بحـث
من أنا ؟
حقوقية، كاتبة، ناشطة في شؤون بلادي وشؤون المرأة، لي عدة منشورات ورقية وإلكترونية
المواضيع الأخيرة
كتب ميساء البشيتي الإلكترونية
رسالة إلى عام مضى
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
رسالة إلى عام مضى
رسالة إلى عامٍ مضى
مضيت .. بخيرك مضيت .. بسوئك مضيت .. بلياليك الثقيلة .. بنهاراتك المتعبة .. بأعيادك المعلقة .. مضيت ..
بآلامك .. بجراحك .. بقسوتك .. مضيت .. مضيت وتركت بصماتك معلقة على بابي .
لكن قبل أن تطويك الأيام وتدثرك في سجل الذكريات العتيقة وقبل أن تسدل ستائر النسيان على آخر صفحة من صفحاتك دعني أذيلها لك بكلمة عتاب كما ذيلت لي عاماً من عمري بالمرار .
أيها العام .. لقد أخذت من الأحبة الكثير .. ابتلعتهم كما يبتلع الحوت أسماكاً صغيرة تقترب منه .. مداعبة .. ملاطفة .. تتحسس ببراءة نعومة جلده وبريق عينيه قبل أن يتقد الموت في جوفه فيحصد دون استئذان أفئدة كانت ملجأً لي أمارس فيها طقوس بوحي ..
كانت صومعة لي أفرُّ إليها عند كل استراحة محارب ..
كانت قبراً أئد فيه أحزاني وآلامي وأسراري .
تمرُّ الأعياد تتوالى على عمري .. سوداءَ كباقي أيامي .. خالية من بريق أمل ..
من شعاع نور هارب ..
من خيط ضوء تائه فقد بوصلته بعد أن لفظته أنسجة الشمس حين اعترتها حالة تمرد !
وتتوالى معها أسئلة حائرة تنتحر فيها الأجوبة قبل أن تنتهي من طقوس صلاتها الأخيرة .
تصفعني للمرة الألف عبارة ( تلغى جميع مظاهرالاحتفالات بالعيد ) عبارة تدك مسامع أذني وقلبي فجر كل عيد ..
تختنق في جوفي ..
تحتبس مع ما جف من الدمع في مآقيي وتدور معي تائهة حائرة في فلك الأسئلة التي ليس لها أجوبة ..
أليس العيد للفرح ؟
فلماذا تلغى جميع مظاهر الاحتفالات ؟
وتتقاذفني الإجابات من اليمين إلى اليسار .. من اليسار إلى اليمين .. إجابات أمرُّ من علقم الصفعات ..
أوضاع قاسية في الأراضي المحتلة ..
أوضاع قاسية في لبنان ..
أوضاع قاسية في العراق ..
أوضاع قاسية في غزة هاشم ..
فلماذا أيها العام ؟
لماذا يأتي العيد في هذه الأوقات القاسية من كل عام ؟
ولماذا يقتلون العيد ألف مرة ؟
**********
غزة
غزة يا وجعي الذي لا ينتهي .. كم كان نصيبك من الأعياد المعلقة ؟
منذ متى لم يزرك العيد يا غزة ؟
منذ متى لم تعانقك صباحاته ولم تلفحك خيوط فجره بنسائم لها مذاق العيد وكعك العيد ؟
قدسي
اشتقت إليك ..
اشتقت لبيتي هناك ..
اشتقت لأحبتي هناك ..
اشتقت لطفولتي هناك ..
اشتقت لملعبي هناك .. لمدرستي .. لحارات القدس العتيقة ..
اشتقت للمسجد الأقصى ولساحات الحرم .. اشتقت لأصدقاء الطفولة وأرجوحة العيد .
*******
أيها العام .. أحلم ببيت له سقف لا تتساقط سطوره فوق رأسي عند كل علامة استفهام .. مللت البيوت المتصدعة وأسقف (الزينكو ) ..
أحلم ببيت يكون وطناً لي ولأولادي في حاضري وغدي كما كان لأبي وجدي في الأمس ..
أحلم بصبح أقبض عليه بين أصابع يدي لا يسلبه مني أحد ..
لا ينتزعه مني أحد ..
ولا يشاركني في رسم خيوطه وتشكيل همزاته أحد .
أحلم بشمس أرجوانية ساحرة الملمس تدفىء قلبي اليافع .. تدغدغ مشاعري الحالمة وتعدني بنهار لم يسبقني إليه أحد .
أحلم بتحية صباح منزوع منها الغلّ .. لها لون واحد هو لون الشمس .. ومذاق واحد هو مذاق الحب .. ورائحة واحدة هي رائحة العيد .
أحلم بمعانقة الأحبة حباً في العناق وليس رغبة ملّحة في مواساتهم ومسح آلامهم وتجفيف دموعهم وهدهدة جراحهم .
أحلم بالعيد ..
أحلم بعودتك غزة كما كنت قبل هذا العيد ..
أحلم بالعيد تحت سماء غزة ..
تحت سماء القدس ..
تحت سماء الوطن في فلسطين .
أحلم أيها العام بعامٍ جديد ..
لي فيه وطن ..
لي فيه أحبة ..
لي فيه بيت يصافحني فيه ألف عيد وعيد .
مضيت .. بخيرك مضيت .. بسوئك مضيت .. بلياليك الثقيلة .. بنهاراتك المتعبة .. بأعيادك المعلقة .. مضيت ..
بآلامك .. بجراحك .. بقسوتك .. مضيت .. مضيت وتركت بصماتك معلقة على بابي .
لكن قبل أن تطويك الأيام وتدثرك في سجل الذكريات العتيقة وقبل أن تسدل ستائر النسيان على آخر صفحة من صفحاتك دعني أذيلها لك بكلمة عتاب كما ذيلت لي عاماً من عمري بالمرار .
أيها العام .. لقد أخذت من الأحبة الكثير .. ابتلعتهم كما يبتلع الحوت أسماكاً صغيرة تقترب منه .. مداعبة .. ملاطفة .. تتحسس ببراءة نعومة جلده وبريق عينيه قبل أن يتقد الموت في جوفه فيحصد دون استئذان أفئدة كانت ملجأً لي أمارس فيها طقوس بوحي ..
كانت صومعة لي أفرُّ إليها عند كل استراحة محارب ..
كانت قبراً أئد فيه أحزاني وآلامي وأسراري .
تمرُّ الأعياد تتوالى على عمري .. سوداءَ كباقي أيامي .. خالية من بريق أمل ..
من شعاع نور هارب ..
من خيط ضوء تائه فقد بوصلته بعد أن لفظته أنسجة الشمس حين اعترتها حالة تمرد !
وتتوالى معها أسئلة حائرة تنتحر فيها الأجوبة قبل أن تنتهي من طقوس صلاتها الأخيرة .
تصفعني للمرة الألف عبارة ( تلغى جميع مظاهرالاحتفالات بالعيد ) عبارة تدك مسامع أذني وقلبي فجر كل عيد ..
تختنق في جوفي ..
تحتبس مع ما جف من الدمع في مآقيي وتدور معي تائهة حائرة في فلك الأسئلة التي ليس لها أجوبة ..
أليس العيد للفرح ؟
فلماذا تلغى جميع مظاهر الاحتفالات ؟
وتتقاذفني الإجابات من اليمين إلى اليسار .. من اليسار إلى اليمين .. إجابات أمرُّ من علقم الصفعات ..
أوضاع قاسية في الأراضي المحتلة ..
أوضاع قاسية في لبنان ..
أوضاع قاسية في العراق ..
أوضاع قاسية في غزة هاشم ..
فلماذا أيها العام ؟
لماذا يأتي العيد في هذه الأوقات القاسية من كل عام ؟
ولماذا يقتلون العيد ألف مرة ؟
**********
غزة
غزة يا وجعي الذي لا ينتهي .. كم كان نصيبك من الأعياد المعلقة ؟
منذ متى لم يزرك العيد يا غزة ؟
منذ متى لم تعانقك صباحاته ولم تلفحك خيوط فجره بنسائم لها مذاق العيد وكعك العيد ؟
قدسي
اشتقت إليك ..
اشتقت لبيتي هناك ..
اشتقت لأحبتي هناك ..
اشتقت لطفولتي هناك ..
اشتقت لملعبي هناك .. لمدرستي .. لحارات القدس العتيقة ..
اشتقت للمسجد الأقصى ولساحات الحرم .. اشتقت لأصدقاء الطفولة وأرجوحة العيد .
*******
أيها العام .. أحلم ببيت له سقف لا تتساقط سطوره فوق رأسي عند كل علامة استفهام .. مللت البيوت المتصدعة وأسقف (الزينكو ) ..
أحلم ببيت يكون وطناً لي ولأولادي في حاضري وغدي كما كان لأبي وجدي في الأمس ..
أحلم بصبح أقبض عليه بين أصابع يدي لا يسلبه مني أحد ..
لا ينتزعه مني أحد ..
ولا يشاركني في رسم خيوطه وتشكيل همزاته أحد .
أحلم بشمس أرجوانية ساحرة الملمس تدفىء قلبي اليافع .. تدغدغ مشاعري الحالمة وتعدني بنهار لم يسبقني إليه أحد .
أحلم بتحية صباح منزوع منها الغلّ .. لها لون واحد هو لون الشمس .. ومذاق واحد هو مذاق الحب .. ورائحة واحدة هي رائحة العيد .
أحلم بمعانقة الأحبة حباً في العناق وليس رغبة ملّحة في مواساتهم ومسح آلامهم وتجفيف دموعهم وهدهدة جراحهم .
أحلم بالعيد ..
أحلم بعودتك غزة كما كنت قبل هذا العيد ..
أحلم بالعيد تحت سماء غزة ..
تحت سماء القدس ..
تحت سماء الوطن في فلسطين .
أحلم أيها العام بعامٍ جديد ..
لي فيه وطن ..
لي فيه أحبة ..
لي فيه بيت يصافحني فيه ألف عيد وعيد .
عدل سابقا من قبل ميساء البشيتي في الخميس 1 سبتمبر 2011 - 16:38 عدل 2 مرات
رد: رسالة إلى عام مضى
كل عم وأنت بخير أستاذة ميساء
خاطرة جميلة جدا وإن شاء الله سيأتي العيد الذي تحلمين به .
خاطرة جميلة جدا وإن شاء الله سيأتي العيد الذي تحلمين به .
عمر محمد اسليم- عضو جديد
- عدد المساهمات : 102
تاريخ التسجيل : 06/03/2011
رد: رسالة إلى عام مضى
عمر محمد اسليم كتب:كل عم وأنت بخير أستاذة ميساء
خاطرة جميلة جدا وإن شاء الله سيأتي العيد الذي تحلمين به .
وأنت بألف خير أستاذ عمر ومن العايدين إن شاء الله ..
شكرا لك لأنك أظهرت هذه الرسالة على السطح من جديد ..
ربنا يبارك لك وبك .
--------------------------------
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
أختي الغالية ميساء
عيدك مبارك عزيزتي .. وأشكر معك زميلنا عمر الذي أتاح لي الفرصة لأقرأ سطورا أبكت قلبي .. لاقرأ حلم الامل الموجع
العيد ميساء يأتي عبوسا قمطريرا ليس جديد فيه غير الأوجاع سكب الدموع .. نحلم بعام ياتي فيه الحب ويعم السلام ويمنحنا الامل
كلماتك رائعة مثلك متألقة بإحساسك وصدق مشاعرك
تحياتي لك ودمت بخير
العيد ميساء يأتي عبوسا قمطريرا ليس جديد فيه غير الأوجاع سكب الدموع .. نحلم بعام ياتي فيه الحب ويعم السلام ويمنحنا الامل
كلماتك رائعة مثلك متألقة بإحساسك وصدق مشاعرك
تحياتي لك ودمت بخير
سميرة عبد العليم- عضو متميز
- الأبراج الصينية :
عدد المساهمات : 1340
تاريخ الميلاد : 01/07/1973
تاريخ التسجيل : 10/01/2011
العمر : 50
رد: رسالة إلى عام مضى
سميرة عبد العليم كتب: عيدك مبارك عزيزتي .. وأشكر معك زميلنا عمر الذي أتاح لي الفرصة لأقرأ سطورا أبكت قلبي .. لاقرأ حلم الامل الموجع
العيد ميساء يأتي عبوسا قمطريرا ليس جديد فيه غير الأوجاع سكب الدموع .. نحلم بعام ياتي فيه الحب ويعم السلام ويمنحنا الامل
كلماتك رائعة مثلك متألقة بإحساسك وصدق مشاعرك
تحياتي لك ودمت بخير
غاليتي سميرة
الله يسعد أوقاتك
المفروض انه العيد للفرح وللتسامح وللمصالحة أليس لهذا السبب وجد العيد ؟ ولكن انظري حولك الكل يتطاحن وليس يتحارب لا يأبهون لعيد ولا يأبهون للشهر الفضيل ولا يكترثون لشيء فكيف سيكون شكل العيد مع أمة لم يعد التسامح من شيمها ولم يعد يهمها التصالح ولم تعد ترغب بالمهادنة ولا الحوار لم نعد نسمع إلا صوت الفوضى في كل مكان ..
الله يرحمنا ويلطف بنا يا رب ..
شكرا لك غاليتي والله يسعد كل أيامك
وكل عام وانت بألف خير .
--------------------------------
الوجه الآخر لي
إصداري الورقي الثاني
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أمس في 15:45 من طرف ميساء البشيتي
» منشورات ميساء البشيتي في جريدة عرب كندا
أمس في 15:40 من طرف ميساء البشيتي
» على حافة الوطن
الثلاثاء 23 أبريل 2024 - 11:55 من طرف ريما مجد الكيال
» الوطن كما يجب أن يكون
الإثنين 22 أبريل 2024 - 11:35 من طرف ورد العربي
» .لماذا لم يخبرنا بأنه محبطٌ؟ أحمد خالد توفيق
الأحد 21 أبريل 2024 - 12:20 من طرف خيمة العودة
» زهر اللوز هو عنوانك
السبت 6 أبريل 2024 - 11:42 من طرف لبيبة الدسوقي
» حدائق اللوز
السبت 6 أبريل 2024 - 11:42 من طرف لبيبة الدسوقي
» أصوات من غزة
الجمعة 5 أبريل 2024 - 12:11 من طرف خيمة العودة
» دعاء ختم القرآن الكريم
الجمعة 5 أبريل 2024 - 11:59 من طرف دانة ربحي
» وجوه عابرة
الجمعة 5 أبريل 2024 - 11:53 من طرف ميساء البشيتي
» العهد
الثلاثاء 2 أبريل 2024 - 21:58 من طرف راما البلبيسي
» صافحيني غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:35 من طرف طارق نور الدين
» على عيني يا غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:35 من طرف طارق نور الدين
» هولاكو في غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:33 من طرف طارق نور الدين
» من يخاطبكم يا ميتون
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:32 من طرف طارق نور الدين
» ثوري غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:30 من طرف طارق نور الدين
» أين المفر يا غزة
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:30 من طرف طارق نور الدين
» إعدام غزة !
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:28 من طرف طارق نور الدين
» تحركوا أيها الدمى
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:26 من طرف طارق نور الدين
» رسالة من طفل غزة إلى سلاطين العرب
الجمعة 29 مارس 2024 - 12:25 من طرف طارق نور الدين
» كم أنت بعيد يا أفصى
الجمعة 22 مارس 2024 - 12:06 من طرف رمزية بنت الفرج
» يا زهرة المدائن ..يا قدس
الجمعة 22 مارس 2024 - 12:04 من طرف رمزية بنت الفرج
» من يكرمكن نساء غزة ؟
الجمعة 22 مارس 2024 - 11:55 من طرف رمزية بنت الفرج
» جربت تنام بخيمة؟ بقلم اسماعيل حسين
الثلاثاء 27 فبراير 2024 - 11:00 من طرف خيمة العودة
» يسألني الياسمين ... ؟
الأحد 25 فبراير 2024 - 11:19 من طرف سلامة حسين عبد النبي