بحـث
من أنا ؟
حقوقية، كاتبة، ناشطة في شؤون بلادي وشؤون المرأة، لي عدة منشورات ورقية وإلكترونية
المواضيع الأخيرة
كتب ميساء البشيتي الإلكترونية
حكاية هاتف محمول في بلاد هبرستان
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
حكاية هاتف محمول في بلاد هبرستان
حكاية هاتف محمول في بلاد هبرستان – محمد الفاضل
في البلاد المتقدمة التي فيها مؤسسات مجتمع مدني ، يسود القانون ويحترم المواطن دون محاباة أو محسوبية , كقيمة عليا في المجتمع ويكون الأفراد سواسية أمام القوانين التي لاتفرق بين مسؤول أو مواطن , فتراهم منهمكين في الإبداع في كل مناحي الحياة المختلفة ويتفانون في دفع عجلة التقدم نحو الأمام . بيد أن المشهد يبدو مغايراً تماماً في بلاد هبرستان حيث يصبح الهبر وهضم الحقوق سمة غالبة في المجتمع . ونتيجة لذلك نرى المواطن الذي لاحول له ولا قوة يأن تحت وطأة النظام الفاسد والظلم ويكون عرضة للابتزاز والسرقة ..(عيني عينك )!!
ولا يبدو مستغرباً حدوث كل ذلك في دوائر الدولة الحكومية ، بل وحتى في داخل أروقة المحاكم التي من المفترض أن تكون حصن المواطن الحصين كصرح للعدالة تحفظ حقوقه في ظل الأنظمة السائدة . في تلك البلاد يصبح المواطن المسكين صيداً ثميناً ومطمعاً لكل السماسرة ، ولايمكن التفريط به حيث يتحلق حوله الشطار من الموظفين الذين دب فيهم فجأة عرق النخوة ، مبدين استعدادهم لعرض خدماتهم بسخاء حاتمي ، وفهمكم كفاية . وفي هذا الصدد تحضرني تلك الحكاية التي حدثت معي شخصياً في إحدى تلك البلاد التي تسبح بحمد القائد ليل نهار ، وتتشدق بالديمقراطية ومنجزات الثورة (الخنفشارية )!!
في ذلك اليوم الذي قررت فيه شراء جهاز محمول كنت في غاية الحبور لحصولي على ذلك الجهاز بعد طول عناء من البحث والتردد بما يتناسب مع إمكانياتي المادية . وبعد مرور ثلاثة أشهر وبينما كنت في مكتبي منهمكاً في تصفح الإنترنت كعادتي اليومية ، استغرقني الأمر طويلاً حتى اكتشفت اختفاء رفيقي المفضل من فوق المكتب . شعرت بالضيق وبدأ القلق يساورني . هرعت مندفعاً خارج المكتب في محاولة مضنية للبحث عنه ولكن دون جدوى . ولما بلغ مني الإعياء مبلغه اقترح علي أحد الزملاء أن أذهب الى المحكمة الكائنة في منطقة عملي حيث إن الحادثة وقعت هناك . في الوهلة الأولى كان عندي شبه يقين بعودة الجهاز ولم يدر في خلدي أنها ستكون تجربة مريرة تشبه في نهايتها الأفلام الهندية !!
استوقفني الموظف المسؤول وأشار علي بملء الاستمارة بغية استكمال الإجراءات . وبعد طول تفكير قررت الموافقة ، وبينما كنت أهم بالانصراف صرخ مستنكراً الى أين ؟؟ ألم تنس شيئاً ؟؟ عندها أيقنت أن المشوار سوف يطول فرضخت على مضض ونفحته بعض المال بعد إصرار منه . وبعد برهة أخذت الخطاب الرسمي أحث الخطى نحو شركة الاتصال لغرض كشف السارق ومن ثم إبلاغ المحكمة . وفي اليوم الموعود قابلت وكيل النيابة ، استبشرت به خيراً إذ بدا لي شخصاً يتصف بالأمانة ، أو هكذا خيل لي. فالمكان لاغبار عليه ، وهو دار العدالة ! إذن الهاتف بأمان !
طبعاً فاتني أن أخبركم أن الشركة تمكنت من الوصول الى اسم وعنوان السارق من خلال الشريحة بعد مراقبة . وعدني وكيل النيابة خيراً ، وبعد الانتهاء من كتابة المحضر نادى على أحد الموظفين مرتدياً ملابسه العسكرية وقال أنت في أيد أمينة . استقبلني الموظف بابتسامة عريضة مبدياً حماسة غير طبيعية ..
سوف نجد الجهاز طالما عرفنا السارق ، أردف قائلاً .
المفاجأة التي أصابتني بالذهول هو طلبه مبلغ من المال كي يقوم بالقبض عليه، على مرأى ومسمع من وكيل النيابة الذي لم يبد
اكتراثه رغم تململي وكأنه يقول لي : هل أنت ساذج ? قلت في نفسي طالما بدأت المشوار يجب أن أكمله حتى النهاية .... ومرت الأيام ... ومرت الأسابيع ، ولغاية كتابة هذا المقال لازال هاتفي المحمول في عداد المفقودين !
حكاية هاتف محمول في بلاد هبرستان – محمد الفاضل
في البلاد المتقدمة التي فيها مؤسسات مجتمع مدني ، يسود القانون ويحترم المواطن دون محاباة أو محسوبية , كقيمة عليا في المجتمع ويكون الأفراد سواسية أمام القوانين التي لاتفرق بين مسؤول أو مواطن , فتراهم منهمكين في الإبداع في كل مناحي الحياة المختلفة ويتفانون في دفع عجلة التقدم نحو الأمام . بيد أن المشهد يبدو مغايراً تماماً في بلاد هبرستان حيث يصبح الهبر وهضم الحقوق سمة غالبة في المجتمع . ونتيجة لذلك نرى المواطن الذي لاحول له ولا قوة يأن تحت وطأة النظام الفاسد والظلم ويكون عرضة للابتزاز والسرقة ..(عيني عينك )!!
ولا يبدو مستغرباً حدوث كل ذلك في دوائر الدولة الحكومية ، بل وحتى في داخل أروقة المحاكم التي من المفترض أن تكون حصن المواطن الحصين كصرح للعدالة تحفظ حقوقه في ظل الأنظمة السائدة . في تلك البلاد يصبح المواطن المسكين صيداً ثميناً ومطمعاً لكل السماسرة ، ولايمكن التفريط به حيث يتحلق حوله الشطار من الموظفين الذين دب فيهم فجأة عرق النخوة ، مبدين استعدادهم لعرض خدماتهم بسخاء حاتمي ، وفهمكم كفاية . وفي هذا الصدد تحضرني تلك الحكاية التي حدثت معي شخصياً في إحدى تلك البلاد التي تسبح بحمد القائد ليل نهار ، وتتشدق بالديمقراطية ومنجزات الثورة (الخنفشارية )!!
في ذلك اليوم الذي قررت فيه شراء جهاز محمول كنت في غاية الحبور لحصولي على ذلك الجهاز بعد طول عناء من البحث والتردد بما يتناسب مع إمكانياتي المادية . وبعد مرور ثلاثة أشهر وبينما كنت في مكتبي منهمكاً في تصفح الإنترنت كعادتي اليومية ، استغرقني الأمر طويلاً حتى اكتشفت اختفاء رفيقي المفضل من فوق المكتب . شعرت بالضيق وبدأ القلق يساورني . هرعت مندفعاً خارج المكتب في محاولة مضنية للبحث عنه ولكن دون جدوى . ولما بلغ مني الإعياء مبلغه اقترح علي أحد الزملاء أن أذهب الى المحكمة الكائنة في منطقة عملي حيث إن الحادثة وقعت هناك . في الوهلة الأولى كان عندي شبه يقين بعودة الجهاز ولم يدر في خلدي أنها ستكون تجربة مريرة تشبه في نهايتها الأفلام الهندية !!
استوقفني الموظف المسؤول وأشار علي بملء الاستمارة بغية استكمال الإجراءات . وبعد طول تفكير قررت الموافقة ، وبينما كنت أهم بالانصراف صرخ مستنكراً الى أين ؟؟ ألم تنس شيئاً ؟؟ عندها أيقنت أن المشوار سوف يطول فرضخت على مضض ونفحته بعض المال بعد إصرار منه . وبعد برهة أخذت الخطاب الرسمي أحث الخطى نحو شركة الاتصال لغرض كشف السارق ومن ثم إبلاغ المحكمة . وفي اليوم الموعود قابلت وكيل النيابة ، استبشرت به خيراً إذ بدا لي شخصاً يتصف بالأمانة ، أو هكذا خيل لي. فالمكان لاغبار عليه ، وهو دار العدالة ! إذن الهاتف بأمان !
طبعاً فاتني أن أخبركم أن الشركة تمكنت من الوصول الى اسم وعنوان السارق من خلال الشريحة بعد مراقبة . وعدني وكيل النيابة خيراً ، وبعد الانتهاء من كتابة المحضر نادى على أحد الموظفين مرتدياً ملابسه العسكرية وقال أنت في أيد أمينة . استقبلني الموظف بابتسامة عريضة مبدياً حماسة غير طبيعية ..
سوف نجد الجهاز طالما عرفنا السارق ، أردف قائلاً .
المفاجأة التي أصابتني بالذهول هو طلبه مبلغ من المال كي يقوم بالقبض عليه، على مرأى ومسمع من وكيل النيابة الذي لم يبد
اكتراثه رغم تململي وكأنه يقول لي : هل أنت ساذج ? قلت في نفسي طالما بدأت المشوار يجب أن أكمله حتى النهاية .... ومرت الأيام ... ومرت الأسابيع ، ولغاية كتابة هذا المقال لازال هاتفي المحمول في عداد المفقودين !
حكاية هاتف محمول في بلاد هبرستان – محمد الفاضل
محمد الفاضل- عضو جديد
- عدد المساهمات : 87
تاريخ التسجيل : 11/07/2012
رد: حكاية هاتف محمول في بلاد هبرستان
يحصل في بلاد هبرستان وأتمنى أن يبقى الوضع فقط في بلاد هبرستان وألا تنتقل العدوى إلى الجوار .. قصة ممتعة مؤلمة .. سردها جميل وشيق ولكنها فحواها ألم ومرارة .. أشد ما أكره هو عملية الدعم الخارجي .. تشعرني بالغثيان .. وهي ظاهرة سيئة وربما هي منتشرة بشكل أو بآخر في معظم دول العالم الراقية منها والفقيرة لكن بوجوه عدة وتحت مسميات مختلفة .. بالنهاية هي ظاهرة سيئة جدا وأتمنى لو نتخلص منها عما قريب .. أتمنى .. أتمنى أن يعود إليك هاتفك المحمول .. من يدري .. كم تدفع .. فقط للابتسامة .. رمضان كريم .
--------------------------------
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
رد: حكاية هاتف محمول في بلاد هبرستان
كان الله في عونك أخي الكريم محمد الفاضل وهي فعلاً منغصات وظاهرة ليست حضارية أبداً .
أتمنى أن تعثر على ضالتك وتجد هاتفك المحمول بإذن الله
إن الله على كل شيء قدير .
أتمنى أن تعثر على ضالتك وتجد هاتفك المحمول بإذن الله
إن الله على كل شيء قدير .
فاطمة شكري- عضو متميز
- الأبراج الصينية :
عدد المساهمات : 778
تاريخ الميلاد : 01/12/1979
تاريخ التسجيل : 09/08/2010
العمر : 44
رد: حكاية هاتف محمول في بلاد هبرستان
ميساء البشيتي كتب:يحصل في بلاد هبرستان وأتمنى أن يبقى الوضع فقط في بلاد هبرستان وألا تنتقل العدوى إلى الجوار .. قصة ممتعة مؤلمة .. سردها جميل وشيق ولكنها فحواها ألم ومرارة .. أشد ما أكره هو عملية الدعم الخارجي .. تشعرني بالغثيان .. وهي ظاهرة سيئة وربما هي منتشرة بشكل أو بآخر في معظم دول العالم الراقية منها والفقيرة لكن بوجوه عدة وتحت مسميات مختلفة .. بالنهاية هي ظاهرة سيئة جدا وأتمنى لو نتخلص منها عما قريب .. أتمنى .. أتمنى أن يعود إليك هاتفك المحمول .. من يدري .. كم تدفع .. فقط للابتسامة .. رمضان كريم .
ياسيدتي هي تجربة مريرة لن أنساها ماحييت ، فقد كنت حينها في مكتبي في الجامعةمع بعض الطلاب والمراجعين عندما اختفى الهاتف ، وهذا لاشئ أمام ماحصل معي في المحكمة والتي كانت بالفعل ( حمام سوق ) . أتفق معك أختي العزيزة وشكراً على حضورك العطر .
كل عام وأنت بخير
محمد الفاضل- عضو جديد
- عدد المساهمات : 87
تاريخ التسجيل : 11/07/2012
رد: حكاية هاتف محمول في بلاد هبرستان
فينوس شكري كتب:كان الله في عونك أخي الكريم محمد الفاضل وهي فعلاً منغصات وظاهرة ليست حضارية أبداً .
أتمنى أن تعثر على ضالتك وتجد هاتفك المحمول بإذن الله
إن الله على كل شيء قدير .
شكراً على حضورك الجميل أختي العزيزة وكل عام وأنت بخير
محمد الفاضل- عضو جديد
- عدد المساهمات : 87
تاريخ التسجيل : 11/07/2012
مواضيع مماثلة
» حكاية وراء كل باب
» حكاية وتر ...
» حكاية
» حكاية أخر الشتاء
» حكاية عم بشير النعيجة....للشربينى الاقصرى
» حكاية وتر ...
» حكاية
» حكاية أخر الشتاء
» حكاية عم بشير النعيجة....للشربينى الاقصرى
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 11:11 من طرف ريما مجد الكيال
» زوابع الياسمين
اليوم في 11:09 من طرف ريما مجد الكيال
» منشورات ميساء البشيتي في جريدة عرب كندا
الخميس 9 مايو 2024 - 11:35 من طرف ميساء البشيتي
» قناع بلون السماء ... باسم خندقجي
السبت 4 مايو 2024 - 11:41 من طرف حاتم أبو زيد
» هدية العصفورة إليك .
الأحد 28 أبريل 2024 - 12:00 من طرف حاتم أبو زيد
» قبر واحد يكفي لكل العرب
السبت 27 أبريل 2024 - 15:45 من طرف ميساء البشيتي
» على حافة الوطن
الثلاثاء 23 أبريل 2024 - 11:55 من طرف ريما مجد الكيال
» الوطن كما يجب أن يكون
الإثنين 22 أبريل 2024 - 11:35 من طرف ورد العربي
» .لماذا لم يخبرنا بأنه محبطٌ؟ أحمد خالد توفيق
الأحد 21 أبريل 2024 - 12:20 من طرف خيمة العودة
» زهر اللوز هو عنوانك
السبت 6 أبريل 2024 - 11:42 من طرف لبيبة الدسوقي
» حدائق اللوز
السبت 6 أبريل 2024 - 11:42 من طرف لبيبة الدسوقي
» أصوات من غزة
الجمعة 5 أبريل 2024 - 12:11 من طرف خيمة العودة
» دعاء ختم القرآن الكريم
الجمعة 5 أبريل 2024 - 11:59 من طرف دانة ربحي
» وجوه عابرة
الجمعة 5 أبريل 2024 - 11:53 من طرف ميساء البشيتي
» العهد
الثلاثاء 2 أبريل 2024 - 21:58 من طرف راما البلبيسي
» صافحيني غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:35 من طرف طارق نور الدين
» على عيني يا غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:35 من طرف طارق نور الدين
» هولاكو في غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:33 من طرف طارق نور الدين
» من يخاطبكم يا ميتون
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:32 من طرف طارق نور الدين
» ثوري غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:30 من طرف طارق نور الدين
» أين المفر يا غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:30 من طرف طارق نور الدين
» إعدام غزة !
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:28 من طرف طارق نور الدين
» تحركوا أيها الدمى
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:26 من طرف طارق نور الدين
» رسالة من طفل غزة إلى سلاطين العرب
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:25 من طرف طارق نور الدين
» كم أنت بعيد يا أفصى
الجمعة 22 مارس 2024 - 12:06 من طرف رمزية بنت الفرج