بحـث
من أنا ؟
حقوقية، كاتبة، ناشطة في شؤون بلادي وشؤون المرأة، لي عدة منشورات ورقية وإلكترونية
المواضيع الأخيرة
كتب ميساء البشيتي الإلكترونية
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم |
والوعد يا أبتي
+3
سميرة عبد العليم
najiamine
ميساء البشيتي
7 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
والوعد يا أبتي
والوعد يا أبتي
وعدني أبي حين كنت في الثامنة من عمري بأنه سيشتري لي فستاناً ثمنه عشرة دنانير حين نرجع للقدس .
كنت كل يوم أسأله هل سنرجع يا أبي ؟
فيقول لي : أينعم .. سنرجع يا ميساء .
وأعود وأسأله والفستان يا أبي .. فيجيبني :
سأشتري لك الفستان يا ميساء .
وأحلم كل ليلة بالعودة ..
وأحلم كل ليلة بذلك الفستان ..
ترى ماذا سيكون لون هذا الفستان الموعود .. أحمر .. أصفر .. أم وردي اللون ؟
أنا أحب اللون الوردي .. أعشق اللون الوردي .. إذا أنا أريده فستاناً وردياً ذو حزام طويل أعقصه إلى الخلف كالصبايا .. وأريده أيضاً فضفاضاً .. وله أكثر من طبقة خفيفة تطير بالهواء كلما أركض بذلك الفستان يطير معي ويرفرف من حولي كالأميرات .
وصرت أتخيل نفسي كل ليلة الأميرة التي تطير بفستانها الوردي لتجوب حارات القدس وأزقتها كما تعودت أن تفعل ذلك منذ سنين خلت ..
وهنا انتابتني الحيرة .. فمن أي باب للقدس سأدلف .. من أي باب يا قدسي سآتيك ؟
هل سأدلف إلى قدسي من باب الساهرة ..
أم من باب الأسباط ؟
إن دلفت إليها من باب الساهرة فهذا يعني شراء أصابع البسكويت المالحة اللذيذة التي اشتقت إليها وإلى مذاقها الذي لا يغيب عن البال ..
أما إن دلفت إليها من باب الأسباط فهذا يؤكد حتمية شراء أصابع الأسكيمو بالليمون أو (الكازوز ) .. وهنا يسيل لعابي لمجرد تخيلها ..
وحلمت أيضا ب (حارة السعدية ) حيث
كنت أبتاع ( رأس العبد ) بسكويتي المفضل بالشوكلاتة ..أيضاً لذيذة المذاق وأشتهيها للآن .
وبقيت في صراع شديد مع أحلامي حتى كبرتُ وبدأت أحلامي تتلاشى شيئاً فشيئاً .. وبدأت أنسى أبواب القدس وتغيب عن بالي ملامحها .. وأخذتني الأيام .
وعندما عدت من سفري قبل عام من الزمن قلت لأبي مداعبة .. آما زلت تريد شراء ذلك الفستان لي ؟
قال لي : أينعم يا ميساء .. إذا رجعنا .
فقلت ..لكن العشرة دنانير لا تكفي لشراء فستان دمية وليس امرأة مثلي ؟
أجابني وهو يقهقه من الضحك : الوعد وعد يا ميساء ..
حينها غمرته بقبلاتي ثم حملت حقيبتي
وسافرت من جديد .
وعدني أبي حين كنت في الثامنة من عمري بأنه سيشتري لي فستاناً ثمنه عشرة دنانير حين نرجع للقدس .
كنت كل يوم أسأله هل سنرجع يا أبي ؟
فيقول لي : أينعم .. سنرجع يا ميساء .
وأعود وأسأله والفستان يا أبي .. فيجيبني :
سأشتري لك الفستان يا ميساء .
وأحلم كل ليلة بالعودة ..
وأحلم كل ليلة بذلك الفستان ..
ترى ماذا سيكون لون هذا الفستان الموعود .. أحمر .. أصفر .. أم وردي اللون ؟
أنا أحب اللون الوردي .. أعشق اللون الوردي .. إذا أنا أريده فستاناً وردياً ذو حزام طويل أعقصه إلى الخلف كالصبايا .. وأريده أيضاً فضفاضاً .. وله أكثر من طبقة خفيفة تطير بالهواء كلما أركض بذلك الفستان يطير معي ويرفرف من حولي كالأميرات .
وصرت أتخيل نفسي كل ليلة الأميرة التي تطير بفستانها الوردي لتجوب حارات القدس وأزقتها كما تعودت أن تفعل ذلك منذ سنين خلت ..
وهنا انتابتني الحيرة .. فمن أي باب للقدس سأدلف .. من أي باب يا قدسي سآتيك ؟
هل سأدلف إلى قدسي من باب الساهرة ..
أم من باب الأسباط ؟
إن دلفت إليها من باب الساهرة فهذا يعني شراء أصابع البسكويت المالحة اللذيذة التي اشتقت إليها وإلى مذاقها الذي لا يغيب عن البال ..
أما إن دلفت إليها من باب الأسباط فهذا يؤكد حتمية شراء أصابع الأسكيمو بالليمون أو (الكازوز ) .. وهنا يسيل لعابي لمجرد تخيلها ..
وحلمت أيضا ب (حارة السعدية ) حيث
كنت أبتاع ( رأس العبد ) بسكويتي المفضل بالشوكلاتة ..أيضاً لذيذة المذاق وأشتهيها للآن .
وبقيت في صراع شديد مع أحلامي حتى كبرتُ وبدأت أحلامي تتلاشى شيئاً فشيئاً .. وبدأت أنسى أبواب القدس وتغيب عن بالي ملامحها .. وأخذتني الأيام .
وعندما عدت من سفري قبل عام من الزمن قلت لأبي مداعبة .. آما زلت تريد شراء ذلك الفستان لي ؟
قال لي : أينعم يا ميساء .. إذا رجعنا .
فقلت ..لكن العشرة دنانير لا تكفي لشراء فستان دمية وليس امرأة مثلي ؟
أجابني وهو يقهقه من الضحك : الوعد وعد يا ميساء ..
حينها غمرته بقبلاتي ثم حملت حقيبتي
وسافرت من جديد .
رد: والوعد يا أبتي
الوعد وعد يا ميساء!!
تعلمين يا ميساء...
بأننا مهما كبرنا نظل ذلك الصبي الغر في عيون الآباء..
وتعلمين أيضا بأن أشق شيء على نفس الوالد أن لا يبر بوعده لفلذة كبده..
لكن ماذا يفعل الوالد إذا كان هذا الوعد ليس مجرد فستان معلق في واجهة متجر أنيق...؟؟
ماذا يفعل إذا كان هذا الوعد بحجم تاريخ أمة؟؟
ـ يزرع هذا الوعد بذرة في نفوس ذريته، بسقيها كل صباح بمياه الأمل إلى أن يعود التاريخ لمجراه...
وتعود طيور السنونو لأعشاشها...
وتنفتح أبواب القدس الحبيبة جميعا في وجه العائدين...
****
أختي العزيزة ميساء
صباحك الأمل مضمخا بعبير فلسطين .
تعلمين يا ميساء...
بأننا مهما كبرنا نظل ذلك الصبي الغر في عيون الآباء..
وتعلمين أيضا بأن أشق شيء على نفس الوالد أن لا يبر بوعده لفلذة كبده..
لكن ماذا يفعل الوالد إذا كان هذا الوعد ليس مجرد فستان معلق في واجهة متجر أنيق...؟؟
ماذا يفعل إذا كان هذا الوعد بحجم تاريخ أمة؟؟
ـ يزرع هذا الوعد بذرة في نفوس ذريته، بسقيها كل صباح بمياه الأمل إلى أن يعود التاريخ لمجراه...
وتعود طيور السنونو لأعشاشها...
وتنفتح أبواب القدس الحبيبة جميعا في وجه العائدين...
****
أختي العزيزة ميساء
صباحك الأمل مضمخا بعبير فلسطين .
الغالية ميساء
هل تصدقي لو قلت لك اقرأ هذا النص يوميا
أقرأه لكي أتذكر الوعد المدفون في كلمات أب عظيم .... وعده المنقوش علي الصخور وعبر السنين
وعده هو الحلم الذي كان يعيش لاجله وأورثك إياه بعد وفاته
وعده العودة والحلم المحقق بإذن الله
هو ذلك الوعد ميساء الذي لا يقبل المساوامة ولا البيع ولا يعرض في الأسواق ولكنه محفور في القلوب ويقوي بالعزيمة
هو هذا الوعد فتحمليه وسيري علي نهجه
تحياتي لهذا النص المشع بكل حروف القومية والعزيمة والصدق الخالص
أقرأه لكي أتذكر الوعد المدفون في كلمات أب عظيم .... وعده المنقوش علي الصخور وعبر السنين
وعده هو الحلم الذي كان يعيش لاجله وأورثك إياه بعد وفاته
وعده العودة والحلم المحقق بإذن الله
هو ذلك الوعد ميساء الذي لا يقبل المساوامة ولا البيع ولا يعرض في الأسواق ولكنه محفور في القلوب ويقوي بالعزيمة
هو هذا الوعد فتحمليه وسيري علي نهجه
تحياتي لهذا النص المشع بكل حروف القومية والعزيمة والصدق الخالص
سميرة عبد العليم- عضو متميز
- الأبراج الصينية :
عدد المساهمات : 1340
تاريخ الميلاد : 01/07/1973
تاريخ التسجيل : 10/01/2011
العمر : 50
رد: والوعد يا أبتي
غاليتي ميساء
كنتي تحلمين بفستان وردي لانك كنت تعتقدين ان العودة قريبة
لكن اليوم بعد كل هذه السنين عليك ان تحلمي بثوب بالوان العلم تجوبين به شوارع القدس تطوفين به زواياها
اشتري ثوبا بروحي واقف لحظة فوق تراب القدس
كنتي تحلمين بفستان وردي لانك كنت تعتقدين ان العودة قريبة
لكن اليوم بعد كل هذه السنين عليك ان تحلمي بثوب بالوان العلم تجوبين به شوارع القدس تطوفين به زواياها
اشتري ثوبا بروحي واقف لحظة فوق تراب القدس
تسنيم حسن- عضو جديد
- الأبراج الصينية :
عدد المساهمات : 141
تاريخ الميلاد : 27/11/1978
تاريخ التسجيل : 25/03/2011
العمر : 45
رد: والوعد يا أبتي
أختي ميساء
لا تشتري فستنانا ، ولا تلبسي أخيلتك باللون الوردي ، ولا تقضمي الإبهام غضبا ، ولا تنتفي من شعرك ولو ناصية ، ولا تذرفي دمعا مالحا.....
فالوعد قدر المستطاع....
جميل بقدر الألم
لا تشتري فستنانا ، ولا تلبسي أخيلتك باللون الوردي ، ولا تقضمي الإبهام غضبا ، ولا تنتفي من شعرك ولو ناصية ، ولا تذرفي دمعا مالحا.....
فالوعد قدر المستطاع....
جميل بقدر الألم
نسيم قبها- عضو جديد
- عدد المساهمات : 62
تاريخ التسجيل : 10/01/2011
رد: والوعد يا أبتي
najiamine كتب:الوعد وعد يا ميساء!!
تعلمين يا ميساء...
بأننا مهما كبرنا نظل ذلك الصبي الغر في عيون الآباء..
وتعلمين أيضا بأن أشق شيء على نفس الوالد أن لا يبر بوعده لفلذة كبده..
لكن ماذا يفعل الوالد إذا كان هذا الوعد ليس مجرد فستان معلق في واجهة متجر أنيق...؟؟
ماذا يفعل إذا كان هذا الوعد بحجم تاريخ أمة؟؟
ـ يزرع هذا الوعد بذرة في نفوس ذريته، بسقيها كل صباح بمياه الأمل إلى أن يعود التاريخ لمجراه...
وتعود طيور السنونو لأعشاشها...
وتنفتح أبواب القدس الحبيبة جميعا في وجه العائدين...
****
أختي العزيزة ميساء
صباحك الأمل مضمخا بعبير فلسطين .
أهلا يا ناجي
مساؤك ورد وفل وعبهر
نعم لم يكن وعداً عادياُ فستان وردي يختبيء خلفة
عودة بحجم الحلم وحلم بحجم العودة
وكلاهما تائه
والوالد تركني أنا في هذا التوهان ورحل
وبقي الوطن معلقاً على شرفات الحلم
من يعيد ليَّ الوطن ؟
شكرا أخي ناجي على هذا المرور المميز
ودمت بكل السعادة والهناء .
--------------------------------
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
رد: والوعد يا أبتي
أبي كان على وعده وأنا لم أكن!
كنت أكثر غيابي من أبي الذي غاب عن ناظري لسنوات
أعتذر منك أبي الأيام أخذتني؛ إنها عام 2020 لم تبقِ شيئًا على حاله للأسف.
أنت معي ولم تغب لحظة من قلبي وفكري وأمام عيوني... لكني نسيت أن أبكيك وأرثيك في ذكرى وفاتك!
لن أتكلم، لن أبوح، سأكتفي بالصمت الذي أصبح ملازمًا لي... سأترك خاطرة كتبتها إليك عندما كنت بيننا لترى بنفسك كيف كنتُ وكيف أصبحتُ... لتعلم يا أبي أن من فقد أباه فقد وطنه وأصبح لاجئًا إلى الأبد.
رحمك الله يا أبي وأسبغ عليك برحمته ومغفرته ورضوانه
عدل سابقا من قبل ميساء البشيتي في الأحد 25 أكتوبر 2020 - 13:19 عدل 1 مرات
--------------------------------
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
رد: والوعد يا أبتي
الوعد يا أبي
وعدني أبي حين كنت في الثامنة من عمري، بأنه سيشتري لي فستاناً ثمنه عشرة دنانير حين نعود إلى القدس!
كنتُ في كل يوم أسأله: هل سنرجع يا أبتِ؟ فيقول لي: أينعم، سنرجع يا ميساء. وأعود وأسأله: والفستان يا أبتِ؟ فيجيبني: سأشتري لك الفستان يا ميساء.
وأحلم كل ليلة بالعودة وبالفستان،هل سيكون لونه: أحمر، أصفر، أم وردي ؟! أنا أحب اللون الوردي، أعشقه، إذا أنا أريده فستاناً وردياً، ذو حزام طويل، أعقصه إلى الخلف، كالصبايا. وأريده أيضاً، فضفاضاً، فيه أكثر من طبقة خفيفة، تطير في الهواء حين أركض بذلك الفستان، يطير معي ويرفرف من حولي كالأميرات.
صرتُ أتخيل نفسي كل ليلة الأميرة التي تطير بفستانها الوردي، لتجوب حارات القدس وأزقتها، كما تعَوَدْت أن تفعل منذ سنين خلت.
وهنا انتابتني الحيرة ؛ من أي باب للقدس سأدلف؟ من أي باب يا قدسي سآتيك؟ هل سأدلف إليك من باب الساهرة؟ أم من باب الأسباط؟ إن دلفت إليها من باب الساهرة، فهذا يعني شراء أصابع البسكويت المالحة، اللذيذة، التي اشتقت إليها وإلى مذاقها الذي لا يغيب عن البال. أما إن دلفت إليها من باب الأسباط، فهذا يؤكد حتمية شراء أصابع الأسكيمو بالليمون، أو(الكازوز) وهنا كان يسيل لعابي لمجرد تخيلها فقط.
وحلمت أيضا ب(حارة السعدية)، حيث كنت أشتري(رأس العبد) بسكويتي المفضل بالشوكلاتة، أيضاً لذيذة المذاق، وأشتهيها للآن.
وبقيت في صراع شديد مع أحلامي حتى كبرتُ، وبدأت أحلامي تتلاشى شيئاً فشيئاً، بدأت أنسى أبواب القدس، تغيب عن بالي ملامحها.
وأخذتني الأيام، وعندما عدت من سفري قبل عام من الزمن، قلت لأبي مداعبة: آما زلت تريد شراء ذلك الفستان لي؟
قال لي: أينعم، يا ميساء، إذا رجعنا.
قلت: لكن العشرة دنانير لا تكفي لشراء فستان لدمية، وليس لامرأة مثلي.
أجابني وهو يقهقه من الضحك: الوعد وعد يا ميساء، حينها غمرته بقبلاتي، ثم حملت حقيبتي، وسافرت من جديد.
--------------------------------
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
رد: والوعد يا أبتي
ميساء البشيتي كتب:والوعد يا أبتي
وعدني أبي حين كنت في الثامنة من عمري بأنه سيشتري لي فستاناً ثمنه عشرة دنانير حين نرجع للقدس .
كنت كل يوم أسأله هل سنرجع يا أبي ؟
فيقول لي : أينعم .. سنرجع يا ميساء .
وأعود وأسأله والفستان يا أبي .. فيجيبني :
سأشتري لك الفستان يا ميساء .
وأحلم كل ليلة بالعودة ..
وأحلم كل ليلة بذلك الفستان ..
ترى ماذا سيكون لون هذا الفستان الموعود .. أحمر .. أصفر .. أم وردي اللون ؟
أنا أحب اللون الوردي .. أعشق اللون الوردي .. إذا أنا أريده فستاناً وردياً ذو حزام طويل أعقصه إلى الخلف كالصبايا .. وأريده أيضاً فضفاضاً .. وله أكثر من طبقة خفيفة تطير بالهواء كلما أركض بذلك الفستان يطير معي ويرفرف من حولي كالأميرات .
وصرت أتخيل نفسي كل ليلة الأميرة التي تطير بفستانها الوردي لتجوب حارات القدس وأزقتها كما تعودت أن تفعل ذلك منذ سنين خلت ..
وهنا انتابتني الحيرة .. فمن أي باب للقدس سأدلف .. من أي باب يا قدسي سآتيك ؟
هل سأدلف إلى قدسي من باب الساهرة ..
أم من باب الأسباط ؟
إن دلفت إليها من باب الساهرة فهذا يعني شراء أصابع البسكويت المالحة اللذيذة التي اشتقت إليها وإلى مذاقها الذي لا يغيب عن البال ..
أما إن دلفت إليها من باب الأسباط فهذا يؤكد حتمية شراء أصابع الأسكيمو بالليمون أو (الكازوز ) .. وهنا يسيل لعابي لمجرد تخيلها ..
وحلمت أيضا ب (حارة السعدية ) حيث
كنت أبتاع ( رأس العبد ) بسكويتي المفضل بالشوكلاتة ..أيضاً لذيذة المذاق وأشتهيها للآن .
وبقيت في صراع شديد مع أحلامي حتى كبرتُ وبدأت أحلامي تتلاشى شيئاً فشيئاً .. وبدأت أنسى أبواب القدس وتغيب عن بالي ملامحها .. وأخذتني الأيام .
وعندما عدت من سفري قبل عام من الزمن قلت لأبي مداعبة .. آما زلت تريد شراء ذلك الفستان لي ؟
قال لي : أينعم يا ميساء .. إذا رجعنا .
فقلت ..لكن العشرة دنانير لا تكفي لشراء فستان دمية وليس امرأة مثلي ؟
أجابني وهو يقهقه من الضحك : الوعد وعد يا ميساء ..
حينها غمرته بقبلاتي ثم حملت حقيبتي
وسافرت من جديد .
رامي النجار- عضو جديد
- عدد المساهمات : 50
تاريخ التسجيل : 01/08/2017
رد: والوعد يا أبتي
ميساء البشيتي كتب:الوعد يا أبيوعدني أبي حين كنت في الثامنة من عمري، بأنه سيشتري لي فستاناً ثمنه عشرة دنانير حين نعود إلى القدس!كنتُ في كل يوم أسأله: هل سنرجع يا أبتِ؟ فيقول لي: أينعم، سنرجع يا ميساء. وأعود وأسأله: والفستان يا أبتِ؟ فيجيبني: سأشتري لك الفستان يا ميساء.وأحلم كل ليلة بالعودة وبالفستان،هل سيكون لونه: أحمر، أصفر، أم وردي ؟! أنا أحب اللون الوردي، أعشقه، إذا أنا أريده فستاناً وردياً، ذو حزام طويل، أعقصه إلى الخلف، كالصبايا. وأريده أيضاً، فضفاضاً، فيه أكثر من طبقة خفيفة، تطير في الهواء حين أركض بذلك الفستان، يطير معي ويرفرف من حولي كالأميرات.صرتُ أتخيل نفسي كل ليلة الأميرة التي تطير بفستانها الوردي، لتجوب حارات القدس وأزقتها، كما تعَوَدْت أن تفعل منذ سنين خلت.وهنا انتابتني الحيرة ؛ من أي باب للقدس سأدلف؟ من أي باب يا قدسي سآتيك؟ هل سأدلف إليك من باب الساهرة؟ أم من باب الأسباط؟ إن دلفت إليها من باب الساهرة، فهذا يعني شراء أصابع البسكويت المالحة، اللذيذة، التي اشتقت إليها وإلى مذاقها الذي لا يغيب عن البال. أما إن دلفت إليها من باب الأسباط، فهذا يؤكد حتمية شراء أصابع الأسكيمو بالليمون، أو(الكازوز) وهنا كان يسيل لعابي لمجرد تخيلها فقط.وحلمت أيضا ب(حارة السعدية)، حيث كنت أشتري(رأس العبد) بسكويتي المفضل بالشوكلاتة، أيضاً لذيذة المذاق، وأشتهيها للآن.وبقيت في صراع شديد مع أحلامي حتى كبرتُ، وبدأت أحلامي تتلاشى شيئاً فشيئاً، بدأت أنسى أبواب القدس، تغيب عن بالي ملامحها.وأخذتني الأيام، وعندما عدت من سفري قبل عام من الزمن، قلت لأبي مداعبة: آما زلت تريد شراء ذلك الفستان لي؟قال لي: أينعم، يا ميساء، إذا رجعنا.قلت: لكن العشرة دنانير لا تكفي لشراء فستان لدمية، وليس لامرأة مثلي.أجابني وهو يقهقه من الضحك: الوعد وعد يا ميساء، حينها غمرته بقبلاتي، ثم حملت حقيبتي، وسافرت من جديد.
جميلة جدا
راقت لي
كل التقدير
رمزية بنت الفرج- عضو جديد
- عدد المساهمات : 18
تاريخ التسجيل : 31/05/2015
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت 4 مايو 2024 - 11:41 من طرف حاتم أبو زيد
» هدية العصفورة إليك .
الأحد 28 أبريل 2024 - 12:00 من طرف حاتم أبو زيد
» قبر واحد يكفي لكل العرب
السبت 27 أبريل 2024 - 15:45 من طرف ميساء البشيتي
» منشورات ميساء البشيتي في جريدة عرب كندا
السبت 27 أبريل 2024 - 15:40 من طرف ميساء البشيتي
» على حافة الوطن
الثلاثاء 23 أبريل 2024 - 11:55 من طرف ريما مجد الكيال
» الوطن كما يجب أن يكون
الإثنين 22 أبريل 2024 - 11:35 من طرف ورد العربي
» .لماذا لم يخبرنا بأنه محبطٌ؟ أحمد خالد توفيق
الأحد 21 أبريل 2024 - 12:20 من طرف خيمة العودة
» زهر اللوز هو عنوانك
السبت 6 أبريل 2024 - 11:42 من طرف لبيبة الدسوقي
» حدائق اللوز
السبت 6 أبريل 2024 - 11:42 من طرف لبيبة الدسوقي
» أصوات من غزة
الجمعة 5 أبريل 2024 - 12:11 من طرف خيمة العودة
» دعاء ختم القرآن الكريم
الجمعة 5 أبريل 2024 - 11:59 من طرف دانة ربحي
» وجوه عابرة
الجمعة 5 أبريل 2024 - 11:53 من طرف ميساء البشيتي
» العهد
الثلاثاء 2 أبريل 2024 - 21:58 من طرف راما البلبيسي
» صافحيني غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:35 من طرف طارق نور الدين
» على عيني يا غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:35 من طرف طارق نور الدين
» هولاكو في غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:33 من طرف طارق نور الدين
» من يخاطبكم يا ميتون
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:32 من طرف طارق نور الدين
» ثوري غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:30 من طرف طارق نور الدين
» أين المفر يا غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:30 من طرف طارق نور الدين
» إعدام غزة !
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:28 من طرف طارق نور الدين
» تحركوا أيها الدمى
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:26 من طرف طارق نور الدين
» رسالة من طفل غزة إلى سلاطين العرب
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:25 من طرف طارق نور الدين
» كم أنت بعيد يا أفصى
الجمعة 22 مارس 2024 - 12:06 من طرف رمزية بنت الفرج
» يا زهرة المدائن ..يا قدس
الجمعة 22 مارس 2024 - 12:04 من طرف رمزية بنت الفرج
» من يكرمكن نساء غزة ؟
الجمعة 22 مارس 2024 - 11:55 من طرف رمزية بنت الفرج