بحـث
من أنا ؟
حقوقية، كاتبة، ناشطة في شؤون بلادي وشؤون المرأة، لي عدة منشورات ورقية وإلكترونية
المواضيع الأخيرة
كتب ميساء البشيتي الإلكترونية
الخلاف والاختلاف .
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الخلاف والاختلاف .
الخلاف والاختلاف
لا أدري لمن أوجه كلماتي هذه فهي ولدت بين يدي دون أن أدري لمن أوجهها .. كلمات شعرت بها تريد أن تخرج من أعماقي .. تريد أن تعانق النور في الخارج .. فهل أمنعها ؟
قبل ردح من الزمان كنت تلميذة أصطف في طابور الصباح وأعانق الحروف كما تعانق أوراق الياسمين حبيبات الندى .. هو أيضاً اصطف في طابور الصباح .. كان ذكياً جداً وربما كان شعلة متقدة من الذكاء .. لم يلتفت لوجودي .. وعلمت لاحقاً أنه هو هكذا لا يلتفت لوجود أي أحد يمرَّ عن جانبه الأيمن أو الأيسر بقصد أو بغير قصد ..
مرَّ على قصاصة من الورق خاصتي دونت فيها حروفاً تحوي من البراءة الكثير .. ترك عليها علامة تعجب تحوي بدورها من السخرية الكثير مما أشعرني أن هذه الأرض الصلبة تهتز تحت أقدامي الطرية .. وأنا كطفلة شعرت بالغبن والحزن والقهر من سخرية الآخر غير المبررة لها .. وكطفلة أرادت الانتقام ممن جرحها أخذت أعبث في قصاصات الورق خاصته .. أبحث عن خطأ ما أرد له فيه الصاع صاعين.. لكني للأسف لم أجد !
على العكس تماماً وجدت حروفاً ساحرة ساخرة كما أحب وأشتهي ودون أن أدري صفقت له .. ثم مددت له يدي بالمصافحة والمسامحة ..
وأصبحنا أصدقاء .
ذات يوم قلت له معاتبة لم تعد تقرأ لي .. فأجابني بنبرة فيها بعض الغرور الذي يكسو حروفه في بعض الأحيان حين يتقمص دور الأديب الاستثنائي : أنتِ تكتبين الخواطر وأنا لا أحب الخواطر .. ونعتها بنعت غريب استفزني جداً ..
حزنت لرأيه كثيراً وقلت له بنية صادقة ماذا أكتب إذاً ؟
قال : اكتبي القصة !
وكتبت القصة .. صفق لها طويلاً .. لكن شيء بأعماقي رفض مواصلة كتابة القصة .. وعدت لكتابة الخواطر بنهم شديد .. أنا أكتب وهو يتجاهل .. أنا أكتب أكثر فأكثر وهو يتجاهل أكثر فأكثر .. حتى ضاق صدري به وبتعجرفه .. وقررت بيني وبين نفسي أن أقاطعه بل أكثر من ذلك بأن الطريق الذي يمرُّ منه هو أنا لن أعبره ..
مرت أيام وسنوات وأنا أكتب الخاطرة وهو يتجاهلني ولكن ما لم أستطيع تجاهله أبداً هو حروفه الساخرة التي كنت قد أدمنت عليها .. وتستحق مني كل هذا الإدمان ..
بعد سنوات طوال شقت الخاطرة طريقها في عالم الأدب وأصبحت يشار إليها بالبنان .. بل أصبحت ملاذاً لكثير من الأدباء والكتاب .. وأصبحت أنا فيما بعد أفتخر بأنني أكتب الخاطرة .. وبأنني ربما كنت من الأوائل والقلائل الذي عشقوا الخاطرة من أول حرف .. ومشوا في دروبها الخفية الرائعة .
أعتقد أنني لو التقيت به اليوم أنا واثقة أنه سيتجاهل خواطري كما تجاهلها بالضبط في الماضي البعيد .. ولكن السؤال هل تجاهله لخواطري كان يستدعي هذا الخلاف ؟
أعتقد أنني كنت متسرعة في قراري وكان عليَّ أن أحترم رأي الآخر ورغبته وعليَّ أن أدرك جيداً أن الاختلاف لا يعني الخلاف ولكننا للأسف نستسهل الخلاف ونعتبر أن كل اختلاف يجب أن ينتهي بالخلاف ..
كم خسرنا أصدقاء كانوا بمثابة كنز لنا بسبب تعنتنا لرأي خاطىء كنا نظنه في حينها هو الصواب .
هذا درس لي ولكل من قرأ هذه الحروف ..
الاختلاف يجب ألا يؤدي إلى الخلاف .
لا أدري لمن أوجه كلماتي هذه فهي ولدت بين يدي دون أن أدري لمن أوجهها .. كلمات شعرت بها تريد أن تخرج من أعماقي .. تريد أن تعانق النور في الخارج .. فهل أمنعها ؟
قبل ردح من الزمان كنت تلميذة أصطف في طابور الصباح وأعانق الحروف كما تعانق أوراق الياسمين حبيبات الندى .. هو أيضاً اصطف في طابور الصباح .. كان ذكياً جداً وربما كان شعلة متقدة من الذكاء .. لم يلتفت لوجودي .. وعلمت لاحقاً أنه هو هكذا لا يلتفت لوجود أي أحد يمرَّ عن جانبه الأيمن أو الأيسر بقصد أو بغير قصد ..
مرَّ على قصاصة من الورق خاصتي دونت فيها حروفاً تحوي من البراءة الكثير .. ترك عليها علامة تعجب تحوي بدورها من السخرية الكثير مما أشعرني أن هذه الأرض الصلبة تهتز تحت أقدامي الطرية .. وأنا كطفلة شعرت بالغبن والحزن والقهر من سخرية الآخر غير المبررة لها .. وكطفلة أرادت الانتقام ممن جرحها أخذت أعبث في قصاصات الورق خاصته .. أبحث عن خطأ ما أرد له فيه الصاع صاعين.. لكني للأسف لم أجد !
على العكس تماماً وجدت حروفاً ساحرة ساخرة كما أحب وأشتهي ودون أن أدري صفقت له .. ثم مددت له يدي بالمصافحة والمسامحة ..
وأصبحنا أصدقاء .
ذات يوم قلت له معاتبة لم تعد تقرأ لي .. فأجابني بنبرة فيها بعض الغرور الذي يكسو حروفه في بعض الأحيان حين يتقمص دور الأديب الاستثنائي : أنتِ تكتبين الخواطر وأنا لا أحب الخواطر .. ونعتها بنعت غريب استفزني جداً ..
حزنت لرأيه كثيراً وقلت له بنية صادقة ماذا أكتب إذاً ؟
قال : اكتبي القصة !
وكتبت القصة .. صفق لها طويلاً .. لكن شيء بأعماقي رفض مواصلة كتابة القصة .. وعدت لكتابة الخواطر بنهم شديد .. أنا أكتب وهو يتجاهل .. أنا أكتب أكثر فأكثر وهو يتجاهل أكثر فأكثر .. حتى ضاق صدري به وبتعجرفه .. وقررت بيني وبين نفسي أن أقاطعه بل أكثر من ذلك بأن الطريق الذي يمرُّ منه هو أنا لن أعبره ..
مرت أيام وسنوات وأنا أكتب الخاطرة وهو يتجاهلني ولكن ما لم أستطيع تجاهله أبداً هو حروفه الساخرة التي كنت قد أدمنت عليها .. وتستحق مني كل هذا الإدمان ..
بعد سنوات طوال شقت الخاطرة طريقها في عالم الأدب وأصبحت يشار إليها بالبنان .. بل أصبحت ملاذاً لكثير من الأدباء والكتاب .. وأصبحت أنا فيما بعد أفتخر بأنني أكتب الخاطرة .. وبأنني ربما كنت من الأوائل والقلائل الذي عشقوا الخاطرة من أول حرف .. ومشوا في دروبها الخفية الرائعة .
أعتقد أنني لو التقيت به اليوم أنا واثقة أنه سيتجاهل خواطري كما تجاهلها بالضبط في الماضي البعيد .. ولكن السؤال هل تجاهله لخواطري كان يستدعي هذا الخلاف ؟
أعتقد أنني كنت متسرعة في قراري وكان عليَّ أن أحترم رأي الآخر ورغبته وعليَّ أن أدرك جيداً أن الاختلاف لا يعني الخلاف ولكننا للأسف نستسهل الخلاف ونعتبر أن كل اختلاف يجب أن ينتهي بالخلاف ..
كم خسرنا أصدقاء كانوا بمثابة كنز لنا بسبب تعنتنا لرأي خاطىء كنا نظنه في حينها هو الصواب .
هذا درس لي ولكل من قرأ هذه الحروف ..
الاختلاف يجب ألا يؤدي إلى الخلاف .
عدل سابقا من قبل ميساء البشيتي في الجمعة 23 نوفمبر 2012 - 23:14 عدل 1 مرات
--------------------------------
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
رد: الخلاف والاختلاف .
مساء الخير الأخت ميساء وجميع الزملاء هنا
أعجبتني هذه المشاركة لما بها من بوح صادق من قلم صادق
لا أعرف ما الذي دفعني للكتابة هنا مرة أخرى . .
ربما هذا البوح الصادق الذي انتصر على احجامي على الكتابة
أنا واحد ممن كانوا هنا ، وواحد من الراحلين من هنا أيضاً . .
خلاف أو اختلاف !!
آثرت الابتعاد . .
آثرت الصمت . .
ورحلت . .
لكنني بعد انتهاء الحرب وددت أن أمر على هذه الخيمة
التي كنت أستظل بها دوماً
ألفي السلام على أحبتي . . على صحبتي . . على رفاقي
وتناسيت أنني قد اتخذت قراراً بعدم الرجوع هنا
لكنني بعد قراءتي لهذه المشاركة نسيت كل شيء واندفعت من جديد للكتابة
كل التحية لكم
أبو فريد
أعجبتني هذه المشاركة لما بها من بوح صادق من قلم صادق
لا أعرف ما الذي دفعني للكتابة هنا مرة أخرى . .
ربما هذا البوح الصادق الذي انتصر على احجامي على الكتابة
أنا واحد ممن كانوا هنا ، وواحد من الراحلين من هنا أيضاً . .
خلاف أو اختلاف !!
آثرت الابتعاد . .
آثرت الصمت . .
ورحلت . .
لكنني بعد انتهاء الحرب وددت أن أمر على هذه الخيمة
التي كنت أستظل بها دوماً
ألفي السلام على أحبتي . . على صحبتي . . على رفاقي
وتناسيت أنني قد اتخذت قراراً بعدم الرجوع هنا
لكنني بعد قراءتي لهذه المشاركة نسيت كل شيء واندفعت من جديد للكتابة
كل التحية لكم
أبو فريد
أبو فريد- عضو نشيط
- الأبراج الصينية :
عدد المساهمات : 186
تاريخ الميلاد : 01/09/1970
تاريخ التسجيل : 23/03/2011
العمر : 53
رد: الخلاف والاختلاف .
أخي العزيز خالد فريد
مساء الخير والبركة
والحمدلله على السلامة وعودتك سالماً بعد الحرب الأخيرة على الحبيبة غزة .
كما عهدتك ابو فريد جريء وصريح ومبادر وأحيي فيك هذه الخطوة الشجاعة .. الخيمة بيتك .. والعصفورة منتداك .. وربما غيابك كان صعبا لكن حضورك محى كل أثار الغياب .
أهلا وسهلا بك مجدداً أخي ابو فريد وننتظر ابداعاتك
شكرا أخي ودمت بألف خير .
مساء الخير والبركة
والحمدلله على السلامة وعودتك سالماً بعد الحرب الأخيرة على الحبيبة غزة .
كما عهدتك ابو فريد جريء وصريح ومبادر وأحيي فيك هذه الخطوة الشجاعة .. الخيمة بيتك .. والعصفورة منتداك .. وربما غيابك كان صعبا لكن حضورك محى كل أثار الغياب .
أهلا وسهلا بك مجدداً أخي ابو فريد وننتظر ابداعاتك
شكرا أخي ودمت بألف خير .
--------------------------------
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
رد: الخلاف والاختلاف .
أخيراً وجدت من يشبهني أستاذة ميساء أنا مثلك عصبية وأخاصم من يتجاهلني ولكني أحياناً ألوم نفسي لأن البعض يتجاهل ربما بغير قصد .
وأرحب بعودة الأستاذ خالد فريد والصلح خير .
وأرحب بعودة الأستاذ خالد فريد والصلح خير .
عشتار- عضو متميز
- عدد المساهمات : 894
تاريخ التسجيل : 23/04/2010
رد: الخلاف والاختلاف .
صراحة وجرأة أدبية راقية لا تكون إلا من قلم راقي كقلمك غاليتنا الأستاذة ميساء وبارك الله فيك وبكل من مر من الأحبة على هذه السطور الكريمة ودمتم جميعا برضى الرحمن .
فاطمة شكري- عضو متميز
- الأبراج الصينية :
عدد المساهمات : 778
تاريخ الميلاد : 01/12/1979
تاريخ التسجيل : 09/08/2010
العمر : 44
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 11:35 من طرف ميساء البشيتي
» قناع بلون السماء ... باسم خندقجي
السبت 4 مايو 2024 - 11:41 من طرف حاتم أبو زيد
» هدية العصفورة إليك .
الأحد 28 أبريل 2024 - 12:00 من طرف حاتم أبو زيد
» قبر واحد يكفي لكل العرب
السبت 27 أبريل 2024 - 15:45 من طرف ميساء البشيتي
» على حافة الوطن
الثلاثاء 23 أبريل 2024 - 11:55 من طرف ريما مجد الكيال
» الوطن كما يجب أن يكون
الإثنين 22 أبريل 2024 - 11:35 من طرف ورد العربي
» .لماذا لم يخبرنا بأنه محبطٌ؟ أحمد خالد توفيق
الأحد 21 أبريل 2024 - 12:20 من طرف خيمة العودة
» زهر اللوز هو عنوانك
السبت 6 أبريل 2024 - 11:42 من طرف لبيبة الدسوقي
» حدائق اللوز
السبت 6 أبريل 2024 - 11:42 من طرف لبيبة الدسوقي
» أصوات من غزة
الجمعة 5 أبريل 2024 - 12:11 من طرف خيمة العودة
» دعاء ختم القرآن الكريم
الجمعة 5 أبريل 2024 - 11:59 من طرف دانة ربحي
» وجوه عابرة
الجمعة 5 أبريل 2024 - 11:53 من طرف ميساء البشيتي
» العهد
الثلاثاء 2 أبريل 2024 - 21:58 من طرف راما البلبيسي
» صافحيني غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:35 من طرف طارق نور الدين
» على عيني يا غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:35 من طرف طارق نور الدين
» هولاكو في غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:33 من طرف طارق نور الدين
» من يخاطبكم يا ميتون
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:32 من طرف طارق نور الدين
» ثوري غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:30 من طرف طارق نور الدين
» أين المفر يا غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:30 من طرف طارق نور الدين
» إعدام غزة !
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:28 من طرف طارق نور الدين
» تحركوا أيها الدمى
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:26 من طرف طارق نور الدين
» رسالة من طفل غزة إلى سلاطين العرب
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:25 من طرف طارق نور الدين
» كم أنت بعيد يا أفصى
الجمعة 22 مارس 2024 - 12:06 من طرف رمزية بنت الفرج
» يا زهرة المدائن ..يا قدس
الجمعة 22 مارس 2024 - 12:04 من طرف رمزية بنت الفرج
» من يكرمكن نساء غزة ؟
الجمعة 22 مارس 2024 - 11:55 من طرف رمزية بنت الفرج