بحـث
من أنا ؟
حقوقية، كاتبة، ناشطة في شؤون بلادي وشؤون المرأة، لي عدة منشورات ورقية وإلكترونية
المواضيع الأخيرة
كتب ميساء البشيتي الإلكترونية
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم |
رحلة إلى قاع البحر
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
رحلة إلى قاع البحر
رحلة إلى قاع البحر – محمد الفاضل
لم يستطع نضال أن يغمض له جفن في ذلك المساء الذي لن يمحى من ذاكرته البتة ، جسده النحيل المتعب أنهكته أعباء السفر ومحطات الشتات والتشرد في الغربة ، سافرت روحه بعيداً حيث حقول القمح الذهبية في قريته الوادعة التي تطل على سفوح الوادي وتغفو على ضوء القمر ، وهي تتمايل بعذوبة مع نسمات الهواء المنعشة التي تجعلها ترقص بجذل . يالها من لوحة تأسر القلوب ، وأشجار الجوز والدراق والزيتون ورائحة الحقول المميزة وألوان الفراشات التي تتماهى مع جمال الطبيعة الخلاب في مشهد اَخاذ.
حاول مراراً أن يخلد إلى النوم ولكن تلك الصور الجميلة مرت أمامه وكأنها شريط سينمائي فجعلته في حالة هيام وشوق عارم وحنين لقريته التي غادرها مع أخته سلام ووالديه بعد القصف العنيف والدمار الهائل الذي حولها إلى ساحة حرب ! كانت سلام تشخص ببصرها نحو سقف الغرفة وهي تحاول أن تعي مايحدث ومااَلت إليه أمور العائلة من تشرد ومحاولات تسلل متكررة في جنح الظلام مخافة إكتشاف أمرهم.
- مارأيك يانضال ، هل نفلح بالوصول ؟ سألت سلام
- أعدك بذلك فقد رتب أبي الموضوع مع المهرب ، حاولي أن تخلدي إلى النوم وتأخذي قسطاً من الراحة، أجاب نضال. وماهي إلا بضع ساعات ونتخلص من هذا الكابوس ونبدأ حياتنا من جديد.
في ذلك المساء كانت تجتاحه مشاعر غريبة من الترقب والقلق الممزوج بالخوف من رحلة المجهول ولكنه لم يفصح عن حقيقة مشاعره واَثر السكوت ! خيل له انه سمع صوت طرق خافت على باب الغرفة وبعد لحظات وجد والده أمامه وهو يهمس في أذنه كي يوقظ سلام . بعد دقائق نهض الجميع ، بدت الأم مضطربة وهي تجول ببصرها في أنحاء الغرفة بحثاً عن باقي الأغراض والحزن يعصر قلبها ، سار الجميع خلف ذلك المهرب في مشهد جنائزي يبعث على الكاَبة والحزن .
بدأت الأصوات تتعالى وتسمع من بعيد ورائحة البحر تزكم الأنوف ، وتلوح في الأفق أجساد أشباح هزيلة وهي تتسلل بحذر نحو القارب الذي كان يعج بالعشرات وكلهم يحدوهم الأمل بالخلاص ، رائحة الخوف والعرق كانت تطغى على المشهد والجميع يحبس أنفاسه ، تم حشر النساء والأطفال في الطابق السفلي من القارب وكأنهم في علبة سردين !
بدأ قارب الأحلام يمخر عباب البحر في رحلة نحو اللاعودة ولم تكد تمر سوى دقائق قليلة حتى تعالت أصوات الصراخ والإستغاثة في أرجاء القارب ! لقد بدأ القارب يغرق ، تعلق نضال بأنامل سلام وهو يقبض عليها بشدة مخافة أن يفقدها ولكن يده الصغيرة لم تقوى على الألم الذي بدأ يسري في كامل جسده الصغير . في ذلك اليوم المأساوي تناقلت وكالات الأنباء خبر مقتضب عن غرق أكثر من 65 مهاجر نصفهم من النساء والأطفال .
رحلة إلى قاع البحر – محمد الفاضل
إلى أرواح الشهداء الذين غرقوا قرابة السواحل التركية في محاولة منهم للبحث عن وطن وجميع شهداء الثورة السورية .
لم يستطع نضال أن يغمض له جفن في ذلك المساء الذي لن يمحى من ذاكرته البتة ، جسده النحيل المتعب أنهكته أعباء السفر ومحطات الشتات والتشرد في الغربة ، سافرت روحه بعيداً حيث حقول القمح الذهبية في قريته الوادعة التي تطل على سفوح الوادي وتغفو على ضوء القمر ، وهي تتمايل بعذوبة مع نسمات الهواء المنعشة التي تجعلها ترقص بجذل . يالها من لوحة تأسر القلوب ، وأشجار الجوز والدراق والزيتون ورائحة الحقول المميزة وألوان الفراشات التي تتماهى مع جمال الطبيعة الخلاب في مشهد اَخاذ.
حاول مراراً أن يخلد إلى النوم ولكن تلك الصور الجميلة مرت أمامه وكأنها شريط سينمائي فجعلته في حالة هيام وشوق عارم وحنين لقريته التي غادرها مع أخته سلام ووالديه بعد القصف العنيف والدمار الهائل الذي حولها إلى ساحة حرب ! كانت سلام تشخص ببصرها نحو سقف الغرفة وهي تحاول أن تعي مايحدث ومااَلت إليه أمور العائلة من تشرد ومحاولات تسلل متكررة في جنح الظلام مخافة إكتشاف أمرهم.
- مارأيك يانضال ، هل نفلح بالوصول ؟ سألت سلام
- أعدك بذلك فقد رتب أبي الموضوع مع المهرب ، حاولي أن تخلدي إلى النوم وتأخذي قسطاً من الراحة، أجاب نضال. وماهي إلا بضع ساعات ونتخلص من هذا الكابوس ونبدأ حياتنا من جديد.
في ذلك المساء كانت تجتاحه مشاعر غريبة من الترقب والقلق الممزوج بالخوف من رحلة المجهول ولكنه لم يفصح عن حقيقة مشاعره واَثر السكوت ! خيل له انه سمع صوت طرق خافت على باب الغرفة وبعد لحظات وجد والده أمامه وهو يهمس في أذنه كي يوقظ سلام . بعد دقائق نهض الجميع ، بدت الأم مضطربة وهي تجول ببصرها في أنحاء الغرفة بحثاً عن باقي الأغراض والحزن يعصر قلبها ، سار الجميع خلف ذلك المهرب في مشهد جنائزي يبعث على الكاَبة والحزن .
بدأت الأصوات تتعالى وتسمع من بعيد ورائحة البحر تزكم الأنوف ، وتلوح في الأفق أجساد أشباح هزيلة وهي تتسلل بحذر نحو القارب الذي كان يعج بالعشرات وكلهم يحدوهم الأمل بالخلاص ، رائحة الخوف والعرق كانت تطغى على المشهد والجميع يحبس أنفاسه ، تم حشر النساء والأطفال في الطابق السفلي من القارب وكأنهم في علبة سردين !
بدأ قارب الأحلام يمخر عباب البحر في رحلة نحو اللاعودة ولم تكد تمر سوى دقائق قليلة حتى تعالت أصوات الصراخ والإستغاثة في أرجاء القارب ! لقد بدأ القارب يغرق ، تعلق نضال بأنامل سلام وهو يقبض عليها بشدة مخافة أن يفقدها ولكن يده الصغيرة لم تقوى على الألم الذي بدأ يسري في كامل جسده الصغير . في ذلك اليوم المأساوي تناقلت وكالات الأنباء خبر مقتضب عن غرق أكثر من 65 مهاجر نصفهم من النساء والأطفال .
رحلة إلى قاع البحر – محمد الفاضل
إلى أرواح الشهداء الذين غرقوا قرابة السواحل التركية في محاولة منهم للبحث عن وطن وجميع شهداء الثورة السورية .
محمد الفاضل- عضو جديد
- عدد المساهمات : 87
تاريخ التسجيل : 11/07/2012
رد: رحلة إلى قاع البحر
" قالت لجان التنسيق المحلية في سوريا إن 60 شخصاً من أهالي بلدة الحسكة قضوا غرقاً، الخميس، أثناء محاولتهم الهجرة بشكل غير شرعي قبالة السواحل التركية.
ووفق ما نسبته وكالة أنباء الأناضول لأردهان توتوك، نائب محافظ أزمير، المحافظة التي غرق المركب قبالة سواحلها: "ارتفع عدد الضحايا الى 58 شخصاً". "
أخي العزيز محمد الفاضل
مساء الخير والبركة وأهلا بعودتك الكريمة
الآن فقط بعد أن قرأت خاطرتكم الكريمة بحثت عن الخبر وعلمت به .. خبر كالصاعقة .. لا حول ولا قوة إلا بالله .. حرق وغرق وشتى أنواع وصنوف الموت ذاقها هذا الشعب المسكين .. ربنا ينجيه ويكون معه وشكرا لهذا القلم الذي أعتز به وأفتخر ودمت أخي محمد معافى من كل سوء .
ووفق ما نسبته وكالة أنباء الأناضول لأردهان توتوك، نائب محافظ أزمير، المحافظة التي غرق المركب قبالة سواحلها: "ارتفع عدد الضحايا الى 58 شخصاً". "
أخي العزيز محمد الفاضل
مساء الخير والبركة وأهلا بعودتك الكريمة
الآن فقط بعد أن قرأت خاطرتكم الكريمة بحثت عن الخبر وعلمت به .. خبر كالصاعقة .. لا حول ولا قوة إلا بالله .. حرق وغرق وشتى أنواع وصنوف الموت ذاقها هذا الشعب المسكين .. ربنا ينجيه ويكون معه وشكرا لهذا القلم الذي أعتز به وأفتخر ودمت أخي محمد معافى من كل سوء .
--------------------------------
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
أخي العزيز محمد
مساء الخير محمد وسعدت بتواجدك هنا أخي
محمد هم يتفننون في قتل الأبرياء واختيار طريقة تعذيبهم ...لقد فاقوا في انتهاكهم وجبرانهم كل ما يعرفه البشر
لكن رحمم الله أخي ولن يدوم الجبروت وستأتي لحظة تخليص الحق منهم
تحياتي لك ولا تغب طويلا
محمد هم يتفننون في قتل الأبرياء واختيار طريقة تعذيبهم ...لقد فاقوا في انتهاكهم وجبرانهم كل ما يعرفه البشر
لكن رحمم الله أخي ولن يدوم الجبروت وستأتي لحظة تخليص الحق منهم
تحياتي لك ولا تغب طويلا
سميرة عبد العليم- عضو متميز
- الأبراج الصينية :
عدد المساهمات : 1340
تاريخ الميلاد : 01/07/1973
تاريخ التسجيل : 10/01/2011
العمر : 50
رد: رحلة إلى قاع البحر
اخي الفاضل فاضل
بقلب يقطر اسى وحزنا وغضبا
اعدت قراءة قصتك مرات ..
اتكفيك
دموعي كرد ؟؟
فلم تسعفني الكلمات
فلاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
وربنا على الظلمة
مودتي
اماني
بقلب يقطر اسى وحزنا وغضبا
اعدت قراءة قصتك مرات ..
اتكفيك
دموعي كرد ؟؟
فلم تسعفني الكلمات
فلاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
وربنا على الظلمة
مودتي
اماني
اماني مهدية الرغاي- عضو جديد
- الأبراج الصينية :
عدد المساهمات : 74
تاريخ الميلاد : 01/12/1955
تاريخ التسجيل : 29/07/2012
العمر : 68
رد: رحلة إلى قاع البحر
الأخت العزيزة ميساء
شكراً على مشاعرك الجياشة
ياسيدتي هم يقتلون كل ماهو جميل في بلدي بدم بارد حتى الطفولة لم تنج من براثنهم ، هل تصدقين أن أطفال سوريا يشيبون قبل أوانهم
طيور بلادي تموت وهي تبحث عن وطن
ودي مع باقة أقحوان
شكراً على مشاعرك الجياشة
ياسيدتي هم يقتلون كل ماهو جميل في بلدي بدم بارد حتى الطفولة لم تنج من براثنهم ، هل تصدقين أن أطفال سوريا يشيبون قبل أوانهم
طيور بلادي تموت وهي تبحث عن وطن
ودي مع باقة أقحوان
محمد الفاضل- عضو جديد
- عدد المساهمات : 87
تاريخ التسجيل : 11/07/2012
رد: رحلة إلى قاع البحر
الأخت العزيزة سميرة
يسعدني حضورك الرقيق وعذوبة فيض مشاعرك
طيور بلادي في قفص كبير لم تعد تغرد ، بل تنتحب وتموت من الحزن والألم
ودي مع باقة بنفسج
يسعدني حضورك الرقيق وعذوبة فيض مشاعرك
طيور بلادي في قفص كبير لم تعد تغرد ، بل تنتحب وتموت من الحزن والألم
ودي مع باقة بنفسج
محمد الفاضل- عضو جديد
- عدد المساهمات : 87
تاريخ التسجيل : 11/07/2012
رد: رحلة إلى قاع البحر
الأخت العزيزة أماني
شكراً عل نبل مشاعرك ودموعك الغالية
طيور بلادي تعلق بين مطارات الغربة والشتات وتغرق في مياه المحيطات لينعم الطغاة , يالها من سخرية !
ودي مع باقة ياسمين دمشقي
شكراً عل نبل مشاعرك ودموعك الغالية
طيور بلادي تعلق بين مطارات الغربة والشتات وتغرق في مياه المحيطات لينعم الطغاة , يالها من سخرية !
ودي مع باقة ياسمين دمشقي
محمد الفاضل- عضو جديد
- عدد المساهمات : 87
تاريخ التسجيل : 11/07/2012
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت 4 مايو 2024 - 11:41 من طرف حاتم أبو زيد
» هدية العصفورة إليك .
الأحد 28 أبريل 2024 - 12:00 من طرف حاتم أبو زيد
» قبر واحد يكفي لكل العرب
السبت 27 أبريل 2024 - 15:45 من طرف ميساء البشيتي
» منشورات ميساء البشيتي في جريدة عرب كندا
السبت 27 أبريل 2024 - 15:40 من طرف ميساء البشيتي
» على حافة الوطن
الثلاثاء 23 أبريل 2024 - 11:55 من طرف ريما مجد الكيال
» الوطن كما يجب أن يكون
الإثنين 22 أبريل 2024 - 11:35 من طرف ورد العربي
» .لماذا لم يخبرنا بأنه محبطٌ؟ أحمد خالد توفيق
الأحد 21 أبريل 2024 - 12:20 من طرف خيمة العودة
» زهر اللوز هو عنوانك
السبت 6 أبريل 2024 - 11:42 من طرف لبيبة الدسوقي
» حدائق اللوز
السبت 6 أبريل 2024 - 11:42 من طرف لبيبة الدسوقي
» أصوات من غزة
الجمعة 5 أبريل 2024 - 12:11 من طرف خيمة العودة
» دعاء ختم القرآن الكريم
الجمعة 5 أبريل 2024 - 11:59 من طرف دانة ربحي
» وجوه عابرة
الجمعة 5 أبريل 2024 - 11:53 من طرف ميساء البشيتي
» العهد
الثلاثاء 2 أبريل 2024 - 21:58 من طرف راما البلبيسي
» صافحيني غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:35 من طرف طارق نور الدين
» على عيني يا غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:35 من طرف طارق نور الدين
» هولاكو في غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:33 من طرف طارق نور الدين
» من يخاطبكم يا ميتون
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:32 من طرف طارق نور الدين
» ثوري غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:30 من طرف طارق نور الدين
» أين المفر يا غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:30 من طرف طارق نور الدين
» إعدام غزة !
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:28 من طرف طارق نور الدين
» تحركوا أيها الدمى
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:26 من طرف طارق نور الدين
» رسالة من طفل غزة إلى سلاطين العرب
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:25 من طرف طارق نور الدين
» كم أنت بعيد يا أفصى
الجمعة 22 مارس 2024 - 12:06 من طرف رمزية بنت الفرج
» يا زهرة المدائن ..يا قدس
الجمعة 22 مارس 2024 - 12:04 من طرف رمزية بنت الفرج
» من يكرمكن نساء غزة ؟
الجمعة 22 مارس 2024 - 11:55 من طرف رمزية بنت الفرج