مر الربيع...

في مثل هذا اليوم، سلبت مني روحي وعشت بروح مستعارة

**مرَّ الربيع**

ربيع يتلوه ربيع...
عشر مرات مرَّ الرَّبيع
مرَّ كئيباً بئيساً مثلي
فقدتْ وروده عطرها
كما فقدتُ عطركِ
أُقبِّل صورتكِ كلَّ صباحٍ
أسترجع ذكريات صباحات جميلة
إذْ كنتِ معي
أمَّاه أين أنتِ..؟
كيف أعيد للرَّبيع بهجته..؟
ومن أين أستعِير عطراً لوروده..؟
مضى ربيعي دونكِ
شوقك ِاِلتفَّ حول نبضي
كسوارٍ من نار
واستهلك حزْني ورودَ فؤادي
مرَّ عقدٌ وأنا أبحثُ عنكِ
عن ضياء عيْنيْكِ
ليدلِّلني
لا تدعيني لاجئةً في صدركِ
باحثةً عن دفئكِ
في جوٍّ طغت فيه برودةُ المشاعر
وهانت فيه طقوسُ الوداع
أمَّاه..
دعيني أتسلل داخلكِ
أُوقظ نبضكِ من جديدٍ
لكي تسْتشعري أمواج نبْضي النَّازف جرحاً
عقدٌ مرَّ
انفرطتْ فيه حبَّات عقد فرحي
توسدتُ الضًّياع
أصبحتُ غامضة
صندوقي الأسود
ممتلئٌ بالدمع والصَّمت
أمَّاه..
سأخبركِ سرّاً
فقد أضعتُ مفاتيحه عمداً
حين تفجَّر الشَّوق منِّي
امتطيتُ صهوة أحلامي
لأعيش لحظتي معكِ
فأنتِ إلهة حبِّي..
رسمتكِ فجراً
نظمتكِ قصيدةً
لأتغنَّى بها جهراً
كلَّما تلبَّسني شيطان الشَّوق
مرَّ عقدٌ
وحديثُ قلبي
لمْ ولنْ ينسَى اسمكِ
عطركِ مازال يُنعشني
فراشةٌ أنتِ تحلِّقين في سمائي
ونجمةٌ تنير لي دربي
وفي ممرِّ الوداع تلتقي أرواحُنا
أُهديك بسمةً
فقبلةً
فعناقاً طويلاً
ثمَّ تغِيبين..!
يهربُ همسي منِّي
يتبعكِ بقصيدة حبلى
فترفَّقي بقافيتي
وارْوِني أملاً
كي أستطيع المسير
مدينةٌ لكِ بهذا الوشاح الذي زيَّن قصائدي
وأعودُ..
أعودُ كطائرٍ بلَّله المطر
التحفتُ ندى الشَّوق من جديدٍ
في جوٍّ عاصفٍ كئيبٍ
هانتْ فيه كلُّ طقوس الانتظار
مرَّ العقدُ الأول
بزغ صباحي
لملَم ليلي حقائبَ السَّمر
خيوطُ الشَّمس تغازلني
اِرتشفتُ قهوتي من فنجانكِ
رأيت صورتكِ بداخله
سمعتُ صوتكِ
فككْت شفرة خطوط فنجاني
لم أعدْ أحتاج لعرافةٍ
فهمسكِ يملأ جوارحي
بالرِّضا
ويقول لي:
اِعتني بنفسكِ.

الله يرحمهم ... لا أحد يملأ أمكنتهم وأحضانهم وينثر دفئهم وحنانهم ... دمت بمحبة غاليتي
اللهم آمين.. رحم الله امواتنا جميعا، وأسكننم جنة الفردوس مع الشهداء والصديقين. دمت راقية أستاذتي الكريمة

حقا عزيزتي فاطمة للأمهات عبير خاص .
رحم الله أمهاتنا جميعا، وبارك في عمر الأحياء منهن