن يرحل... من هذا اليوم يجب أن تغلقي نوافذ الحزن، وأن تشرعي نوافذ قلبك للشمس ولهواء نيسان، ولا تنسي أنك زهرة نيسان فلا يليق بك الحزن أبدًا، لا يليق بك إلا الفرح... وتأكدي أنه لو لم نعد نملك إلا تلك الذكريات فهي تكفينا لبسط مساحة من الفرح لا نهاية لها.
انظري إلى مرآتك غاليتي ستجدين أنك لا تزالين الأجمل، والأنقى، والأكثر صفاء ومرحًا، والأشد حيوية... لا تغلقي الباب بوجه نيسان بل أحسني استقباله، أعدي شموع العيد فعيدك لا يزال عيدًا قوميًا نحتفي به كل عام، وانتظرينا، لن تبعدنا المسافات.
لكِ مني آلاف القبلات يا شقيقتي ورفيقة دربي الجميل وكل عام وأنت الفرح الدائم ونيسان الأجمل.
--------------------------------
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
رد: لستِ وحدك .. مهداة إلى شقيقتي د. ميسون البشيتي.
ميساء البشيتي كتب:لستِ وحدك
إلى شقيقتي ميسون
هذا الصباح لن أدعوك إلى فنجان قهوة حافي القدمين .. بل سيكون برفقته وجبة دسمة من الذكريات .. سنقتسمها كما الشوكلاتة .. ونتناولها محلاة بالعسل والسكر المذاب .. ونقلب الفنجان لنرى خربشات القهوة على سطح الفنجان .. وسنروي عنه كلاماً كذباً .. ونضحك على رؤية الفنجان .. وما تركه لنا في القعر وعلى السفح وما فاض منه فأغرق صحن الفنجان .
أفقت في هذا اليوم النيساني الجميل .. يوم مولدك يا غاليتي .. ونسائم الذكرى تلف المكان .. تعطر قلبي وتسري في أوردتي .. تدغدغني وتوشوشني أن أفتح لها نوافذ الصباح .. وألا أنفرد في استقبالها وحدي .. وأن أدعوك كما كل نيسان لمشاركتي هذا الاستقبال .
كنا نتقاسم السرير في الصغر واليوم أصبحنا نتقاسم هموم الحياة والأوجاع .. ربما مضى عقد من الزمن لم أقبِّل وجنتيك في يوم عيدك وكانت تهنئتي تصلك مشفرة عبر أسلاك الهاتف .. لكنّي لم أكن لأنسَى عيد ميلادك في يوم من الأيام .. وكيف كنا نحتفي فيه كأنه عيد قومي يخص الأمة العربية بأكملها .
أتذكر جيداً حين كنا في تلك المدرسة معاً وكانت أجواء الامتحانات مخيمة على سماء ذلك الوقت .. قلت لي برجاء حار : لا تخلدي إلى النوم وواصلي معي السهر حتى أنتهي من دراسة الامتحان .. وأنا التي كنت أقدس النوم المبكر هززت رأسي بالموافقة على استحياء .. وبقيت أنتظر معك .. وبعد الانتهاء قلت لي : ما هو امتحانك في الغد ؟
فقلت على الفور: فن ..
قلتِ : وهل أعددت دفتر الرسم ؟
قلت : نعم ولكني غير راضية عن التلوين ..
فقمتِ وفتحتِ دفتر الرسم صفحة إثر صفحة وأعدتِ تلوين جميع الرسومات بالألوان الزيتية خاصتك فأصبحت الرسومات مذهلة وكنتُ في غاية الاندهاش كيف تحول دفتر الرسم إلى دفتر ينطق بالجمال ! وتأكدت ساعتها أن سهرتي معك لم تذهب هباء.
يخطر ببالي جداً مشاورينا إلى المدرسة .. وفيما بعد إلى الجامعة .. وكيف كنا نجتمع بعد كل سفرة .. وبعد كل زيارة .. لنجلس ونقصُّ على بعضنا كل ما حدث معنا بالتفصيل والتمثيل وكان صوت ضحكاتنا يجلجل ذلك المنزل الصغير فتهتز أرجاؤه فرحاً وطرباً ونشوة .. حتى تفزع إلينا ماما رحمها الله وتحثنا على خفض أصواتنا فنجذبها إلى تبادل الحديث معنا ثم تنضم إلينا شقيقتنا الصغرى خولة .. وتطول بنا السهرة في ذلك المساء .. ونحن لا نأبه للوقت الذي ذهب .. ولا إلى الوقت القادم .. فنحن معاً وهذا كل ما كان يهم .
اليوم بعد طول المسافات .. والتي لا تبعدنا أبداً .. أقول لك .. حتى وإن رحلت ماما فلستِ وحدك ..
أنا وخولة معك .. وطبعاً الجميع معنا ..
لكني أؤكد لكِ أن ذكرياتنا معا مستمرة نحن الشقيقات الثلاثة .. وسنبقى نجتمع لتبادل الأحاديث .. وسيجلجل المنزل بالضحكات .. ويعمر بفناجين القهوة الطافحة بالحب .. وستغرد أحاديث الصباح والمساء ..
ماما باقية معنا .. وستبقى معنا ..
لكن الحزن يجب أن يرحل .. ومن هذا اليوم يجب أن تغلقي نوافذ الحزن .. وتشرعي قلبك للشمس ولهواء نيسان .. ولا تنسي أنك زهرة نيسان فأنت لا يليق بك الحزن أبداً .. لا يليق بك إلا الفرح .. وتأكدي أنه لو لم نعد نملك إلا تلك الذكريات فهي تكفينا لبسط مساحة من الفرح لا نهاية لها .
انظري إلى مرآتك يا غاليتي ستجدين أنك لا تزالين الأجمل والأنقى والأكثر صفاء والأكثر مرحاً والأشد حيوية .. لا تغلقي الباب بوجه نيسان بل أحسني استقباله وأعدي شموع العيد فعيدك لا يزال عيداً قومياً نحتفي فيه كل عام .. وانتظرينا .. لن تبعدنا المسافات .. ولكِ مني آلاف القبلات يا شقيقتي ورفيقة دربي الجميل .
سهى عبد الوهاب ضراغمة- عضو جديد
- عدد المساهمات : 17
تاريخ التسجيل : 07/01/2015
مواضيع مماثلة
» لك وحدك
» آخميد إيرباوي .. قصة بقلم : ميسون أسدي
» عائلة البشيتي
» بدايات عائلة البشيتي
» ميساء البشيتي .. قصيدة .
» آخميد إيرباوي .. قصة بقلم : ميسون أسدي
» عائلة البشيتي
» بدايات عائلة البشيتي
» ميساء البشيتي .. قصيدة .
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 15:45 من طرف ميساء البشيتي
» منشورات ميساء البشيتي في جريدة عرب كندا
اليوم في 15:40 من طرف ميساء البشيتي
» على حافة الوطن
الثلاثاء 23 أبريل 2024 - 11:55 من طرف ريما مجد الكيال
» الوطن كما يجب أن يكون
الإثنين 22 أبريل 2024 - 11:35 من طرف ورد العربي
» .لماذا لم يخبرنا بأنه محبطٌ؟ أحمد خالد توفيق
الأحد 21 أبريل 2024 - 12:20 من طرف خيمة العودة
» زهر اللوز هو عنوانك
السبت 6 أبريل 2024 - 11:42 من طرف لبيبة الدسوقي
» حدائق اللوز
السبت 6 أبريل 2024 - 11:42 من طرف لبيبة الدسوقي
» أصوات من غزة
الجمعة 5 أبريل 2024 - 12:11 من طرف خيمة العودة
» دعاء ختم القرآن الكريم
الجمعة 5 أبريل 2024 - 11:59 من طرف دانة ربحي
» وجوه عابرة
الجمعة 5 أبريل 2024 - 11:53 من طرف ميساء البشيتي
» العهد
الثلاثاء 2 أبريل 2024 - 21:58 من طرف راما البلبيسي
» صافحيني غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:35 من طرف طارق نور الدين
» على عيني يا غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:35 من طرف طارق نور الدين
» هولاكو في غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:33 من طرف طارق نور الدين
» من يخاطبكم يا ميتون
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:32 من طرف طارق نور الدين
» ثوري غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:30 من طرف طارق نور الدين
» أين المفر يا غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:30 من طرف طارق نور الدين
» إعدام غزة !
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:28 من طرف طارق نور الدين
» تحركوا أيها الدمى
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:26 من طرف طارق نور الدين
» رسالة من طفل غزة إلى سلاطين العرب
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:25 من طرف طارق نور الدين
» كم أنت بعيد يا أفصى
الجمعة 22 مارس 2024 - 12:06 من طرف رمزية بنت الفرج
» يا زهرة المدائن ..يا قدس
الجمعة 22 مارس 2024 - 12:04 من طرف رمزية بنت الفرج
» من يكرمكن نساء غزة ؟
الجمعة 22 مارس 2024 - 11:55 من طرف رمزية بنت الفرج
» جربت تنام بخيمة؟ بقلم اسماعيل حسين
الثلاثاء 27 فبراير 2024 - 11:00 من طرف خيمة العودة
» يسألني الياسمين ... ؟
الأحد 25 فبراير 2024 - 11:19 من طرف سلامة حسين عبد النبي